النساء اكثر تحملا للالم(( الوحم ))

[مناحي السادس عشر]

مع كل ما يتظاهر به الرجل من قوة وصلابة وتحمل للمشاق، تثبت تجارب الحياة أن المرأة أكثر تحملا للألم، ويكفي ما تعانيه في فترة الحمل الممتدة لتسعة أشهر من الآلام المتواصلة، بداية بما يسمى بالوحم، وانتهاء بآلام الوضع. ولكنها لا تكترث، ولا تأبه لهذه الآلام، مقابل أن تحظى بطفل رائع يملأ عليها حياتها فرحة وسعادة.
والحمل بالنسبة لها إكمال لأنوثتها وفطرة فيها، لهذا تنسى معاناتها حتى أثناء الحمل عندما تفكر في هذا الصغير القادم، وتتخيل جنسه وشكله، وتبدأ تفكر في ماذا نسميه؟، على اسم أبيها أم جده لأبيه، وفجأة يعكر صفو ذلك التفكير شعور بالغثيان وكره لرائحة الأطعمة المطبوخة، إنه الوحم.... والذي لا يعرف له سبب طبي حتى الآن على الرغم من المعاناة الشديدة التي تواجهها النساء في بداية أشهر الحمل.
ويعتقد بعض العلماء أنه ينتج من حساسية لهرمونات الحمل خاصة الكوريونات المشيمية أو تأثير هرمونات الحمل على مراكز القيء في المخ أو من العوامل النفسية المصاحبة للحمل بالذات اذا كانت المعدة خاوية، كذلك قد ينتج عن نقص بعض الفيتامينات مثل (فيتامين ب1 ب6 ب12).
ويعتقد بعض الباحثين أن حب أغذية معينة لها علاقة بمواقف مرت بها الحامل منذ زمن أو كرهها فهو تعبير عن شعورها وحنينها لأشياء ومواقف معينة فقد لا يكون الوحم من الأغذية فقط، فبعض الحوامل قد تشتهي الطين او البلاستيك وتتمنى أخريات فاكهة الشتاء في الصيف أو العكس ولكن لا علاقة لها بما يقوله البعض انه نقص في فيتامين معين لأنه لا يوجد فيتامين في البلاستيك مثلا.
مرحلة القلق
بعد بداية الحمل مباشرة تشعر الحامل بالغثيان وميل للقيء خصوصا في الصباح، وفقدان الشهية للأكل، وفي حالات كثيرة تكون هناك أعراض نفسية حيث تتوقع السيدة حدوث القيء مع الحمل وتعتبره دليلا على الحمل. وتنتهي فترة الوحم من تلقاء نفسها قبل انتهاء الشهر الثالث للحمل.
قد يطغى الوحم على حاسة الشم فتشعر أنها لا تحتمل رائحة البصل أو رائحة الدجاج أثناء طهيه، أو رائحة اللحم أو رائحة العطور، والطامة الكبرى لنا نحن الرجال إذا أصبحت لا تحتمل رائحة زوجها، فتغالب المسكينة نفسها لكي لا تجرح شعوره. ويصعب عليها أن تقول له، أن رائحتك كريهة ... عسى الله أن يخفف عنهن ويكفينا شر الوحم، وان حصل فعسى ألا يكون الزوج المسكين ضمن قائمة المكروهات، لم أسمع مرة بأن توحمت الزوجة بحب زوجها فتعلقت به أكثر.. هل سمعتم بهذا؟.. أرجو ذلك لكم أخواني الأزواج الطيبين بشرط ألا تكون أقوى من المطلوب فتعيشون حقيقة في القفص الذهبي!!
ومن الغريب أن الوحم قد يحدث للرجال والأطفال.
وسائل العلاج
على كل حال يمكن علاج الوحم بسهولة وأول وسائل العلاج وأهمها تجنب التفكير الدائم أو توقع الوحم فإن نجحت المرأة في ذلك فإنها ستشعر بتحسن في اليوم التالي ولكن ستبقى بعض الأعراض.
وللتقليل من مشكلة الوحم أنصحك أختي الكريمة بالآتي:
1 تناول وجبة خفيفة في الصباح. ويفضل بعض النساء أن تتناولها قبل نهوضها من الفراش، وأنصح بتناول قطعة خبز جاف وعليها قليل من المربى أو العسل ففي العسل فوائد كثيرة للحامل بصفة عامة ولمن تعاني من الوحم بصفة خاصة. ففيه فائدة للجنين ويساعد على التقليل من الامساك الذي يحدث للكثيرات، كما أنه مهدئ للأعصاب ويساعد على النوم، كما يمكن الاستعاضة عن الخبز بالبسكويت الجاف أو الفاكهة غير الحامضية.
واذا استيقظت أثناء الليل فيمكن تناول أحد أقراص البسكويت.
2 تجنبي الإكثار من السوائل ما عدا الماء، وتشكو بعض الحوامل من تكرار التبول. وهذا بسبب ضغط الرحم على المثانة فتصغر في الحجم فلا تستطيع احتواء كمية كبيرة من البول.
3 لا تتناولي كميات كبيرة من الطعام مرة واحدة، بل تناولي كميات قليلة من الطعام على فترات متعددة، مثلا 45 وجبات في اليوم. وهذا يساعد في التخلص من الحموضة مع البعد عن اللأغذية الدهنية.
4 تجنبي تناول الأطعمة الدهنية والمقلية والفطائر والشطة والبهارات وشوربة اللحم والمياه الغازية والشاي والقهوة.
5 أكثري من أنواع غذائك. فإذا كرهت اللحم فاستعيضي عنه بالفول والعدس والحليب قليل الدسم أو منتجاته، كما أن في الفواكه والخضار فوائد لا تعد ولا تحصى بالذات للحامل ومن خصوصية فوائدها لك أنها تمد جسمك بالفيتامينات والمعادن الضرورية لك ولجنينك كما أنها تقلل من مشكلة الامساك.
6 ضعي في حقيبتك بسكويتا تحبينه لوقت الحاجة ويفضل أن يكون محتويا على الحليب.
7 وتأكدي أن من خلق هذا الجنين قد تكفل برعايته فسيأخذ ما يحتاجه ولو كان على حساب نقص تلك العناصر لديك. لهذا احرصي على تغذية نفسك لصحتك أولا.
8 لا تخافي ولا تقلقي اذا قل أكلك، صحيح ان قلة الأكل مشكلة ستعانين من تبعاتها صحيا وقد يتأثر بها جنينك. ومن عجيب قدرة الله سبحانه وتعالى أن جعل امتصاص العناصر الغذائية من الأمعاء بمعدل أعلى بكثير من الحالة العادية ولا يعرف كيف يحدث ذلك بالتفصيل


منقول :)