المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الشركات الهندية.. فيل جائع



أبوتركي
12-04-2007, 12:53 AM
مجموع عمليات استحواذها بلغ 23 مليار دولار العام الماضي و10.7 مليارات في الربع الأول من 2007
الشركات الهندية.. فيل جائع


12/04/2007 لا شيء أحلى على قلب الشعب الهندي من فوز فريقهم الوطني بلعبة الكريكت سوى نجاح شركاتهم المحلية بالاستحواذ على نظيراتها عالميا.

وحتى الآن ومنذ بداية العام اعلنت الشركات الهندية عن 34 عملية استحواذ يبلغ مجموعها 10.7 مليارات دولار تبعا لمؤسسة البحوث ديلوجيك، وسجلت الشركات الهندية العام الماضي 23 مليار دولار كقيمة لصفقات الاستحواذ أي ما يعادل خمسة اضعاف الرقم المسجل سابقا واكثر من مجموع الاستثمارات الاجنبية في الشركات الهندية.

وبالنسبة للشركات الصناعية المحلية، فيبدو الكثير منها مبتهجا بعمليات الشراء هذه التي تشير في رأيهم الى عصر نهضة تعيشه الهند.

ويعلق على الأمر رئيس مجلس ادارة شركة أدتييا بيرلا 'ان الهند تعيش مرحلة نهوض جديدة، وعمليات الاستحواذت ما هي الا دليل واضح على الاحترام والتقدير الذي تحظى به في العالم'.

صفقات خيالية

وكانت شركة هيندالكو اشترت الشهر الماضي منافستها شركة صناعات الألمنيوم نوفيلز الاميركية بقيمة بلغت 6 مليارات دولار لتصبح بذلك الشركة الهندية أكبر مجموعة في الألمنيوم عالميا.

إلى جانب ذلك، خططت شركة كاتا ستيل لأكبر صفقة في اكتوبر الماضي، عندما وافقت على شراء 'كورس' المنافس الألماني - الانكليزي، وتبلغ قيمة الصفقة 13.2 مليار دولار وهي 9 اضعاف حجم صفقة الاستحواذ الاكبر الاجنبية التي تقوم بها شركة هندية.

وكلتا الصفقتين تعكسان الظروف التي تشجع كثيرا من الشركات الهندية التجارية الصغيرة لشراء نظيراتها العالمية في الصناعات الدوائية والكمبيوتر واجزاء السيارات والطاقة واخرى.
وكانت الشركات الهندية بدأت قبل نحو ثلاثة اعوام بجمع الأموال الطائلة ليبلغ متوسط هامش ربحيتها حوالي 10 في المائة، اكثر مرتين عن المتوسط العالمي.

ويتضح من خلال التقديرات ان 60 في المائة من اصل 200 شركة هندية رائدة تتطلع للاستثمار في مصادر اجنبية.

واصبح تحويل هذه الصفقات اسهل من قبل فبعد عملية الإصلاح التي تعرضت لها أسواق الأوراق المالية، عاشت البورصة طفرة مالية وبقيت معدلات الفائدة فيها منخفضة.

سيولة متوافرة

اضافة الى ذلك، زالت عوائق كثيرة بما فيها القواعد التي تحدد القرض الذي تستطيع الشركات ان تجمعه.

وقامت 'رابناكي'، وهي شركة صناعات دوائية العام الماضي بإصدار سندات بقيمة 440 مليون دولار لتمويل ثماني عمليات استحواذ في أميركا ورومانيا وإيطاليا وجنوب افريقيا وأماكن أخرى في العالم.

يقول بيرلا انه من الصعب تخيل شراء 'نوفيلز' قبل خمسة أعوام، وهو دليل على أهمية هذه العروض بالنسبة للشركات الهندية التي تبحث عن الثقة في العالم.

ويمثل مجموع قيمة النفقات الهندية في الخارج 1.8 في المائة من مجموع صفقات الاستحواذ الخارجية في العالم، حسب احصائية العام الماضي. لكن هذه النسبة تنمو خاصة ان متوسط حجم الاستحواذات الهندية الأجنبية بارتفاع مستمر ووصل الى نحو 315 مليون دولار في الأعوام الأخيرة.

ومن الواضح ان العمل التجاري للشركات الهندية مستمر نحو العالمية، واحد طرقه شراء الشركات الاجنبية وستساهم ازالة العوائق في ما يخص الاستثمار المباشر في الهند بفوائد عالمية من حيث التكنولوجيا وعودة التوازن للبلاد.

ففي 22 مارس الماضي وبعد مرات عدة من التأجيل، وافقت الحكومة على اقتراح برفع الحد من ملكية الأجانب في شركات الاتصالات الى نحو 74 في المائة.

وكانت الشركات الهندية بدأت نشاطها العالمي عام ،2000 عندما شهدت توقيع 50 صفقة أجنبية بلغ اجماليها اقل من مليار دولار. ومعظم الصفقات التي تمت كانت عن طريق شركات صناعات دوائية وخدمات كمبيوتر.

أياد رخيصة

وبالنسبة لكثير من الشركات، فإن الاستحواذات على الشركات الاجنبية طريق نحو ايصال الأيادي العاملة الرخيصة والماهرة الى الاسواق الجديدة، وتأسيس علاقات قوية مع عملاء لهم.
ويعلق رئيس شركة 'رابناكي' مالفندر سينغ على الأمر قائلا: 'الهند بالنسبة لنا سوق واحد في العالم وهو مهم جدا لشركتنا'.

من ناحية اخرى، تجد الشركات الهندية المختصة بالتكنولوجيا ضالتها في عمليات الاستحواذ هذه، تماما كما حدث مع شركة هندالكو' التي اشترت 'نوفيلز' الشركة التي تصنع علب الالمنيوم، ومنتجات عالية القيمة، فالأمر بالنسبة للشركة الهندية يحتاج الى خمسة اعوام اذا ما ارادت تطوير منشأة صغيرة في الهند مشابهة لنظيرتها الاجنبية وهو امر لا يمكن فعله.

يقول بيرلا: 'في الاعوام الثلاثة المقبلة نكون وصلنا الى ما نصبو اليه من انتاج علب الالمنيوم، ويحتاج الامر التوزيع على مستوى عالمي للحصول على قيمة مضافة لشركتنا'.

وعلى صعيد متصل تعتبر التكنولوجيا امرا مهما لشركة سزلون انرجي خامس اكبر شركة في العالم لتصنيع المحركات التي تعمل بطاقة الرياح.

ففي العام الماضي، دفعت الشركة مبلغ 565 مليون دولار لشراء 'هانزن' وهي شركة بلجيكية لتصنيع علب التروس.

يقول رئيس الشركة الهندية تولي تانتي معلقا على الصفقة ان 'سزلون تفهم بتكنولوجيا الرياح وهانزن تختص بعلب التروس فقط، لذا فان اندماج الفريقين معا وقيامهما بتصميم المنتجات التي تهدف اليها امر منطقي'.

وكانت 'سزلون' وقعت ثالث اكبر صفقة بين الشركات الهندية لشراء 'ريد باور' مصنع المحركات الالماني بمبلغ 1،3 مليار دولار الشهر الماضي. ولهذا تعتبر مثل هذه الصفقات نموذجا لشركات الاقتصادات الناشئة، لكن قصة استحواذ شركة تاتاستيل' على 'كورس' مختلفة، فالشركة كانت تناضل للتحرر ونجحت بالاستثمار في الانتاج المركز على زيادة رأس المال.

طموحات كبيرة

وكانت ارخص شركات الحديد تكلفة في العالم قابلة على جمع المال لشراء كورس اكبر منافس لها في تصنيع الحديد لتصبح بذلك الشركة الهندية خامس اكبر مصنع للحديد في العالم.
وتهدف الآن للسيطرة على سوقها.

وقلة هي الشركات الهندية التي تكون قادرة على تحقيق طموحات كبيرة ومعظم الشركات المملوكة للعائلات متحفظة في قبولها للمخاطر المرافقة لعملية الاستحواذ.

ومع ذلك، يبقى رقم عمليات الاستحواذ على الشركات الاجنبية من قبل نظيراتها الهندية مرشحا بالازدياد لتوقيع صفقات اكثر واكبر.

ولا تضع هذه الشركات اهمية كبرى لمدى نجاح الصفقة ام لا، فحتى الآن لم تفشل عملية استحواذ اجنبية كبيرة، وتبعا لمستشاري 'ماكينزي' فان نسبة نجاح عمليات الاستحواذ خارج حدود البلاد تتراوح ما بين 60 - 70 في المائة.

يقول سينغ 'من المهم جدا للشركات ان تنظر للاقتصادات على اساس منطقي والا تأخذها العاطفة وحب السيطرة المبالغ فيها'.

هذه الكلمات مهمة للشركات الهندية الفخورة خاصة ان فريقها الوطني للكريكيت يواصل خسائره.

سوالف بورصة
12-04-2007, 12:55 AM
يعطيك العافية