تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير اقتصادي ... أسعار العقارات في بريطانيا تتجه الى التراجع



أبوتركي
12-04-2007, 01:35 AM
تقرير اقتصادي ... أسعار العقارات في بريطانيا تتجه الى التراجع


لندن - عمر حنين:

حذر خبراء العقار من أن أسعار المنازل في بريطانيا ستنخفض مع حلول العام القادم بعد الارتفاع المضطرد الذي استمر لأعوام طويلة ما سيؤدي الى هزة كبيرة في الأوساط الاقتصادية هنا.

وكان الارتفاع المتزايد في أسعار العقارات قد أدى الى أزمة كبيرة حيث ان اعدادا كبيرة من الشبان قد اصبح من المتعذر بالنسبة لهم تملك أي وحدة سكنية حتى ولو كانت تضم غرفة واحدة. وقد تم تقدير سعر الشقة من غرفة أو غرفتين في أحياء لندن الراقية بحوالي مليون دولار أي نحو 550 ألف جنيه استرليني في الوقت الحالي.

ولكن الخبراء اكدو ان سوق العقار سيتجه الى الهبوط الحاد في عام 2008 وذلك بعد زيادة سعر الفائدة على القروض العقارية حيث بلغت 7 في المائة حاليا. ويأتي ذلك بالرغم من أن مصرف انجلترا المركزي كان قد حدد سعر الفائدة بنسبة 2،25 في المائة فقط.

ويرى الاقتصاديون ان البنك سيضطر الى رفع سعر الفائدة للمرة الرابعة خلال عام واحد قريبا وذلك لتفادي زيادة التضخم وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وكان الخبراء قد دقوا نواقيس الخطر منذ مدة إزاء الارتفاع الزائد في أسعار العقارات، وخاصة مع استمرار تدفق المشترين من خارج بريطانيا الذين يرغبون في الاستثمار في العقار ومن بينهم مستثمرون من اليابان وأمريكا ومن منطقة الخليج. ويركز هؤلاء المستثمرون على شراء المنازل الفاخرة التي قد يزيد سعر المنزل منها على مليون جنيه استرليني، خاصة في بعض الأحياء الراقية مثل بلغرانيا وهابتسيد وهاي غيت في شمالي لندن. ولذلك فإن هذه الظاهرة أدت الى نقص حاد في المنازل الفاخرة المعروضة للبيع. وقد تفاقمت الأزمة أخيراً بعد أن أكدت التقارير الاقتصادية أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في دخل بعض الأفراد من كبار التنفيذيين في المصارف والشركات الكبرى، وعلى العكس من ذلك فإن دخل الطبقات القصيرة قد هبط على نحو لم يحدث منذ 25 عاماً كاملة.

وذكرت صحيفة “الديلي تلغراف” اليوم أن جانباً كبيراً من اللوم يوجه الى جوردون براون وزير المالية والخليفة المرتقب لتوني بلير في زعامة حزب العمال قريباً. ويرجع ذلك الى أن براون قد قام بزيادة الضرائب غير المتطورة عدة مرات خلال الأعوام الأخيرة ومن دون أن يشعر غالبية الناس بذلك وعلى نحو أسفر في النهاية عن مواجهة الملايين لمصاعب في تحمل أعباء المعيشة الباهظة وخاصة أسعار العقارات. وتشير الاحصائيات الى أن أسعار العقارات قد زادت على نحو كبير لا يتمشى مع زيادة المرتبات للسواد الأعظم من الناس وخاصة المدرسين والممرضات وصغار الموظفين.

ورجح خبراء عديدون ان بريطانيا تشهد نهاية الازدهار الكبير الذي شهدته أسواق العقارات لأكثر من عشرة أعوام. ولذلك فإنه من المتوقع أن يحدث هذا “التصحيح” في العام المقبل، إلا أن بعض الخبراء يعربون عن قدر من التفاؤل بأن هذا التصحيح لن يكون حاداً على نحو ما جرى في أوائل التسعينات من القرن الماضي.

ومن المؤكد أن تراجع أسعار العقار الذي يعتبر من أهم المعايير الاقتصادية هنا سيؤثر في الكثير من الذين يعتبرون المنازل أكبر مصدر استثماري لهم بالنسبة للمستقبل، وقد لوحظ أن هناك نقصاً حاداً خلال الفترة الأخيرة في المنازل في أنحاء عديدة من بريطانيا، وذلك بعد أن اتضح أن معظم التعاملات في هذا المجال تتم عن طريق المزادات أو على نحو مغلق.

وكان رجال الاقتصاد قد حذروا منذ فترة من احتمال حدوث انكماش في أسواق العقارات لأعوام طويلة ولكن الاسعار ظلت تتجه إلى الارتفاع. إلا أن اسعار الفائدة أصبحت في أعلى معدل لها منذ ستة أعوام مما يثير هذه المخاوف حول ضرورة حدوث هذا التصحيح المرتقب، وكان محافظ بنك انجلترا المركزي قد أعلن في الاسبوع الماضي أنه لاحظ أن أسواق العقارات قد بدأت في التراجع، وتوقع المحافظ ميرفين كينج أن تبدأ أسعار العقارات في التعرض لحالة من الهبوط الكبير خلال الأعوام المقبلة.

ومن ناحية أخرى ينوه الخبراء بأن الإحصائيات الأخيرة توضح أن منزلاً واحداً من بين كل خمسة منازل يتم شراؤها الآن في لندن تخصص للاستثمارات ولكن الظاهرة اللافتة للنظر هي الانتعاش الضخم في أسواق العقارات في إقليم ايرلندا الشمالية بعد أن أثمرت عملية السلام هناك وحققت استقراراً أمنياً ملحوظاً هناك ويقول الخبراء إن المنازل في الإقليم تشهد أكبر ازدهار في أوروبا كلها، ولهذا فإن هناك اقبالاً متزايداً من المستثمرين على شراء المنازل في الاقليم.