أبوتركي
12-04-2007, 01:49 PM
مطالبات بالعدالة في التخصيص منعا للإجحاف بحق صغار المكتتبين
خبير: طرح "كيان السعودية" نقطة تحول قد تعيد للاكتتابات أيام انتعاشها
الرياض - نضال حمادية
قلل خبيران اقتصاديان من أهمية الأحاديث التي تدور عن تأثيرات سلبية لطرح شركة "كيان" على السوق السعودية، معتبرين توقيت الطرح مناسبا ولا يدعو للقلق أبدا.
وفيما توقع أحدهما أن يكون اكتتاب "كيان" بمثابة نقطة تحول في مسيرة الطروحات الأولية باتجاه إعادة أمجادها أيام الانتعاش، ركز الآخر على العدالة في عملية التخصيص، منعاً للإجحاف بحق صغار المكتتبين لحساب كبارهم.
وكانت هيئة السوق المالية قد أوضحت في إعلان لها أمس الأربعاء 11/4/2007 أن مجلسها وافق على طرح 675 مليون سهم للاكتتاب العام وهو ما يمثل 45% من عدد أسهم "كيان السعودية" البالغ رأسمالها 15 مليار ريال ( الدولار يعادل 3.75 ريال).
وحدد الإعلان زمن الاكتتاب بعشرة أيام تبدأ من 28/4 وتنتهي في 7/5/2007، على أن يكون حد الاكتتاب الأدنى 50 سهما للفرد، مقابل حدا أعلى يصل إلى 20 مليون سهم، وبقيمة اسمية مقدارها 10 ريالات.
حزمة مزايا
من جانبه علّق الرئيس التنفيذي لشركة أموال فهد القاسم على رفع الحد الأعلى للاكتتاب إلى رقم غير مسبوق بقوله إن هذا الإجراء لا يحمل في طياته أي إشكالية أو ضرر، بل هو دلالة واضحة على احتمال كبير للجوء إلى عملية التخصيص بعد نهاية الاكتتاب، متوقعا أن يشكل اكتتاب "كيان السعودية" منعطفا جديدا في مسيرة الطروحات الأولية، ما قد يعيدنا ولو بشكل مؤقت إلى عهد الانتعاش والإقبال الشديد على الاكتتابات حين كانت هذه تُغطى بنسبة 400 و500 %.
وعزز القاسم رؤيته المتفائلة بتركيزه على ما اعتبره حزمة من المزايا التي يجمعها اكتتاب "كيان" تحت مظلته، ومنها نشاط الشركة المتعلق بالبتروكيماويات، والنجاح الذي ينتظرها كونها ستدار بنفس آلية الإدارة في سابك، وهي أكبر مالك في "كيان"، علاوة على ارتفاع نسبة الأسهم المطروحة للتداول إلى 45% من إجمالي أسهم الشركة، أما الميزة الأخيرة فتتجلى في أن السهم "منزوع العلاوة" أي أنه مطروح بقيمته الاسمية فقط.
وحول انعكاس "كيان السعودية" على موقع سابك وسعر سهمها في السوق، قال القاسم إن هذا التأثير لن يظهر إلا بعد طرح الشركة للتداول واستقرار سعر سهمها، مضيفا أن مكانة سابك ستتعزز بمقدار متناسب مع زيادة سعر سهم "كيان"، الذي قد يصل إلى 20 ريالا أو أكثر. أما بالنسبة لشركات القصيم الزراعية واسمنت اليمامة والجبس، فإن حجمها وحدود ملكياتها في "كيان" لا تؤهلها لنفس الدرجة من التأثير المتبادل.
واعتبر القاسم في ختام حديثه لـ"الأسواق نت" أن توقيت طرح الاكتتاب مناسب، ومن المستبعد أن يُحدث ما يتم ترويجه من انعكاسات ضارة على السوق، قائلا إن هيئة السوق المالية "أحسنت صنعاً بالتزامها بما وضعته من جداول للاكتتابات، بغض النظر عن حالة السوق؛ لأن الخطط والبرامج لا يجب أن تخضع لردود أفعال تتفاوت بتفاوت الظروف المتغيرة في كل لحظة".
لا لفكرة المساواة
ورأى المحلل الاقتصادي أمجد البدرة أن أهم نقطة ينبغي الالتفات إليها في اكتتاب "كيان" هو ألا يكون "فرصة للإجحاف" بحق المكتتبين الصغار، لاسيما وأن بعض تجارب الاكتتابات السابقة أعطت نموذجا غير سوي لعملية التخصيص عندما اعتمدت وبشكل مطلق أسلوب النسبة والتناسب بين عدد الأسهم المكتتب بها والمنوي تخصيصها، ما أضر بصغار المكتتبين لصالح كبارهم، وهذا أكثر ما يتجلى واضحا في الاكتتابات المغرية اقتصاديا والتي ينتظرها عامة الناس بفارغ الصبر سعياً للظفر بأكبر قدر ممكن من أسهمها.
وطالب البدرة بالعدول عن فكرة المساواة في نسبة التخصيص بين كبار المكتتبين وصغارهم، والاستعاضة عنها بوضع حد أدنى يكون معفى من تطبيق نسبة التخصيص عليه، لإتاحة المجال أمام ذوي الدخل المحدود من أجل تنمية جزء من مدخراتهم عبر هذا الاكتتاب، الذي يعد الأكبر منذ عام 2003 عندما تم طرح "الاتصالات السعودية".
وأبان البدرة أن تأثير "كيان السعودية" إيجاباً على الشركات التي تمتلك حصصا فيها أمر مفروغ منه نظريا، لكنه على أرض الواقع قد يختلف قليلا أو كثيرا، في سوق "أوراقها مختلطة"، منوها أن حصة "سابك" من الشركة الوليدة والبالغة 35% كافية جدا لترسيخ ثقل "سابك" في الاقتصاد والسوق، أياً يكن سعر سهم "كيان" لاحقا، طالما أنه من المستبعد أن ينخفض عن سعر الاكتتاب.
وأبدى البدرة اتفاقه مع توقيت طرح الاكتتاب، مقللا من المبالغات التي تراه "كارثة على السيولة والسوق"، خصوصا وأن قيم التداولات اليومية تقارب أو تكاد تزيد عن رأسمال "كيان" كاملا.
خطوة في مخطط
بدوره وصف مراقب التداولات عبدالله العامر إعلان الهيئة عن موعد اكتتاب "كيان" بأنه نهاية لمرحلة وبداية لأخرى، فهو من جهة نهاية لجو التكهنات والترقب الذي كان مسيطرا على أذهان المتداولين بين مصدق ومكذب لإمكانية طرح "كيان" قريبا، ومن جهة ثانية هو بداية لمرحلة أخرى يستغلها البعض في "نسج" قصص مختلفة تجعل كل من يقرؤها متأثرا بها أكثر من تأثره بمضمون وحقيقة نبأ الاكتتاب.
ونبه العامر إلى أن السوق السعودية باتت تضم "محترفين في توظيف الأخبار وتجييرها لمصالح فئة معينة"، حتى صار احتمال الأثر السلبي للخبر الإيجابي واردا بقوة، والعكس بالعكس، مضيفا أن التركيز على المساوئ المفترضة لاكتتاب كيان وإغفال محاسنه، هو خطوة في مخطط زرع اليأس في قلوب الناس من جدوى السوق الأولية (سوق الاكتتابات) بعدما آتى هذا المخطط أكله في قطع أمل الكثيرين من السوق الثانوية (سوق التداول)، حسب تعبيره.
وتمنى العامر على جميع الراغبين في أي اكتتاب أن يعتنوا بقراءة نشرة الإصدار الخاصة به، ويحكموا على جدواه بذاتهم أو من خلال سؤال من يثقون به، حتى لا يحرموا أنفسهم ربحاً وشيكا أو يوقعوها في خسارة بيّنة.
خبير: طرح "كيان السعودية" نقطة تحول قد تعيد للاكتتابات أيام انتعاشها
الرياض - نضال حمادية
قلل خبيران اقتصاديان من أهمية الأحاديث التي تدور عن تأثيرات سلبية لطرح شركة "كيان" على السوق السعودية، معتبرين توقيت الطرح مناسبا ولا يدعو للقلق أبدا.
وفيما توقع أحدهما أن يكون اكتتاب "كيان" بمثابة نقطة تحول في مسيرة الطروحات الأولية باتجاه إعادة أمجادها أيام الانتعاش، ركز الآخر على العدالة في عملية التخصيص، منعاً للإجحاف بحق صغار المكتتبين لحساب كبارهم.
وكانت هيئة السوق المالية قد أوضحت في إعلان لها أمس الأربعاء 11/4/2007 أن مجلسها وافق على طرح 675 مليون سهم للاكتتاب العام وهو ما يمثل 45% من عدد أسهم "كيان السعودية" البالغ رأسمالها 15 مليار ريال ( الدولار يعادل 3.75 ريال).
وحدد الإعلان زمن الاكتتاب بعشرة أيام تبدأ من 28/4 وتنتهي في 7/5/2007، على أن يكون حد الاكتتاب الأدنى 50 سهما للفرد، مقابل حدا أعلى يصل إلى 20 مليون سهم، وبقيمة اسمية مقدارها 10 ريالات.
حزمة مزايا
من جانبه علّق الرئيس التنفيذي لشركة أموال فهد القاسم على رفع الحد الأعلى للاكتتاب إلى رقم غير مسبوق بقوله إن هذا الإجراء لا يحمل في طياته أي إشكالية أو ضرر، بل هو دلالة واضحة على احتمال كبير للجوء إلى عملية التخصيص بعد نهاية الاكتتاب، متوقعا أن يشكل اكتتاب "كيان السعودية" منعطفا جديدا في مسيرة الطروحات الأولية، ما قد يعيدنا ولو بشكل مؤقت إلى عهد الانتعاش والإقبال الشديد على الاكتتابات حين كانت هذه تُغطى بنسبة 400 و500 %.
وعزز القاسم رؤيته المتفائلة بتركيزه على ما اعتبره حزمة من المزايا التي يجمعها اكتتاب "كيان" تحت مظلته، ومنها نشاط الشركة المتعلق بالبتروكيماويات، والنجاح الذي ينتظرها كونها ستدار بنفس آلية الإدارة في سابك، وهي أكبر مالك في "كيان"، علاوة على ارتفاع نسبة الأسهم المطروحة للتداول إلى 45% من إجمالي أسهم الشركة، أما الميزة الأخيرة فتتجلى في أن السهم "منزوع العلاوة" أي أنه مطروح بقيمته الاسمية فقط.
وحول انعكاس "كيان السعودية" على موقع سابك وسعر سهمها في السوق، قال القاسم إن هذا التأثير لن يظهر إلا بعد طرح الشركة للتداول واستقرار سعر سهمها، مضيفا أن مكانة سابك ستتعزز بمقدار متناسب مع زيادة سعر سهم "كيان"، الذي قد يصل إلى 20 ريالا أو أكثر. أما بالنسبة لشركات القصيم الزراعية واسمنت اليمامة والجبس، فإن حجمها وحدود ملكياتها في "كيان" لا تؤهلها لنفس الدرجة من التأثير المتبادل.
واعتبر القاسم في ختام حديثه لـ"الأسواق نت" أن توقيت طرح الاكتتاب مناسب، ومن المستبعد أن يُحدث ما يتم ترويجه من انعكاسات ضارة على السوق، قائلا إن هيئة السوق المالية "أحسنت صنعاً بالتزامها بما وضعته من جداول للاكتتابات، بغض النظر عن حالة السوق؛ لأن الخطط والبرامج لا يجب أن تخضع لردود أفعال تتفاوت بتفاوت الظروف المتغيرة في كل لحظة".
لا لفكرة المساواة
ورأى المحلل الاقتصادي أمجد البدرة أن أهم نقطة ينبغي الالتفات إليها في اكتتاب "كيان" هو ألا يكون "فرصة للإجحاف" بحق المكتتبين الصغار، لاسيما وأن بعض تجارب الاكتتابات السابقة أعطت نموذجا غير سوي لعملية التخصيص عندما اعتمدت وبشكل مطلق أسلوب النسبة والتناسب بين عدد الأسهم المكتتب بها والمنوي تخصيصها، ما أضر بصغار المكتتبين لصالح كبارهم، وهذا أكثر ما يتجلى واضحا في الاكتتابات المغرية اقتصاديا والتي ينتظرها عامة الناس بفارغ الصبر سعياً للظفر بأكبر قدر ممكن من أسهمها.
وطالب البدرة بالعدول عن فكرة المساواة في نسبة التخصيص بين كبار المكتتبين وصغارهم، والاستعاضة عنها بوضع حد أدنى يكون معفى من تطبيق نسبة التخصيص عليه، لإتاحة المجال أمام ذوي الدخل المحدود من أجل تنمية جزء من مدخراتهم عبر هذا الاكتتاب، الذي يعد الأكبر منذ عام 2003 عندما تم طرح "الاتصالات السعودية".
وأبان البدرة أن تأثير "كيان السعودية" إيجاباً على الشركات التي تمتلك حصصا فيها أمر مفروغ منه نظريا، لكنه على أرض الواقع قد يختلف قليلا أو كثيرا، في سوق "أوراقها مختلطة"، منوها أن حصة "سابك" من الشركة الوليدة والبالغة 35% كافية جدا لترسيخ ثقل "سابك" في الاقتصاد والسوق، أياً يكن سعر سهم "كيان" لاحقا، طالما أنه من المستبعد أن ينخفض عن سعر الاكتتاب.
وأبدى البدرة اتفاقه مع توقيت طرح الاكتتاب، مقللا من المبالغات التي تراه "كارثة على السيولة والسوق"، خصوصا وأن قيم التداولات اليومية تقارب أو تكاد تزيد عن رأسمال "كيان" كاملا.
خطوة في مخطط
بدوره وصف مراقب التداولات عبدالله العامر إعلان الهيئة عن موعد اكتتاب "كيان" بأنه نهاية لمرحلة وبداية لأخرى، فهو من جهة نهاية لجو التكهنات والترقب الذي كان مسيطرا على أذهان المتداولين بين مصدق ومكذب لإمكانية طرح "كيان" قريبا، ومن جهة ثانية هو بداية لمرحلة أخرى يستغلها البعض في "نسج" قصص مختلفة تجعل كل من يقرؤها متأثرا بها أكثر من تأثره بمضمون وحقيقة نبأ الاكتتاب.
ونبه العامر إلى أن السوق السعودية باتت تضم "محترفين في توظيف الأخبار وتجييرها لمصالح فئة معينة"، حتى صار احتمال الأثر السلبي للخبر الإيجابي واردا بقوة، والعكس بالعكس، مضيفا أن التركيز على المساوئ المفترضة لاكتتاب كيان وإغفال محاسنه، هو خطوة في مخطط زرع اليأس في قلوب الناس من جدوى السوق الأولية (سوق الاكتتابات) بعدما آتى هذا المخطط أكله في قطع أمل الكثيرين من السوق الثانوية (سوق التداول)، حسب تعبيره.
وتمنى العامر على جميع الراغبين في أي اكتتاب أن يعتنوا بقراءة نشرة الإصدار الخاصة به، ويحكموا على جدواه بذاتهم أو من خلال سؤال من يثقون به، حتى لا يحرموا أنفسهم ربحاً وشيكا أو يوقعوها في خسارة بيّنة.