المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفنادق الفخمة.. جانب آخر للحياة في السودان



أبوتركي
13-04-2007, 02:55 AM
الفنادق الفخمة.. جانب آخر للحياة في السودان

اتفاق السلام بين الشمال والجنوب أحدث طفرة في القطاع

الخرطوم ـ رويترز: تزين الارضيات الرخامية الملساء والاثاث الخشبي الانيق مداخل أبهاء الفنادق الفخمة الجديدة بالخرطوم، وتوحي لزوارها الذين يعانون الارهاق بترحيب من نوع جديد في البلاد التي عانت من سنوات الحرب الاهلية.
وعقب ابرام اتفاق سلام بين الشمال والجنوب في يناير (كانون الثاني) 2005 والذي أنهى واحدة من أطول الحروب الاهلية في افريقيا بدأ المستثمرون بحذر في التوافد على المنطقة، جالبين معهم الوعود بتدفق الاموال والتنمية والخدمات. وكانت الفنادق من بين الخدمات التي تحتاج إليها العاصمة.

فمع وجود بعثة ضخمة لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في اكبر عملية اغاثة في العالم والسفارات التي تتوسع بسرعة وعودة النازحين وجدت فنادق الخرطوم القديمة المتهالكة نفسها فجأة وقد ارتفعت الحجوزات فيها بمقدار الضعف او ثلاثة امثال.

وقال رجل الأعمال، حاتم عوض الله، «يدفع الناس أسعار فنادق الخمسة نجوم من اجل فنادق نجمتين». وتابع «ندفع هذه الاسعار لانه ليس هناك بديل».

وفي التسعينات من القرن الماضي، كان لدى زوار الخرطوم العرضيين خيار محدود من الفنادق سعيا وراء ملاذ من التراب والشمس الحارقة.

وظل فندق هيلتون الخرطوم الذي كان رائعا عندما افتتح قبل 30 عاما شاغرا لسنوات بعد ان دفعت حكومة متشددة بالسودان على طريق العزلة والعقوبات الدولية.

وبعد اتفاق سلام عام 2005 وعلى الرغم من صراع منفصل ومستمر في اقليم دارفور النائي اجتذب الوعد بانهاء الحرب الاهلية المستثمرين في الجنوب حيث يجري انتاج معظم انتاج السودان من النفط الذي يتجاوز 500 الف برميل يوميا. ومنذ ذلك الحين تم افتتاح اكثر من عشرة فنادق متوسطة المستوى، وهي فنادق نجمتين او ثلاثة نجوم.

لكن المعركة الكبرى تبشر بنجاح في قطاع فنادق الخمسة نجوم حيث تجد فنادق الخرطوم الشهيرة التي تعاني سوء الحال نسبيا منافسين جددا يدخلون السوق.

فعلى حين كان فندق هيلتون هو الفندق الوحيد الفخم الراقي في البلاد، افتتحت روتانا من السعودية فرعا لها في فبراير (شباط) وفي وقت لاحق من العام الجاري ستفتتح «مالتيز كورينثيا» مجمع فنادق راقيا على ضفاف النيل.

ورغم موقعه الغريب حيث انه محاط بمواقع بناء وفي وسط أكبر شارع في الخرطوم، فان فندق روتانا محجوز بالكامل منذ افتتاحه.

وقد يتعكر صفو الراغبين في الاستمتاع بأشعة الشمس بسبب تحليق الطائرات على علو منخفض فوق حمامات السباحة التي تقع على طريق المطار المزدحم. ويبدو حتى الآن ان وزراء الحكومة من بين اقلية بوسعها تحمل تكلفة النادي الصحي التي تبلغ 100 دولار في اليوم الواحد.

لكن الفندق على ثقة بانه سيبقى حافلا بالنزلاء حتى بعد انتهاء عرض التخفيضات الذي قدم بمناسبة افتتاحه. ويبلغ سعر الاقامة لليلة الواحدة 325 دولاراً اميركياً مقابل 200 دولار لليلة في فندق هيلتون.

وقال مدير الفندق محمد علي «فندقنا هو الاول في نوعه الذي يفتتح منذ 30 عاما». وتابع «انه مبنى جديد وآثاث جديد. المدينة بحاجة الى هذا الفندق وربما إلى اثنين آخرين مثله».

ويقول العاملون الاقدم في مجال الفنادق الكبرى انه يوجد الكثير من العمل يمكن ان يتم. كما يقولون ان الفنادق الجديدة ربما تواجه مشكلات في العثور على العاملين اصحاب الكفاءة اللازمة الذين قضوا سنوات في تدريبهم لأن القادمين الجدد يدخلون مجال صناعة خدمية بادئين غالبا من نقطة الصفر.

وقال بيتر ستابل مدير فندق هيلتون «يمكن لاي شخص بناء فندق جميل لكن ادارته وتشغيله والخدمة هي التي ستحدد ما اذا كان النزيل سيبقى ام لا». ويستضيف فندق «هيلتون ـ الخرطوم» الذي تملك الحكومة السودانية51 في المئة منه معظم الزيارات الرئاسية والوزارية. واستضاف السودان عام 2006 ثلاثة اجتماعات قمة كبرى الى جانب اجتماعات اصغر نطاقا. واقيمت قمة لجامعة الدول العربية وأخرى للاتحاد الافريقي ولمنظمة بلدان افريقيا والكاريبي والمحيط الهادي في الخرطوم حيث طالب آلاف من اعضاء الوفود المشاركة بخدمة فنادق الدرجة الاولى.

وكان مسؤولو «فندق كورينثيا» الذي مولته حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي يأملون في ان يكون جاهزا من اجل تلك القمم لكن تصميمه غير العادي تسبب في مشكلات تقنية ادت الى تأجيل افتتاحه.

وفاز مهندس معماري من مالطا في مسابقة لتصميم الفندق، وهو على شكل سفينة بشراع، وهو مقام عند نقطة التقاء النيلين.

وقال مدير المشروع امحمد غولا «نهدف الى ان نكون الافضل.. هذا ليس مجرد استثمار لكنه بشكل اكبر هدية من ليبيا».