المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اختطاف العمال.. لغم يهدد صناعة النفط في نيجيريا



أبوتركي
13-04-2007, 04:15 AM
اختطاف العمال.. لغم يهدد صناعة النفط في نيجيريا


بورت هاركورت - دب أ: انتهت أيام الحفلات الصاخبة في بورت هاركورت. بهذه الكلمات عبر مقاول البناء جابرييل بيتر عن الوضع الراهن في ميناء تصدير النفط الأول في نيجيريا متذكرا الأيام الخوالي عندما كانت النوادي الليلية المنتشرة في الميناء تغص بالعمال الأجانب الذين يعملون لدي شركات النفط الأجنبية في نيجيريا مثل رويال داتش شل وأجريب وتوتال وغيرها.
ويضيف بيتر وهو بريطاني يعمل في المدينة التي تعد مركزا لصناعة النفط في نيجيريا منذ 12 عاما "كنا نلهو طوال الليل ونتحرك في المدينة بحرية كاملة .. كنا نشعر بالأمن كأجانب هنا". لم يعد عمال شركات النفط في نيجيريا يجرأون علي مغادرة منازلهم ليلا ولا نهارا إلا من خلال قوافل الشركات المسلحة. ويقول بيتر إن الموقف في بورت هاركورت لم يكن أبدا بمثل درجة السوء التي عليها الآن. والحقيقة أن الأزمات التي تحيط بصناعة إنتاج النفط في إقليم دلتا نهر النيجر مستمرة منذ بدء الإنتاج ولكن العام الماضي شهد تصعيدا كبيرا في هذه الأزمات مع مهاجمة المنشآت النفطية وتدمير خطوط أنابيب النفط. في الوقت نفسه تزايدت عمليات الاختطاف التي تستهدف عمال شركات النفط الأجنبية. ففي العام الماضي تعرض 72 عاملا أجنبيا بينهم أربعة ألمان و56 عاملا نيجيريا للاختطاف. وخلال الأشهر الثلاثة الأولي من العام الحالي تعرض 57 أجنبيا للاختطاف إلي جانب عشرة نيجيريين في حين قتل 15 شخصا علي الأقل. وتكمن المشكلة الحقيقية في إقليم دلتا النيجر في أن هذه المنطقة التي تنتج اهم ثروات نيجيريا تعاني من انتشار الفقر بين سكانها بصورة هائلة. ويعيش أغلب القرويين في هذه المنطقة بدون كهرباء ولا مياه صالحة للشرب ولا مدارس كافية ولا مستشفيات ولا أي من خدمات البنية الأساسية. وينصح الغرباء بعدم السفر في هذه المنطقة بحرا ولا عبر القوارب خاصة وأن اغلب المجاري المائية في المنطقة تعاني من غياب الأمن. كما أن التلوث الذي أصاب المنطقة نتيجة صناعة النفط فيها أدي إلي ندرة الوظائف التقليدية المتاحة في مجالات الزراعة وصيد الأسماك بالإضافة إلي تدهور الحالة الصحية للسكان بسبب تلوث المياه. وقد تعقدت الأزمة مع ظهور متمردين أطلقوا علي أنفسهم اسم حركة تحرير دلتا النيجر أوائل 2006. وخلال ثلاثة أسابيع نجحت عناصر الحركة المسلحين الذين ينتقلون في قوارب سريعة في خطف تسعة أجانب وتدمير خط أنابيب نفط وغاز ومحطة تابعة لشركة شل. وتطالب الحركة شركة شل بدفع 5ر1 مليار دولار تعويضا عن الأضرار البيئية التي ألحقتها بالمنطقة والإفراج عن أحد قادة المتمردين المسجون وانسحاب الشركات الأجنبية من دلتا النيجر. ورغم الغموض الذي يحيط بهذه الجماعة التي لا يعرف أحد علي وجه الدقة ما تريده ولا من هو المتحدث باسمها جومو جبومو فإن الحركة حققت خلال فترة كثيرة نتائج كبيرة. فقد قلصت شركة شل عملياتها في دلتا النيجر بمقدار النصف. وبالطبع فقد أدي ذلك إلي تراجع كبير في إنتاج نيجيريا من النفط الذي يشكل أحد أهم مصادر الدخل القوي للبلاد الأمر الذي يلقي بظلاله بالتأكيد علي الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها نيجيريا في الحادي والعشرين من الشهر الحالي. فلم تعد الأزمة الراهنة مجرد مؤشر علي غياب الأمن في واحد من أهم أقاليم نيجيريا من الناحية الاستراتيجية وإنما أيضا علي تراجع الحالة الاقتصادية للبلاد. فنيجيريا قبل الأزمة الراهنة كانت تنتج 4ر2 مليون برميل يوميا من النفط وكانت تأمل في الوصول بطاقتها الانتاجية إلي أربعة ملايين برميل يوميا عام 2010 ولكن من الواضح أنها لن تتمكن من الوصول إلي هذا الهدف.