المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مصاعب يواجهها السياح في التنقل بين الدول العربية



أبوتركي
13-04-2007, 09:42 PM
مصاعب يواجهها السياح في التنقل بين الدول العربية
المطالبة بتنسيق عربي في مجال السياحة


بهية مارديني من دمشق

أكد رجل الأعمال الأردني الدكتور زكريا الشيخ رئيس مجلس إدارة "يوني تورز" الشركة المتحدة للتنمية السياحية على أهمية السياحة كمورد إقتصادي مهم ، وتحدث لـ "إيلاف" عن المشاكل التي يعاني منها السياح في التنقل، مطالبًا بتنسيق عربي في مجال السياحة، وقال إن السياحة هي من القطاعات المهمة التي تحظى بإهتمام الدول نظرًا للمردود المالي الذي يردف خزينة الدولة والمنطقة العربية غنية بالكنوز السياحية والمواقع التاريخية والأثرية، حيث تعد أكثر المناطق جاذبية.


واعتبر الشيخ أن هناك العديد من العوائق التي تقف أمام تحقيق الطموحات أهمها القانونية إذ لا بد أن يكون هناك تسهيلات تقدم للسياح للتنقل من دولة لأخرى خاصة في بلاد الشام، أي بين الأردن، فلسطين، سوريا ولبنان إضافة إلى مصر حيث ترتبط هذه الدول معًا بمواقع تاريخية وأثرية مشتركة مما يعطي السائح فكرة شمولية عن التاريخ الإسلامي والحضارة العربية برمتها وبالتالي يكون لدى السائح رغبة في توفر خدمة سياحية شاملة، فإذا تمكن من دخول دولة ولم يتمكن من دخول دولة أخرى، سيكون له مردود سلبي على الرؤية الشمولية لهذا الموضوع، وضرب الشيخ مثالاً أنه إذا أردنا أن نتبع خطوات سيدنا موسى في رحلة "التيه" التي تبدأ من مصر وتنتهي في الأردن وتمر من خلال طريق الملوك في الأردن إلى سوريا. فالسائح إذا تمكن من دخول دولة ولم يستطع دخول دولة أخرى يكون إنطباع سلبي لديه، لذا لا بد أن يكون هناك تنسيق عربي في مجال السياحة وهذا التنسيق نابع من مفهوم واحد ومشترك يؤدي إلى الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وربطها بالماضي وإسقاطها على الحدث المعاصر.


وأضاف أن النقطة الثانية أن الدول العربية للأسف مهتمة بالسياحة الترفيهية أكثر من إهتمامها بالسياحة التثقيفية ومنطقتنا العربية غنية بتاريخها الديني والحضاري السياحة فيها يجب أن تميل كفتها للناحية التثقيفية والحضارية والدينية أكثر من السياحة الترفيهية، ولكن أغلبية الإستثمارات تصب في الطرف الآخر من المعادلة ولا يتم التركيز على السياحة التثقيفية نظرًا لتباين الرؤى السياسية لدى الدول العربية والذي ينعكس سلبًا على قدرة الأداء السياحي في طرح الموضوع بموضوعية دون تأثيرات جانبية تميل على حساب دولة لمصلحة دولة أخرى، وهنا يترتب على القائمين على هذه المراكز أن يكونوا مؤهلين لتقديم المعلومة الدقيقة حول المناطق التاريخية والأثرية، فمن خلال تجربتي وخبرتي في هذا المجال وجدت أن العديد من الأدلاء السياحيين تنقصهم المعلومة والخبرة والبعد الإستراتيجي في تعريف السائح وتثقيفه، حول تلك المنطقة وللأسف ينشغل أغلبيتهم بكيفية الحصول على عمولات من المشتريات والتسوق من قبل السياح على حساب المعلومات التي يجب أن تعطى وتقدم للسائح.


وقال الشيخ مثلاً في فلسطين يهتمون على وجه الخصوص لزيارة كنيسة المهد وكنيسة القيامة ومصر لزيارة الأهرامات ومنطقة سانت كاترين الذي تلقى فيها سيدنا موسى الوصايا العشر وكذلك في الأردن يهتمون بجبل نيبو الذي يبعد 30 كلم جنوب عمان، وهذه السياحة تقتصر على المتدينين من جنوب أفريقيا.

وتابع أيضًا أن هناك السياحة التقليدية الترفيهية وتتمثل بسياحة الأفراد والعائلات أكثر ممّا تمثلها المجموعات السياحية الكبيرة وحول السياحة في جنوب أفريقيا، قال الشيخ تنقسم إلى عدة أقسام منها سياحة إسلامية دينية وهي للمسلمين في جنوب أفريقيا والتي لا تتجاوز نسبتهم 2% من إجمالي عدد السكان، لكن لديهم القدرة المالية على التنقل والسفر والمشاركة بالمجموعات السياحية، أما الجزء الثاني فهو سياحة دينية مسيحية تقوم بها الكنيسة من خلال مكاتب سياحة وسفر دينية متخصصة وجنوب أفريقيا تعتبر من أهم الدول التي يجب التركيز عليها في السياحة نظرًا للقدرة الشرائية لديها وكذلك نظرًا لوقوعها سنوات عديدة تحت نظام التمييز العنصري الذي عزلها عن العالم الخارجي.


وأكد د. زكريا: "نحن بشكل رئيسي نركز على السياحة الإسلامية لجنوب أفريقيا، إضافة إلى السياحة العربية العربية وخاصة سوريا وتونس والمغرب ولبنان، كما أننا ننظم رحلات لزيارة المسجد الأقصى للجاليات الآسيوية مثل أندونيسيا وماليزيا وبالتأكيد تركيا لها نصيب الأسد من عملنا. أما بخصوص سوريا، قال: "إن هناك تطورًا ملحوظًا خلال السبع السنوات التي عملنا بها ففي السنوات الثلاث الأخيرة شعرت إن هناك تسهيلات على الحدود حيث يمكن أن يمر وفد سياحي كبير خلال 30 دقيقة وهذا ما يريده السائح".

ورأى الشيخ أن سوريا تحتاج إلى تطوير بنيتها التحتية في مجال المنشآت السياحية وخاصة في قطاع الفنادق والمطاعم والمواصلات، إذ لا تغطي المنشآت الفندقية الإحتياجات الكبيرة للأعداد التي تصل إلى البلاد، كما أن الخدمات الفندقية وخدمات المطاعم يجب أن يعد لها كوادر مؤهلة قادرة على تقديم خدمات متميزة وبكفاءة عالية للسياح، لأن السائح دائمًا يقارن بين الخدمات المقدمة في الأماكن التي يزورها. وبيّن الشيخ أن بعض السياح في بعض الدول العربية يتعرضون في بعض الفنادق والشوارع لفقدان ممتلكاتهم وأموالهم ووثائق سفرهم وهذا ينعكس إنعكاسًا سلبيًا كبيرًا على نظرة السائح للبلد وليس فقط للفندق. وشدد أنه لا بد من أن يكون هناك قوانين رادعة وصارمة لكل من يرتكب هذا الجرم الذي يعتبر تهديد للإستقرار الإقتصادي الوطني.

وقال الشيخ أيضًا أن هناك بعض العادات في بعض الدول العربية تكون عادية بالنسبة إلى أبناء البلد، لكن ليست عادية بالنسبة إلى السائح كالقيادة المتهورة لبعض السائقين، فهذا يعكس ثقافة بلد كامل أمام السائح حيث يتوجب على سائق الباص السياحي ألا يسرع ويقود حسب الأنظمة والقوانين وألا يستخدم الزمور بشكل دائم ومزعج.

أما حول المستقبل السياحي فقال الشيخ: "لدينا المنتج السياحي الذي يمكن تسويقه وهو نادر وغير موجود في دول أخرى من جهة ولدينا الكوادر السياحية التي تتعامل مع السائح في كل مراحل زيارته إبتداءً من الدليل السياحي وسائق الحافلة السياحية والفندق والمطعم وموظف الجوازات على الحدود من جهة أخرى، لذلك على جميع الفريق أن يخضع لدورات تدريبية للتعامل مع كافة الظروف وإظهار البلد بأبهى المظاهر وبالتالي يقع على عاتق وزارة السياحة المسؤولية الكبرى وأن تكون هي المنسق بين الوزارات الأخرى من أجل تقديم المنتج السياحي بطريقة حضارية.