المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : 6 بلدان رئيسية تتفق على إنهاء جولة الدوحة قبل نهاية العام



أبوتركي
14-04-2007, 02:39 AM
خريطة طريق جديدة تحكم مسار مفاوضات التجارة العالمية خلال الأشهر المقبلة
6 بلدان رئيسية تتفق على إنهاء جولة الدوحة قبل نهاية العام




تعهد مفاوضون من ست قوى تجارية عالمية من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والهند والبرازيل في خطوة تعد اختراقا امس الاول على تعزيز الجهود لإنهاء مفاوضات التجارة العالمية التي تأجلت كثيرا بنهاية العام الجاري. وكانت جولة الدوحة التي تمت برعاية منظمة التجارة العالمية قد توقفت نظراً لعدم توفر إجماع بين الدول الأعضاء بشكل عام على الدعم الزراعي وحرية دخول الأسواق.


وقال بيان رسمي صدر في ختام الاجتماعات الوزارية لمجموعة الست التجارية في نيودلهي إننا «نعتقد أنه يمكننا من خلال تكثيف عملنا أن نتوصل إلى تقارب في وجهات النظر وبما يساهم في إنهاء جولة المفاوضات بنهاية عام 2007».وذكر البيان أن أعضاء مجموعة الست التي تمثل مصالح كل من العالم النامي والمتقدم سوف يعملون على تحقيق إجماع بين الدول الأعضاء في منظمة التجارة.


وقال البيان إنه «نتيجة لذلك نستعد لتعزيز مفاوضاتنا بالتوازي مع عملية التفاوض متعددة الأطراف في جنيف». ورأس وزير التجارة الهندي كمال ناث والممثلة التجارية الأميركية سوزان شواب والمفوض التجاري للاتحاد الأوروبي بيتر ماندلسون ووزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم وفود بلادهم في المفاوضات التي جرت على مدى يومين.


كما انضم للمفاوضات في وقت لاحق وزير التجارة الاسترالي وارين تروس ووزير الزراعة الياباني توشيكاتسو ماتسوكا. وقال ناث في مؤتمر صحافي مشترك عقب المفاوضات إن الوزراء ملتزمون بإعداد خريطة طريق على مدى الأشهر القليلة القادمة وحتى الموعد النهائي بنهاية العام للتوصل إلى معاهدة تجارية. وأكد «تم التوصل لاتفاق واضح على إنهاء جولة المفاوضات بحلول نهاية العام، وتم تحديد توقيتها وتسلسلها وهو ما يدفعنا إلى تسريع عملنا».


وفي معرض ردها على سؤال عن الموقف المتشدد للولايات المتحدة الذي أوقف جولة الدوحة، قالت شواب إنه لا يمكن لأى دولة أن تحدث اختراقا مضيفة أن الموعد النهائي بنهاية العام يمكن تحقيقه إذا ما تمت ترجمة الشعوربالأهمية الطارئة السائد بين الدول الأعضاء إلى عمل. وقالت إن سلطة الرئيس جورج بوش الخاصة بالاتفاقيات التجارية التي من المقرر أن تنتهي في يونيو القادم من المرجح أن يتم تجديدها في ظل سعي الإدارة الأميركية إلى الحصول على دعم الكونجرس.


وبدأت مفاوضات جولة الدوحة التي تهدف إلى خفض الحواجز التجارية في العاصمة القطرية الدوحة في عام 2001 لكنها انهارت في يوليو من العام الماضي بسبب خلافات بين دول أعضاء رئيسية في منظمة التجارة بشأن خفض الدعم الزراعي في الدول الصناعية وتحرير أسواق الخدمات في الدول النامية.


وأعيد إطلاق المفاوضات من جديد في يناير فيما ظلت نقاط الخلاف الرئيسية بلا حل خاصة مع رفض الولايات المتحدة تقليل دعمها الزراعي لمزارعيها. ويساند الاتحاد الأوروبي ومجموعة العشرين الكبرى التي تضم الهند والبرازيل الطلب الذي يدعو إلى خفض الدعم الزراعي. وبينما تقاوم الدول النامية بزعامة الهند والبرازيل الضغوط لإجراء تخفيضات كبيرة على رسومها التجارية المفروضة على السلع الصناعية، تريد من الدول المتقدمة أن تتبنى بنود التنمية لجولة الدوحة.


من جهة أخرى أشارت أن نمو حركة التجارة العالمية سوف يتباطأ بمعدل طفيف في العام 2007 إلى ستة في المئة مع تأثر الاقتصاد العالمي بمخاطر في أسواق المال والعقارات واختلالات تجارية واسعة. وفي أول توقعاتهم للعام 2007 قال خبراء الاقتصاد بمنظمة التجارة العالمية إن مستقبل التجارة يستند إلى تكهنات بأن الاقتصاد العالمي سينمو بنحو ثلاثة في المئة هذا العام وهو أقل من معدل النمو في العام الماضي والذي بلغ 7,3 في المئة.


وقالت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها في تقرير إن التجارة العالمية زادت بنسبة ثمانية في المئة في عام 2006 وهو معدل أعلى من توقعات سابقة للمنظمة بنمو بنسبة سبعة في المئة كما أنه ثاني أعلى معدل نمو للتجارة العالمية منذ عام 2000 مما يعكس نموا اقتصاديا أقوى من المتوقع في اليابان وأوروبا. وأضافت أن نصيب البلدان النامية من التجارة العالمية ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 36 في المئة مع استمرار تفوق النمو التجاري الصيني على الجميع.


وفي النصف الثاني من العام 2006 تجاوزت صادرات البضائع الصينية صادرات البضائع من الولايات المتحدة للمرة الاولى رغم أنها جاءت في المركز الثالث بالنسبة للصادرات خلال العام بأكمله. وظلت ألمانيا اكبر بلد مصدر في العالم. وقالت منظمة التجارة إن الولايات المتحدة سجلت رغم العجز التجاري الهائل لديها أفضل نمو في صادرات البضائع خلال عشر سنوات بنسبة تزيد على 14 في المئة.


وبحساب الأسعار تكون الصادرات الأميركية حققت نموا أسرع من إجمالي حجم التجارة العالمية وأكثر من وارداتها. وأشارت المنظمة إلى أنه من بين المناطق الجغرافية السبع التي تستخدمها حقق كومنولث الدول المستقلة المشكل من أعضاء بالاتحاد السوفيتي السابق أكبر نمو تجاري نشط العام الماضي مستفيدا من قوة أسعار الوقود والمعادن في الأسواق العالمية.


وأوضح باسكال لامي «الأداء القوي في عام 2006 محل ترحيب.. وخاصة المكاسب التي حققتها الدول النامية والأقل نمواً». غير أنه قال إن عدم التيقن الذي يخيم على الاقتصاد العالمي في 2007 جعل من الأكثر أهمية أن تنجح منظمة التجارة العالمية في انجاز جولة الدوحة من مفاوضات تحرير التجارة. وتجاوزت المفاوضات أكثر من موعد نهائي منذ إطلاقها من العاصمة القطرية عام 2001. وأضاف لامي «عدم التيقن الذي يلوح في الأفق هو تحذير لنا لكي لا نغفل عن الحاجة للاستمرار في إصلاح الاقتصاد العالمي».


أميركا: لا دلائل على تحقيق انفراجة


قالت ممثلة التجارة الأميركية سوزان شواب إن محادثات التجارة العالمية تشهد قوة دفع لكن لم تظهر دلائل بعد على تحقيق الانفراجة المأمولة منذ فترة طويلة. وقالت شواب للصحفيين «لا أحد يبذل مجهودات رسمية، لكن ما يحدث هو تفقد العروض المشروطة. مثل هذا الحوار صحي للغاية في إطار التحضير لمفاوضات أكثر رسمية وأكثر تقليدية».


وتابعت «هناك شعور بأن المسألة ملحة، أود أن أرى ذلك، ينعكس على تطور برنامج عمل مجموعة الأربع». وقال وزير الخارجية البرازيلي سيليو اموريم ان المحادثات أحرزت تقدما بشأن تحديد الخطوات التالية لكن لم يتخذ قرار بشأن بيانات أساسية تتعلق بمجالات مثل الدعم الزراعي والتعريفات الجمركية على المنتجات الصناعية وهو المطلوب للتوصل إلى اتفاق.


وفشلت جولة محادثات الدوحة التي تحمل اسم العاصمة القطرية حيث بدأت في الالتزام بعدة مواعيد نهائية وسط جهاد المتفاوضين من أجل التوصل إلى أرضية مشتركة أساسا فيما يتعلق بالزراعة وأيضا حرية دخول أسواق المنتجات الصناعية والخدمات. ووصفت الجولة بأنها فرصة لتعزيز الاقتصاد العالمي وإخراج الملايين من سكان العالم من الفقر من خلال دعم التجارة الدولية.


لكن الصبر يوشك على النفاد بين أعضاء منظمة التجارة العالمية الآخرين الذين ينتظرون أي إشارة على التقارب بين القوى الأربع المجتمعة. وقادت القوى الأربع التي تمثل قطاعا واسعا من المصالح الاقتصادية جهود السعي إلى التوصل لاتفاق بعد أن كادت مفاوضات منظمة التجارة العالمية تنهار العام الماضي بسبب الخلافات العميقة المستمرة خاصة في مجال الزراعة.


ولكن الاهتمام انصب على المناقشات الثنائية بين أعضاء مجموعة الأربع منذ أن استأنفت المنظمة الجولة في نهاية يناير الماضي. واجتماع نيودلهي هو الأول الذي يجمعهم على مائدة مفاوضات واحدة منذ يوليو الماضي. ومن القضايا الرئيسية الشائكة مدى التنازلات التي ستكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديمها فيما يتعلق بخفض الدعم الزراعي والى أي مدى ستسمح دول نامية مثل الهند والبرازيل بدخول المنتجات الصناعية والزراعية لأسواقها.