أبوتركي
15-04-2007, 01:20 AM
الإدارة على الطريقة الكويتية
15/04/2007
كثيرا ما كنت ازور اليابان في بداية حياتي العملية في مجال الاستثمار، وذلك حين كنت اعمل في مجال ادارة المحافظ في سوق الاسهم اليابانية. وكان هناك عدد من الزملاء اليابانيين الذين كنا نتعامل معهم هناك في مكاتب كبرى في شركات الوساطة المالية، وكنت انا والعاملون معي في الكويت نقوم بزيارة طوكيو مرة او مرتين سنويا، وذلك للقاء شركات الوساطة وزيارة بعض الشركات التي نستثمر في اسهمها، وكانت هذه الزيارات عادة ما تستمر اسبوعا او اكثر، وكنا نقضي وقتا طويلا مع الزملاء اليابانيين العاملين في مكاتب الوساطة المالية وشركات الاستثمار، ولذلك تنمو علاقة صداقة وميانة مع بعضهم اثناء هذه الرحلات.
في احدى السهرات التي قضيناها مع احد الزملاء اليابانيين والذي كان في مزاج جيد وقتها، وضمن احاديث السمر والحديث الودي سألنا زميلنا الياباني عن اغرب الامور التي مرت علينا اثناء تعاملنا مع الشركات اليابانية، وعلى ما اتذكر قلنا له حينها ان العمل مع اليابانيين متعب كثيرا وذلك نظرا لضعب اللغة وحبهم الشديد للعمل المتواصل، اي ان الواحد يتعب بالاجتماعات معهم وكذلك كون الواحد لا يستطيع ان يرى ردة فعل لاي قرار او اتفاق على وجه زميله الياباني فلا تعرف ان كان مسرورا او غير راض عما تم الاتفاق عليه، ثم قمنا نحن بسؤاله السؤال نفسه، عن اغرب واصعب ما واجهه في عمله في الكويت ففكر قليلا ثم قال انهم كمسؤولي حسابات في شركة الوساطة لديهم هدفان كلما زاروا مكاتب عملائهم من شركات ومؤسسات في الكويت أو في اي دولة في العالم، هذان الهدفان هما اولا زيادة المبيعات والتعاون الفوري والمرحلي وثانيا التعرف على الموظفين الشباب الجدد لدى هذه الشركات، وذلك بغرض التركيز على اللامعين منهم والذين يتوقع ان يصبحوا اصحاب القرار بعد كذا سنة، والغرض من ذلك هو توطيد العلاقة والصداقة معهم، بحيث تكون لديهم الرغبة في تعزيز التعامل والعلاقة بين الشركتين مستقبلا، واكمل زميلي الياباني قائلا انهم عادة ما يصيبون في توقعاتهم بنسبة عالية جدا في معظم دول العالم، طبعا هذا صحيح خارج الكويت، اما في الكويت فقال انهم دائما او غالبا ما يخطئون، وحكى لي عن سالفة مضحكة انه كان لدي ادارة استثمارات الاسهم عند احد اهم زبائنه ثلاثة موظفين اثنان منهم كانوا دقيقين وجيدين في عملهم ويتابعون كل صغيرة وكبيرة في المحفظة اما الموظف الثالث فكان دائم السرحان وقليلا ما يشارك في النقاش، وبالاحرى ما عنده شغل ويقرأ الجريدة دائما، فكان تقديره ان المدير المستقبلي سيكون احد هذين الموظفين وانه كان متأكدا ان الثالث ليس له امل بالموضوع.
تعرفون ماذا حدث بعد كذا سنة، نعم قارئ الجريدة اصبح هو مدير القسم ومن ثم ترقى الى مركز اعلى بكثير.. خوش ادارة!
د. عبدالرحمن عبدالله العلي
Abdulrahman@anjaliconsulting.com
15/04/2007
كثيرا ما كنت ازور اليابان في بداية حياتي العملية في مجال الاستثمار، وذلك حين كنت اعمل في مجال ادارة المحافظ في سوق الاسهم اليابانية. وكان هناك عدد من الزملاء اليابانيين الذين كنا نتعامل معهم هناك في مكاتب كبرى في شركات الوساطة المالية، وكنت انا والعاملون معي في الكويت نقوم بزيارة طوكيو مرة او مرتين سنويا، وذلك للقاء شركات الوساطة وزيارة بعض الشركات التي نستثمر في اسهمها، وكانت هذه الزيارات عادة ما تستمر اسبوعا او اكثر، وكنا نقضي وقتا طويلا مع الزملاء اليابانيين العاملين في مكاتب الوساطة المالية وشركات الاستثمار، ولذلك تنمو علاقة صداقة وميانة مع بعضهم اثناء هذه الرحلات.
في احدى السهرات التي قضيناها مع احد الزملاء اليابانيين والذي كان في مزاج جيد وقتها، وضمن احاديث السمر والحديث الودي سألنا زميلنا الياباني عن اغرب الامور التي مرت علينا اثناء تعاملنا مع الشركات اليابانية، وعلى ما اتذكر قلنا له حينها ان العمل مع اليابانيين متعب كثيرا وذلك نظرا لضعب اللغة وحبهم الشديد للعمل المتواصل، اي ان الواحد يتعب بالاجتماعات معهم وكذلك كون الواحد لا يستطيع ان يرى ردة فعل لاي قرار او اتفاق على وجه زميله الياباني فلا تعرف ان كان مسرورا او غير راض عما تم الاتفاق عليه، ثم قمنا نحن بسؤاله السؤال نفسه، عن اغرب واصعب ما واجهه في عمله في الكويت ففكر قليلا ثم قال انهم كمسؤولي حسابات في شركة الوساطة لديهم هدفان كلما زاروا مكاتب عملائهم من شركات ومؤسسات في الكويت أو في اي دولة في العالم، هذان الهدفان هما اولا زيادة المبيعات والتعاون الفوري والمرحلي وثانيا التعرف على الموظفين الشباب الجدد لدى هذه الشركات، وذلك بغرض التركيز على اللامعين منهم والذين يتوقع ان يصبحوا اصحاب القرار بعد كذا سنة، والغرض من ذلك هو توطيد العلاقة والصداقة معهم، بحيث تكون لديهم الرغبة في تعزيز التعامل والعلاقة بين الشركتين مستقبلا، واكمل زميلي الياباني قائلا انهم عادة ما يصيبون في توقعاتهم بنسبة عالية جدا في معظم دول العالم، طبعا هذا صحيح خارج الكويت، اما في الكويت فقال انهم دائما او غالبا ما يخطئون، وحكى لي عن سالفة مضحكة انه كان لدي ادارة استثمارات الاسهم عند احد اهم زبائنه ثلاثة موظفين اثنان منهم كانوا دقيقين وجيدين في عملهم ويتابعون كل صغيرة وكبيرة في المحفظة اما الموظف الثالث فكان دائم السرحان وقليلا ما يشارك في النقاش، وبالاحرى ما عنده شغل ويقرأ الجريدة دائما، فكان تقديره ان المدير المستقبلي سيكون احد هذين الموظفين وانه كان متأكدا ان الثالث ليس له امل بالموضوع.
تعرفون ماذا حدث بعد كذا سنة، نعم قارئ الجريدة اصبح هو مدير القسم ومن ثم ترقى الى مركز اعلى بكثير.. خوش ادارة!
د. عبدالرحمن عبدالله العلي
Abdulrahman@anjaliconsulting.com