المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسعار النفط تختتم الأسبوع على تراجع بعد ارتفاع استمر 3 أيام



أبوتركي
15-04-2007, 03:38 AM
الأحداث والتقارير والتصريحات تتلاعب بالأسواق «المفرطة الحساسية»
أسعار النفط تختتم الأسبوع على تراجع بعد ارتفاع استمر 3 أيام




على عكس ما كان يحدث خلال الفترة الماضية تبارت عدة عوامل في التأثير على أسواق النفط التي أصبحت أكثر حساسية تجاه التصريحات والأحداث والتقارير. ومن أبرز العوامل التي أثرت على مسارات التداول خلال الأسبوع الماضي تقارير الإمدادات وبيانات وكالة الطاقة الدولية إضافة إلى التطورات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.


وكان الاتجاه الصعودي هو الغالب على أيام التداولات الثلاثة التي أعقبت اليوم الأول، لكن الأسعار تراجعت قليلاً في ختام تداولات أول من أمس الجمعة بعدما قال وزير الطاقة الأميركي انه واثق من توافر ما يكفي من إمدادات البنزين لسد الطلب الذي يبلغ ذروته في فصل الصيف.


وقطع التراجع موجة صعود استمرت لأسبوع ورفعت سعر الخام بما يصل إلى خمس بالمئة وسط مخاوف من شح المعروض خلال موسم السفر والرحلات جراء حفنة من المشكلات في مصافي التكرير. وأغلق الخام الأميركي متراجعا 22 سنتا عند 63 ,63 دولارا للبرميل بعدما قفز 84, 1 دولار في اليوم السابق.


لكن خام برنت ارتفع 25 سنتا إلى 97, 68 دولارا بعد صعوده في وقت سابق من المعاملات إلى 59, 69 دولارا وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر 2006. ويرجع عدد من الخبراء الفارق السعري الكبير بين برنت والخام الأميركي الخفيف إلى المخزونات الكبيرة في اوكلاهاما بالولايات المتحدة أكثر من كونه مؤشرا على طلب نسبي أكبر على الخامات الأخرى أو حقيقة ان سعر برنت أكثر تأثرا بالتطورات في الشرق الأوسط بسبب قرب المسافة.


وقال وزير الطاقة الأميركي سام بودمان «أثق نسبيا في استمرار الإمدادات، لا يشغلني المعروض قدر ما تشغلني الأسعار». وتراجعت مخزونات البنزين الأميركية بأكثر من 12 في المئة منذ أوائل فبراير مما غذى صعودا في أسعار العقود الاجلة للبنزين الأميركي بنسبة 40 في المئة وفجر توقعات بتجاوز سعر البنزين ثلاثة دولارات للجالون في محطات التعبئة. وكان رئيس إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد قال في وقت سابق ان طلب المصافي الأميركية على الخام لن يضعف في فصل الربيع ونقص الإمدادات قد يدفع سعر البنزين للارتفاع إلى ثلاثة دولارات للجالون.


وفتحت تلك الأجواء الباب أمام المزيد من التحليلات والتوقعات، وقال توني ماتشاسيك المتعامل في باشي فاينانشال «البنزين كان في مقدمة أسباب صعود الخام مع التوترات السياسية». وأغلقت عدة مصافي تكرير في الولايات المتحدة وحدات انتاج الوقود في الايام القليلة الماضية.


وكان النفط قد صعد الخميس بأكثر من 3% مع تفاقم المخاوف من شح امدادات البنزين، وتعززت مكاسب الخام بعدما قالت وكالة الطاقة الدولية ان منظمة أوبك قلصت الإنتاج أكثر من اللازم مما ينذر بتراجع أكبر في مخزونات النفط بالدول الصناعية خلال الأشهر المقبلة. وأغلق الخام الأميركي مرتفعا 84, 1 دولار عند 85 ,63 دولار للبرميل في حين زاد مزيج برنت في لندن 88 سنتا إلى 72 ,68 دولارا. وختم البنزين الأميركي المعاملات مرتفعا 31, 3 سنتات عند 1918, 2 دولار للجالون بعد صعوده في وقت سابق من المعاملات لأعلى مستوياته في ثمانية أشهر 1965 ,2 دولار للجالون.


وأفضت حفنة من المشكلات في مصافي تكرير منها إغلاق وحدة الخام في مصفاة نفط شركة سيتجو في ليك تشارلز بولاية لويزيانا إلى تزايد المخاوف من عدم قدرة موردي الوقود في الولايات المتحدة على تعزيز مخزونات البنزين قبل موسم العطلات والسفر عندما يبلغ الطلب على الوقود ذروته.


وأظهرت البيانات انخفاض مخزونات البنزين بالولايات المتحدة أكبر مستهلك له في العالم بمقدار5,5 ملايين برميل الأسبوع الماضي متجاوزا بكثير توقعات المحللين بانخفاض بمقدار 4,1 مليون برميل كما أنه يجعل المخزونات أقل بنسبة خمسة في المئة تقريبا عن مستواها خلال نفس الوقت من العام الماضي.


وأسعار الخام أعلى بأكثر من 25 في المئة من أدنى مستوى لها هذا العام والذي بلغ 9, 49 دولارا للبرميل في يناير رغم انخفاضها بنسبة ستة في المئة خلال الأسبوع الماضي بعدما أطلقت إيران سراح 15 بحارا بريطانيا كانت تحتجزهم. ولا يزال المتعاملون يراقبون عن كثب التوترات بين الغرب وإيران.


وكان مسؤول إيراني بارز رفض التشكيك في إعلان إيران مؤخرا بدء تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي وهي العملية التي يعتقد الغرب أنها يمكن أن تؤدي إلى صنع أسلحة نووية وليس إلى الحصول على وقود نووي تقول إيران انها تحتاجه لتشغيل محطات الطاقة النووية التي تعتزم إنشاءها. وساهمت المخاوف بشأن إيران أيضا في ارتفاع الفارق بين خام برنت في لندن والخام الأميركي هذا الأسبوع إلى مستوى قياسي بلغ نحو ستة دولارات.


في الأثناء قال جاي كاروزو رئيس إدارة معلومات الطاقة الأميركية ان طلب المصافي الأميركية على الخام لن يضعف في فصل الربيع والضغوط على الإمدادات قد ترفع أسعار المحروقات في فصل الصيف. وقال كاروزو ان إجمالي واردات الولايات المتحدة من البنزين يجب ان تبلغ في المتوسط 1,1 مليون برميل يوميا في فصل الصيف لضمان تلبية الطلب على وقود السيارات.


من جانبها توقعت وكالة الطاقة الدولية انخفاض مخزونات النفط في الدول الصناعية بأكثر في الشهور المقبلة اذا ما واصل أعضاء اوبك تقييد الإمدادات مما يعني بقاء أسعار النفط مرتفعة. وفي تقريرها الشهري في ابريل قلصت الوكالة ايضا تقديراتها لحجم الطلب العالمي على النفط في 2007 بواقع 250 ألف برميل يوميا ليصل إلى 8, 85 مليون برميل يوميا.


وتتراجع مخزونات النفط مع ظهور تأثير تخفيضات الإنتاج التي اتفقت عليها اوبك. وساهم تراجع المخزونات في ارتفاع أسعار الخام الأميركي إلى 62 دولارا للبرميل من أقل من 50 دولارا في منتصف يناير. وقال تقرير الوكالة «قيود امدادات اوبك منذ الخريف الماضي تزامنت مع فصلين من السحب الكبير للمخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والإنتاج لا يزال أقل من المستوى اللازم لتحقيق الزيادة المعتادة في مخزونات النفط في الربيع».


وأضافت الوكالة وهي مستشار للطاقة لست وعشرين دولة صناعية «قيود امدادات اوبك منذ الخريف الماضي تزامنت مع فصلين من السحب الكبير للمخزونات في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والإنتاج لا يزال أقل من المستوى اللازم لتحقيق الزيادة المعتادة في مخزونات النفط في الربيع».


وأضافت في تقريرها الشهري «مع السحب الكبير فيما يبدو من المخزونات التجارية في الربع الأخير من 2006 والربع الاول من 2007 وهامش الطاقة الفائضة الذي لا يزال محدودا فان إنتاج أوبك الحالي قد يؤذن بنقص اخر ملحوظ في المخزونات في الشهور التالية».


وعلى الرغم من انخفاضها في أول أيام تداولات الأسبوع عن إغلاق الأسبوع السابق، إلا أن الأسعار ظلت في حالة ارتفاع دائم طوال الأيام الثلاثة التالية، وعادت الأسعار للانتعاش يوم الثلاثاء بعد خسائر استمرت ست جلسات متتالية بدأت يوم 30 مارس وازدادت الأسبوع قبل الماضي عندما أفرجت إيران عن 15 بحارا بريطانيا فهبطت الأسعار أربعة دولارات للبرميل من الخام الأميركي.


وقال فردريك لأسير رئيس بحوث السلع في بنك سوسيتيه جنرال «بعد إطلاق سراح البحارة عدنا مرة أخرى إلى المسألة المستمرة وهي الملف النووي». وفي اليوم التالي ارتفعت الأسعار أيضاً بعد ان هبطت مخزونات البنزين الأميركية بأكثر كثيرا من المتوقع، وأغلق الخام الأميركي الخفيف مرتفعا 12 سنتا عند 01 ,62 دولارا للبرميل في حين زاد سعر مزيج برنت في لندن 42 سنتا إلى 84, 67 دولارا للبرميل.


وبالنسبة لسعر سلة أوبك والمكونة من خام صحارى الجزائري وميناس الاندونيسي والإيراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الإماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا، فقد أغلقت تداولات الأسبوع عند 66 ,63 دولارا مرتفعة قليلاً عن آخر سعر سجلته خلال الأسبوع وهو 36, 63 دولارا للبرميل.


المخزونات الأميركية


يؤثر هبوط أو ارتفاع المخزونات الأميركية والتي تصدر تقارير أسبوعية حولها، بشكل مباشر على تداولات النفط في الأسواق العالمية. ويوم الأربعاء الماضي ارتفع سعر الخام الأميركي الخفيف ستة سنتات وزاد سعر مزيج برنت في لندن 33 سنتا بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية انخفاضاً في المخزونات.


إمدادات أوبك


شكلت إمدادات أوبك محوراً مهماً ضمن العناصر الرئيسية المؤثرة على أسواق النفط خلال الفترة الماضية، وذلك لسبب بسيط وهو أن إمدادات المنظمة تحدد إلى مدى بعيد حجم المعروض العالمي. وارتفعت الأسعار مباشرة خلال الأسبوعين الماضيين عندما حذرت وكالة الطاقة الدولية من أن المعروض في الأسواق العالمية بدأ يشهد تراجعاً متأثراً بخفض إنتاج أوبك.


أسواق النفط تتحرك ارتفاعاً وهبوطاً بفعل 4 عوامل رئيسية


ارتفعت أسعار النفط بأكثر من 27 بالمئة عن أدنى مستوياتها هذا العام البالغ 90 ,49 دولارا للبرميل في يناير مدعومة بعدة عوامل من بينها تصاعد التوترات بين الغرب وإيران بسبب برنامجها النووي، إضافة إلى بيانات المخزون الأميركي والطلب العالمي وإغلاق المصافي في بعض المناطق والتصريحات التي يطلقها المسؤولون بين الفينة والأخرى. وفيما يلي أبرز العوامل المؤثرة على تحركات أسواق النفط:


الملف الإيراني


ألقت تبعات الملف النووي الإيراني بظلالها على أسواق النفط طوال الأشهر الستة الأخيرة. وتأرجحت الأسواق هبوطاً وارتفاعاً مع تغير النبرة الإيرانية أو الدولية المتعلقة بالتعامل مع هذا الملف. وعندما احتجزت إيران 15 بحاراً بريطانياً في مياهها الإقليمية قبل نحو أكثر من أسبوعين ارتفعت أسعار النفط بشكل جنوني وكادت أن تصل إلى ذروتها، لكنها سرعان ما عادت للانخفاض بعد إطلاق سراح أولئك البحارة.


أعطال المصافي


تسببت عمليات إغلاق المصافي النفطية أو توقفها لفترة معينة في العديد من البلدان وبالخصوص في الولايات المتحدة الأميركية في ارتفاع ملحوظ في أسعار النفط خلال الفترة الماضية. وأدى إغلاق عدة مصافي تكرير في الولايات المتحدة ووحدات إنتاج ووقود في الأيام القليلة الماضية، إلى ارتفاع البنزين الأميركي إلى أعلى مستوياته في ثمانية أشهر مسجلا 2134, 2 دولار للجالون