المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتيال المصرفي.. مرض عضال تعجز البنوك عن علاجه



أبوتركي
16-04-2007, 02:02 AM
'فيرست داتا انترناشيونال' تدرس الظاهرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا
الاحتيال المصرفي.. مرض عضال تعجز البنوك عن علاجه




16/04/2007
أعلنت 'فيرست داتا انترناشيونال'، الرائدة العالمية للتجارة الالكترونية وخدمات الدفع المالية، عن نتائج الدراسة التي اجريت عن الاحتيال المصرفي في اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا. وقد نادى خبراء مكافحة الاحتيال لدى 52 بنكا في المنطقة بتعاون اكبر لمحاربة الاحتيال، وذلك بالرغم من اقرارهم بالمعوقات الكبيرة، التي تقف حائلا دون المضي قدما لاتمام هذا التعاون.
و قد اظهرت الدراسة، التي قامت بها شركة اوليف انسايت، للابحاث المستقلة، بتفويض من ' فيرست داتا انترناشيونال' آراء وخبرات الكثير من خبراء مكافحة الاحتيال في ما يتعلق بالاحتيالات التي تتم من خلال كل من ماكينات الصرف الآلية، و معاملات البيع المباشر، و المعاملات المصرفية الالكترونية، و المعاملات التي تتم من دون ابراز بطاقة الصرف CNP.

نتائج الدراسة

وتضمنت النتائج الرئيسية للدراسة الآتي:
- الاحتيال ظاهرة عالمية قابلة للتعلم والازدياد. اكد ستة وتسعون في المائة من المشاركين في الدراسة اعتقادهم بان الاحتيال جريمة يتم ارتكابها على صعيد عالمي، و اشاروا الى ان خطورة الاحتيال تكمن في كونه قابلا للتعلم والتنقل من مكان الى آخر على مستوى العالم، وذلك بدوره يعني ان المؤسسات قد تواتيها الفرصة، لتتوقع الكيفية التي سيقوم بها المتورطون في جريمة الاحتيال بضرباتهم القاصمة، و قد تتمكن من اتخاذ اجراءات وقائية للحد من اي هجوم مرتقب.
- البنوك تشعر بالعجز امام القيود المفروضة عليها. يتم كبح الجهود المبذولة من قبل البنوك لمحاربة الاحتيال، بسبب المخاوف التي تبديها هذه البنوك حول ثقة عملائها بها من جهة، و بسبب حرصها على قدرتها على المنافسة من جهة اخرى، وكما يؤكد احد المشاركين في الدراسة: 'ان الكثير من المؤسسات تتكتم خسارتها الناتجة عن الاحتيال، مما قد يعوق القدرة على العمل المشترك'. هذا بالاضافة الى ان الكثير من البنوك تعتبر قانون حماية المعلومات من المعوقات الجسيمة، التي تحول دون التعاون المتبادل بين المؤسسات، ومن ناحية اخرى، فقد اوضح نخبة من خبراء حماية المعلومات الاوروبيين في ندوة اقامتها 'فيرست داتا انترناشيونال'، ان ادراك الاحتيال وفهمه فهما تفصيليا، يعد عاملا اكثر اهمية من حقيقة الهيكل القانوني الحالي.
افتقاد المرونة

- اللوائح قد تفتقد المرونة احيانا. يعتقد خمسة وخمسون في المائة من المشاركين في الدراسة، ان اللوائح والقوانين تساهم في محاربة الاحتيال.في حين يخشى آخرون، خصوصا في غرب اوروبا، من ان التشريعات قد تكون مقيدة، خاصة في بيئة سريعة التغير. وبهذا الصدد علقت كاتي وروبك رئيسة مكافحة الاحتيال في APACS، مؤسسة الدفع المالي في بريطانيا، قائلة: 'ان اللوائح قد لا تسمح بمواكبة الوجه المتغير للاحتيال، وقد لا تكون بالمرونة اللازمة لمواكبة اي تطورات مستحدثة. فالاحتيال يتبدل ويتنقل بسرعة فائقة، مما لا يمكن اللوائح المتحجرة من التعامل معه'.
- البنوك تخشى الاحتيالات الناشئة والجديدة. على الرغم من ان احتيالات الصرافة الآلية واحتيالات البيع المباشر هي الاكثر شيوعا - والاعلى كلفة- فإن الاحتيالات الالكترونية تمثل مشكلة حقيقية في غرب اوروبا، وتجسد تهديدا لا يستهان به في المنطقة، حيث يتوقع تزايد استخدام الانترنت بصورة كبيرة، ومن جهة اخرى يوفر هذا النوع من الاحتيالات فاعلية واسعة لمن يقترف جريمة الاحتيال (حيث يتمكن من خداع عدد اكبر من الضحايا وبصورة اسرع)، وفي الوقت ذاته يحد من المخاطر الشخصية التي يتعرض لها المحتال.وقد اقر ثمانية وثلاثون في المائة من المشاركين في الدراسة بتزايد تعرضهم لاعتداءات الاستهداف، في حين صرح اكثر من ثلث المشاركين انهم يصادفون احتيالات الكترونية خاصة بالمعاملات التي تتم بدون بطاقة الصرف بصورة اكبر.و قد اوضح سيدريك سارازين- كارتس بانكيرس- رئيس مجلس ادارة فريق مكافحة احتيال البطاقات التابعة للمجلس الاوروبي للدفع المالي: 'الطريقة الشائعة المتبعة في كثير من الاسواق الرئيسية، هي الاحتيال المتزايد للمعاملات التي تتم بدون بطاقات الصرف.وفي حين ان اجمالي الاحتيال يتناقص بصورة عامة، فاننا يجب ان نتوخى الحذر، حيث ان الاحتيال في حالات عدم وجود بطاقة صرف يمكن ان يمثل مشكلة اكبر'.

سلاح التكنولوجيا

- التكنولوجيا تمثل سلاحا رئيسيا في الحرب ضد الاحتيال. اوضحت الدراسة ان التكنولوجيا تشكل اولوية جلية لدى 50 في المائة من المشاركين. فالعديد من المؤسسات توفر اجهزة منع التصفح، وتعمل على تحسين الكفاءة الامنية لماكينات الصرف الآلي. والجدير بالذكر ان العديد من طرق تحليل البيانات المبتكرة مازالت قيد البحث والمراجعة، فالتحليل الترابطى- على سبيل المثال- قد يساعد البنوك في اكتساب رؤية متكاملة لظاهرة الاحتيال عبر المؤسسات، لذا فان توثيق مثل هذه الابحاث التحليلية قد يسهم في الحد من الاعتماد على البيانات الاحصائية. ومن ثم فان البنوك تحتاج الى تقييم تكاليف تطبيق التكنولوجيا في ضوء خساراتها المالية، وايضا في ضوء تأثير هذه الاحتيالات على ثقة العملاء.



ظاهرة عالمية

وتقول جاكي بارويل، مديرة مكافحة الاحتيال في 'فيرست داتا انترناشيونال' اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا: 'لقد اقر الخبراء الذين ساهموا في دراستنا، بان الاحتيال ظاهرة عالمية، تستوجب استجابة عالمية لردعها، ولكن الموضوع في الوقت نفسه شائك لاي بنك يهتم بسمعته، ويسعى للمنافسة وتحقيق الربح.فالبنوك تقر باهمية العمل المشترك مع بعضها ومع مؤسسات اخرى من اجل مجابهة الاحتيال، ولكنها مع ذلك لا تتبادل المعلومات بالقدر الكافي لاحداث اي فرق في معركتها ضد الاحتيال'.
وتضيف جاكي بارويل: 'فيرست داتا التزمت بمساندة عملائها في حربهم ضد الاحتيال، فنحن اليوم نعمل عالميا مع العديد من البنوك والمؤسسات التجارية، من اجل تطبيق احدث حلول مكافحة الاحتيال. ولدينا العديد من اعضاء فرق محاربة الاحتيال يعملون عبر اوروبا والشرق الاوسط وافريقيا، من اجل تعميق فهمنا للاحتيال المحلي، والعمل على الاستفادة من قدراتنا وامكاناتنا لمكافحة الاحتيال المحلي، ليصب ذلك كله في مصلحة عملائنا اولا واخيرا.
نحن نسعى سعيا حثيثا من اجل التغلب على العراقيل، التي تحد من تبادل المعلومات عبر مؤسسات الصناعة المالية.وتتزايد اهمية مجهوداتنا مع تدشين منطقة دفع واحدة لليورو SEPA في اوروبا، ستزيد من حجم عمليات الدفع المالية التي تتم عبر الحدود، ومن ثم فان الحاجة الماسة لانشاء قاعدة بيانات متعددة الجنسيات من اجل مكافحة الاحتيال ستتزايد حتما. ومن الجدير بالذكر ان عملاءنا تفاعلوا معنا بشكل كبير، واعربوا عن دعمهم لمبادرتنا، التي تروج لفكرة التعاون عبر الحدود، ونحن الآن بصدد البحث عن حلول تسهم في مساعدة المؤسسات المالية، لتحقيق تعاونا مثمرا بعضها مع بعض، كالذي يحققه منفذو الاحتيال اليوم'.