أبوتركي
16-04-2007, 02:53 AM
نهيان بن مبارك يدعو لرؤية خليجية جماعية للتحول إلى مجتمعات المعرفة
بدء فعاليات ملتقى القيادات الخليجي الرابع في أبوظبي
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان منطقة الخليج تتحرك بشكل سريع كي تصبح جميعها عن حق مجتمعات للمعرفة.وأكد ان هذا التحرك يستلزم وجود رؤية جماعية واضحة وأهداف محددة بل ورغبة وقدرة على تعبئة كافة الموارد وتشكيل كافة العوامل التي تصب في تحقيق هذا الهدف الهام.
وأعلن معاليه خلال افتتاحه فعاليات ملتقى القيادات الخليجي السنوي الرابع بأبوظبي أمس ان التعليم الجيد إنما هو أساس التقدم في هذا العصر ويكفل مشاركة الجميع في فعاليات مجتمع المعرفة كما يسهم في تحقيق الكفاءة في النشاط الاقتصادي بوجه عام، مؤكدا ان طبيعة هذا التعليم لابد وان تتغير بما يكفل تركيزا اعلى على التعليم المستمر وتشجيعا أكثر واكبر للتعلم الذاتي والمستقل واستخداما مكثفا وواعيا لأدوات التعليم الالكتروني والتعليم بلا حدود. وذكر معاليه ان مجتمع المعرفة يعتمد بصفة أساسية على توافر عدد من الأمور أولها أنشطة وبرامج البحث العلمي وتوجيهها نحو دراسة وتطوير كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، وثانيها قدرة المجتمع على تحويل نتائج البحوث العلمية إلى تقنيات وتطبيقات عملية مفيدة في كافة جوانب الحياة وفي كل مؤسسات الدولة، وثالثهما التعليم الجيد القائم على الإبداع والابتكار.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك: أحييكم في ملتقى القيادات الخليجي الرابع، ويسرني ان اعبر لكم عن تقديري لجهودكم، في تنمية عناصر القيادة والريادة، بين مواطني دول المنطقة، وفي كافة المجالات، كما احيي تركيزكم بالذات، على الدراسة الواعية، للتطورات المتلاحقة في هذا العصر، وحرصكم على تكوين رؤية واضحة، وفهم ناضج لهذه التطورات، بما يؤكد على دور القيادات الوطنية، في تحقيق الرفاهية والتقدم في المجتمع، ويدفع بإذن الله، إلى إحداث تغييرات ايجابية وبناءة، في مسيرة المنطقة والعالم.
إن التركيز في ملتقى هذا العام، يتعلق بمستلزمات مجتمع المعرفة، وهو مجتمع كما تعلمون، يختلف عن غيره، من المجتمعات البشرية التي سبقته، انه مجتمع، تكون فيه المعارف، عاملا أساسيا، من عوامل الإنتاج الاقتصادي، بحيث تسهم هذه المعارف، في تكوين ثروة الوطن، وتطوير موارده الاقتصادية، بل وتعميق قدراته أيضا، على التنافس القوي، في الساحة العالمية.
وأكد معاليه ان انعقاد هذا الملتقى سنويا في مدينة أبوظبي، إنما يتراسل تماما، مع المكانة المرموقة لهذه المدينة في مسيرة المنطقة، فأبوظبي، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة كريمة، من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إنما تسير بخطى واثقة، نحو إرساء دعائم مجتمع المعرفة، في كافة ربوعها، بما يتضمنه ذلك، من بناء قدرة الأفراد والمؤسسات، على المبادرة والإبداع، والاعتماد على المعلومات والمعارف، في التعليم المستمر، والتخطيط الاستراتيجي، ورفع معدلات الأداء في كافة أوجه النشاط في المجتمع.
وأشار إلى أن مجتمع المعرفة، يعتمد بصفة أساسية على توافر عدد من الأمور: الأمر الأول: يتمثل في أنشطة وبرامج البحث العلمي، واكتشاف العلوم والمعارف، ونشرها، وتوجيهها نحو دراسة وتطوير كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، وعلينا ان نلحظ هنا، ان البحث العلمي، هو أساس الإبداع، وأسلوب إيجاد المعارف، وتطويرها بشكل مستمر.
الأمر الثاني: هو قدرة المجتمع على تحويل نتائج البحوث العلمية، إلى تقنيات وتطبيقات عملية مفيدة، في كافة جوانب الحياة، وفي كل مؤسسات الدولة: الحكومية منها والخاصة على السواء، وذلك في إطار تعاون وثيق، وبين الجامعات ومراكز البحوث من جانب، ومؤسسات المجتمع من جانب آخر.
الأمر الثالث: هو التعليم، الذي يتعاظم دوره في مجتمع المعرفة، وهو كما قلت، مجتمع يجعل من الإنسان، محور التركيز في كل نشاط، وفي كل إنتاج. وبالتالي، تتأكد فيه حاجة هذا الإنسان، إلى التعليم الجيد، وبناء قدراته، على الإبداع والابتكار، وإدارة المعارف، وتطبيقها على نحو سليم.
وأكد ان التعليم الجيد، إنما هو أساس التقدم في هذا العصر، يكفل مشاركة الجميع، في فعاليات مجتمع المعرفة، كما يسهم في تحقيق الكفاءة في النشاط الاقتصادي بوجه عام، وكما أشرت، فان طبيعة هذا التعليم لابد وان تتغير، بما يكفل تركيزا اعلى، على التعليم المستمر، وتشجيعا أكثر واكبر، للتعليم الذاتي والمستقل، واستخداما مكثفا وواعيا، لأدوات التعليم الالكتروني، والتعليم بلا حدود.
وقال: هذه الأمور الثلاثة بالطبع، تنعكس كلها بشكل مباشر، على كافة الخصائص، التي تشكل طبيعة مجتمع المعرفة، انني اعبر لكم عن سروري، في انكم سوف تتشاورون في هذا الملتقى، حول كافة هذه الأمور، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في جهودكم، ولتتذكروا دائما، ان منطقة الخليج، إنما تتحرك بشكل سريع، كي تصبح جميعها عن حق، مجتمعات للمعرفة، وهذا التحرك، يستلزم منا جميعا، وجود رؤية واضحة، وأهداف محددة، بل ورغبة وقدرة، على تعبئة كافة الموارد، وتشكيل كافة العوامل، التي تصب في تحقيق هذا الهدف الهام، أرجو لكم التوفيق، وأتمنى ان يحقق هذا الملتقي، الغاية المرجوة منه، وان يسهم بالفعل، في تنمية عناصر القيادة والريادة، في كافة أرجاء المنطقة بشكل عام.
الحكومة الالكترونية
ومن جانبه أكد المهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس اتحاد غرف التجارة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون رئيس غرفة أبوظبي دعم ومساندة الغرفة لملتقى القيادات الخليجي السنوي الرابع الذي تستضيفه مدينة أبوظبي ويقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة،
هذا الملتقى الذي يقام تحت عنوان «بيئة التغير ومستلزمات مجتمع المعرفة» والذي يحظى باهتمام ومتابعة كافة شركات ومؤسسات القطاع الخاص إلى جانب الاهتمام الكبير به من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية التي تسعى إلى تحقيق التغير في المؤسسات وإيجاد البيئة المناسبة لذلك والانتقال إلى العمل الالكتروني بصورة كاملة، وهو ما تسعى إلى انجازه من خلال برامج إعادة الهيكلة للمؤسسات وكذلك إقامة الحكومة الالكترونية في العديد من الدول الخليجية والعربية.
وقال الشامسي في كلمة بالجلسة الافتتاحية يشهد عالمنا المعاصر تغييرات متصلة ويواجه تحديات كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وانجازاتها وتطبيقها العملي، ويعتبر بناء التغيير وإيجاد البيئة المناسبة لتنفيذه وإعادة الهيكلة الإدارية ومن ثم التحول إلى مجتمع المعرفة واحدا من هذا التغييرات الهامة ويأتي هذا المؤتمر ليلقي الضوء على أخر المستجدات الفكرية الإستراتيجية على الساحة الدولية وتحليل التجاذبات الدولية ومتغيرات عصر العولمة والثورة العلمية والتقنية،
وتدارس مستلزمات مجتمع المعرفة وتحديات التغيير وارتباطاتها بالأداء والتميز المؤسسي وكذلك تحديث الإدارة بقطاعات العمل العام والخاص والتعامل مع الواقع بكفاءة وفعالية توفير فرص الالتقاء والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب الإدارية والتطويرية الناجحة بين قيادات العمل الخليجية وبما يسهم بتنمية الموارد المختلفة للمؤسسات والعمل بشكل عام والبشرية منها بشكل خاص وتعزيز القدرة التنافسية لها طرح أهم النظريات الإدارية والسلوكية الخاصة بمجال إعداد وتأهيل القيادات الشابة بمؤسسات العمل والأساليب والتطبيقات والممارسات الناجحة في إدارة هذه المؤسسات.
وأضاف الشامسي:يسرني في هذا الصدد إعلامكم انه وفي إطار اهتمامها بتحقيق التميز المؤسسي والارتقاء بجودة العمل في المؤسسات العامة والخاصة فقد قامت الغرفة في بداية العام الجاري بتأسيس معهد التميز المؤسسي ليمثل قاعدة رئيسية ومركزا هاما لمساعدة الشركات والهيئات في الدولة وفي المنطقة بصورة عامة على تطبيق أفضل المعايير في مجال الجودة والامتياز وانجاز التميز المؤسسي.
وأشار الشامسي إلى ان التحول إلى مجتمع المعرفة يتطلب العمل على إيجاد بيئة مناسبة للتغير المؤسسي ومن ثم بذل الجهود المتواصلة لإحداث تغييرات جذرية في أساليب إدارة الأعمال وبخاصة بعد انتشار استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية واستخدامات الانترنت بشكل واسع في مناطق كثيرة من العالم. وبالنظر إلى التطور السريع في مجال استخدام الانترنت في دولة الإمارات وهى إحدى وسائل التجارة الالكترونية،
فقد قفز عدد المستخدمين إلى 4, 1 مليون مستخدم في الدولة في نهاية العام 2005، وارتفع عدد المواقع المحلية على الشبكة وأصبحت بالآلاف كما ارتفع عدد مستخدمي البريد الالكتروني إلى أرقام قياسية كما ان استخدام الانترنت ارتفع في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستويات كبيرة، وتشير الإحصاءات إلى ان أكثر من 60% من مستخدمي الانترنت في العالم العربي من دول المجلس، وهذا مؤشر واضح ومهم على التطور الهائل في استخدامات الشبكة والأهمية الكبرى التي تحظى بها في منطقتنا.
وذكر الشامسي ان عصر العولمة هو عصر العلم المؤسسي الضخم ونجاحنا فيه رهن بحسن استغلالنا لهذه المعرفة خاصة من حيث تدريب وتأهيل الموارد البشرية لتتقبل الجديد وتتفهم معطيات العصر بغرض دفع عجلة التنمية إلى الامام.
وقال الشامسي ان الإمارات بصفة خاصة والدول الخليجية بصفة عامة تشكل الندرة السكانية هاجسا كبيرا لها وعليه تصبح الحاجة ماسة جدا للاستفادة من تقنية المعلومات ومن هنا يتأتى أهمية التدريب والتأهيل للعمالة الناشئة في مجال تقنية المعلومات بحيث تؤدي الخبرة إلى تفاعل الإنسان مع أدوات عصره وليكتسب المزيد من القدرات الذهنية التي تمكنه من التقدم المستمر في فهم أساليب تقنية الإنتاج في شتى المجالات التطبيقية وخاصة في مجال النفط اعني «البترول والغاز».
مما ينعكس في ارتفاع الإنتاج والإنتاجية ويزيد معدلات التنمية، وهذا ما نعني به توظيف العلم لخدمة المجتمع، واختتم قائلا: اننا في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ندعم ونشجع مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات التي تجمع قيادات خليجية متمرسة مع الخبراء والباحثين الاقتصاديين وأصحاب القرار، ونحن على ثقة تامة من ان هذا الملتقى سيوفر فرصة متميزة للتحاور والمناقشة حول التحديات التي تواجه القيادات الإدارية للنهوض بالمجتمعات المحلية في عصر المعرفة وكذلك مستقبل قطاع تقنية المعلومات ودوره في احداث التغيير الإداري المطلوب وتحقيق التميز المؤسسي والنهوض بكافة مناحي الحياة في دول المجلس.
قيادي خليجي
وفي كلمه له بالجلسة الافتتاحية أكد الدكتور جمال الدعيج أمين عام ملتقى القيادات الخليجي ان رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للملتقى السنوي كان له الأثر البارز في مسيرة الملتقى نظرا لما يمثله معاليه محليا وإقليميا من مكانة ومثال لما يجب ان يكون عليه القيادي في شتى الميادين.
وأضاف لكون هذا الملتقى هو نقطة التقاء مؤسسات المجتمع المختلفة (الرسمية، الأهلية، المهنية، والخاصة) فقد ساهم ذلك في تشكيل منظومة فريدة من نوعها نظرا لما تشكله هذه الجهات من تكامل مع بعضها تفجر الإبداعات والتميز وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وقد كانت انطلاقة خطة الملتقى في دورته السابقة منبثقة من توصيات المؤتمر الثالث وقد تم الأتي:
1- إعداد حزمة من المسارات لتشكل مجالات تخصص تحتضن مختلف الفعاليات في هذه المجالات مثل:
التعليم الرقمي، التجارة الرقمية، إدارة الأزمات في مجتمع المعرفة، الإدارة الرقمية، معايير ومقاييس المشروعات الرقمية.
2- تنظيم برنامج تبادل الخبرات بصلالة في أغسطس 2006 وطرحت تجارب لمشروعات مجتمع واقتصاد المعرفة.
3- التواصل مع مراكز ومنتديات إعداد وتأهيل قيادات المستقبل.
4- إبراز انجازات القيادات الرقمية في مجتمع المعرفة «خليجي رقمي» ونحتفي بأربعة منهم فازوا على مستوى العالم من خلال جوائز قمة الأرض لمجتمع المعلومات الذي تنظمه هيئة الأمم.
5- طرح مواضع التغيير في ظل مجتمع المعرفة وهو عنوان مؤتمركم هذا.
6- إعداد معرض مصاحب غير مفتوح للجمهور ليحتضن الأنظمة، المنتجات، الدراسات، الخدمات التي تهم القيادي والاطلاع على احدث وأخر المستجدات في عالم الصناعة، المهنة، والعلم لمجتمع المعرفة.
7- إبراز وطرح الملتقى ككيان وفق نظام أساسي واضح المعالم والمكونات.
وقال الدعيج اننا ونحن نمضي في دورة الملتقى الرابعة أود ان أضع نيابة عنهم بعض التطلعات والطموحات لترى النور عن قريب ان شاء الله.
دائما نتطلع وقمنا بوضع التوصيات في إطار تنفيذي بعيدا عن الإثراء الفكري وترجمتها إلى برامج ومشاريع وهذا لا يستمر الا من خلال عمل مؤسسي وإشهار الملتقى ككيان وفق نظام أساسي ومجلس أمناء يحقق المظلة والإطار الذي نطلق منه خطط ومناشط الملتقى الدورية والمستقبلية حسب توصيات المؤتمر السنوي.
ـ طرح ندوات، برنامج تبادل خبرة، وبرامج تخصصية في مختلف بلدان المنطقة.
ـ التعاون مع الجهات المتخصصة لإعداد أدلة استرشادية تكون بمثابة المرجعية في تقييم الأنشطة التخصصية.
ـ إبراز الانجازات وإبداعات القيادات الإدارية في مختلف المجالات لتحفيزها وحض غيرها إلى المزيد من الانجازات والعطاء وطرح جائزة قيادي خليجي على شكله خليجي رقمي كأحد الفعاليات لهذا التحفيز.
ـ وليس خافيا علينا انجازات القيادات الإدارية النسائية ما يستدعي الاهتمام بشكل كبير في إبرازها.
ـ استثمار الخبرات والعقول فيما بين أجيال القيادات المتعاقبة لاستحداث حلقة الوصل فيما بينها.
ـ تبادل التجربة فيما بين القيادات العاملة وتكثيف لقاءاتها وفق التخصصات والاهتمامات لإثراء الخبرات البينية.
ـ الاهتمام بالقيادات الشابة الواعدة واستحداث محاضن لها لتنمية قدراتها للمستويات المثلى.
تواصل القيادات الإدارية الخليجية مع اقرأنهم على المستوى العربي والعالمي من خلال محافل ومؤتمرات المنظمات والجمعيات الإقليمية والدولية. وقد تناولت جلسة العمل الأولى موضوع استراتيجيات وإجراءات التغيير للتميز في منظمات المعرفة، وكذلك موضوع القيادة والقوى الايجابية والسلبية المؤثرة على التغيير في منظمات المعرفة.
بدء فعاليات ملتقى القيادات الخليجي الرابع في أبوظبي
قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي ان منطقة الخليج تتحرك بشكل سريع كي تصبح جميعها عن حق مجتمعات للمعرفة.وأكد ان هذا التحرك يستلزم وجود رؤية جماعية واضحة وأهداف محددة بل ورغبة وقدرة على تعبئة كافة الموارد وتشكيل كافة العوامل التي تصب في تحقيق هذا الهدف الهام.
وأعلن معاليه خلال افتتاحه فعاليات ملتقى القيادات الخليجي السنوي الرابع بأبوظبي أمس ان التعليم الجيد إنما هو أساس التقدم في هذا العصر ويكفل مشاركة الجميع في فعاليات مجتمع المعرفة كما يسهم في تحقيق الكفاءة في النشاط الاقتصادي بوجه عام، مؤكدا ان طبيعة هذا التعليم لابد وان تتغير بما يكفل تركيزا اعلى على التعليم المستمر وتشجيعا أكثر واكبر للتعلم الذاتي والمستقل واستخداما مكثفا وواعيا لأدوات التعليم الالكتروني والتعليم بلا حدود. وذكر معاليه ان مجتمع المعرفة يعتمد بصفة أساسية على توافر عدد من الأمور أولها أنشطة وبرامج البحث العلمي وتوجيهها نحو دراسة وتطوير كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، وثانيها قدرة المجتمع على تحويل نتائج البحوث العلمية إلى تقنيات وتطبيقات عملية مفيدة في كافة جوانب الحياة وفي كل مؤسسات الدولة، وثالثهما التعليم الجيد القائم على الإبداع والابتكار.
وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك: أحييكم في ملتقى القيادات الخليجي الرابع، ويسرني ان اعبر لكم عن تقديري لجهودكم، في تنمية عناصر القيادة والريادة، بين مواطني دول المنطقة، وفي كافة المجالات، كما احيي تركيزكم بالذات، على الدراسة الواعية، للتطورات المتلاحقة في هذا العصر، وحرصكم على تكوين رؤية واضحة، وفهم ناضج لهذه التطورات، بما يؤكد على دور القيادات الوطنية، في تحقيق الرفاهية والتقدم في المجتمع، ويدفع بإذن الله، إلى إحداث تغييرات ايجابية وبناءة، في مسيرة المنطقة والعالم.
إن التركيز في ملتقى هذا العام، يتعلق بمستلزمات مجتمع المعرفة، وهو مجتمع كما تعلمون، يختلف عن غيره، من المجتمعات البشرية التي سبقته، انه مجتمع، تكون فيه المعارف، عاملا أساسيا، من عوامل الإنتاج الاقتصادي، بحيث تسهم هذه المعارف، في تكوين ثروة الوطن، وتطوير موارده الاقتصادية، بل وتعميق قدراته أيضا، على التنافس القوي، في الساحة العالمية.
وأكد معاليه ان انعقاد هذا الملتقى سنويا في مدينة أبوظبي، إنما يتراسل تماما، مع المكانة المرموقة لهذه المدينة في مسيرة المنطقة، فأبوظبي، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبمتابعة كريمة، من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إنما تسير بخطى واثقة، نحو إرساء دعائم مجتمع المعرفة، في كافة ربوعها، بما يتضمنه ذلك، من بناء قدرة الأفراد والمؤسسات، على المبادرة والإبداع، والاعتماد على المعلومات والمعارف، في التعليم المستمر، والتخطيط الاستراتيجي، ورفع معدلات الأداء في كافة أوجه النشاط في المجتمع.
وأشار إلى أن مجتمع المعرفة، يعتمد بصفة أساسية على توافر عدد من الأمور: الأمر الأول: يتمثل في أنشطة وبرامج البحث العلمي، واكتشاف العلوم والمعارف، ونشرها، وتوجيهها نحو دراسة وتطوير كافة قطاعات الاقتصاد الوطني، وعلينا ان نلحظ هنا، ان البحث العلمي، هو أساس الإبداع، وأسلوب إيجاد المعارف، وتطويرها بشكل مستمر.
الأمر الثاني: هو قدرة المجتمع على تحويل نتائج البحوث العلمية، إلى تقنيات وتطبيقات عملية مفيدة، في كافة جوانب الحياة، وفي كل مؤسسات الدولة: الحكومية منها والخاصة على السواء، وذلك في إطار تعاون وثيق، وبين الجامعات ومراكز البحوث من جانب، ومؤسسات المجتمع من جانب آخر.
الأمر الثالث: هو التعليم، الذي يتعاظم دوره في مجتمع المعرفة، وهو كما قلت، مجتمع يجعل من الإنسان، محور التركيز في كل نشاط، وفي كل إنتاج. وبالتالي، تتأكد فيه حاجة هذا الإنسان، إلى التعليم الجيد، وبناء قدراته، على الإبداع والابتكار، وإدارة المعارف، وتطبيقها على نحو سليم.
وأكد ان التعليم الجيد، إنما هو أساس التقدم في هذا العصر، يكفل مشاركة الجميع، في فعاليات مجتمع المعرفة، كما يسهم في تحقيق الكفاءة في النشاط الاقتصادي بوجه عام، وكما أشرت، فان طبيعة هذا التعليم لابد وان تتغير، بما يكفل تركيزا اعلى، على التعليم المستمر، وتشجيعا أكثر واكبر، للتعليم الذاتي والمستقل، واستخداما مكثفا وواعيا، لأدوات التعليم الالكتروني، والتعليم بلا حدود.
وقال: هذه الأمور الثلاثة بالطبع، تنعكس كلها بشكل مباشر، على كافة الخصائص، التي تشكل طبيعة مجتمع المعرفة، انني اعبر لكم عن سروري، في انكم سوف تتشاورون في هذا الملتقى، حول كافة هذه الأمور، وأتمنى لكم النجاح والتوفيق في جهودكم، ولتتذكروا دائما، ان منطقة الخليج، إنما تتحرك بشكل سريع، كي تصبح جميعها عن حق، مجتمعات للمعرفة، وهذا التحرك، يستلزم منا جميعا، وجود رؤية واضحة، وأهداف محددة، بل ورغبة وقدرة، على تعبئة كافة الموارد، وتشكيل كافة العوامل، التي تصب في تحقيق هذا الهدف الهام، أرجو لكم التوفيق، وأتمنى ان يحقق هذا الملتقي، الغاية المرجوة منه، وان يسهم بالفعل، في تنمية عناصر القيادة والريادة، في كافة أرجاء المنطقة بشكل عام.
الحكومة الالكترونية
ومن جانبه أكد المهندس صلاح سالم بن عمير الشامسي رئيس اتحاد غرف التجارة بدولة الإمارات ودول مجلس التعاون رئيس غرفة أبوظبي دعم ومساندة الغرفة لملتقى القيادات الخليجي السنوي الرابع الذي تستضيفه مدينة أبوظبي ويقام تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالدولة،
هذا الملتقى الذي يقام تحت عنوان «بيئة التغير ومستلزمات مجتمع المعرفة» والذي يحظى باهتمام ومتابعة كافة شركات ومؤسسات القطاع الخاص إلى جانب الاهتمام الكبير به من قبل المؤسسات والهيئات الحكومية التي تسعى إلى تحقيق التغير في المؤسسات وإيجاد البيئة المناسبة لذلك والانتقال إلى العمل الالكتروني بصورة كاملة، وهو ما تسعى إلى انجازه من خلال برامج إعادة الهيكلة للمؤسسات وكذلك إقامة الحكومة الالكترونية في العديد من الدول الخليجية والعربية.
وقال الشامسي في كلمة بالجلسة الافتتاحية يشهد عالمنا المعاصر تغييرات متصلة ويواجه تحديات كبيرة في مجال تكنولوجيا المعلومات وانجازاتها وتطبيقها العملي، ويعتبر بناء التغيير وإيجاد البيئة المناسبة لتنفيذه وإعادة الهيكلة الإدارية ومن ثم التحول إلى مجتمع المعرفة واحدا من هذا التغييرات الهامة ويأتي هذا المؤتمر ليلقي الضوء على أخر المستجدات الفكرية الإستراتيجية على الساحة الدولية وتحليل التجاذبات الدولية ومتغيرات عصر العولمة والثورة العلمية والتقنية،
وتدارس مستلزمات مجتمع المعرفة وتحديات التغيير وارتباطاتها بالأداء والتميز المؤسسي وكذلك تحديث الإدارة بقطاعات العمل العام والخاص والتعامل مع الواقع بكفاءة وفعالية توفير فرص الالتقاء والتشاور وتبادل الخبرات والتجارب الإدارية والتطويرية الناجحة بين قيادات العمل الخليجية وبما يسهم بتنمية الموارد المختلفة للمؤسسات والعمل بشكل عام والبشرية منها بشكل خاص وتعزيز القدرة التنافسية لها طرح أهم النظريات الإدارية والسلوكية الخاصة بمجال إعداد وتأهيل القيادات الشابة بمؤسسات العمل والأساليب والتطبيقات والممارسات الناجحة في إدارة هذه المؤسسات.
وأضاف الشامسي:يسرني في هذا الصدد إعلامكم انه وفي إطار اهتمامها بتحقيق التميز المؤسسي والارتقاء بجودة العمل في المؤسسات العامة والخاصة فقد قامت الغرفة في بداية العام الجاري بتأسيس معهد التميز المؤسسي ليمثل قاعدة رئيسية ومركزا هاما لمساعدة الشركات والهيئات في الدولة وفي المنطقة بصورة عامة على تطبيق أفضل المعايير في مجال الجودة والامتياز وانجاز التميز المؤسسي.
وأشار الشامسي إلى ان التحول إلى مجتمع المعرفة يتطلب العمل على إيجاد بيئة مناسبة للتغير المؤسسي ومن ثم بذل الجهود المتواصلة لإحداث تغييرات جذرية في أساليب إدارة الأعمال وبخاصة بعد انتشار استخدام أجهزة الكمبيوتر الشخصية واستخدامات الانترنت بشكل واسع في مناطق كثيرة من العالم. وبالنظر إلى التطور السريع في مجال استخدام الانترنت في دولة الإمارات وهى إحدى وسائل التجارة الالكترونية،
فقد قفز عدد المستخدمين إلى 4, 1 مليون مستخدم في الدولة في نهاية العام 2005، وارتفع عدد المواقع المحلية على الشبكة وأصبحت بالآلاف كما ارتفع عدد مستخدمي البريد الالكتروني إلى أرقام قياسية كما ان استخدام الانترنت ارتفع في دول مجلس التعاون الخليجي إلى مستويات كبيرة، وتشير الإحصاءات إلى ان أكثر من 60% من مستخدمي الانترنت في العالم العربي من دول المجلس، وهذا مؤشر واضح ومهم على التطور الهائل في استخدامات الشبكة والأهمية الكبرى التي تحظى بها في منطقتنا.
وذكر الشامسي ان عصر العولمة هو عصر العلم المؤسسي الضخم ونجاحنا فيه رهن بحسن استغلالنا لهذه المعرفة خاصة من حيث تدريب وتأهيل الموارد البشرية لتتقبل الجديد وتتفهم معطيات العصر بغرض دفع عجلة التنمية إلى الامام.
وقال الشامسي ان الإمارات بصفة خاصة والدول الخليجية بصفة عامة تشكل الندرة السكانية هاجسا كبيرا لها وعليه تصبح الحاجة ماسة جدا للاستفادة من تقنية المعلومات ومن هنا يتأتى أهمية التدريب والتأهيل للعمالة الناشئة في مجال تقنية المعلومات بحيث تؤدي الخبرة إلى تفاعل الإنسان مع أدوات عصره وليكتسب المزيد من القدرات الذهنية التي تمكنه من التقدم المستمر في فهم أساليب تقنية الإنتاج في شتى المجالات التطبيقية وخاصة في مجال النفط اعني «البترول والغاز».
مما ينعكس في ارتفاع الإنتاج والإنتاجية ويزيد معدلات التنمية، وهذا ما نعني به توظيف العلم لخدمة المجتمع، واختتم قائلا: اننا في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي ندعم ونشجع مثل هذه اللقاءات والمؤتمرات التي تجمع قيادات خليجية متمرسة مع الخبراء والباحثين الاقتصاديين وأصحاب القرار، ونحن على ثقة تامة من ان هذا الملتقى سيوفر فرصة متميزة للتحاور والمناقشة حول التحديات التي تواجه القيادات الإدارية للنهوض بالمجتمعات المحلية في عصر المعرفة وكذلك مستقبل قطاع تقنية المعلومات ودوره في احداث التغيير الإداري المطلوب وتحقيق التميز المؤسسي والنهوض بكافة مناحي الحياة في دول المجلس.
قيادي خليجي
وفي كلمه له بالجلسة الافتتاحية أكد الدكتور جمال الدعيج أمين عام ملتقى القيادات الخليجي ان رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان للملتقى السنوي كان له الأثر البارز في مسيرة الملتقى نظرا لما يمثله معاليه محليا وإقليميا من مكانة ومثال لما يجب ان يكون عليه القيادي في شتى الميادين.
وأضاف لكون هذا الملتقى هو نقطة التقاء مؤسسات المجتمع المختلفة (الرسمية، الأهلية، المهنية، والخاصة) فقد ساهم ذلك في تشكيل منظومة فريدة من نوعها نظرا لما تشكله هذه الجهات من تكامل مع بعضها تفجر الإبداعات والتميز وبالتالي تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وقد كانت انطلاقة خطة الملتقى في دورته السابقة منبثقة من توصيات المؤتمر الثالث وقد تم الأتي:
1- إعداد حزمة من المسارات لتشكل مجالات تخصص تحتضن مختلف الفعاليات في هذه المجالات مثل:
التعليم الرقمي، التجارة الرقمية، إدارة الأزمات في مجتمع المعرفة، الإدارة الرقمية، معايير ومقاييس المشروعات الرقمية.
2- تنظيم برنامج تبادل الخبرات بصلالة في أغسطس 2006 وطرحت تجارب لمشروعات مجتمع واقتصاد المعرفة.
3- التواصل مع مراكز ومنتديات إعداد وتأهيل قيادات المستقبل.
4- إبراز انجازات القيادات الرقمية في مجتمع المعرفة «خليجي رقمي» ونحتفي بأربعة منهم فازوا على مستوى العالم من خلال جوائز قمة الأرض لمجتمع المعلومات الذي تنظمه هيئة الأمم.
5- طرح مواضع التغيير في ظل مجتمع المعرفة وهو عنوان مؤتمركم هذا.
6- إعداد معرض مصاحب غير مفتوح للجمهور ليحتضن الأنظمة، المنتجات، الدراسات، الخدمات التي تهم القيادي والاطلاع على احدث وأخر المستجدات في عالم الصناعة، المهنة، والعلم لمجتمع المعرفة.
7- إبراز وطرح الملتقى ككيان وفق نظام أساسي واضح المعالم والمكونات.
وقال الدعيج اننا ونحن نمضي في دورة الملتقى الرابعة أود ان أضع نيابة عنهم بعض التطلعات والطموحات لترى النور عن قريب ان شاء الله.
دائما نتطلع وقمنا بوضع التوصيات في إطار تنفيذي بعيدا عن الإثراء الفكري وترجمتها إلى برامج ومشاريع وهذا لا يستمر الا من خلال عمل مؤسسي وإشهار الملتقى ككيان وفق نظام أساسي ومجلس أمناء يحقق المظلة والإطار الذي نطلق منه خطط ومناشط الملتقى الدورية والمستقبلية حسب توصيات المؤتمر السنوي.
ـ طرح ندوات، برنامج تبادل خبرة، وبرامج تخصصية في مختلف بلدان المنطقة.
ـ التعاون مع الجهات المتخصصة لإعداد أدلة استرشادية تكون بمثابة المرجعية في تقييم الأنشطة التخصصية.
ـ إبراز الانجازات وإبداعات القيادات الإدارية في مختلف المجالات لتحفيزها وحض غيرها إلى المزيد من الانجازات والعطاء وطرح جائزة قيادي خليجي على شكله خليجي رقمي كأحد الفعاليات لهذا التحفيز.
ـ وليس خافيا علينا انجازات القيادات الإدارية النسائية ما يستدعي الاهتمام بشكل كبير في إبرازها.
ـ استثمار الخبرات والعقول فيما بين أجيال القيادات المتعاقبة لاستحداث حلقة الوصل فيما بينها.
ـ تبادل التجربة فيما بين القيادات العاملة وتكثيف لقاءاتها وفق التخصصات والاهتمامات لإثراء الخبرات البينية.
ـ الاهتمام بالقيادات الشابة الواعدة واستحداث محاضن لها لتنمية قدراتها للمستويات المثلى.
تواصل القيادات الإدارية الخليجية مع اقرأنهم على المستوى العربي والعالمي من خلال محافل ومؤتمرات المنظمات والجمعيات الإقليمية والدولية. وقد تناولت جلسة العمل الأولى موضوع استراتيجيات وإجراءات التغيير للتميز في منظمات المعرفة، وكذلك موضوع القيادة والقوى الايجابية والسلبية المؤثرة على التغيير في منظمات المعرفة.