تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيولة "تسيل لعاب" المصرفية الخاصة لإدارة ثروات أغنياء الخليج



أبوتركي
16-04-2007, 05:08 AM
بنك باريبا يتطلع لإدارة ثروات بقيمة 10 مليارات دولار في 3 سنوات
السيولة "تسيل لعاب" المصرفية الخاصة لإدارة ثروات أغنياء الخليج




قال مصرفيون عالميون إن السيولة الضخمة التي نجمت عن الطفرة النفطية خلال الأعوام الثلاثة الماضية "أسالت لعاب" المصارف والبنوك الدولية التي أسست ما يسمى بالمصرفية الخاصة لإدارة ثروات الأغنياء في منطقة الخليج بالتحديد حيث تقدر ثروات 300 ألف مليونير في الشرق الأوسط بنحو 1.4 تريليون دولار وفقا لآخر الإحصائيات.
ورفع بنك "بي إن بي باريبا" أحد البنوك الدولية العاملة في المنطقة من عدد مكاتبه الخاصة بإدارة ثروات الأغنياء إلى ستة مكاتب في دول الخليج. وأكد ثلاثة من كبار مصرفييه في الإدارة المصرفية الخاصة بالشرق الأوسط في لقاء مع "الاقتصادية" أن الطفرة النفطية وما نجم عنها من سيولة كبيرة شجعت بالفعل علي أن يكون بنك باريبا قريبا من زبائنه، على حد قول سيرين المصري مدير المصرفية الخاصة، مضيفة أن بنك باريبا موجود في المنطقة من قبل 30 عاما وقرر منذ العام الماضي رفع حجم استثماراته وتكثيف الوجود بالقرب من العملاء في محاولة لتقديم خدمات أكثر شمولية للعميل بدءا من تقديم نصائح فيما يتعلق بإدارة استثماراته ومشاريعه، مرورا بتمويلات القروض وحتى تدريب أولاده وتعليمهم في الخارج "هدفنا أن نكون أقرب للعميل لا نلبي فقط احتياجاته بل نسبقه في تطلعاته وطموحاته حتى تلك المتعلقة بأسرته".
ويدير بنك بي إن بي باريبا أصولا بقيمة 140 مليار يورو منها نحو ستة مليارات دولار من منطقة الخليج ويتوقع أن ترتفع إلى عشرة مليارات دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة, وتستهدف إدارة المصرفية الخاصة شريحة الأغنياء أو المستثمرين الذين ترتفع قيمة حساباتهم فوق 100 مليون دولار، غير أن هناك إدارة خاصة بالعملاء الذين يمتلكون 250 مليون دولار فيما فوق.
وتضيف المصري أن باريبا أكثر نشاطا في شريحة المستثمرين الذين يمتلكون ثروات فوق 250 مليون دولار، خصوصا في الخليج، روسيا، أوكرانيا، وأوربا الشرقية، مضيفة أن المصرفية الخاصة توفر مجموعة من المصرفيين والقانونيين المحترفين الذين يقدمون جميع النصائح والحلول الشاملة والمتكاملة للعملاء بشأن إدارة ثرواتهم من الدخول في صناديق تحوط إلى الصناديق العقارية، مرورا بتمويل الطائرات الخاصة واليخوت بل نقدم لهم أكثر من ذلك بكثير مثل النصائح المتعلقة بالتبرعات والمساعدات الاجتماعية، التي يقدمونها للجمعيات الخيرية والمحتاجين.
واستقطبت منطقة الخليج خلال السنوات القليلة الماضية أعدادا كبيرة من المؤسسات المالية الأجنبية، التي تتسابق فيما بينها لإدارة ثروات الأغنياء من خلال طرح صناديق استثمارية عديدة ومتنوعة منها صناديق التحوط التي تدير نحو 60 مليار دولار من أموال منطقة الشرق الأوسط حسب تقديرات شركة مان إنفستمنتس البريطانية المتخصصة في صناديق التحوط.
وكما تقول رولا علي " نائب رئيس أول المصرفية الخاصة للشرق الأوسط " صناديق التحوط وشركات المساهمة الخاصة تتزايد بشكل كبير في المنطقة لأن العملاء والمستثمرين العرب والخليجيين بالتحديد أصبحوا أكثر تطورا ويتطلعون إلي نوعية جديدة من الاستثمارات لم تكن تلقى في السابق اهتماما من قبلهم مثل الاستثمار في منتجات المشتقات.
غير أن المستثمر الخليجي مغامر بطبعه عكس المستثمر الأوروبي الذي يتصف بالتحفظ.. هكذا تقول سيرين، مضيفة " قبل الفقاعة التي ضربت أسواق المال في المنطقة نصحنا عملاءنا كثيرا بالخروج من السوق بعد أن وصلت أسعار الأسهم إلي مستويات غير مبررة, وعرضنا عليهم الدخول في مجالات استثمارية أخرى مثل صناديق التحوط أو الملكية الخاصة أو الاستثمار في السندات لكن ما حدث أن الكثير منهم لم يستمع إلى النصائح، التي قدمناها وهو ما انتبهوا له بعد الضربة التي تعرضوا لها فالمستثمر الخليجي يبحث عن المخاطرة وتحقيق عائد لا يقل عن 100 في المائة بعكس نظيره الأوروبي الذي يعتبر عائدا بنسبة 5 في المائة على الدولار أكثر ربحية".
وتضيف "من الصعب إقناع المستثمر العربي بشكل عام لأن طموحاته عالية وتفوق التوقعات ويتطلع دوما إلى العائد السريع ولذلك يولي اهتماما أكبر بالاكتتابات الأولية لأنها تعطي عائدا مرتفعا كما يهتم أيضا بالاستثمار في الملكية الخاصة كما في العديد من دول آسيا خصوصا في الهند, ولهذا السبب جئنا بالقرب من عملائنا في المنطقة في محاولة لإقناعهم وتقديم النصح لهم بأهمية تنويع مجالات الاستثمار وعدم وضع "البيض كله في سلة واحدة".
غير أن الخسائر التي تكبدها المستثمرون في أسواق المال أخيراً دفعتهم للاستجابة إلى نصائحنا ولهذا السبب لاحظنا في الفترة الأخيرة تغيرا في اتجاهات الاستثمار من قبل المستثمرين في المنطقة باتجاه المشتقات بسبب الخوف من تراجعات حادة في أسواق المال كما نصحناهم بالتطلع لأسواق أوروبا والصين "لأن العوائد هناك مرتفعة".
وعلى الرغم من المخاوف التي تنتاب المستثمرين من تداعيات سلبية على الاستثمار في المنطقة في حال تطور الملف النووي الإيراني وشهدت أسعار النفط هبوطا متواصلا إلا أن مسؤولي بنك باريبا لديهم " شحنة قوية من التفاؤل " على حد وصف رولا " رغم كل ما يقال عن توترات سياسية وتوقعات بتراجعات أسعار النفط إلا أننا متفائلون ولهذا السبب كثفنا من وجودنا في المنطقة ورفعنا من عدد موظفينا المحترفين ولو كانت لدينا مخاوف من مخاطر متوقعة أو فوائد قليلة ما اتخذنا القرار, وعلى سبيل المثال كنا البنك الأجنبي الوحيد الذي ظل يعمل في لبنان أثناء الحرب الأهلية رغم ويلات الحرب وقتها ذلك لأن علاقتنا بالمنطقة تاريخية".
ولا يقتصر التوسع في المصرفية الخاصة علي دول الخليج بل قرر باريبا كما يقول رئيس الإدارة المصرفية الخاصة للشرق الأوسط سيرج جانووسكي التوسع أيضا في سوقي مصر ولبنان حيث ارتفعت شبكة الفروع في مصر إلى 35 فرعا، ستصل إلى 55 فرعا بنهاية العام الجاري وذلك لتلبية احتياجات المستثمرين المصريين الذين لديهم تطلعات للاستثمار خارج حدود الدولة، خصوصا في أوروبا وأمريكا التي نتمتع في أسواقها بقوة وميزة تنافسية عالية، إضافة إلى أن الاقتصاد المصري يحقق معدلات نمو مرتفعة ولهذا نتطلع إلى مصر لإدارة ثروات الأغنياء.
ويؤكد المصرفيون الثلاثة أن خدمات المصرفية الخاصة تشهد منافسة قوية بين البنوك التي تتسابق فيما بينها لاستقطاب مزيد من الأغنياء في ضوء الارتفاع المتواصل في أعداد الأثرياء في منطقة الخليج نتيجة نمو الثروات الخاصة.