تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السعودية: هبوط الأسهم يرفع سهم العقار.. لدى الشركات العائلية



أبوتركي
16-04-2007, 07:34 AM
صيت التجارات التقليدية يتراجع أمام جدوى الاستثمار في قطاع 'شبه عذراء'
السعودية: هبوط الأسهم يرفع سهم العقار.. لدى الشركات العائلية


المدن الاقتصادية في المملكة عامل جذب للاستثمارات المحلية


الرياض - عبدالحي يوسف:

يبدو ان السعوديين حسموا خياراتهم الاستثمارية اخيرا، فالحماس الكبير الذي يبديه المستثمرون للقطاع العقاري منذ اعوام منحه انتعاشا ضخما في حين تناقص الى حد كبير اقبال المستثمرين على الاستثمار في الاسهم. دفعهم الى ذلك الخسائر المتتالية التي مني بها هذا السوق منذ فبراير من العام الماضي، ومنذ تلك الفترة لم يستقر مؤشر الاسهم السعودية باتجاه الصعود بل اخذ باستمرار اتجاها منحدرا شكل مع الايام حاجزا نفسيا للمتداولين الذين كان بقاؤهم في السوق طيلة فترات الخسائر هذه على امل ان يستعيدوا جزءا من الاموال التي فقدوها في الاسهم.

العقار المستوعب

وامام هذه الخسائر المتتالية، كان قطاع العقار، الذي دخل في فترة ركود طويلة ايام ازدهار الاسهم، جاهزا لان يستوعب كل العائدين من الاسهم، حتى اولئك الذين فقدوا رؤوس اموالهم ولم يتبق لهم الا القليل. وتمكن العقار من استقطابهم بالمزايا التي يوفرها، حيث يمكن لاي مستثمر ان يدخل في هذا القطاع بغض النظر عن حجم رأس المال الذي يمتلكه. ويرتبط هذا الامر بمدى الارباح التي يرغب المستثمر في تحقيقها، فاذا كان رأس المال الذي دخل به بسيطا فان العائد سيكون بسيطا ايضا، اما في حالة دخول المستثمر برأس مال قوي فالعائد من الاستثمار العقاري في السعودية يكون مشجعا للغاية ما يحثه على عدم مغادرة هذا القطاع بعد ذلك، خصوصا ان الفرص في العقار بدأت في التزايد بشكل كبير. هناك المدن الاقتصادية والصناعية التي اعلنت عنها المملكة. ومع وصولها الى اربع مدن، تقول توقعات انها قابلة للزيادة خلال السنوات الخمس المقبلة، وهناك ايضا تزايد الطلب على الوحدات السكنية والفجوة التي بدأت تظهر بين الطلب والعرض، وغير ذلك من العوامل والمبررات التي ترجح نشاط السوق العقاري.

شركات متخصصة

وعلى الرغم من كثرة المتضررين من الاسهم وكثرة رجال الاعمال الذين يمتلكون رساميل ضخمة في السعودية، فان ذلك لم يجعل قطاع العقار متضخما من جهة استيعابه لاكبر عدد من رجال الاعمال في السعودية، فالقطاع لايزال محدودا في هذا الجانب باعتبار ان اغلب رجال الاعمال الذين كونوا ثرواتهم من مختلف انواع التجارة التقليدية كالاقمشة وتجارة التجزئة، والذين دخلوا اخيرا سوق العقار، مازالوا محتفظين بجزء كبير من رساميلهم لصالح حرفتهم وتجارتهم الاولى، اما لان ثقتهم في السوق العقارية لم تكتمل بعد، او لرغبتهم في عدم الانفصام عن التجارة التي مارسوها منذ بداياتهم. وجزء كبير من هذا النوع هم من اصحاب الشركات العائلية التي اشتهرت بنوع معين من الاستثمار، لذا فهي تجد بعض الحرج في التحول الى قطاع اخر مهما كانت اغراءات مكاسب الاخير. وكوسيلة لعدم تفويت الفرص المتاحة في سوق العقار يعمد هؤلاء الى المشاركة بجزء من رساميلهم في العقار من دون ان يتجهوا اليه بالكامل، وهذا لم يمنعهم من ان يؤسسوا شركات عقارية متخصصة الى جانب شركاتهم الاخرى التي تنصرف للتخصص في القطاعات التي مارسوها في بداياتهم او ورثوا العمل فيها من ابائهم واجدادهم.

ويتوقع خلال الفترات المقبلة وبضغط من جاذبية الارباح التي يحققها قطاع العقار مقارنة بانواع الاستثمار الاخرى، ان يبدأ هؤلاء تدريجيا بالتحول الكامل للقطاع، خصوصا ان اكثر هذا النوع من رجال الاعمال حقق ثروات ضخمة من الانواع التي عملوا فيها في الماضي. ويرغبون في مواصلة هذه النجاحات، والمعادلة التي قد يتوصلون لها في هذا الجانب انهم ربحوا عندما كانوا في طليعة المستثمرين في قطاعات التجزئة والاقمشة والاسهم على سبيل المثال، وانهم لكي يواصلوا هذا النجاح يجب ان يكونوا في طليعة المتجهين الى الفرص الجديدة في سوق العقار والذي لم يكن جاذبا بالقدر الكافي في بدايات الطفرة الاقتصادية في السعودية.
ولهذا يلاحظ ندرة الشركات العائلية في السعودية المتخصصة في الجانب العقاري.

نشاط العائلات

وتعتبر شركتا بن سعيدان والموسى من اوائل الشركات العائلية المتخصصة في الاستثمار العقاري التي لا تزال تواصل جهدها فيه حتى اليوم. ويرجع تاريخ بن سعيدان والموسى الى ما قبل فترة السبعينات حين كان النشاط العقاري ينشط في اماكن محددة للغاية في مدن الرياض وجدة والدمام، وهاتان الشركتان والشركات المقاربة لها في تاريخ النشأة يرجع اليها الفضل في تأسيس الكثير من المعالم العمرانية التي تميزت بها هذه المدن الثلاث، فضلا عن تمكنها من سد احتياجات هذه المناطق من الوحدات السكنية في ذلك الوقت.

وبخلاف هذه الشركات يندر وجود الشركات العائلية التي تركز عملها في الجانب العقاري، بل انصرفت اغلب الشركات الى انواع الاستثمار التقليدي الاخر واتجه غيرها الى سوق التوكيلات مثل الاجهزة الكهربائية والسيارات واستطاع هذا السوق بمرور الزمن ان يجذب اغلب الشركات العائلية في السعودية.

بيد ان المؤشرات الاقتصادية في السعودية واتجاهات الحركة الاستثمارية التي تتقدم باتجاه العقار تشير الى ان المرحلة المقبلة في المملكة ستظهر فيها شركات عقارية عائلية من الحجم الثقيل شبيهة بالشركات العائلية الضخمة، مثل الجميح والعجو والحنو والزامل وعلي رضا والجاسر، باعتبار ان النشاط العقاري لكي يحقق ارباحا كبيرة لا بد ان يستمر النشاط لاكثر من جيل في الشركة، وفي الخليج بشكل عام شركات عقارية ضخمة لم تؤسس في الأعوام الاخيرة، بل يرجع تاريخ تأسيسها الى اعوام بعيدة وربما الى اكثر من خمسين عاما الى الوراء. ولم تكن السعودية بعيدة عن ذلك فهناك شركات عائلية تخصصت في العقار لكنها قليلة العدد لا تتناسب مع الطفرة التي يعيشها هذا القطاع الان، وان كان الملاحظ ان هناك بعض الشركات الحديثة التي تشبه في هياكلها التنظيمية وطريقة ادارتها الشركات العائلية بدأت تخطو نحو العقار بل ان هناك من هذا النوع من الشركات من لم يمارس أي نشاط استثماري بخلاف العقار والاسهم، واغلب هؤلاء حققوا رساميلهم من قطاع الاسهم في فترة انتعاشه، ثم ذهبوا بها الى قطاع العقار.