المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موجة شائعات تجتاح سوق الأسهم السعودية قبيل إعلان نتائج أعمال "سابك"



أبوتركي
16-04-2007, 09:25 AM
محللون: المستثمرون في انتظار طوق نجاة بعد أرباح البنوك المخيبة للآمال
موجة شائعات تجتاح سوق الأسهم السعودية قبيل إعلان نتائج أعمال "سابك"



شكل ترقب إعلان "سابك" عن نتائجها الربعية الشغل الشاغل للكثير من المتداولين، لاسيما بعد انتشار شائعة قوية في صفوفهم تجزم بأن الإعلان عن هذه النتائج سيكون بعد إقفال يوم أمس الأحد 15-4-2007، وذلك بالتزامن مع الارتفاع اللافت لسعر السهم بحوالي 5%، بعدما كان خسر أكثر من 7% في جلسة التداول الأولى من هذا الأسبوع.

وقد استغل مطلقو الشائعات ما صدر عن شركة "إتش إس بي سي" العربية بخصوص القيمة العادلة للسهم والمقدرة بـ155 ريالا (الدولار = 3.75 ريال)، ليسبغوا على النبأ تفسيرات متضاربة تركت المتداولين في حيرة من أمرهم، بين متفائل بأرباح قياسية لعملاق السوق السعودية تزيد بمقدار 60% عن أرباح الربع الأول من 2006، وبين مقلل من هذه الزيادة إلى ما دون 10%، كل بحسب الشائعة التي سمعها!


الملاذ الأخير

وفي هذا الصدد رأى المحلل المالي محمد الرعوجي أن زخم الترقب لأرباح سابك الربعية اشتد كثيرا بعد النتائج المخيبة لقطاع البنوك، حيث بات المستثمرون ينظرون إلى هذه الأرباح باعتبارها الملاذ الأخير في تحفيز السوق للفترة القادمة، ريثما تصدر إحدى القرارات المرتقبة، مثل إعادة الشركتين الموقوفتين "بيشة" و"أنعام"، إحداهما أو كلاهما، إلى التداول.

وربط الرعوجي بين ما أعلنته "إتش إس بي سي" العربية في كلامها عن السعر العادل لسهم "سابك" وبين قرب صدور نتائج الشركة للربع الأول، معيدا إلى الأذهان الصورة التي كانت عليها الحال في الربع الرابع من 2006، وبالتحديد تاريخ 10/12 عندما قدرت "شعاع كابيتال" السعر العادل لسهم "سابك" بـ166 ريالا، وبعدها بستة أيام أعلنت الشركة عن "مفاجأتها السارة" بوصول توزيعاتها النقدية إلى 10 مليارات ريال عن عام 2006.

وأوضح الرعوجي أن الفرق بين السعر الموصى به من "شعاع" وسعر السهم يومها، وصل إلى 64 ريالا، فيما لم يتجاوز الفارق مع توصية "إتش إس بي سي" عتبة 40 ريالا، ما قد يحمل دلالات مختلفة باختلاف نظرتنا لهذه الفوارق سلبا أو إيجابا، مذكرا بأن سهم الشركة واصل ارتفاعه من يوم توصية "شعاع" ولمدة شهر كامل ليقفل عند سعر 104.75 بتاريخ 10/1/2007، لكن أعلى نقطة بلغها في ذلك الشهر كانت مع يوم الإعلان عن توزيع أرباح النصف الثاني للعام الماضي والتي صادفت يوم 18/12، حيث أقفل السهم عند حاجز 113.75 ريال.

وخلص الرعوجي من استعراضه لهذه المعلومات إلى القول بأن توقعات وتوصيات بيوت الخبرة الإقليمية والمحلية ما هي إلا استباق مدروس التوقيت لنتائج مشجعة، على جميع المتداولين استثمارها إلى أقصى حد ممكن.


هي السوق

أما المحلل الفني عبد الله آل حسين فقال إن ارتفاع سهم "سابك" يوم أمس عائد في معظمه لعمليات مضاربية بهدف إيجاد مناخ ملائم للتصريف، وهو من جانب آخر ردة فعل طبيعية بعد وصول سعر السهم إلى مستوى قريب من قاعه.

ولفت آل حسين إلى أن هيئة السوق المالية تمارس دورها بمنتهى الاحترافية عبر "التحكم بسعر إغلاق الأسهم المؤثرة في المؤشر، وفق ما تتيحه لها الخصائص المتوفرة في نظام تداول"، مشددا على أهمية هذا الدور في المرحلة التصحيحية التي تمر بها السوق، تمهيدا لاستصدار قرارات حساسة لعل من أهمها تجزئة الأسهم لتكون قيمتها الاسمية ريالاً واحدا بدل 10 ريالات.

وأكد آل حسين أن السوق السعودية لا تزال خاضعة للتحليل الفني بدرجة كبيرة، وأن ما تشهده تداولات شهر إبريل كان متوقعا لكل من يحسن قراءة الرسوم البيانية "الشارت"، معتبرا أن معظم المتداولين لا يتأثرون بالكلام عن السعر العادل لسهم "سابك" أو غيره من الأسهم، لأنهم يظنون أن أي مؤسسة مالية لديها معلومات حقيقية بهذا الخصوص لن تسعى لنشرها على الملأ بقدر ما ستحتفظ بها لنفسها وللصناديق الاستثمارية التابعة لها.

وختم آل حسين حديثه بالتذكير بمقولة "سابك هي السوق والسوق هي سابك" التي عدها صحيحة إلى حد كبير، قياسا إلى ثقل وتأثير هذه الشركة؛ ما يبرر كل هذا الترقب لنتائجها في أوساط المتداولين.


متداولون حائرون

من جهتهم أكد متداولون سعوديون لـ"الأسواق نت" أن وتيرة الشائعات حول نتائج "سابك" وصلت ذروتها؛ مستندة في المقام الأول على توصية "إتش إس بي سي" وحركة السهم الصاعدة في تداولات أمس الأحد.

وعبر المتداول محمد فرج عن اعتقاده بأن تكاثر الشائعات المتعلقة بنتائج سابك هدفه اختراق الثقة الموجودة لدى الغالبية بهذه الشركة وبصعوبة تسريب نتائجها وأخبارها قبل الموعد المحدد لإعلانها، مضيفا أن هناك من يسعى لحصر الآثار الإيجابية لنتائج سابك المتوقعة في أضيق نطاق، وإفراغها من عنصر التحفيز الذي يفترض أن يتناسب مع وزن الشركة في السوق.

في حين استغرب المتداول فيصل التركي كيف بدأ البعض نقاش ما ورده من أرقام في شائعات أرباح سابك وكأنها غدت حقائق ثابتة، ليقنع من يستمعون له بأن مسيرة الشركة غير مبشرة، من حيث إخفاقها في زيادة معدل نموها خلال الربع الأول لهذا العام، مقارنة بالربع الرابع من العام الماضي!
وأشار التركي إلى اهتمام كثير من الشائعات بتضخيم نسبة النمو المتوقعة لأرباح سابك، وبشكل يبدو بعيدا عن أشد التوقعات تفاؤلا، بهدف إيهام المتداولين بأن تلك الأرباح جاءت أقل من المتوقع، وبالتالي فهي لا تستحق العناية بها أو الاعتماد عليها في بناء القرار الاستثماري السليم.

وقال المستثمر سعود العتيبي إن الواضح من تداولات السبت والأحد الماضيين أن "سابك" صارت تستخدم أكثر من أي وقت مضى في الضغط على السوق أو إنعاشها، معتبرا هبوط السهم حوالي 7.5 % ثم صعوده في اليوم التالي قرابة 5% حركة مريبة من العيار الثقيل، لا يمكن تفسيرها إلا في إطار التلاعب بنفسيات المتداولين ترغيبا في السوق وترهيبا منها، حسب الدور المطلوب منهم تأديته.