المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اليابان بعيون عربية



amego
16-04-2007, 10:17 PM
اليابان بعيون عربية" كتاب مهم للدكتور مسعود ضاهر المؤرخ اللبناني المعروف، وهو من القلائل جدا في لبنان الذين اهتموا باليابان. لقد سبق له وان زار هذا البلد مراراً وعرف شؤونه وحياة شعبه عن كثب
وهذا ملخص سريع لهذا الكتاب :

اليابان التي مرت بتجربة فذة في الخروج من التقاليد الى التطور وتحقيق معجزة اقتصادية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945) على يد الجيش الاميركي الذي لا يزال يحتل ارضها وتلقيها قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي عام 1945 – مما جعلها البلد الوحيد الذي عانى من استخدام القنبلة الذرية المدمرة – اليابان تعود رغم الهزيمة وتنهض لتصبح اكبر بلد متطور واغنى بلد اقتصاديا بعد الولايات المتحدة التي تستقطب خيرة ادمغة العالم بينما اليابان تكتفي بأدمغة شعبها. هذا مع العلم بأن مساحة اليابان البالغة 145,730 ميلا مربعا هي تقريبا 25 مرة اصغر من مساحة الولايات المتحدة البالغة 3,615,123 ميلا مربعا وعدد سكانها حوالى 200 مليون نسمة بينما عدد سكان اميركا 300 مليون، فيما مساحة العالم العربي 40 مرة مساحة اليابان.

يقول المثل "رب ضارة نافعة" فهزيمة اليابان وخضوعها للسيطرة الاميركية جعلها تخرج من عزلتها وتنطلق في مضمار التطور محققة نهضة علمية مدهشة لتصبح عملاقا اقتصاديا يأتي في المرتبة الثانية بعد اميركا.

في هذا الكتاب يبيّن لنا المؤلف التطور الذي حققته اليابان على مدى نصف قرن وكيف نظر العرب الى ذلك دون ان يتأثروا به كما يجب.

واذا كان الموقع الجغرافي جعل اليابان القابعة في اقصى الشرق في عزلة فان موقع العالم العربي الذي يقع في منتصف المسافة بين الشرق والغرب وعلى مفاصل ثلاث قارات قد جعله عرضة للأطماع الاستعمارية منذ قرن ونصف القرن، ثم جاء النفط الذي حرمت منه اليابان ليزيد في طمع الغرب بالعالم العربي.

لقد بذل المؤلف جهدا وافرا في جمع اهم ما كتبه الباحثون العرب حول اليابان على مدى قرن من الزمن (1904 – 2004) فحبذا لو يتصدى باحث عربي يتقن اللغة اليابانية ليطلعنا على نظرة اليابان الى العرب على مدى هذا القرن من الزمن.

ويبقى السؤال لماذا لا يستفيد العرب من النهضة اليابانية وتطورها التكنولوجي المذهل – كما استفادت دول النمور الآسيوية من تجربتها – بدلا من النظر الى الدول الغربية التي لها مآرب شتى في العالم العربي.

ربما كان على الياباني ان يشكر ربه لأنه لا يملك ديانة ولأنه لم تظهر في تربته اية ديانة من الديانات السموية الثلاث. لأن عدم اتكاله على "الله" جعله يتكل على نفسه ويحقق ما حققه من اعاجيب.

في كتابه هذا يدعو الدكتور مسعود ضاهر الى فهم النهضة اليابانية والاستفادة منها لأنها تجربة مفيدة وباستطاعتها ان تدلنا على الطريق الذي يؤدي بنا الى تحقيق نهضة علمية وتكنولوجية تجعلنا نواكب العصر والتطور العلمي والتكنولوجي.

وقد اخذ اليابانيون يلتفتون الى البلاد العربية بعد ازمة النفط عام 1973 ذلك لأن اليابان تعتمد اعتمادا كبيرا على النفط العربي.

ومنذ اكثر من قرن اخذ بعض الباحثين العرب يلتفتون الى اليابان منهم بغية دعوتها الى الاسلام ومنهم من اراد ان يقارن بين واقعها وواقع العالم العربي. ولكن هذه الآراء ظلت محصورة في نطاق ضيق ولم تلق صدى يذكر وكذلك لم يكن اهتمام اليابانيين في شؤون العرب اهتماما واسعا. وهو يقول في ذلك (ص11 -12) ما ملخصه:

-1 ان معرفة العرب باليابان من طريق الابحاث والدراسات العلمية المعمقة حديثة العهد ولا ترقى الى اكثر من ربع قرن.

-2 ان العلاقات بين العرب واليابانيين كانت هشة للغاية. فلم يبد اليابانيون اهتماما يذكر بالعرب قبل حرب تشرين الاول 1973 حين تعرض الاقتصاد الياباني لهزة عنيفة بسبب ارتفاع اسعار النفط.

-3 ان الصورة المتبادلة بين العرب واليابانيين كانت، في الغالب، مشوهة وسلبية على الجانبين، مما ساهم في تعويق العلاقات الثقافية بينهما طوال القرن العشرين.

-4 بعد ازمة النفط، بذل الباحثون اليابانيون جهوداً ثقافية مهمة لمعرفة العرب عن كثب وبصورة مباشرة.

-5 منذ عام 1978 حتى الآن، عقد الباحثون العرب واليابانيون سلسلة من مؤتمرات الحوار الثقافي تفيد بأن العرب واليابانيين باتوا يولون المسألة الثقافية اهتماما كبيرا.

ولكن معظم المثقفين العرب لم يدرسوا بشكل معمق تجربتي التحديث في اليابان لاستخلاص الدروس منهما.

يتألف هذا الكتاب من خمسة فصول الى مقدمة وخاتمة ويورد المراجع العربية والاجنبية وهو يتناول المؤتمرات والندوات التي عقدت في اليابان وبعض الدول العربية حول الحوار الثقافي بين اليابان والعرب والتي بدأت تترسخ بعد ازمة النفط عام 1973. كما لعبت القضية الفلسطينية دورا بارزا في ذلك واعطته دفعا واضحا. وهذه الحوارات كانت تقوى وتضعف. وهو ينشر محاور هذه المؤتمرات والندوات.

يقول (ص83): "كانت المحصلة العامة لتلك المؤتمرات تزايد الاهتمام الثقافي بين العرب واليابانيين لدرجة ان غالبية المؤتمرات العربية – اليابانية التي عقدت في الآونة الاخيرة ضمت باحثين متميزين لدى الجانبين. وان عددا متزايدا من الاساتذة الزائرين، والادباء والشعراء، يزور بانتظام الدول العربية واليابان. وزادت معرفة الباحثين العرب باليابان من خلال الدراسات العربية او المترجمة الى العربية".

كما تزايد عدد الطلاب العرب الذين يفدون الى اليابان للدراسة في جامعاتها وخاصة العلوم التطبيقية والمهنية.

تقدم اليابان نموذجا حيا على كيفية استخدام التكنولوجيا والعلوم العصرية المتطورة للانتقال من مجتمع زراعي متخلف الى مجتمع صناعي وتكنولوجي بالغ التطور خلال فترة زمنية قصيرة.

ولن تستطيع الدول العربية تحقيق قفزة نوعية في مجالات التطور العلمي والتكنولوجي الا متى اصبح لديها معاهد ومراكز للابحاث ذات مستوى، كما في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واجهزة الكومبيوتر وما الى ذلك. فالتكنولوجيا وثيقة الصلة بالعلوم العصرية والبحث العلمي.

يواجه العرب اليوم تحديات كبيرة في هذا المجال مما يستوجب تنفيذ اصلاحات جذرية تمهد الطريق لتوطين التكنولوجيا والاستفادة منها. واولى تلك الاصلاحات احترام الحريات الشخصية والعامة لأنها حجر الزاوية في بناء التنمية البشرية المستدامة، ولتمكين المرأة العربية من القيام بدورها التنموي كاملاً وعلى قدم المساواة مع الرجل، واكتساب المعرفة والعلوم العصرية وتوظيفها بفاعلية في بناء القدرات البشرية العربية – ويجب الا ننسى انه في العالم العربي 70 مليون امي بينما اليابان محت الامية منذ زمن.

في الفصل الثالث يستعرض الكاتب المفكرين والديبلوماسيين والاعلاميين العرب الذين يرسمون ملامح النهضة اليابانية، خمسة عشر منهم.

وفي ختام الفصل الرابع الذي عنوانه: "من الدراسات الانطباعية الى الابحاث النقدية" يقول (ص257): "ان التفاعل الثقافي المثمر بين العرب واليابانيين لن يكون متكافئا ومفيدا ما لم تتحرر ارادة العرب واليابانيين معاً من المعوقات التي تمنع او تحد من قدرتهما على التواصل الثقافي المباشر وخروجهما من دائرة التبعية للخارج. وذلك يتطلب بناء استراتيجية جديدة من التعاون المشترك بين الجانبين، على المستوى الثقافي، بخاصة، لمواجهة المتغيرات الدولية التي يعيشها العالم في عصر الهيمنة الاميركية".

وهو يقول (ص326): يسير الحوار الثقافي الآن بين العرب واليابان بخطى بطيئة للغاية نظرا الى انشغال كل منهما بمقولات ثقافية متباعدة جدا، والرقابة الاميركية الصارمة المفروضة على دول المنطقة. ففي حين يوغل الجانب العربي في مقولات التراث والاصالة والدين وتطبيق الشريعة، والتوحيد القومي وكيفية الانفكاك من التبعية الثقافية للغرب، يوغل الجانب الياباني في مقولات الثورات العلمية، والاعلامية، والجينية، او الوراثية، وغزو الفضاء، والثورات الصناعية والتكنولوجية المتلاحقة".

وهو يصف الدواء بعد ان شخص الداء فيقول (ص321) في سبيل استنهاض العالم العربي وجعله يسير في مواكبة العصر: "من الضرورة اعتماد سياسة علمية طويلة الامد تهدف الى خلق بيئة ملائمة لتطور البحث العلمي في جميع الدول العربية. فاليابان قدمت للعرب نموذجا بالغ الدلالة على دور الجامعات في تطوير البحث العلمي، ودور مراكز الابحاث في تطوير التقدم العلمي والتكنولوجي". فلو قارنا بين ما تنفقه اليابان على البحث العلمي وبين ما تنفقه الدول العربية مجتمعة لبدا لنا الفارق عظيما، رغم ان بعض الدول العربية النفطية تملك ثروات هائلة!.

الى ان يقول: "ليس من شك في ان النظم العربية بحاجة ماسة الى توجه ثقافي واجتماعي جديد ينطلق من تنمية قدرات الانسان العربي باعتباره رأس المال الاكبر، ووضع خطط التنمية في خدمة طاقاته الابداعية لأنه السبيل الوحيد لاخراج المنطقة العربية من دائرة التخلف والتهميش على المستويين الاقليمي والدولي. فالانسان الحر المبدع هو مركز التواصل الايجابي والتفاعل المعرفي مع الشعوب الاخرى من موقع الندية وكسر حاجز التبعية. وذلك يتطلب امتلاك قاعدة عريضة للتكنولوجيا المتطورة بعد توطينها والابداع فيها، وتجاوز المرحلة الراهنة من استهلاك تكنولوجيا الغير والتبعية لقوى العولمة والنظام العالمي الجديد".

هل ستبقى الحال بين العرب واليابان قائمة على ان العالم العربي في عيون الشعب الياباني هو كناية عن آبار للنفط التي تعتمد عليها اليابان في ثورتها الصناعية وانه سوق كبيرة للمنتوجات اليابانية على انواعها؟ ام ان عليه ان يتحول الى رغبة في الفهم المتبادل بين الفريقين؟ ويبقى السؤال: لماذا تقدمت اليابان بسرعة هائلة وحققت الكثير من المنجزات العلمية الحديثة بينما بقي العالم العربي يتعثر ويتراجع ويسير الى الوراء؟ هذا العالم الذي يمتد على رقعة واسعة من الكرة الارضية تبلغ عشرات ملايين الاميال المربعة. وفي العالم العربي ثروات هائلة بينما اليابان تعتمد على صيد الاسماك واستثمار ادمغة سكانها وهي لا تملك من الثروات الطبيعية سوى القليل.

الفارق بين الشعب الياباني والشعب العربي هو في ان الشعب الياباني جدي يتبع نظاما صارما ويعمل كمجموعة وكفريق بينما نحن غير جديين وفرديون وفوضويون. الشعب الياباني بعيد عن الطائفية ونحن غارقون فيها. نحن لا نتفوق على اليابان سوى بتزايد الانجاب، بينما اليابان بات عدد سكانها يتراجع. ونحن لنا ابجدية مكونة من 28 حرفا بينما الابجدية اليابانية فيها آلاف "الاحرف"! هم يشربون الشاي وفقا لطقوس عريقة ونحن نشرب القهوة مع حب الهال!

عبقرية الشعب الياباني كامنة في انه استطاع ان يستوعب الحداثة ويدخل في عصر العولمة ويواكب التطور العلمي والتكنولوجي دون ان يحدث شرخ بين تقاليده الراسخة وبين العصرنة بل استوعب ذلك كله وتخطاه. رب ضارة نافعة كما يقول المثل: هل هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية ساعدت على تقبل ذلك والتخلي عن خصوصيات كان الشعب الياباني متعلقا بها. وكون اليابان ارغمت على ان تنزع سلاحها وعلى ان يكون جيشها محدودا استطاعت ان تنفق على التطور العلمي والتكنولوجي ما كان متوجبا عليها ان تنفقه على التسلح وانشاء جيش كبير.

لا شك في ان "الجينز" سيحل محل "الكيمونو"!

بعد الهزيمة اصبح امبراطور اليابان (الميكادو) الذي كان الها، رجلا عاديا لقد نزل على الارض.

يقول توفيق يوسف عواد (1911 – 1989) الذي كان سفيرا للبنان في طوكيو من 1966 الى 1971 عن الاجوبة اليابانية في كتابه الرائع ما يلي:

"وحدها اليابان استطاعت ان تحقق الاعجوبة. احتفظت من الشرق بأحسن قيمه وتقاليده: الشرف، العائلة، الوطن. واخذت عن الغرب احسن ما عنده: العلم والتقنية والحضارة".

وهو يصف الياباني ويقارن بينه وبين العربي وخاصة اللبناني فيقول (ص269 – 270):

"ياباني واحد؟ تخاله غبيا لانكماشه وسكوته وتدويره فيك عينيه الزيتونيتين. يابانيان اثنان؟ فضول واهتمام. ثلاثة يابانيين فما فوق! اعجوبة. اعني عكسنا نحن في سائر اصقاع الشرق، ادناه واوسطه واقصاه. عندنا نحن، الاعجوبة لا تتم الا على يد واحد فرد. اثنان يعملان خناقة. ثلاثة وما فوق فضيحة".

هل تستطيع الثروة المادية وحدها ان تؤدي الى النهوض العلمي والتكنولوجي؟ هناك دول عربية نفطية تملك ثروات هائلة ولكنها لا تملك التطور العلمي والتكنولوجي فهل سيتسنى لها ان تتعلم من اليابان؟ "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.

ROSE
16-04-2007, 10:50 PM
"وحدها اليابان استطاعت ان تحقق الاعجوبة. احتفظت من الشرق بأحسن قيمه وتقاليده: الشرف، العائلة، الوطن. واخذت عن الغرب احسن ما عنده: العلم والتقنية والحضارة".

احلى شي فيهم

تسلم اخوي وماقصرت

amego
17-04-2007, 03:13 PM
"وحدها اليابان استطاعت ان تحقق الاعجوبة. احتفظت من الشرق بأحسن قيمه وتقاليده: الشرف، العائلة، الوطن. واخذت عن الغرب احسن ما عنده: العلم والتقنية والحضارة".

احلى شي فيهم

تسلم اخوي وماقصرت


سلمك الله اختي الكريمة شاكر مشاركتك الطيبة

abo rashid
17-04-2007, 06:09 PM
الفارق بين الشعب الياباني والشعب العربي هو في ان الشعب الياباني جدي يتبع نظاما صارما ويعمل كمجموعة وكفريق بينما نحن غير جديين وفرديون وفوضويون. الشعب الياباني بعيد عن الطائفية ونحن غارقون فيها

يعطيك العافيه

سيف قطر
17-04-2007, 07:33 PM
تسلم اخوي على الطرح
..........:eek2:

amego
17-04-2007, 08:02 PM
يعطيك العافيه


عافاك الله اخوي الكريم
شاكر مشاركتك الطيبة
وما اكبر الفرق بين العرب واليابانين
أمة حية وامة ميته المقارنة غير عادلة

ahmed jasim
17-04-2007, 08:34 PM
سنويا يدعو اليابان دول العالم لزيارته على نفقة مختلف الوزارات فيه تصل الى 3 أشهر شاملة التذاكر والسكن والمعيشة والسياحة
شيك مع وزارتك فالرحلة مجانية ولا تدفع الحكومة ريال واحد

ابوالجازي
17-04-2007, 09:36 PM
الله يعطيك الف عافيه اخوي على هالنقل الطيب

amego
17-04-2007, 11:26 PM
تسلم اخوي على الطرح
..........:eek2:


سلمك الله
شاكر مشاركتك الطيبة