تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رئيس أوبك يحذر من «سياسات» تبعد الاستثمارات عن قطاع النفط



أبوتركي
17-04-2007, 02:51 AM
رئيس أوبك يحذر من «سياسات» تبعد الاستثمارات عن قطاع النفط

نائب الرئيس للتسويق في أرامكو يؤكد ضرورة تحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة


دبي: عصام الشيخ
حذر وزير الطاقة الاماراتي ورئيس منظمة أوبك محمد الهاملي أمس من تبني سياسات من شأنها الاضرار بالاستثمار في توسعة الطاقة الانتاجية للدول المنتجة للنفط الامر الذي يقود الى احداث خلل في امن الطاقة العالمي.
وقال الهاملي في كلمة بمؤتمر النفط والغاز الخامس عشر بدبي «نحن قلقون من تبني سياسات تسعى الى ابعاد الاستثمارات عن قطاع النفط او التمييز ضد النفط بدعم انواع الوقود المنافسة والتي احيانا تشمل وقودا اكثر تلويثا للبيئة مثل الفحم».

وأضاف في اشارة الى الولايات المتحدة اكبر مستورد ومستهلك للنفط في العالم «ان فرض ضرائب اعلى على المنتجات البترولية يؤدي الى عدم الاستقرار وبالتالي فإن الدول المنتجة للنفط لا يمكنها انفاق الاموال على توسعة المرافق في الوقت الذي يسمعون من زبائنهم النية على تقليل الاعتماد على نفط اوبك».

واكد رئيس منظمة اوبك في تصريحات للصحافيين أن اسواق النفط العالمية لا تعاني نقصا في المعروض لكن المنظمة مستعدة لرفع الانتاج اذا تطلب الامر.

وابقت اوبك في اجتماعها الوزاري في مارس (آذار) الماضي على معدلات الإنتاج الحالية للدول الأعضاء دون تغيير عند مستوى 25.8 مليون برميل يوميًّا باستثناء العراق ونيجيريا، وقرر الوزراء عقد المؤتمر العادي القادم في 11 سبتمبر (أيلول) في فيينا. وقال الهاملي ردا على سؤال عن انخفاض المخزونات الاميركية والمخاوف من عدم ارتفاع المخزونات بالمستوى المعتاد في الربع الثاني الحالي «المعروض النفطي كاف والسوق لا تعاني نقصا في الامدادات». وأضاف «نحن مستعدون لضخ المزيد اذا كانت السوق تحتاج الى ذلك». وتابع في كلمته قائلا إن اعضاء اوبك حريصون كل الحرص على تأمين الامدادات المنتظمة للاسواق المستهلكة والحفاظ على استقرار السوق مشيرا الى نجاح المنظمة في ذلك اكثر من مرة سواء في الازمات الناجمة إما عن احوال الطقس السيئة او التوترات السياسية او خلل الامدادات بسبب عدم الاستقرار في بعض الدول المنتجة. الا انه اعتبر بأن الدول المنتجة للنفط تحتاج ايضا الى ما وصفه «بأمن الطلب» على النفط مقابل مطالبة الدول المستهلكة بأمن الامدادات النفطية.

وقال: «الدول المنتجة تحتاج الى شفافية تتعلق بالطلب وشفافية تتعلق بالسياسات التي من شأنها ان تؤثر على مثل هذا الطلب وهذا من شأنه ان يعزز كثيرا من توجه الدول المنتجة للاستثمار في مشاريع توسعة الطاقة الانتاجية المستقبلية وهذا الامر يعني في النهاية امن طاقة اشمل للجميع».

واشار الى ان وجود توازن نسبي في السوق لا يعني بالضرورة عدم مواجهة المنتجين لصعوبات في مواجهة مسؤولياتهم. وقال «القطاع يشهد ارتفاعا في تكاليف الانتاج بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف المعدات والمواد الخام فضلا عن نقص العمالة الماهرة الذي بدوره يرفع الاجور».

وقال الوزير الإماراتي إن اجتماع أوبك المزمع عقده في سبتمبر (ايلول) المقبل سيبحث في تطورات أسواق النفط مؤكدا وجود إمدادات كافية في الأسواق وذلك ردا على سؤال حول المخاوف من تراجع المخزون الأميركي في الربع الثاني من العام الجاري غير انه استدرك قائلا «إن اوبك على استعداد لرفع الإنتاج إذا كانت الأسواق في حاجة لذلك». من جهة اخرى أكد نائب الرئيس للتسويق وتخطيط الإمداد في أرامكو السعودية، إبراهيم المشاري «أن أمن الطاقة مسألة مثيرة للجدل ومفهوم مختلف عليه بحد ذاتها». وتساءل المشاري في كلمته بمؤتمر النفط والغاز في دبي حول مفهوم أمن الطاقة؟، مبينا «أن الدول المستهلكة ترى أن أمن الطاقة يعني ضمان الإمدادات، فيما تعرفه الدول المنتجة بأنه وجود مصدرٍ موثوقٍ للطاقة مقرونٍ باستقرار في الأسعار، وكلاهما يحاول تحصين نفسه من التقلبات في أسواق الزيت العالمية».

ونوّه المشاري إلى أن هناك العديد من العوامل المؤثرة في أمن الطاقة إضافة للمصادر والأسعار، ومنها العوامل الاقتصادية والجيوسياسية والقرارات السياسية، بل حتى الطقس، كلها عوامل يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، إضافة إلى معرفة من ينبغي أن يتحمل مسؤولية أمن الطاقة. وذكر إبراهيم المشاري أنه على الرغم من الطبيعة الحساسة والجوانب المعقدة لمسألة أمن الطاقة، إلا أنها أصبحت لا تُعطى حقها من الاهتمام بسبب محاولة اللجوء إلى الحلول المفرطة في التبسيط. واستطرد بقوله: «إن الحلول المفرطة في التبسيط يمكن أن تكون فعالة من الناحية السياسية، لكنها ليست كذلك من الناحية العملية».

واقترح بدلا عن ذلك تبني مفهوم الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة، كحل يفصل بين مفهوم أمن الطاقة والهدف غير العملي لفكرة الاكتفاء الذاتي. وأضاف قائلا: «إنه مثلما أن الشراكات تتيح للشركات حشد مواردها وتعزيز قوتها لتحقيق منافع اقتصادية متبادلة، فإن الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة هو تعاون عدة أطراف من المنتجين والمستهلكين في سبيل التوصل إلى طرق فعالة ودائمة لتحقيق مفهوم أمن الطاقة».

واختتم كلمته بالدعوة الى التعاون والشفافية، مؤكدا بالقول على «ضرورة التواصل وهو ما نحتاجه لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة»، مستطرداً بقوله: «إن مفهوم الاعتماد المتبادل في مجال الطاقة ينبغي أن يكون هو الهدف، ورسالة الاعتماد المتبادل هي أن كلا منا في حاجة للآخر، وحتماً ستبرز الحاجة لاتخاذ مواقف أقل تشدداً وأكثر عملية عندما يتعلق الأمر بالتحديات التي نواجهها في مجال الطاقة، والحلول التي ينبغي أن نواجه بها هذه التحديات».