المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : «ميريل لينش تتوقع استمرار «جاذبية» الفرص الاستثمارية في الاسواق الناشئة



أبوتركي
17-04-2007, 05:35 AM
«ميريل لينش تتوقع استمرار «جاذبية» الفرص الاستثمارية في الاسواق الناشئة وتنصح بتجنب المغامرة



قال تقرير صادر عن مؤسسة ميريل لينش العالمية ان خيار الاستثمار في الاسواق الناشئة مازال مجدياً في الأمد الطويل. وبالفعل، ان احد محاورنا لعام 2007 وما بعده هو: "مستهلك السوق الناشئ" وعليه نستمر باقتناص فرص طويلة الأجل في الطلب الداخلي وفي مجالات الاستهلاك في الأسواق الناشئة عموماً.
غير ان الاسواق الناشئة كمنطقة للاستثمار ليست حقلاً محافظاً بالضرورة. فهي تنزع الى التخلف في الاداء عندما تشتد التقلبات. فإذا أخذنا على سبيل المثال الاسواق التي كسبت دعاية كبيرة كالبرازيل وروسيا والهند والصين، فإنها تدنّت عندما ازدادت التقلبات في الفصل الاول من هذا العام، متخلفة عن مؤشر ستاندرد إند بورز 500. وهكذا يمكن القول ان أكثر الأسواق الناشئة كل بمفرده ينزع الى الانخفاض عندما يرتفع مؤشر التقلبات والعكس بالعكس.
وتساءل التقرير كيف ينبغي ان يقارب مستثمر الاسواق الناشئة اذا اعتنق الرواية الايجابية الطويلة المدى ورأى ان التقلبات في 2007 يمكن ان تنحو صعوداً؟
تاريخياً، ان تقلب عجوزات الحساب الجاري والتضخم المرتفع كان امراً سيئاً لاقتصاد السوق الناشئ، فإذا لم ننسَ ذلك تمكنّا من تقسيم اقتصادات السوق الناشئ الى أصناف ثلاثة عامة:
¼ الاقتصادات ذات العجوزات في موازناتها الجارية وذات التضخم الآخذ بالارتفاع. وكما هو معهود، تلك الأسواق ليست ذات أداء جيد عندما تبدأ المصارف المركزية بالتشدد، كما في الهند وأفريقيا الجنوبية.
¼ الاقتصادات ذات الفوائض في الحسابات الجارية وتضخم مرتفع. ويغلب عليها انها أقل حساسية لتشدّد المصارف المركزية، كما في الارجنتين وروسيا.
¼ والاقتصادات ذات الفوائض في الحسابات الجارية والتضخم المنخفض. انها على العموم أكثر محافظة، كما في البرازيل وماليزيا واندونيسيا.
وتجاهل المستثمرون في أسهم الشركات الناشئة الى حد ما هذا التصنيف. وهذا واضح في التقييمات المتفاوتة للأسواق الناشئة كل بمفرده. مثلاً، ان أسواق الأسهم الناشئة الأكثر شعبية هي في الوقت الراهن في البلدان ذات دورات قوية في التسليف الداخلي. تلك الأسواق يجري التداول بأسهمها بنسب السعر الى الربح تبلغ اكثر من 18 مرة. غير ان الأسواق الناشئة، ذات النمو المنخفض والأكثر "نضوجاً" والتي تشكو من مشاكل ماكرواقتصادية يجري تداول أسهمها بنًسَب تبلغ 14 مرة أرباحها المستقبلية او أقل.
يقول مايكل هارنت، كبير مخططي ميريل لينش للأسواق الناشئة ان الأسواق ذات نًسَب الأسعار العالية الى الأرباح هي راهناً الأكثر جاذبية كما هي الحال في روسيا والهند والصين. ويعتقد مايكل ان تباطؤاً في النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة او في النمو العالمي عامة، يمكن ان يعرّض الأسواق ذات المضاعف العالي للخطر.
وعلى هذا الأساس، يفضّل مايكل أسواقاً مثل كوريا والبرازيل. لكن المستثمرين قد يسبحون ضد التيار ويشترون أسهماً في أسواق تفتقد الشعبية وذات عجوزات في الحسابات الجارية ونًسَب أسعار الى أرباح متدنية.
لكن مايكل يعتقد انه من الباكر القيام بهذه الخطوة لأن الأسواق ذات العجوزات في الحساب الجاري والتضخم المتصاعد تنزع الى أداء أدنى اذا راحت البنوك المركزية تتشدّد. غير انها قد تصبح أسواقاً جذابة عندما تبدأ المصارف المركزية في آخر المطاف بخطواتها التيسيرية.
ويعتقد أكثر المراقبين ان كثيراً من أساسيات الأسواق الناشئة قد تغيرت بقدر كبير خلال السنوات الخمس او العشر الماضية. وبينما لا يزال صحيحاً ان الرساميل الخارجية المتدفقة قد أضرمت النمو في عدد من الأسواق الناشئة، فإن متلقّي تلك الأموال قد استعملوها بمسؤولية اكثر من السابق. ومع ذلك ان الاقتصادات الناشئة، كما أسهم البلدان الناشئة، قد تكون معرضة لصدمات اقتصادية. وتنزع هذه الاقتصادات الى ان تكون أقل تنوعاً من الاقتصادات المتطورة، تجعلها شديدة التأثر بصدمات عامل واحد كهبوط أسعار السلع، او نهاية ما يسمى"الفرشخة" بين العملات مثلاً.
ان مخطًّط السوق الناشئة بميريل لينش يصنّف الصدمات بثلاثة أنواع: صدمات نمو (مثلاً: ركود في الولايات المتحدة) وصدمات سلع (سوق نزولية متمادية) وصدمات سيولة (تشدد بمعدلات الفائدة والأثار المترتبة عليها كنهاية عمليات "الفرشخة").
في هذه النقطة من الدورة، ربما يكون من الحكمة ان نستثمر في الأسواق الناشئة ذات الأساسيات الأكثر متانة وتمتاز بالفوائض في الحسابات الجارية والتقييمات المعقولة. وهنا ننصح بتجنب الأسواق الأكثر مغامرة، تلك الأسواق ذات "المياه الساخنة التي تدفعها فقط السيولة". وهنا يأتي الى الذهن فياتنام والباكستان البلدان اللذان تدفعهما المضاربة والسيولة اكثر من الأساسيات.
وينبغي ألاّ ننسى ان الاستثمارات المتقلبة، بصرف النظر عن الصنف الذي ننتمي اليه، نادراً ما تكون ذات أداء جيد في فترات التقلبات المتصاعدة.
ويظهر ان الفرص الطويلة الامد في الاسواق الناشئة هي جذابة، لكن الاصول الخطرة، في الحقيقة، تنزع ليكون أداؤها أدنى من بقية السوق عندما تشتدّ التقلبات. وفي رأينا ان المستثمرين ذوي الآفاق الطويلة الأجل ينبغي ألاّ يغيّروا بتخصيصاتهم الاستثمارية في الاسواق الناشئة. وبالأحرى، ننصح المستثمرين، بسبب جاذبية هذا الصنف من الاستثمار في الأمد الطويل، بالتعاقب بين الأسواق والقطاعات فيستثمروا في أسواق ناشئة أكثر "سلامة".