المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "الهم والحزن" من منظور القرآن والسنة



أبوتركي
17-04-2007, 05:59 PM
"الهم والحزن" من منظور القرآن والسنة


13997

ذكر الله تعالى في القرآن الكريم آيات جلية تتحدث عن الاضطرابات النفسية وأثرها على الصحة الجسدية، موضحة العلاقة بين النفس والجسد.. وحذرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من الانفعالات النفسية الحادة ليضمن لنا حياة ملؤها الصحة والسعادة.

وهذا الموضوع يتطرق إلى تأثير الاضطرابات النفسية على الجسد وعلاقة الهم والحزن بالهرم والشيخوخة من منظور القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

فاللنفس البشرية خصائصها التي أودعها الله تعالى فيها بتقدير منه وحكمة بالغة لما تحمله من مظاهر طبيعية مثل الحزن والفرح والخوف والجزع والكآبة و الهم والغم وغيرها من الشعور بالأسى لمدة محدودة تجاه الحوادث المؤلمة التي يصادفها الإنسان في حياته لتحدث تغيرات فيزيولوجية تظهر على جسمه مثل تغير لون الوجه وتصبب العرق والضحك والعبوس وغيرها من المعالم التي تدل على الشعور الذي يحس به, وقد يكون التغير داخليا يحس به الشخص نفسه مثل تسرع نبضات القلب وضيق النفس وغيرها من الأعراض.

قال الله تعالى (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضلّه يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء{125}). سورة الأنعام.
وقال سبحانه وتعالى في سورة النحل (وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم{58})

ولكن كل شيء زاد عن حده انقلب ضده, فعندما تطول هذه المدة أكثر من المألوف يصبح الإنسان كئيبا مثقلا بالهموم والآلام.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من عذاب القبر).[2] صحيح البخاري.

وقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغضب بقوله:(لا تغضب), وليس المقصود بالغضب هنا الغضب العادي (حالة عابرة) وإنما الغضب المتكرر الذي يتعدى الحد المقبول لأنه يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بشرايين القلب واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة وخلل في جهاز المناعة الذي سببه العلاقة بين الانفعال الحاد والغدد الحيوية في الجسم التي تتقلص و تفرز عصارتها تحت تأثير أزمات نفسية خطيرة لتتعرض المواد الفعالة المنطلقة من إحدى هذه الغدد للضعف الشديد مما يؤدي إلى احتمال تحول الخلايا السليمة إلى خلايا سرطانية في غياب النشاط الطبيعي لجهاز المناعة. [3].

وقد أكد العلماء أن العديد من الاضطرابات النفسية تؤثر على الجسد، فالأمراض النفسية والضغوط الاجتماعية المزمنة تؤثر على مناعة الجسد ومقاومته للأمراض, وأن الضغوط النفسية قد تسهم في نشوء أمراض عضوية كالسكر والسرطان وأمراض القلب والجلطات، وغيرها من أمراض الغدد الصماء والاضطرابات الهرمونية والشيخوخة والهرم.

يقوم الجهاز العصبي بالتحكم في بعض وظائف الأعضاء في الجسم كضربات القلب وضغط الدم وعمليات الهضم وجهاز المناعة والغدد الصم وتتصل معها اتصالا مباشرا وعندما يحدث أي خلل في عمل الجهاز العصبي بسبب الانفعالات النفسية سيؤدي إلى خلل في الأجهزة الأخرى مسببا الأمراض العضوية.

أهم الأمراض الناتجة عن الإجهاد النفسي:

الانفعالات النفسية واضطرابات الدماغ

**إن الضغط النفسي يؤدي لظهور اضطراب بين كيمياء المخ والموصلات العصبية حيث أن الضغط النفسي يؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول (قاتل التركيز) من الغدة الكظرية الموجودة فوق الكلى, الذي يؤدي إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين ويمنع منطقة قرن آمون في المخ المسؤولة عن الذاكرة من استعمال السكر وبالتالي نقص الطاقة الذي يؤدي إلى نقص كفاءة المخ كيميائيا في عمليات تخزين معلومات جديدة واسترجاع المعلومات المخزنة, مما يؤدي إلى النسيان وضعف الذاكرة.

**تأثير الاضطراب النفسي على جهاز المناعة:

حيث تفرز الغدد الصماء هرمونات تزيد عن حاجة الجسم الطبيعي إليها أثناء الاضطراب النفسي مثل (الأدرينالين) من الغدة النخامية و(النورابنيفرين) من نخاع غدة الأدرينال (جار الكلوية), و يقوم الإجهاد النفسي بصرف المدخرات التي كانت مخصصة لعمليات البناء في الجسم واستخدامها للدفاع عنه عند الحاجة مما يؤدي إلى ضعف في مناعة الجسم.

كما يزيد الضغط النفسي من نفوذية الشعيرات الدموية في المخ الذي يسمح بمرور الكثير من المواد الكيماوية إلى داخله مسبباً أعراض لا تحدث إلا بنفاذها مثل الصداع والغثيان والدوخة.

والإجهاد المتكرر يسبب ارتفاع ضغط الدم ومع الزمن يؤدي إلى زيادة سمك الشرايين التي تحمل الدم إلى النصف الأمامي من المخ, الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث الجلطة أو سكتة دماغيه.

أمراض جهاز الهضم :

قد يؤدي تكرار حدوث الانفعالات النفسية غير السارة إلى تعطيل وظائف جهاز الهضم مثل سوء الهضم وخلل في إفراز العصارة المعدية التي تعمل على تسهيل عملية الهضم, بل تؤدي أحيانا إلى تلف أنسجة الجسم كما هو الحال في القرحة الهضمية مثل قرحة المعدة وقرحة الإثني عشر والتهاب القولون.

ومن هنا نجد تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن الحزن والهم لضمان سلامة الإنسان النفسية والجسدية بقوله: (التدبير نصف المعيشة، والتودد نصف العقل، والهم نصف الهرم، وقلة العيال أحد اليسارين). [4].

علاج الهم :

- النشاط الذهني:

أثبتت الدراسة أنه يمكن علاج هذه الحالة بعملية النشاط الذهني كالتفكر في خلق الله مثلا, ولحفظ الإنسان من أعراض النسيان وضعف الذاكرة, ولتنشيط عملية التذكر أمرنا الله سبحانه وتعالى بالتفكر والتدبر في الخلق.

قال الله تعالى في القرآن الكريم: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلاً سبحانك فقنا عذاب النار{191} ) سورة آل عمران.

وقال العزيز العليم في سورة النحل: ( وأنزلنا إليك الذكر لتبيِّن للناس ما نُزِّل إليهم ولعلهم يتفكرون {44}).

وقال سبحانه وتعالى في سورة الحشر: ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون {21}).

هذا هو القرآن الكريم فيه كل ما يريد الإنسان ليرتقي إلى درجات عالية من العلم والمعرفة والأخلاق الفاضلة, وبالتطبيق الصحيح لما أمر الله تعالى والابتعاد عن كل ما نهى عنه نعيش حياة رغيدة ملؤها السعادة والمحبة متنعمين بالصحة النفسية والجسدية نعيش حياة الشباب فرحين بما آتانا الله من فضله مقتنعين برزقنا وعمرنا وصحتنا ومؤمنين بقضاء الله تعالى وقدره.

لأن القرآن الكريم كتاب من عند الله تعالى أنزله على رسوله الكريم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذنه.

قال الله سبحانه وتعالى: ( كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد {1}) سورة إبراهيم.

وقال سبحانه وتعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى ورحمه وبشرى للمسلمين {89}) سورة النحل.

وحضّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على التعلم والتفكر والتدبر عندما قال: ( تفكروا في كل شيء، ولا تفكروا في ذات الله، فإن بين السماء السابعة إلى كرسيه سبعة آلاف نور، وهو فوق ذلك).[5].

- النشاط البدني (ممارسة الرياضة)

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, استعن بالله ولا تعجز, وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا كان كذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل, فإن لو تفتح عمل الشيطان) رواه مسلم.[6].

أكدت الدراسة أن النشاط الجسماني والتمرينات الرياضية هي إحدى الطرق التي تخفف الضغوط النفسية, وهي مفيدة لصحة القلب والشرايين حيث أن الرياضة تساعد على إفراز هرمونات إيجابية في الجسم و تساعد الرياضة على تقوية الجهاز المناعي, وبعض التمرينات الهوائية تؤدي إلى زيادة تروية المخ بالدم, وتُحفز نمو الخلايا العصبية.

كظم الغيظ والحلم والتسامح والعفو عند المقدرة-

قال الله تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين {134}) سورة آل عمران.

وقال سبحانه (عز وجل): (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة, ادفع بالتي هي أحسن, فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم {34} وما يلقاها إلا الذين صبروا, وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم {35} ) سورة فصلت.

وقال الله تعالى: (ولمن صبر وغفر, إن ذالك من عزم الأمور {43} )سورة الشورى.

ونستنتج مما تقدم أن التخلص من الصفات السلوكية السيئة مثل العداوة والمنافسة الحادة وغيرها من الصفات التي تؤدي إلى الإجهاد النفسي هو أمر من الله سبحانه وتعالى ليحفظ به نفوسنا وصحتنا لنكون كما أراد لنا أن نكون نتمتع بالقوة والصلابة وفي نفس الوقت بالحلم والتسامح.

- ذكر الله تعالى والاستقامة والدعاء

قال الله تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب {28}) سورة الرعد.

متى تكون النفس سليمة؟ وكيف يمكننا المحافظة عليها مطمئنة نقية, لا تهزها الأزمات والمحن, وترضى وتتقبل مصابها بصدر رحب وصبر جميل.

طبعا عندما تكون هذه النفس راضية ومؤمنة ومستقيمة تعلم أن الخير من الله تعالى والشر إما أن يكون (بلاء) أو أن يكون (ابتلاء), وواجب على الإنسان في حالة النعم الوافرة الشكر وزيادة العمل الصالح اعترافا منه بهذا الفضل, وفي حالة المصائب فيعلم أن الله تعالى إذا أحب العبد امتحنه واختبر درجة الإيمان في قلبه, وإما ليُكَفِّرَ عنه ما مضى من خطاياه ليعيش حياة الآخرة في جنات عرضها السماوات والأرض.

وقال سبحانه وتعالى ( إنّ الّذين قالوا ربنا الله ثمّ استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون.{30} ) سورة فصلت.

وبالدعاء إلى الله تعالى وإحساسك الدائم أنك بحاجة لكرمه وتفضله عليك, وشكره سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة يولد نفسا غنية مطمئنة متفائلة,

وهذا الشعور يبعد عنك الهم والحزن وأسباب المرض النفسي والجسمي.

قال الله تعالى: ( وقالوا الحمد لله الذي أذهب عنا الحَزَنَ إن ربنا لغفور شكور {34} ) سورة فاطر.هذا والله أعلم.

المصدر :موقع الإعجاز العلمي في القرآن والسنة..

سيف قطر
17-04-2007, 06:18 PM
بارك الله فيك اخوي بو تركي ..اسمحلي على الاضافه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الله جلت قدرته يبتلي عباده بما شاء من أنواع البلاء، قال تعالى: (ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون) [الأنبياء: 35].
وعلى المؤمن أن يصبر ويرضى بأمر الله تعالى، وأن يبصر الرحمة من خلال البلاء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأنت إن شاء الله مع صبرك على تلك البلوى مأجور من المولى تبارك وتعالى، فما من عبد يبتلى ببلوى أو مصيبة فيصبر عليها إلا كان ذلك خيراً له، كما في الحديث الصحيح: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له". رواه مسلم
وعليك أخي الكريم أن تسعى في معرفة سبب هذا الأمر. أيرجع ذلك إلى ضعف في لغتك؟ أو أن ذلك بسبب عدم معرفتك لأصدقاء يساعدونك في دفع ألم الغربة أو غير ذلك من الأسباب الاجتماعية أو الثقافية ونحوها. فاسع في معرفة السبب الذي أدى إلى ذلك، وحاول معالجته واستعن بالله.
ومما يعين على مجاوزتك هذا الأمر المحافظة على أركان الإسلام وواجباته لا سيما الصلاة وأدائها جماعة بالمسجد، ومخالطة إخوانك المسلمين في المراكز الإسلامية.
وعليك باللجوء إلى الله والتضرع إليه والتوبة الصادقة، حيث أمر الله تعالى عباده المؤمنين بالإنابة إليه والتوبة، قال تعالى: (وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحون) [النور: 31] قال العباس رضي الله عنه: اللهم إنه لا ينزل بلاء إلا بذنب ولا يكشف إلا بتوبة.
وأكثر أخي الكريم من ذكر الله تعالى، فبذكره جل وعلا تطمئن قلوب المؤمنين، قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28 ].
ومن الأدعية النافعة إن شاء الله.
- (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين).
-( حسبي الله ونعم الوكيل) ففي سنن أبى داود عن عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين، فقال المقضي عليه لما أدبر: حسبي الله ونعم الوكيل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى يلوم على العجر ولكن عليك بالكيس، فإذا غلبك أمر فقل: حسبي الله ونعم الوكيل.
- (اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحَزن إذا شئت سهلاً) رواه ابن السني عن أنس بن مالك. وصححه الحافظ ابن حجر
- (رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين).

هذا والله نسأل أن ييسر لك أمورك وأن يوفقك للحق والخير. والله أعلم.
الشبكه الاسلاميه

أبوتركي
17-04-2007, 06:32 PM
أحسنت أخوي الشرحي .... جزاك الله خير أخوي

khaleel
17-04-2007, 07:00 PM
بو تركي حبيبي شكلك دكتور .................. جزاك الله خير على هذه المعلومات القيمه

غريب احساس
17-04-2007, 08:58 PM
بارك الله فيكم

سراب الامل
17-04-2007, 09:12 PM
اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا ، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا

أخـــــــوي أبو تــــركي

http://www.jawaher-qtr.net/uploads/7fb5de1235.gif

ROSE
17-04-2007, 11:42 PM
بارك الله فيكم على هذا الطرح

قطرية عسل
18-04-2007, 07:43 AM
يزاك الله كل خيـــــــــــــــــــــر أخوي

nooora
18-04-2007, 09:00 AM
يزاك الله خير

غزلان
18-04-2007, 12:12 PM
جزاك الله خير اخوي ماقصرت

Al-sa7er
19-04-2007, 11:48 AM
جزاك الله خير وبارك فيك اخوي أبوتركي

jfal
19-04-2007, 04:58 PM
جزاك الله كل خير اخوي بوتركي