كحيلان
17-04-2007, 08:34 PM
ما قيل حول فصل 22 طالبة من كليات التقنية بدبي لعدم ممارستهن رياضة السباحة في كورس الجيم، يثير أكثر من مجرد الغضب والاستياء،
لما للمسألة من دلالات خطيرة جداً، وأعتقد بأن تحركاً ما يجب أن يتم لإجراء مراجعة شاملة لهذه الإجراءات التعسفية ضد أبنائنا وبناتنا في كليات التقنية، ليس من منطلق أننا نشجع التجاوز والتهاون وعدم الالتزام بلوائح الكلية، لكن لأننا نعتقد أن ما زاد عن حده ينقلب إلى ضده دائماً.
لقد أوضحت الطالبات أن سبب امتناعهن عن ممارسة رياضة السباحة هو إحساسهن بالحرج من ارتداء لباس السباحة (المايوه)، ويقول مدير الكلية: إن الكلية أنذرتهن أكثر من مرة وإنه لا أعذار لديهن للامتناع عن السباحة،
إذن فمدير الكلية لم يضع في اعتباره إطلاقاً هو والسيدة الأميركية مدرسة المادة مسألة ثقافة المجتمع التي تربت عليها الطالبات، ثقافة الحرج والخجل من ارتداء لباس لم يعتد المجتمع على ارتدائه وهو ليس ضمن أعراف وتقاليد وثقافة ودين المجتمع.
فهل يعاقب الإنسان بهكذا عقاب صارم لأنه ملتزم بثقافة مجتمعه؟ ثم من قال إن ممارسة السباحة بالمايوه أمر بهذه الأهمية والخطورة العلمية والثقافية كي تُفصل الطالبة التي لا تلتزم به، إن للمجتمعات خصوصية ـ يا سادة ـ يجب احترامها
وكما أن للآخرين ثقافتهم وممارساتهم التي لا نوافق عليها ونرفضها لكننا نضطر إلى غض الطرف عنها عندما يمارسونها فإن من حقنا أن نمارس عاداتنا ونتمسك بهويتنا، وعلى المدرسة ومدير الكلية أن يفهما الأمر في هذا السياق فهماً دقيقاً فذلك أفضل من سحب معتقداتهم الخاصة علينا وعلى أجيالنا!
الأمر المهم الآخر في سياق القضية إذا كان قد صدر قرار الفصل هو حق التعليم الذي ستحرم منه 22 طالبة مواطنة في أي جامعة وكلية حكومية في الدولة، إن ذلك يعني ضياع مستقبل 22 طالبة بسبب تافه جداً، ومستفز جداً، فهل يمكن وضع مستقبل 22 طالبة في كفة وممارسة السباحة بالمايوه في كفة لنقضي على مستقبل الطالبات لأنهن لم يرتدين المايوه، أي رسالة يرسلها القائمون على أمر التعليم في كليات التقنية؟
أي رسالة يرسلها المجتمع لأبنائه حين يقضي على مستقبلهم بسبب يتعلق بثقافة المجتمع نفسه، هذا المجتمع الذي يتحدث الجميع فيه ليل نهار عن فقدان الهوية، ومخاطر العولمة وضرورة التمسك بالقيم والعادات، أليس في فصل 22 طالبة لتمسكهن بقيم دينهن وثقافة مجتمعهن تناقض حاد بين الأقوال والأفعال؟!!
أليس مستقبل 22 طالبة مواطنة مهماً بحيث لا يجب تركه هكذا يبت فيه بسهولة رجل أجنبي حتى وإن كان مدير الكلية؟ ألا يراكم ذلك الكثير من الأحقاد والغضب والاحتقان في نفوس الناس في المجتمع؟ ألا يؤثر ذلك في علاقة هؤلاء بوطنهم وبقيم الانتماء له؟ ألم يحرق ذلك قلوب القراء وقلوب ونفوس 22 عائلة مواطنة تحسراً على مستقبل بناتهن؟.
يقلم : عائشة سلطان
البيان..23 / 12 / 2006
لما للمسألة من دلالات خطيرة جداً، وأعتقد بأن تحركاً ما يجب أن يتم لإجراء مراجعة شاملة لهذه الإجراءات التعسفية ضد أبنائنا وبناتنا في كليات التقنية، ليس من منطلق أننا نشجع التجاوز والتهاون وعدم الالتزام بلوائح الكلية، لكن لأننا نعتقد أن ما زاد عن حده ينقلب إلى ضده دائماً.
لقد أوضحت الطالبات أن سبب امتناعهن عن ممارسة رياضة السباحة هو إحساسهن بالحرج من ارتداء لباس السباحة (المايوه)، ويقول مدير الكلية: إن الكلية أنذرتهن أكثر من مرة وإنه لا أعذار لديهن للامتناع عن السباحة،
إذن فمدير الكلية لم يضع في اعتباره إطلاقاً هو والسيدة الأميركية مدرسة المادة مسألة ثقافة المجتمع التي تربت عليها الطالبات، ثقافة الحرج والخجل من ارتداء لباس لم يعتد المجتمع على ارتدائه وهو ليس ضمن أعراف وتقاليد وثقافة ودين المجتمع.
فهل يعاقب الإنسان بهكذا عقاب صارم لأنه ملتزم بثقافة مجتمعه؟ ثم من قال إن ممارسة السباحة بالمايوه أمر بهذه الأهمية والخطورة العلمية والثقافية كي تُفصل الطالبة التي لا تلتزم به، إن للمجتمعات خصوصية ـ يا سادة ـ يجب احترامها
وكما أن للآخرين ثقافتهم وممارساتهم التي لا نوافق عليها ونرفضها لكننا نضطر إلى غض الطرف عنها عندما يمارسونها فإن من حقنا أن نمارس عاداتنا ونتمسك بهويتنا، وعلى المدرسة ومدير الكلية أن يفهما الأمر في هذا السياق فهماً دقيقاً فذلك أفضل من سحب معتقداتهم الخاصة علينا وعلى أجيالنا!
الأمر المهم الآخر في سياق القضية إذا كان قد صدر قرار الفصل هو حق التعليم الذي ستحرم منه 22 طالبة مواطنة في أي جامعة وكلية حكومية في الدولة، إن ذلك يعني ضياع مستقبل 22 طالبة بسبب تافه جداً، ومستفز جداً، فهل يمكن وضع مستقبل 22 طالبة في كفة وممارسة السباحة بالمايوه في كفة لنقضي على مستقبل الطالبات لأنهن لم يرتدين المايوه، أي رسالة يرسلها القائمون على أمر التعليم في كليات التقنية؟
أي رسالة يرسلها المجتمع لأبنائه حين يقضي على مستقبلهم بسبب يتعلق بثقافة المجتمع نفسه، هذا المجتمع الذي يتحدث الجميع فيه ليل نهار عن فقدان الهوية، ومخاطر العولمة وضرورة التمسك بالقيم والعادات، أليس في فصل 22 طالبة لتمسكهن بقيم دينهن وثقافة مجتمعهن تناقض حاد بين الأقوال والأفعال؟!!
أليس مستقبل 22 طالبة مواطنة مهماً بحيث لا يجب تركه هكذا يبت فيه بسهولة رجل أجنبي حتى وإن كان مدير الكلية؟ ألا يراكم ذلك الكثير من الأحقاد والغضب والاحتقان في نفوس الناس في المجتمع؟ ألا يؤثر ذلك في علاقة هؤلاء بوطنهم وبقيم الانتماء له؟ ألم يحرق ذلك قلوب القراء وقلوب ونفوس 22 عائلة مواطنة تحسراً على مستقبل بناتهن؟.
يقلم : عائشة سلطان
البيان..23 / 12 / 2006