المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : استوردوا القيادات.. فالعقول ليس لها جنسية



أبوتركي
18-04-2007, 01:34 AM
القبس تحاور رئيس مجلس إدارة الشال للاستشارات جاسم السعدون:
استوردوا القيادات.. فالعقول ليس لها جنسية




18/04/2007
خبير اقتصادي محنك له جولات وصولات في الاعمال الاقتصادية، يقول: ان الاستثمار الامثل والحقيقي يكون في الانسان، 'فالتعلم لا يأتي بكبسولة بل هو حصاد لجهد حقيقي وفهم لتجارب الآخرين وقراءة لما يحدث في العالم'. يرى ان القائد الحقيقي هو من يستطيع ان يجعل اختصاصات فريقه لا تتناثر ولا تتقاطع مع بعضها البعض. انه جاسم السعدون، رئيس مجلس ادارة شركة الشال للاستشارات والاستثمار الذي يعزي الازمة التي تعصف بالشركات الكويتية ونقص عدد الكفاءات القيادية الى 'الاسراف' في تأسيس الشركات وظهور الورقية منها 'التي تنافس للحصول على هذه الكفاءات. فترفع الرواتب، لكنها في النهاية ستتركهم بلا عمل'. ويشدد السعدون على ان العقل ليس له جنسية و ليس بالضرورة ان تكون القيادات من الكفاءات الكويتية. اذ لا يوجد ما يمنع من استيرادها من الخارج، فالولايات المتحدة ودول اوروبية عديدة عملت على استيراد الكفاءات. فهل نحن مستثنون؟
بحكم علاقتكم المباشرة مع الشركات الكويتية، هل تلمسون نقصا بالكفاءات القيادية؟
- نعم، بالفعل هناك نقص في عدد القيادات فالنمو المتزايد والمطرد في عدد الشركات الكويتية مقابل الكمية او القدرة على خلق كفاءات اوجدت هذه الفجوة. فقد فاق جانب الطلب العرض. وبالتالي هناك نقص كبير وملموس. بدليل انه في الفترة الاخيرة، وما يطلق عليها فترة الرواج خلال عامي 2005 و2006 ، بقاء الشخص القيادي الكفوء في شركته كان قصيرا جدا، لانه كان يعرض عليه ضعف راتبه احيانا، او اكثر بكثير لكي ينتقل الى شركة اخرى. وهذا يشير الى ان هناك نقصا في جانب العرض. وهذا لا يتناسب مع نمو الطلب مع العلم بأن هذه الظاهرة لم تقتصر على القيادات العليا، بل طالت ايضا القيادات الوسطى.



المديران الكويتي والأجنبي

كيف تعالج الشركات الكويتية هذه المشكلة اي قلة القيادات الكفوءة؟
- على الشركات الكويتية ان تعمل على خلق فرق عمل والا تكون مستعجلة في هذه العملية. فاذا كانت مطمئنة فإنها ستملك شخصا او شخصين يشغلان مراكز رئيسية فهذا غير كاف. عليها ان تذهب الى القيادات الوسطى وما دون لتخلق الفرق الخاصة بها وتشركهم بالملكية لينمو معها. فهذا جانب من الصورة. اما الجانب الآخر، على الشركات ان تلجأ للخارج لاستيراد الكفاءات المطلوبة اينما كانت والتي هي بحاجة لها لسد هذا النقص والتخفيف من جانب العرض. في النهاية ليس بالضرورة أن تكون الكفاءة كويتية على الاقل في بداية عمل الشركة. من المفترض ان يكون هناك خليط ما بين الكفاءات وان يكون جلب الشخص وفقا لقدراته ليكون هو ماكينة تفريخ لقيادات اخرى.
احب ان اشير هنا وكما تعرف الى ان الشركات في فترات الرواج الاقتصادي لا تنشأ كلها لحاجة حقيقية. فبعضها مجرد شركات ورق. وبالتالي نشوء هذه الشركات الورقية نافس الشركات الاخرى على الكفاءات النادرة ورفعت اسعارها. وهي في النهاية ستتركهم بلا عمل. ويجب ان تكون هناك توعية كبيرة لاخماد نمو العدد المطرد بالشركات خصوصا الورقية للحفاظ على القيادات ومستقبلها.
أراك من المؤيدين لجلب الكفاءات القيادية من الخارج، فهل هذا يفي بالغرض؟
- اعتقد انه في النهاية العقل ليس له جنسية فالولايات المتحدة الاميركية والعديد من الدول الاوروبية تستورد كفاءات، هل نحن مستثنون؟.. انا اعتقد ان العقول يفترض ان تجلب اينما وجدت لان في النهاية ما تعطيه هذه العقول اكثر بكثير مما تأخذه.
هل هناك فوارق بين الكفاءات الكويتية والاجنبية ولمن تميل كفة الميزان؟
- ليس هناك تميز بينهم. البشر هم البشر والانسان هو الانسان والقدرات هي القدرات. اما على جانب البعد الخاص، فعادة ما تكون القيادات الكويتية اكثر معرفة في البيئة المحلية واكثر استقرارا من غيرها وبالتالي تتميز بهاتين الميزتين.

نصيحة بجمل

كيف تنظر للقيادة وكيف تعرفها؟
- القيادة بالمفهوم القديم لم تعد موجودة. بمعنى ان يكون هناك قائد يحكم بأمره في اي مؤسسة وان هناك قائدا معجزة او قائدا فذا يفهم في كل شيء ويتخذ القرارات في كل شيء. فهذا المفهوم انتهى. اليوم القائد الحقيقي هو من يدير فريقه بشكل صحيح وسليم، بمعنى ان هناك اختصاصات مختلفة في هذا الفريق وعليه ان يتعامل معها بشكل ايجابي حتى لا تتناثر ولا تتقاطع مع بعضها البعض. القائد الحقيقي هو من يستطيع ان يكون فريق عمل وقادر على ان يدير هذا الفريق و بامكانه ان يجعل هذا الفريق يعطي افضل ما عنده.
بحكم خبرتكم الطويلة، ما هي نصيحتكم للقيادات في الشركات الكويتية خصوصا القيادات الوسطى؟
- آي شخص يقول انني سأعطي نصائح للآخرين سيكون فيها شيء من التعالي. انا من وجهة نظري اعتقد ان اي قيادة صغيرة كانت او وسطى وحتى الكبيرة، يجب ان تدرك دائما انها عليها ان تتعلم كل يوم. فبلوغ الكمال شيء غير موجود ومستحيل. قد تزيد حاجة القيادات الوسطى عن حاجة القيادات العليا بحكم السن والمسؤوليات. لكن يبقى على كل انسان ان يعرف ان الاستثمار الحقيقي هو نفسه وانه عليه الا يستنكر من التعلم حتى لو كان من قبل شخص اقل او اصغر منه. عليه ان يدرك ضرورة متابعة ما يحدث من حوله وان التعلم بالنهاية لا ياتي بكبسولة وانما يأتي بجهد حقيقي وبقراءة ما يحدث بالعالم وبمحاولة فهم تجارب الآخرين وبالانفتاح على الآخرين وتقبل كل شيء منهم حتى الانتقاد. وبالتالي انا اعتقد ان المواصفات الشخصية زائد التعليم هما اساس الانسان. اذ عليه ان يكون قابلا للنقد بكل اتجاه وعنده الرغبة والقدرة على ان يقرأ ويرى ويطلع على تجارب الآخرين .

تشجيع الإبداع.. وخنق القيادات

يعتبر جاسم السعدون أنه من الظلم وعدم الانصاف ان نقول ان الشركات الكويتية متساوية، فهي مختلفة، هناك شركات متفوقة واخرى تنافس على المستوى الاقليمي. لاحقا ربما على مستوى العالم. بالتالي هذه شركات بيئتها صحية وجيدة يفترض ان تخلق مواهب بمرور الزمن وفي المقابل هناك شركات لا يتعلم الانسان فيها شيء، لانها انشئت اساسا لتكون محبطة في زمن محدد وفي فترة محددة. وبانتهاء هذه الفترة تنتهي كل قدراتها وخبراتها. نعم، الشركات الكويتية ليست شركات موحدة فيها الجيدة والمتميزة والضعيفة.

سيف قطر
18-04-2007, 01:35 AM
شكرا لك اخوي بو تركي على الخبر

:deal: :deal: