المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أصحاب المليارات في العالم لا يرغبون في العوائد الكبيرة



ROSE
19-04-2007, 12:32 AM
أصحاب المليارات في العالم لا يرغبون في العوائد الكبيرة
هل شبع الأثرياء؟!




19/04/2007 تعريب وإعداد: إيمان عطية
نحن نعرف ان الاثرياء يزدادون ثراء وعددا، ونعرف ايضا ان صناعة المصارف وادارة الصناديق تخصص موارد ضخمة ل 'ادارة الثروات'، فالاحصاءات الاقتصادية ونظرة سريعة الى صناعة ادارة الاموال تبين ذلك بوضوح تام.
كما ان القائمة المتباهية بأثرى اثرياء العالم التي تنشرها مطبوعات مثل فوربس لا تدع لنا اي مجال للشك، لكن ما يبقى غير واضح هو كيف يستثمر الاثرياء بطريقة مختلفة عن الآخرين.
ان التعميم بشأن الاثرياء ومتطلباتهم يحتاج الى شيء من الحذر، اذ بحسب فوربس، فإن الخمسة الاوائل في قائمة اغنى اثرياء العالم هم بالترتيب: مؤسس شركة برامج كمبيوتر اميركي عصامي، ومدير استثمارات اميركي ناجح، ومستثمر مكسيكي يهيمن ويحتكر الاتصالات الوطنية ومؤسس شركة ايكيا السويدية ورجل اعمال هندي يعمل في صناعة الصلب العالمية، فبيل غيتس ووارين بوفيت وكارلوس سليم ملو وانغفار كامبارد ولاكشمي ميتال جميعهم اثرياء جدا، لكنه من الخطير جدا اجراء الكثير من العموميات بشأنهم.
ومع ذلك، يبدو ان صناعة ادارة الثروات تعمل وفق فرضية امكان القيام ببعض العموميات بشأن الاثرياء.
مخاطرة أكبر
احدى تلك العموميات هي حرصهم على القيام بمخاطرة اكبر، دون الاعلان عن ذلك، سعيا وراء زيادة ثرواتهم.
فقطاعا صناديق التحوط والخدمات المصرفية المخصصة للأثرياء اللذان قادا الاسواق لأعوام عديدة واستحوذا على الكثير من الاهتمام ليسا متاحين مباشرة للمستثمرين الافراد العاديين، فهما متوافران للأثرياء فقط ومحور نشاط عمل الخدمات المصرفية ومديري ادارة الثروات.
كما انه بإمكان المستثمرين الاثرياء استخدام استراتيجيات متعددة مثل البيع على المكشوف او الاستخدام المكثف للمشتقات التي يمنع المشروعون استخدامها من قبل معظم المستثمرين الافراد.
لكن هل حقا يحتاج الأثرياء إلى ذلك؟
نظريا، على الاقل، يتعين على مدير الثروات ان يكون قادرا على تجاهل المخاوف المتعلقة بمعايير ادارة الثروات (ارتباط العائدات او عدم ارتباطها بالسوق) كما يتعين عليه تجنب المقياس مقابل متوسط عائدات السوق.
واحدة من العديد من ايجابيات امتلاك ثروة كبيرة هو عدم الحاجة لصنع ايرادات كبيرة تفوق توقعات السوق لتكون ثريا. فأولى مخاوفك يجب ان ترتكز اساسا على تجنب القيام بحماقة تكبدك ثروتك اولا، وثانيا التغلب على التضخم.
وهذا يعني ان الاستراتيجية الاكثر منطقية هي ما يعرف الآن باستثمار 'العائد المطلق'، حيث الكاش (السيولة النقدية) هي المقياس الوحيد للتفوق عليه وان العامل الاساسي هو عدم خسارة المال.
الثري والأقل ثراء
وبكلمات أخرى، فإن الاثرياء ورغم كونهم الاقدر على تحمل المخاطر من غيرهم، لكنه من الصائب بالنسبة لهم ان يكونوا اكثر حذرا وتحفظا. فبمقدورهم المجازفة والمخاطرة أكثر، لكنهم ليسوا بحاجة لذلك. ان من بحاجة، حقيقة، للبدء باستثمارات تحمل مخاطر كبيرة هم اولئك الذين لم يدخروا كفاية لفترة ما بعد تقاعدهم من العمل.
واظهر عدد من الدراسات ان الاثرياء يسلكون ذلك الطريق بالفعل. فهم اكثر تحفظا من المستثمرين العاديين بشكل عام. وبالنتيجة، قد يكونون لعبوا الدور الأكبر في التراجع الحاد الذي شهدته الاسواق العالمية اخيرا.
ونشرت مجموعة تايغر ،21 ومقرها نيويورك والتي تضم 115 عضوا معظمهم صنعوا انفسهم بأنفسهم واصولهم المستثمرة قوامها 7 مليارات دولار، دراسة حول اعضائها مطلع شهر مارس. واظهرت الدراسة انهم خفضوا من استثماراتهم في الاسهم من 37% في عام 2005 الى 30% فقط خلال هذا العام.
وتضاعف، بحسب الدراسة، انفتاحهم على البدائل الاستثمارية الاخرى، لكن من مستويات منخفضة (من 4.5% الى 9.5% وبلغ متوسط ما بحوزتهم من سيولة 9%. اما البدائل الاستثمارية التي اختاروها فكانت مصممة لتكون أقل عرضة للمخاطر.
واظهرت دراسة مشابهة اجرتها مجموعة سبيكترم لبحوث السوق حول المستثمرين الاميركيين الذين يملكون ما لا يقل عن 5 ملايين دولار صافية للاستثمار، ان 43% منهم يريدون ان تستثمر غالبية اموالهم في ادوات استثمارية ذات معدل عائد مضمون.
ويظهر ذلك تغيرا عن عام 2003 عندما كانت نسبة من يرغبون في عوائد مضمونة لا تتجاوز 29%.
وبالنظر الآن الى الاحداث السابقة للسوق فإن القدرة على تحقيق صفقات مجزية في سوق الاسهم يظهر ان الاثرياء حذرون في قراءة السوق ومعرفة تحركاتها اكثر من كونهم متحوطين وغير مغامرين.
ارشادات
تعريفهم للاستثمارات المعروضة في ارشادات صناعة ادارة الثروات تآمري، فعلى سبيل المثال يصف 74% منهم صناديق التحوط ب'عالية المخاطر' (كما يرقى اسمها وكانت يوما تعني العكس) في حين وصف 61% شركات الاستثمارات الخاصة بالطريقة نفسها ويبدو ان الاثرياء جدا لا تغويهم جاذبية صناديق التحوط فقد اظهرت دراسة سبيكترم ان 27% من العائلات التي تملك 25 مليون دولار او اكثر للاستثمار فقط لديها استثمارات في صناديق التحوط، متراجعة عن 38% في السنة السابقة ومتوسط استثمارهم في صناديق التحوط كان 1.6 مليون دولار.
وبحسب سبيكترم فقد وصف هؤلاء الاميركيون الاثرياء قدرتهم على تحمل المخاطر اما ب'المعتدلة او المتحفظة'.
طبعا لا يمكن تعميم ذلك على الجميع، فبعض رجال الاعمال العصاميين اصبحوا اثرياء من خلال ادارتهم لعمل واحد فقط، بتميز وتفوق وارادوا بعدها ان يضمنوا الثروة التي كونوها، فيما البعض الآخر يسعى لتحقيق عائدات ضخمة، ولا يمانع في ركوب المخاطر.
غير ان صورة الاثرياء كعازفين عن المخاطرة حتى اولئك العصاميين منهم تبدو منطقية، فهم لا يفعلون سوى تعلم دروس التاريخ، فعند النظر الى قائمة فوربس سنلاحظ كيف ان رجال اعمال العصر الحديث هم المهيمنون على القائمة، صحيح ان 'المال القديم' موجود، لكنه في ذيل القائمة ويتراجع قيمة شيئا فشيئا.