المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وليد اعتزم العودة قبل حادث فرجينيا بيومين



GPC
19-04-2007, 01:37 AM
كان يحلم بالحصول علي درجة الدكتوراه من كبري جامعات العالم في تخصصه‏,‏ وشاءت الأقدار أن يتحقق حلمه بالالتحاق بجامعة فرجينيا الأمريكية التي شهدت ليس حصوله علي الدكتوراه ولكن كتابة آخر سطر في حياته‏,‏ بعد أن ذهب ضحية الحادث المأساوي الذي تعرضت له الجامعة أمس الأول‏,‏ وأسفر عن مقتل‏33‏ شخصا‏,‏ وإصابة نحو عشرة آخرين‏!‏

إنه المهندس المصري الشاب وليد محمد شعلان الباحث بديوان عام المركز القومي لبحوث المياه‏,‏ وابن محافظة الشرقية الذي كان يتأهب للعودة إلي أرض الوطن‏,‏ الاحتفال مع أفراد أسرته بإتمام عامه الأول في الجامعة بنجاح‏,‏ لينعم بوالديه وأقربائه وزوجته وابنه الذي تركه وعمره لا يتجاوز ثمانية أشهر‏,‏ لكنه عاد إليهم جميعا‏..‏ جثة هامدة‏!‏

GPC
19-04-2007, 01:38 AM
كان نجما فهوي‏..‏ مجرد ذكريات وأحلام وصموحات لم تكتمل‏..‏ هكذا أصبح عن المهندس وليد محمد شعلان ابن محافظة الشرقية الذي راح ضحية الحادث الإرهابي بفرجينيا‏.‏

فقد سافر يحمل بين ضلوعه أحلاما وآمالا كبيرة‏..‏ لا تتوقف فقط عند الحدود الدولية بل إنها تجاوزت الحدود العالمية‏..‏ نهمه في تلقي العلم جعله يبدأ من دولة تثير جدلا في علمها علي مستوي عالمي‏.‏

مابين بداية مشواره ونهايته قصة لم يصدقها عقل‏,‏ تحمل من المفارقات ما يحزننا‏..‏ كان يوم الحادث هو اليوم الأخير للامتحان لانهاء العام الأول من منحته التي اختير لها خصيصا ورشح لها من قبل أستاذ أمريكي جاء لزيارة مصر‏,‏ إذ كان يري في وليد أحد صناع المستقبل‏,‏ وقبل الحادث بأيام كان وليد قد حزم حقائبه واشتري هدايا للجميع والده ووالدته وزوجته وابنه الوحيد لم ينس أيا من أقربائه‏.‏

ووليد هو الابن الأكبر لوالده المهندس محمد شعلان وكيل وزارة الاشغال والموارد الأسبق‏,‏ ولديه من الأشقاء اثنان دينا المقيمة بالكويت والدكتور أحمد خريج كلية الطب‏.‏

في منزل العائلة حيث خيم الحزن علي الجميع الذين توفدوا من الصباح لمواساة الأسرة المكلومة‏.‏

خرجت الكلمات بصعوبة من فم والده الذي أكد أن وليد ابنه الأكبر‏,‏ وقد عرف منذ صغره بنبوغه وتفوقه‏,‏ لم يكن يكفيه ما يتعلمه كان حريصا علي استيعاب كل ما يدور حوله والاستزادة منه كان يقرأ كثيرا‏,‏ لذا كان متفوقا دائما في دراسته ودائما ما كان يحصل علي المراكز الأولي‏,‏ فقد حصل علي بكالوريوس الهندسة بتفوق ثم الماجستير عام‏2004‏ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وتم تعيينه بمركز بحوث مياه الري حيث كان محل إعجاب وانبهار الجميع حتي إنه تم ترشيحه لمنحتين في آن واحد إحداهما لأمريكا والأخري لكندا نظرا لنبوغه إلا أن وليد فضل أمريكا باعتبارها رمز التحضر والتقدم‏.‏ لذا كانت سعادته الغامرة بترشيحه‏.‏

ويستطرد الأب المكلوم من بين دموعه المنهمرة أن وليد كان علي اتصال بنا من خلال الإنترنت كي نتحدث معه جميعا بالصوت والصورة ويطمئن علينا بنفسه ويتابع جميع أخبارنا وقبل أشهر عرض علينا اكثر من مرة استقدامنا للزيارة أنا ووالدته إلا أننا رفضا وقبل الحادث بليلة واحدة كان يتحدث معنا مؤكدا لنا أنه قد أنهي كل إجراءات سفره وحجز الطائرة حيث كان مقررا عودته يوم‏13‏ إبريل الساعة الثانية بتوقيت القاهرة‏,‏ وقال إنه سيحدثنا عقب أدائه الامتحان الأخير في اليوم التالي مباشرة إلا أنه لم يتحدث فقد سبق قضاء الله‏,‏ ولم نكن قد علمنا بالحادث بعد إلا أننا فوجئنا بخبر الحادث علي الفضائيات وشعرنا بأن مكروها حدث لوليد ظللنا نتتبع كل القنوات حتي اتصل بنا أحد المصريين بأمريكا ليبلغنا بالحادث‏.‏

وكانت والدته قد أصيبت بحالة انهيار تام فور علمها بالحادث وظلت مرددة لا حول ولا قوة إلا بالله‏.‏ أما زوجته أميرة وتعمل مهندسة‏27‏ سنة فقد أثارت كلماتها بكاء الجميع حيث أكدت أن وليد كان دائم الاتصال بنا منذ يومه الأول خاصة طفله الذي تركه‏8‏ أشهر لم يكن قد تحرك بعد‏,‏ فأراد أن يتابع نموه أولا بأول وكان دائما يسأل ماذا فعل اليوم هل بدأ يتعلم المشي؟ هل ردد أولي كلماته؟ وتذكر زوجته أن وليد رغم سعادته الغامرة بسفره لأمريكا إلا أنه كان متخوفا قليلا وكأن مكروها سيصيبه‏,‏ حيث إنه قد تراجع عن فكرة السفر قبل اليوم الأخير لسفره مباشرة‏.‏

وتستطرد من بين دموعها أنه في اليوم السابق للحادث مباشرة كان حريصا ألا يقطع الاتصال وتظل صورة ابنه خالد ـ عام و‏5‏ أشهر ـ تملأ الشاشة حتي عندما كانت تتحول عنه الكاميرا كأنه يصرخ في انفعال فين خالد أنا عاوز ابني وكان يريد أن يملأ بصره منه ويشبع عينيه قبل أن يغادر للأبد‏,‏ وتضيف أن وليد كان مصرا علي أن استكمل دراستي العليا وأحصل علي الماجستير مثله‏,‏ كان يعتبر العلم هو السلاح الوحيد‏,‏ إلا أنني بعدما حدث أصبحت أكره العلم وسأكرس نفسي لابني فقط‏.‏

ويضيف عمه الدكتور عثمان شعلان رئيس الوحدة المحلية بصان الحجر أن وليد لم يكن شابا عاديا فقد كانت طموحاته تفوق أي شاب في مثل عمره‏,‏ فقد كان نموذجا للشاب المكافح المتميز حيث كان يدرس الدكتوراه ويدرس في الجامعة بأمريكا‏,‏ كما تم ترشيحه نظرا لنبوغه للعمل بوكالة ناسا الفضائية‏.‏

ويضيف عمه السيد شعلان فيروي أن نتيجة نجاحه وتفوقه وحصوله علي المركز الأول علي دفعته في الفصل الدراسي الأول بجامعة فرجينيا فقد تم تكريمه وتعيينه عضوا بمجلس إدارة الولاية‏,‏ ومازال الاتصال جاريا بالسفارة المصرية لمعرفة موعد تسلم الجثمان‏.‏

غريب احساس
19-04-2007, 02:07 AM
لا حول ولا قوه الا بالله

مقسوم يموت هناك الله يحسن خاتمتنا

GPC
19-04-2007, 02:08 PM
لا حول ولا قوه الا بالله

مقسوم يموت هناك الله يحسن خاتمتنا+

آمين يارب العالمين
مشكور أخوي على المرور ويعطيك العافيه