تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : رحلة العودة لأسعار الحديد ستبدأ العام المقبل .. وفروق الأسعار تحملتها المصانع



أبوتركي
20-04-2007, 04:38 AM
رحلة العودة لأسعار الحديد ستبدأ العام المقبل .. وفروق الأسعار تحملتها المصانع

عبدالله الطياري ـ جدة

هل اقتربنا من ملامح الصورة النهائية للسعر المستهدف الذي يرغب به صناع الحديد ..؟ سؤال عالق في اذهان البسطاء الحالمين ببناء منازل تأوي ابناءهم .. وبات حديث الشارع السعودي وحديث المجالس .. مما جعلنا ننقل نص هذا التساؤل الى الرئيس التنفيذي لمصانع حديد الراجحي بجدة المهندس خالد السليماني، الذي اجاب على هذا السؤال باستفاضة وتحدث عن امور كثيرة وكشف اسرارا مثيرة حول هذا السوق الساخن .. وكان اهم ماقاله ان الصورة النهائية لرحلة الصعود للاسعار ستنتهي مع نهاية الربع الرابع لهذا العام 2007م ومن ثم تبدأ رحلة العودة للاسعار السابقة.

السليماني اشار الى ان موضوع الحديد واستهلاكه ونمو الطلب عليه في منطقة الخليج والسوق السعودي بالذات شهد نموا مضطراً خلال الفترة الحالية وارتفع من 6% ـ 7% الى 8% الى ان اصبح الآن 12% اجمالي الطلب تقريباً في نمو الطلب على استهلاك حديد التسليح في منطقة الخليج وخاصة السعودية بالذات وهذا لم يأت الا بناء على الطفرة العمرانية الحاصلة في البلد والتوسع في اقامة المدن الصناعية مثل مدينة الملك عبدالله وجازان ومدينة المعرفة وايضاً المشاريع القائمة في مكة المكرمة والمشاريع التي ستقام خلال المرحلة الحالية في المطارات مثل مشروع مطار الملك عبدالعزيز ومطار تبوك ومطار المدينة وغيرها من المطارات ، بالإضافة الى المشاريع العمرانية الضخمة مثلاً في منطقة مكة المكرمة ، وكذلك المشاريع التطويرية في كل من يبنع والجبيل وانشاء ينبع 2 واستكمال الجبيل 2 والبدء بإنشاء الجبيل 3 التي أعلن عنها موخراً ، والحركة الكبيرة التي يشهدها قطاع الصناعة عموماً ومايصاحبها من إنشاءات .. مما ادى الى طلب متزايد رفع نسبة النمو الى 12% وقد يتضاعف كثيرا في السنوات القليلة المقبلة.

نمو الطلب ونمو الانتاج

وحول وصول معدل الطلب الى12% .. وهل سيواجهه نمو في زيادة إنتاج الحديد بداخل المملكة قال السليماني ان نمو الإنتاج موجود ايضاً من مصانع سابك والراجحي والاتفاق وهناك مصانع أخرى في منطقة ينبع الصناعية وايضا في منطقة جازان التي أعلن عنه اثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين لها اعلن عن انشاء مصنع حديد بطاقة انتاجية تصل الى مليون طن سنوي ، ومن المتوقع ان يكون الإنتاج لدينا في السعودية في الوقت القريب بحدود 8 ملايين طن سنوياً بنهاية العام القادم، وسيكون استهلاك السوق السعودي أكثر من عشر ملايين طن سنوياً تقريباً ، وبالتالي لا بد ان تظل هناك فجوة مابين الانتاج والاستهلاك في الحديد ، والفجوة هذه ستقوم المشاريع الجديدة والمستقبلية بتغطيتها.

زيادة أسعار الخام والخردة

وحول أسباب الارتفاعات المتزايدة في أسعار الحديد بالسوق السعودي وهل هي بالفعل ناتجة عن ارتفاع أسعار المواد الخام في السوق الدولي، نفى السليماني بأن يكون هذا السبب هو الوحيد فهناك الكثير من العوامل، ولكن اهمها ارتفاع المواد الخام من المناجم المحلية وارتفاع المواد الخام من الخردة عالمياً ، فلو حدثت زيادة مائة ريال مثلاً في حديد التسليح سيكون هناك زيادة 300 ريال في تكاليف الخردة، وحاولت المصانع استيعاب هذا الفرق لكي لا يتضرر المستهلك الأخير ولكن هذه الزيادة بدأت تأخذ شكلا تصاعديا من يناير من عام 2006م سواء في عروق الصلب او الخامات او حديد الخردة وسيستمر هذا التصاعد في زيادة الأسعار ومتوقع انها تصل الى ذروتها بنهاية الربع الثالث من هذا العام.

ثلاثة آلاف ريال للطن

كما سألته: هل من المتوقع وصول سعر الطن مستقبلا الى ثلاثة آلاف ريال .. فقال: نعم اتوقع ذلك ولكن بنسبة اقل من الثلاثة آلاف ريال بقليل، وعموماً اذا نظرت الى اسواق اوروبا او أمريكا او إفريقيا او حتى شرق آسيا ستجد سعر الحديد بمنطقة الخليج والمملكة على وجه الخصوص هو الاقل .. وهذا ليس كلاما في الهواء او للاستهلاك الاعلامي انما هو حسب البيانات المرصودة والمعروفة، وهذا يعود الى رغبة الصناع بالسوق السعودي في المساهمة بالنهضة العمرانية والعمل على استمرارها بعدم رفع الأسعار او تعطيل النمو العمراني بالسوق، في ظل الطفرة الكبيرة التي يشهدها السوق السعودي.

النقل ساهم في زيادة الأسعار

وحول ما تردد من أقاويل لبعض المختصين بأن الفارق الربحي ما بين تكاليف انتاج الحديد بالمملكة وبيعه للمستهلك هامش ربحي كبير جداً .. يقول البعض انه وصل الى 50% تقريباً .. وقبل أن أنهي سؤالي التقط السليماني الحديث قائلاً: هذا غير صحيح على الاطلاق فلو كانت الأرباح 50% كما تقول لكان لنا شأن اخر .. (قالها ضاحكاً) وعاد للحديث قائلاً: لسنا في غفلة من الجهات المعنية كوزارة التجارة والصناعة، فالاسعار الموجودة بالسوق السعودي أسعار مدروسة وموزونة ولو كان ارتفاع الأسعار كما ذكرت لوجدت شركات الحديد في كل من الصين والهند والدول المنتجة الكبيرة في هذه الصناعة كلها تصب في السوق السعودي لتأخذ منه حصة، والحاصل بأن كل أسعارنا اليوم متوازنة مع السوق العالمي ومع الطلب والعرض فعندما يكون المعروض اكثر من المطلوب تجد الأسعار تنخفض والعكس صحيح، ولا تنس ان التجار الموزعين هم الذين يحددون الارباح الخاصة بالمصانع لتغطية مصاريفهم التي ذكرتها سابقاً، حيث أن نقل الطن من الحديد كان بـ 50 ريالا أصبح اليوم 100ريال بمعنى ان النقل تضاعف، وايضا اسعار النقل للمستورد ايضاً مرتفعة للموانئ السعودية، وهذا يأتي في ظل ارتفاع اسعار البترول ومشتقاته مما اثر سلباً على تكاليف الشحن وأصبحت أعباء اضافية يتحملها المستورد او المستهلك النهائي في حالة شرائه لمنتج من خارج المملكة.

اتهامات الموزعين للمصانع

وحول اتهام الموزعين للمصانع بأخذ كل الأرباح وانها لا تترك لهم سوى هامش ربحي ضئيل جداً، اضافة الى اتهامكم بأنكم أنتم السبب في الارتفاع والنزول في الأسعار قال السليماني: لو قارنت بين الأسعار الداخلية والأسعار العالمية لوجدت ان السوق السعودي مفتوحا على كافة الأسواق .. ونحن جزء من الأسواق العالمية وخصوصا في ظل منظمة التجارة العالمية فاذا ارتفعت الأسعار او هبطت حول العالم سيحدث ذلك لدينا والموضوع يجيب أن ينظر اليه بشكل شمولي.

تطورات صناعية اسيوية

وحول التطورات الصناعية الكبيرة التي تشهدها المصانع الكبرى بآسيا وعلى سبيل المثال التطورات في صناعة الصلب الصيني والذي بلغ أكثر من 35 مليون طن جزء كبير منه مرشح للتصدير مما جعل الشركات الأمريكية تعمل على مطالبة حكومتهم بسن اجراءات حمائية لصناعتهم، وهناك الاستثمار الضخم الذي ضخ في صناعة الصلب الروسية ويبلغ حجم الاستثمار في تطوير هذه الصناعة بروسيا عام 2006م 26 مليار دولار وتايلند كذلك استثمرت مبالغ طائلة جداً والمستهدف النهائي السوق الخليجي .. وما هو انعكاس ذلك على صناعة الصلب السعودي وأسعاره في السوق خلال المرحلة القادمة .. قال السليماني: المنافسة موجودة على كافة الأصعدة والذي يحكم المنافسة ثلاثة أشياء رئيسية الموضوع الأول الأسعار والثاني الجودة والثالث سرعة استجابة الطلب .. اضف اليها انك عندما تستورد لا بد ان تفتح اعتمادا بنكيا وتستغرق عملية التوريد من شهر الى شهرين بينما الحديد السعودي او الخليجي موجود وقت الاحتياج .. اضافة الى انه يعفيك من ربط مبالغ كبيرة لوقت طويل بالنسبة للمستوردين من الخارج، والشيء الآخر هو الجودة حيث ان هناك الكثير من المصانع في كل من روسيا او الصين على سبيل المثال واجهتها عدة مشاكل من ناحية الجودة بينما المنتج السعودي مطابق للمواصفات العالمية والسعودية وليس عليها اي شائبة ولله الحمد، وهذه ليست من عندنا وانما هي شهادة الخبراء في هذا المجال.

تغاضي المستهلكين عن المزايا

وبخصوص تغاضي المستهلكين في بعض الأحيان عن هذه المزايا وبحثهم عن السعر الاقل الذي يساعده على إنهاء مهمته وتحقيق طموحه، قال: حتى لو تغاضى المستهلك فإن وزارة التجارة لن تتغاضى لأن الامر مرتبط بمصالح ناس ومصالح استراتيجية للاقتصاد الوطني .. وبحكم وجود استثمارات خارجية لا شك اننا مطالبون باستثمارات اضافية وهذا الذي نعمل عليه بطموحات كبيرة اضافة لمشاريع جديدة لسد كل احتياجات الوطن من هذه السلعة خلال السنوات العشر المقبلة ..

واتوقع ان شاء الله ان يصبح لدينا اكتفاء ذاتي لسد الفجوة ما بين العرض والطلب ولكن هذه سرعان ما تختفي لأنها ستأتي فترة تشهد فيها البلد مشاريع كثيرة وتحتاج الى كميات أكثر من المعروض .. وفي فترة اخرى قد يحدث ركود يجعلك تعمل للبحث عن فرص تصديرية الى بعض البلدان المجاورة، وهذا الحاصل ونحن اليوم في الراجحي نصدر الى البحرين والسودان واليمن وفي الفترة الأخيرة اوقفنا التصدير لبعض البلدان نظراً للطلب المحلي المرتفع .. وكان مطلوبا منا توفير الكميات المطلوبة هذه للسوق المحلي كأولوية .. والسوق الخارجي عندما يكون هناك فائض.

زيادة الانتاج والمشاريع الجديدة

وعما يتردد بأن السوق السعودي يعيش اليوم رحلة صعود في أسعار الحديد، واين ستكون محطتها النهائية .. سألت السليماني: متى ستبدأ رحلة العودة الى الأسعار القديمة وتحديدا اسعار اوائل التسعينات الميلادية فقال: لا أملك تصورا واضحا ولكن من واقع خبرتي لا أعتقد بأن رحلة العودة بعيدة، واعتقد ان نهاية الربع الأخير من العام الحالي سيشهد بداية هذه الرحلة .. وستتراوح الاسعار ما بين الاستقرار ومن ثم البدء في مواصلة رحلة العودة كما هي في رحلة الصعود التي نعيشها اليوم وسنعيش باقي تفاصيلها ما بقي من هذا العام الى ان تصل الى ما يقارب الثلاثة الاف ريال او ما دونها بقليل للطن الواحد.

بيانات فعلية ومشاريع واقعية

وسألته ايضا على ماذا بنى توقعاته هذه فقال: بنيتها على بيانات موجودة ومشاريع ستبدأ فعليا وكذلك كمية الوفرة في الحديد المعروض نتيجة للاضافات في انتاج صناعة الصلب بالمملكة من حيث زيادة الانتاج المتوقعة والطلب العالمي اضافة الى الكميات التي تصل الى السوق السعودي من المصانع المحيطة والتي اتوقع بداية وصولها للسوق في عام 2008م ،اضافة للتوسعات في المصانع السعودية القائمة منها أو الجديد مثلاً حديد فقط فيها توسعة جديدة كبيرة ستصل بإنتاجها الى أربعة ملايين طن، وانا أعتقد بأن التوسعات الجديدة بالمصانع سيكون لها تأثير ايجابي على أسعار الحديد في عام 2008م وبذلك سيمكن السيطرة على الفجوة الحاصلة اليوم ما بين الطلب والانتاج حيث أن الطلب أكثر من الانتاج، وتوقعاتي هذه مشروطة بعدم حدوث ارتفاعات جديدة في اسعار المواد الخام عما هي عليه اليوم.

مواجهة النقص في المواد الخام

وحول التخوف من مواجهة نقص في المواد الخام بالسوق الدولي قال السليماني بأن عروق الصلب اليوم غير موجودة ، والآن الشركات التي تصنع حديد التسليح غير موجود بها عروق صلب والتي تسمى “البلت” واذا توفرت فهي مرتفعة الأسعار ، ويوجد اليوم نقص في السوق العالمي بهذه المادة فأسعار عروق الصلب اليوم بالسوق الدولي اكثر من 600 دولار بينما كنا نحصل عليها ما بين 300 الى 320 دولارا بمعنى ان اسعارها زادت 100% بينما حديد التسليح في داخل البلد لم يرتفع بنسبة 100% ، وهذا الفرق تحملته الشركات المصنعة .. وعندما قلت له ان اسعار اوائل التسعينات كان الطن يتراوح ما بين 1200ريال الى1400 ريال .. وهل يتوقع العودة اليها .. قال السليماني: (الله أعلم)!!