المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دول الشرق الأوسط تتطلع إلى تغذية اقتصاداتها بالطاقة النووية والحفاظ على النفط



أبوتركي
20-04-2007, 12:34 PM
دول الشرق الأوسط تتطلع إلى تغذية اقتصاداتها بالطاقة النووية والحفاظ على النفط


يتطلع الشرق الأوسط إلى الطاقة النووية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتغذية اقتصاداته المنتعشة بدلا من استهلاك احتياطيات النفط والغاز الثمينة. ويشهد العالم نهضة للطاقة النووية، إذ تسهم ميزاتها المحافظة على البيئة وتأمينها للإمدادات في التغلب على المخاوف بشأن سلامتها.

وقال لويس اتشافاري المدير العام لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إن التكنولوجيا النووية مصدر للطاقة له جاذبية شديدة، مضيفا أن التكنولوجيا النووية أثبتت قدرتها على إنتاج كميات هائلة من الكهرباء دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون. غير أن الكثيرين في الغرب يرفضون تبني قوى نفطية في الشرق الأوسط خاصة إيران للطاقة النووية، إذ أنه يمكن استخدامها لصنع أسلحة نووية.

وقال فرانك بارنابي من مركز أبحاث أوكسفورد "يقولون إنهم يحتاجون إلى النفط والغاز من أجل العملة الأجنبية وهم لا يريدون تبديدهما.. لكن التكنولوجيا النووية تنتج حتما البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. ولا يسعك ألا تشتبه في أن عددا من الدول تريد الحصول على

أسلحة نووية". كما عارض أيضا مسوغات المحافظة على البيئة للطاقة النووية. وقال "إذا وضعت الدائرة النووية في الحسبان.. استخراج اليورانيوم إلى غير ذلك.. والتخلص من النفايات.. عندئذ ستجد أنها ليست خالية من انبعاثات الكربون". وتخوض إيران نزاعا مع الغرب بخصوص طموحاتها النووية وتعد الأكثر إثارة للجدل بين دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط التي تقول إن تزايد احتياجاتها الداخلية من الطاقة تعني إمكانية نفاد احتياطياتها من النفط والغاز إذا لم تتمكن من تطوير طاقة نووية. وقال مسؤول إيراني "يتزايد استهلاكنا من الطاقة بنسبة 7 في المائة سنويا، نريد الطاقة النووية والطاقات المتجددة وإلا فسنصبح مثل إندونيسيا" وهو البلد الوحيد المستورد الصافي للنفط بين الدول أعضاء منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك".

ويقول محللون إن بلدانا أخرى في المنطقة تواجه نموا سنويا في استهلاك الطاقة يبلغ أكثر من 6 في المائة سنويا مقارنة بأقل من 3 في المائة لدى بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وحتى إذا كانت تلك الدول تمتلك كميات وفيرة من النفط فإن إمداداتها من الغاز تتعرض لضغوط. والمثير للسخرية أن ارتفاع أسعار النفط التي دفعت الاقتصادات إلى الانتعاش أسهمت في تعزيز الطلب المحلي على الغاز لإنتاج الكهرباء.

وقال راجنيش جوسوامي من مؤسسة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة "في حين أن الفكرة الشائعة هي أن الشرق الأوسط يحوي كميات هائلة من الغاز.. في الواقع.. تنتاب المخاوف جميع الدول الكبرى في الشرق الأوسط.. باستثناء إيران وقطر.. بخصوص إمدادات الغاز في المستقبل". وأضاف "تتطلع دول كثيرة في الشرق الأوسط لبدائل لتوليد الكهرباء عبر حرق الغاز". وفي الوقت الذي ترسخت فيه الطاقة النووية بالفعل في مناطق أخرى من العالم فإن المشكلة الكبرى بالنسبة لأغلب دول الشرق الأوسط تكمن في المدة الطويلة التي سيستغرقها تطوير التكنولوجيا الضرورية. والاستثناء الواضح هو إيران حيث يجري العمل في مرحلة متطورة للغاية في محطة الطاقة النووية في مدينة بوشهر الساحلية جنوب غرب البلاد. والدول الأخرى المنتجة للنفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمامها عشرات السنين لامتلاك القدرات النووية.
وقال شكيب خليل وزير الطاقة والمناجم الجزائري "نريد تطوير محطات للطاقة النووية على المدى البعيد.. نتطلع لبناء محطة نووية بحلول السنوات الخمس والعشرين المقبلة"، مضيفا أن بلاده قبل هذه المرحلة تطور بدائل مثل الطاقة الشمسية رغم أن معظم المحللين يقولون إن مثل تلك المصادر البديلة لن تكون كافية.
وقال اتشافاري "من الصعب للغاية تصور أن بإمكان دول الشرق الأوسط الاستفادة من الطاقة المتجددة بشكل كبير". وأضاف "لديهم وقود حفري في الوقت الحالي.. لا أرى أي احتمال لتجنب ذلك على المدى القصير أو المدى المتوسط".