المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المنطقة تتطلع للطاقة النووية لتوفير احتياطاتها النفطية



أبوتركي
21-04-2007, 02:43 AM
ارتفاع معدلات الاستهلاك يستوجب البحث عن وسائل جديدة
المنطقة تتطلع للطاقة النووية لتوفير احتياطاتها النفطية




قال محللون إن الشرق الأوسط يتطلع إلى الطاقة النووية باعتبارها الوسيلة الوحيدة لتغذية اقتصاداتها المنتعشة بدلا من استهلاك احتياطيات النفط والغاز الثمينة. ويشهد العالم نهضة للطاقة النووية إذ تسهم ميزاتها المحافظة على البيئة وتأمينها للإمدادات في التغلب على المخاوف بشأن سلامتها.


وقال لويس اتشافاري المدير العام لوكالة الطاقة النووية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إن التكنولوجيا «النووية مصدر للطاقة له جاذبية شديدة». وأضاف «التكنولوجيا النووية أثبتت قدرتها على إنتاج كميات هائلة من الكهرباء دون انبعاث ثاني أكسيد الكربون».


غير أن الكثيرين في الغرب يرفضون تبني قوى نفطية بالشرق الأوسط وخاصة إيران للطاقة النووية إذ أنه يمكن استخدامها لصنع أسلحة نووية. وقال فرانك بارنابي من مركز أبحاث أوكسفورد «يقولون إنهم يحتاجون إلى النفط والغاز من أجل العملة الأجنبية وهم لا يريدون تبديدهما، لكن التكنولوجيا النووية تنتج حتما البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في صنع أسلحة نووية. ولا يسعك ألا تشتبه في أن عددا من البلدان تريد الحصول على أسلحة نووية».


كما عارض أيضا مسوغات المحافظة على البيئة للطاقة النووية. وقال «إذا وضعت الدائرة النووية في الحسبان.. استخراج اليورانيوم إلى غير ذلك.. والتخلص من النفايات.. عندئذ ستجد أنها ليست خالية من انبعاثات الكربون».


وتخوض إيران نزاعا مع الغرب بخصوص طموحاتها النووية وتعد الأكثر إثارة للجدل بين بلدان الشرق الأوسط المنتجة للنفط التي تقول إن تزايد احتياجاتها الداخلية من الطاقة تعني إمكانية نفاد احتياطياتها من النفط والغاز إذا لم تتمكن من تطوير طاقة نووية.وقال مسؤول إيراني «يتزايد استهلاكنا من الطاقة بنسبة 7% سنويا. نريد الطاقة النووية والطاقات المتجددة وإلا فسنصبح مثل اندونيسيا» البلد الوحيد المستورد الصافي للنفط بين الدول أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك).


ويقول محللون إن بلدانا أخرى بالمنطقة تواجه نموا سنويا في استهلاك الطاقة يبلغ أكثر من 6% سنويا مقارنة مع أقل من 3% لدى بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وحتى إذا كانت تلك البلدان تمتلك كميات وفيرة من النفط فإن إمداداتها من الغاز تتعرض لضغوط.


والمثير للسخرية أن ارتفاع أسعار النفط التي دفعت الاقتصادات إلى الانتعاش ساهمت في تعزيز الطلب المحلي على الغاز لإنتاج الكهرباء. وقال راجنيش جوسوامي من مؤسسة وود ماكينزي لاستشارات الطاقة «في حين أن الفكرة الشائعة هي أن الشرق الأوسط يحوي كميات هائلة من الغاز.. في الواقع.. تنتاب المخاوف جميع البلدان الكبرى بالشرق الأوسط.. باستثناء إيران وقطر.. بخصوص إمدادات الغاز في المستقبل».


وأضاف «تتطلع بلدان كثيرة بالشرق الأوسط لبدائل لتوليد الكهرباء عبر حرق الغاز». وفي الوقت الذي ترسخت فيه الطاقة النووية بالفعل في مناطق أخرى من العالم فإن المشكلة الكبرى بالنسبة لأغلب بلدان الشرق الأوسط تكمن في المدة الطويلة التي سيستغرقها تطوير التكنولوجيا الضرورية.


والاستثناء الواضح هو إيران حيث يجري العمل في مرحلة متطورة للغاية بمحطة الطاقة النووية بمدينة بوشهر الساحلية بجنوب غرب البلاد. والبلدان الأخرى المنتجة للنفط والغاز بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا أمامها عشرات السنين لامتلاك القدرات النووية.


وقال وزير الطاقة والمناجم الجزائري شكيب خليل «نريد تطوير محطات للطاقة النووية على المدى البعيد... نتطلع لبناء محطة نووية بحلول السنوات الخمس والعشرين المقبلة». وأضاف أن بلاده قبل هذه المرحلة تطور بدائل مثل الطاقة الشمسية رغم أن معظم المحللين يقولون إن مثل تلك المصادر البديلة لن تكون كافية.


وقال اتشافاري «من الصعب للغاية تصور أن بإمكان بلدان الشرق الأوسط الاستفادة بالطاقة المتجددة بشكل كبير». وأضاف «لديهم وقود حفري في الوقت الحالي... لا أرى أي احتمال لتجنب ذلك على المدى القصير أو المدى المتوسط».