المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوقايــــة من الحســـــــد من الكتــــاب والسنـــــة



أبوتركي
21-04-2007, 03:19 AM
الوقايــــة من الحســـــــد من الكتــــاب والسنـــــة

14109



الحســـد هو أن يجــد الإنســان في صــدره وقلبــه ضيقــاً وكراهيــة لنعمــة أنعمهــا الله على عبـــد من عبــاده في دينــه أو دنيــاه ، حتى إنه ليحــب زوالها عنه ، بــل وربمــا سعى في إزالتهــا، وحسبك في ذمــه وقبحــه أن الله أمــر رسولــه بالاستعاذة منــه ومن شــره، قــال تعالى: (ومن شــر حاســد إذا حســد) ، وبالحســد لعن إبليس وجعــل شيطانــاً رجيمــاً.



إن الحسد خلق ذميم يجب علينا استئصاله من أنفسنا، لأنه إذا وصل إلى القلوب أفسدها، وبعد بياضها سودها، ويتأكد علينا اجتنابه في كل زمان ومكان ، إذ هو من الذنوب المهلكات.


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد) رواه البيهقي وابن حبان. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد والبغضاء هي الحالقة، ليس حالقة الشعر ولكن حالقة الدين، والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا ألا أنبئكم بما يثبت لكم ذلك أفشوا السلام بينكم). رواه البزار.




وهناك عشر أسباب تدفع شر الحاسد عن المحسود وهي:



1ـ التعوذ بالله من شره والتحصن به واللجوء إليه:

(قل أعوذ برب الفلق. من شر ما خلق. ومن شر غاسق إذا وقب. ومن شر النفاثات في العقد. ومن شر حاسد إذا حسد). وقال تعالى: (إِنَّ الَّذينَ يُجَادِلُونَ في آيَاتِ اللهِ بغَيرِ سُلطَانٍ أَتَاهُم إَن في صُدُورِهِم إِلاَّ كَبرُ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاستَعِذ بِاللهِ إِنَّهُ هُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ). فأمر بالاستعاذة بالسميع العليم فيها.


2ـ تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه:

فمن اتقى الله وقاه وتولى حفظه ولم يكله إلى غيره، قال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس: (احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك) رواه الترمذي. فمن حفظ الله حفظه الله ووجده أمامه أينما توجه.


3ـ الصبر على عدوه:

وألا يقابله بأذى أصلا، وأن لا يقاتله ولا يشكوه، فما نُصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه والتوكل على الله، قال تعالى: (ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغي عليه لينصرنه الله).


4ـ التوكل على الله:

قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه). والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم فإن الله حسبه أي كافيه، ومن كان الله كافيه وواقيه فلا مطمع فيه لأحد فلو توكل العبد على الله حق توكله وكادته السموات والأرض ومن فيهن لجعل له مخرجا من ذلك وكفاه ونصره.


5ـ فراغ القلب من الاشتغال والفكر فيه:

فلا يلتفت إلى الحسد ولا الحاسد ولا يخافه وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره.


6ـ الإقبال على الله والإخلاص له:

وجعل محبة الله ورضاه والإنابة إليه في محل خواطر النفس وأمانيها، فما أعظم سعادة من دخل هذا الحصن، والله لقد أوى إلى حصن لا خوف على من تحصن به ولا مطمع للعدو في الدنو إليه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. قال تعالى حكاية عن عدوه إبليس أنه قال: (فَبِعِزَّتِكَ لأُغوِينَّهُم أَجمَعِينَ . إَلاَّ عِبَادَكَ مِنهُمُ المُخلَصِينَ). وقال في حق الصديق يوسف عليه السلام: (كَذّلِكَ لِنَصرِف عَنهُ السُّوءَ وَالفَحشَاءَ إِنَّهُ مِن عِبادِنا المُخلَصِينَ).


7ـ التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه:

فإن الله تعالى يقول: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) . فما سلط على العبد من يؤذيه إلا بذنب يعلمه أو لا يعمله، وما لا يعلمه العبد من ذنوبه أضعاف ما يعلمه منها، وما ينساه مما عمله أضعاف ما يذكره.


8ـ الصدقة والإحسان ما أمكنه:

فإن لذلك تأثيراً عجيباً في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد، فما تكاد العين والحسد والأذى يتسلط على محسن متصدق، وإن أصابه شيء من ذلك كان معاملاً فيه باللطف والمعونة والتأييد، وكانت له فيه العاقبة الحميدة.


فالمحسن المتصدق في ظل إحسانه وصدقته على الناس من الله جنة واقية وحصن حصين، وبالجملة فالشكر حارس النعمة من كل ما يكون سببا لزوالها، وأعلى ذلك هو الإحسان إلى الحاسد، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الإيمان بالله، قال تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم. وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).


9 ـ الرقية الشرعية:

وذلك بالقرآن والأذكار، فقال تعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). في صحيح مسلم أن جبريل رقى النبي صلى الله عليه وسلم: وقال: (باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك باسم الله أرقيك).


10 ـ التوضوء والاغتسال من آثار الحاسد إن عرف الذي حسده:

روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنه قالت: (كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين).


والجامع لذلك كله وعليه مدار هذه الأسباب: تجريد التوحيد والرضا بالقضاء والقدر وأن الأسباب كلها من عند الله وهو مسببها وهو القادر على إزالتها، قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله). وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبدالله بن عباس رضي الله عنهما: (واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك) رواه أحمد والترمذي.




فهذه عشرة أسباب يندفع بها شر الحاسد والعائن وليس هناك أنفع من التوجه إلى الله والإقبال عليه والثقة به.





في أمــــان الله

خاربه خاربه
21-04-2007, 03:27 AM
جزاك ربي الخير وربي يبعدنا عن الحسد والحساد

سيف قطر
21-04-2007, 05:13 PM
بارك الله فيك اخوي بو تركي

اام محمد
21-04-2007, 07:52 PM
جزاك الله خير....