المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تجاهل صناع السوق لنظام التداول الجديد!



أبوتركي
21-04-2007, 03:49 AM
المقال
تجاهل صناع السوق لنظام التداول الجديد!



عبدالرحمن ناصر الخريف
طبقا لنظرية الاستباقية التي نعتمد عليها في متابعة أحداث سوق الأسهم فان التجاهل الإعلامي لنظام التداول الجديد الذي أعلنت عنه هيئة السوق المالية أكثر من مرة كان ملفتا للنظر، خاصة وانه حدد مؤخرا شهر مايو موعدا لتطبيق هذا النظام، فعلى الرغم من إطلاع مديري المحافظ الكبرى والمعنيين بها على أساسيات النظام إلا أن تجاهل هذا الموضوع وعدم الإشارة الى الجوانب الايجابية أو السلبية للنظام والآراء تجاه الضوابط التي حددت للتعامل مع أوامر البيع والشراء كان مثيرا لهذا التساؤل، ولكن لأننا نؤمن بنظرية استباق الحدث قبل وقوعه والتي يتبعها صناع السوق، فإننا لا نريد أن نمرر ذلك التجاهل كما يريد الصناع!
إن نظام التداول الجديد يهدف إلى تعزيز ثقة المتداولين بالسوق واكتشاف حالات التلاعب والتدليس والتدوير ومراقبة التداولات والكشف عن الصفقات، وهو ما تسعى إليه هيئة السوق لإصلاح السوق وتوفير بيئة أساسية تعيد ثقة المستثمرين بالسوق، ولان هذا النظام يحتوي على أنظمة تقنية متطورة، فانه من المؤكد ان ( صناع السوق ) كمديري المحافظ الضخمة او كبار المضاربين او أصحاب (القروبات) قد حاولوا التعرف مبكرا على هذا النظام وطريقة عمل أوامر البيع والشراء والإلغاء وغيرها من العمليات الدقيقة للتعرف على آلية النظام وطريقة عمله ليس فقط لإتقان عمليات البيع والشراء، بل للتعرف على نقاط الضعف بالنظام إن وجدت لاستغلالها وطرق الالتفاف على ضوابط النظام! أي ان جميع العاملين في إدارات المحافظ كمديري ومنفذي أوامر يجب أن يتقنوا العمل على النظام الجديد قبل باقي المتداولين المتوقع وقوعهم في مأزق التعرف على تفاصيل العمل بهذا النظام! وهذا بلا شك سيستغل من قبل الصناع بهدف تحقيق الأرباح وقد يتكبد صغار المتداولين الخسائر الكبيرة بسبب ذلك، بل قد يلزم بعضهم بالغرامات او إيقاف لمحافظهم بسبب ارتكابهم لتجاوزات غير مقصودة، ولهذا فان الأمر يتطلب من هيئة السوق المالية القيام بحملة تثقيفية لإيضاح طريقة عمل النظام بشكل واضح للجميع قبل بدء العمل به وتوفير نسخة من النظام على موقعها لتمكين المتداولين من التعرف على طريقة إعداد الأوامر التي ستعد من المتداولين.

ولكون أساسيات "المستثمر الصغير بفكر صانع السوق" كما طرحناها سابقا تتطلب التفكير كما يفكر صناع السوق الحاليين ( تجاوزاً)، وبسبب ظروف السوق الحالية التي تعتمد على المضاربة البحتة، فان المهم هنا هو التنبه لما يحيط بالسوق وليس انتظار وقوع الحدث الايجابي او السلبي، فنحن لا نريد انتظار المفاجأة او الصدمة كباقي المتداولين، والتي يبرزها لنا صناع السوق كحدث سريع مدعوم بتغطية إعلامية غريبة تختلط خلالها الأخبار الصحيحة بالشائعات، وبدون أن يعطي المتداول بالسوق مهلة للتفكير ليتم استغلال ردة فعل المتداولين المباشرة والسريعة بالشراء بأقل الأسعار او بالبيع بأعلى الأسعار بسبب قوة اندفاع المتداولين خلال الصدمة! وبعد زوال تلك الصدمة يلوم المتداول نفسه في الاستعجال بالبيع او الشراء! ولكن عندما تكون لدينا نظرة استباقية لما يلي الأحداث التي تقع أمامنا، فان الأثر سيكون بالتأكيد اقل إذا حدث فعلا، فالتحذير السابق من انهيار الأسعار بسبب تداول أسهم اعمار وتعديل وقت التداول وإيقاف تداول الشركات او خسارة البيع لأسهم الاكتتابات التي تمت بعلاوة إصدار مبالغ فيها وغيرها لم يكن متوقعا حدوثها من قبل الخبراء والمحللين، ولكن ذلك لم يمنع الصناع من إيقاعه! مع الأخذ في الاعتبار بان ذلك كان فقط كاستقراء لحدث محتمل وقوعه!

ولذلك يجب أن لا يغيب عنا أمر هام وهو أن صناع السوق ربما يوحون لنا برفضهم لما احتواه هذا النظام من قيود وضوابط دقيقة على التداولات والكشف عن الصفقات والتقييد على الأوامر والتي في حال تفعيل تلك الضوابط والقيود على جميع المحافظ بالسوق ستحد من حجم المخالفات والتجاوزات وهي الرسالة التي قد ترسل من الصناع قبيل البدء في تطبيق النظام او مع البدء في تطبيق العقوبات! فهم بحاجة للأخبار السلبية أكثر من الايجابية في أعمالهم، ولكننا أيضا يجب أن لا ننسى بان الصناع في المقابل يديرون مئات المحافظ والتدوير بين المحافظ المتعددة يتم باحترافية تعجز عن اكتشافها الأنظمة الآلية!! فالأمر لا يعد إلا احد وسائلهم لاستغلال أوضاع السوق لصالحهم، فهم لن يجدوا في الوقت الحالي أفضل من سوقنا لتحقيق أعلى الأرباح لمحافظهم!

- نتائج الربع الأول لعام 2007م:

الجميع أشاد بأرباح سابك وهو أمر طبيعي للشركة ولكننا هنا نشير لخسائر شركة الكهرباء التي انخفضت عن الربع الأول لعام 2006م فقط بمقدار مليوني ريال! في حين ان الربع الأول لعام 2007م شهد شتاءً قارساً ساهم في ارتفاع قيمة فواتير الاستهلاك لمعظم المواطنين وصلت بعضها لقيمة فواتير الصيف ولم ينعكس ذلك على نتائج الشركة!! فهل سيعلق المحللون على ذلك بعد حين؟ سنرى!