المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تقرير اقتصادي: الأسهم الخليجية فوتت "فرصة التعافي"



أبوتركي
21-04-2007, 04:55 AM
تقديرات ببقاء أسعار النفط عام 2007 حول 63 دولارا للبرميل

تقرير اقتصادي: الأسهم الخليجية فوتت "فرصة التعافي"

- حبيب الشمري من الرياض - 04/04/1428هـ

توقع تقرير اقتصادي سعودي حديث أن تحوم أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال 2007 في بحر 60 دولارا، رغم الظروف العالمية التي ترشحه إلى الارتفاع إلى أكثر من ذلك. وقال التقرير الصادر عن مجلس الغرف السعودية وحصلت "الاقتصادية" على نسخة منه، إنه رغم التوقعات المختلفة بشأن أسعار النفط تبقى التوقعات الأكثر اعتدالا وهي عدم نزول متوسط سعر برميل النفط عن 63 دولارا خلال العام الجاري.
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم, قال التقرير إن الأسواق الخليجية التي عاشت عام 2006 تحت وقع الانهيار، أخفقت في الانطلاق في خريف ذلك العام، وبالتالي فإن تلك الفرصة صنفت على أنها "فرصة التعافي ضائعة"، أدت إلى تراجع ثانوي يصاحب عادة "انحسار الفقاعة المالية".

في مايلي مزيداً من التفاصيل:

توقع تقرير اقتصادي سعودي حديث أن تحوم أسعار النفط في الأسواق العالمية خلال 2007 في بحر 60 دولارا، رغم الظروف العالمية التي ترشحه إلى الارتفاع إلى أكثر من ذلك. وقال التقرير الصادر عن مجلس الغرف السعودية وحصلت "الاقتصادية" على نسخة منه، إنه رغم التوقعات المختلفة بشأن أسعار النفط تبقى التوقعات الأكثر اعتدالا وهي عدم نزول متوسط سعر برميل النفط عن نحو 63 دولارا خلال العام الجاري.
وفيما يتعلق بأسواق الأسهم قال التقرير إن الأسواق الخليجية التي عاشت عام 2006 تحت وقع الانهيار، أخفقت في الانطلاق في خريف عام 2006، وبالتالي فإن تلك الفرصة صنفت على أنها "فرصة تعافى ضائعة"، أدت إلى تراجع ثانوي يصاحب عادة "انحسار الفقاعة المالية".
وبين التقرير أن قراءات كثيرة ذهبت إلى أن تلك الظروف أدت إلى تراجع الآمال التي راهنت على أن المستوى المرتفع من السيولة المالية المتوافرة في المنطقة والأداء الاقتصادي المتين لاقتصادات دول المجلس سيوقفان تراجع أسواق الأسهم، حيث إن الذي ساد في الأسواق في الواقع كان خسائر مرتفعة وتراجعا لثقة المستثمرين.

تطرق التقرير إلى الاقتصاد السعودي مبينا أنه حقق تقدماً ملحوظاً في مجال التجارة الخارجية على المستوى العالمي، حيث احتلت المملكة الترتيب الـ 18 بين أكبر المصدرين في العالم بحجم 181 مليار دولار (تقدمت الشهر الماضي إلى المرتبة 17)، كما احتلت الترتيب الـ 36 بين أكبر المستوردين بنحو 59 مليار دولار، وذلك وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية، الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام بزيادة الصادرات.
وقال التقرير إن الصادرات السلعية والخدمية للمملكة بلغت نحو 808.03 مليار ريال بنهاية عام 2006 م بنسبة زيادة 15.1 في المائة عن العام السابق، كما أن الصادرات غير النفطية بلغت نحو 79 مليار ريال بنسبة زيادة 10.8 في المائة عن العام السابق، أما الواردات فيرجح أن تكون قد وصلت إلى نحو 389.9 مليار ريال بنسبة زيادة 27.2 في المائة عن العام الماضي، ووفقاً لذلك قدر فائض الميزان التجاري بنحو 553.4 مليار ريال بنسبة زيادة 17.5 في المائة عن العام الماضي. هنا تفاصيل التقرير:

النمو العالمي

وفقاً لتقارير صندوق النقد الدولي حقق الاقتصاد العالمي معدل نمو خلال عام 2006م وصل إلى نحو 5.1 في المائة في المتوسط مقارنة بمعدل 3.8 في المائة للنمو الاقتصادي المحقق عام 2005 م، وذلك مع توقعات تشير إلى استمرار هذا النمو في عام 2007 م ليصل إلى نحو 4.9 في المائة، وقد فسر البنك الدولي هذا التراجع في معدل النمو بسبب أسعار الفائدة في الاقتصاد الأمريكي، والسياسة المالية الأمريكية المتشددة، وارتفاع قيمة اليورو، وارتفاع أسعار النفط.
الجدير بالذكر أن اقتصادات الدول النامية قد نمت بمعدل مرتفع وصل إلى نحو 5.7 في المائة خلال عام 2006م، ويتوقع أن يصل هذا المعدل إلى نحو 5.2 في المائة في عام 2007. وتشير التحليلات الصادرة بنهاية عام 2006 م إلى أن أخطر ما يهدد النمو في الاقتصاد العالمي هو العجز الهائل في ميزان المدفوعات الأمريكي الذي بلغ نحو 666 مليار دولار، وهو ما يؤثر سلبياً في معدلات النمو العالمية، خاصة في البلدان النامية.
ولذلك سيظل الاقتصاد الأمريكي هو المحرك الأساسي للنمو الاقتصادي العالمي حيث يشهد تباطؤاً واضحاً، فقد انخفضت معدلات نموه إلى أدنى مستوياتها منذ ثلاثة أعوام إذ سجل معدل نمو 1.6 في المائة في نهاية الربع الثالث من عام 2006م مقارنة بنحو 2.6 في المائة في الربع الثاني منه، مع توقع أن يبلغ متوسط النمو 3.4 في المائة عام 2006م، وأن يتراجع ليصل إلى نحو 2.9 في المائة عام 2007م، ويرجع السبب في ذلك إلى انخفاض قروض شراء العقارات، التي زادت صعوبة الحصول عليها خلال عام 2006 م.

ركود الاقتصاد الأمريكي

وفي ضوء ذلك هناك توقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي على وشك أن يعاني ركودا اعتياديا يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة، ومن ثم سيكون عام 2007م عاماً صعباً خاصة في ظل الاختلال الكبير في ميزان التجارة بين أمريكا وباقي دول العالم، فمثلا تظهر الأرقام الرسمية الأمريكية أن الميزان التجاري الأمريكي مع المملكة العربية السعودية قد سجل حتى الربع الثالث من عام 2006م عجزاً قدره 18.9 مليار دولار لصالح المملكة، ويقترب هذا الرقم من مستويات العام الماضي (20.4 مليار دولار)، الذي يعتبر أعلى رقم خلال الفترة 1980ـ 2005م.

تنامي أهمية الصين والهند

في مقابل ذلك تنامت أهمية اقتصادات كل من الاتحاد الأوروبي والصين والهند وبعض الدول النامية بشكل واضح في تحقيق النمو في الاقتصاد العالمي، حيث حقق الاتحاد الأوروبي معدل نمو وصل إلى نحو 2.6 في المائة في عام 2006م مع توقع تباطؤ هذا المعدل قليلاً ليصل إلى 2 في المائة في عام 2007م بسبب آثار ضريبة القيمة المضافة في ألمانيا، وبسبب الظروف الدولية غير المواتية، بينما في جنوب شرق أسيا يتوقع أن يتجاوز معدل النمو 5 في المائة مع استمرار الاقتصاد الصيني في تحقيق معدلات نمو تقارب 10 في المائة عام 2007م بعد أن حقق معدل نمو وصل إلى 10.4 في المائة عام 2006م. وفي أمريكا اللاتينية يتوقع تحقيق معدل نمو 3.9 في المائة تقريباً، كما يتوقع أن يحقق الاقتصاد الإفريقي والذي ظل أكثر تماسكاً نسبة نمو تتعدى 5في المائة. من ناحية أخرى لم يتحسن الأداء الاقتصادي لعدد كبير من الدول النامية خلال عام 2006م نظراً للتباطؤ الذي بدأ في العام 2005م، إلا أن النمو الاقتصادي بوجه عام ظل فوق المتوسط في معظم الدول النامية والاقتصادات المتحولة، حيث بلغ في الأولى 5.6 في المائة، وفى الثانية 5.9في المائة، أما بالنسبة لاقتصادات الدول الأقل نمواً فيتوقع أن تحقق نسب نمو أفضل من غيرها تبلغ نحو 6.6 في المائة .

أسعار النفط

تواصلت التحليلات التي تحمل الارتفاع في أسعار النفط العديد من المشكلات الاقتصادية العالمية، خاصة ما يتعلق بارتفاع الأسعار، معدلات التضخم، وتراجع معدلات النمو في بعض المناطق، ولا شك أن معدلات التضخم المتزايدة في هذه الآونة لها علاقة مباشرة بالارتفاعات المتتالية في كل من أسعار النفط وأسعار السلع الغذائية. وتشير التوقعات إلى استقرار أسعار النفط في عام 2007م، ولكن بعد ارتفاعها لمعدلات قياسية، خاصة في ظل تبني "أوبك" سياسة خفض الإنتاج التي قررتها في نهاية عام 2006م، ومواصلة متابعة ذلك خلال الاجتماع المقرر للمنظمة في فيينا خلال آذار (مارس) 2007م، واجتماع القمة الذي ستستضيفه المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض عام 2007م.
الجدير بالذكر أن أسعار النفط حققت معدلات غير مسبوقة خلال عام 2006م رغم تذبذب هذه الأسعار صعوداً وهبوطاً تأثراً بالعديد من المتغيرات يمكن القول إن أغلبها ليس له علاقة بالعرض والطلب، وإنها تصب في إطار العوامل السياسية والأمنية في أهم المناطق المنتجة للنفط في العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لهذه العوامل سجلت أسعار النفط أرقاماً قياسية وصلت إلى نحو 78.48 دولار للبرميل في تموز (يوليو) 2006م في نيويورك.
وبعد إقرار مجلس الأمن عقوبات اقتصادية على إيران في كانون الأول (ديسمبر) 2006م بسبب برنامجها النووي زادت التوقعات التي ترجح مواصلة أسعار النفط لارتفاعها لمستويات قياسية عام 2007م، مدعومة باحتمالات رد إيران على ذلك بتعليق صادراتها النفطية، وكذلك بعدم الاستقرار في نيجيريا، وبمخاطر الإرهاب الذي يستهدف مناطق إنتاج النفط في العالم، وتوجه "أوبك" نحو خفض الإنتاج. وهناك توقعات قد يكون فيها مغالاة تذهب إلى أن سعر برميل النفط قد يصل إلى 100 دولار في عام 2007م، ولكن تبقى التوقعات الأكثر اعتدالاً وهى عدم نزول متوسط سعر برميل النفط عن نحو 63 دولارا خلال عام 2007.

معدلات التضخم والنشاط الاقتصادي

لا شك أن ارتفاع عوائد النفط قد ساهم ولو بشكل غير مباشر في حدوث ارتفاع بمعدلات التضخم حول العالم، حيث إن زيادة نسبة السيولة ومن ثم تزايد معدلات الإنفاق لدى الدول النفطية، خاصة على الواردات التي ارتفعت أسعارها نتيجة لذلك أدى إلى ضغوط تضخمية، كما أدى ذلك على جانب آخر إلى حدوث انتعاش في أسواق العقارات يتوقع معه أن تزداد فرص النمو الاقتصادي العالمي، حيث أدت العديد من المؤثرات إلى زيادة الطلب على المساكن في العديد من الدول، وقد بلغت مؤشرات الإسكان مستويات قياسية في هذه الدول ويتوقع أن تستمر أنشطة المضاربة في هذا المجال في الفترة المقبلة.
ومع تزايد التخوف العالمي من عودة معدلات التضخم للارتفاع، اتجهت البنوك المركزية وسلطات النقد في معظم بلدان العالم إلى التركيز بشكل أكبر على معدلات التضخم واستخدام سياسة نقدية تستهدف تحقيق معدل تضخم معين، وهي سياسة جيدة رغم أنها تحتاج إلى خبرات كبيرة في مجال إدارة هذه السياسات، وإلى درجة عالية من الشفافية في السياسات والإجراءات التي تتبناها البنوك المركزية والسلطات النقدية على المستويين المحلي والدولي .

التجارة العالمية

شهدت التدفقات التجارية خلال عام 2006م توسعاً يعادل ضعف معدلات نمو الناتج العالمي، وقد حققت دول مثل الصين والهند حركة تصدير قوية ومستمرة، كما استفادت الكثير من الدول النامية الأخرى من التحسن الذي طرأ على شروط التبادل التجاري في السنوات القليلة الماضية، وبفضل ارتفاع أسعار النفط والسلع الأخرى.
ولكن يبقى الحدث الأهم في مجال التجارة العالمية في عام 2006م هو الإعلان عن تعليق مفاوضات جولة الدوحة للتنمية في تموز (يوليو) 2006م لأجل غير مسمى، التي كان يتوقع لها أن تنتهي آخر كانون الأول (ديسمبر) 2006م، وذلك بسبب عدم اتفاق البلدان الأعضاء في المنظمة على القواعد الجديدة في مجال تحرير تجارة السلع الزراعية، وخاصة ما يتعلق بالدعم الزراعي، وإصرار بعض الدول المتقدمة على الاستمرار في تقديم هذا الدعم، أو تخفيضه بمعدلات ضعيفة لا تلبي مطالب الدول النامية، إضافة إلى الدور الذي لعبته الدول النامية، خاصة ما يعرف بمجموعة العشرين في هذه المفاوضات، التي شكلت تكتلاً ناجحاً في الوقوف في مواجهة الدول المتقدمة، خاصة التي تعد أكبر مقدم للدعم الزراعي مثل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.
ورغم المحاولات التي تبذل من الأطراف كافة ومن المنظمة لإعادة إحياء هذه المفاوضات في عام 2007م إلا أن هذا الأمر سيلقي بمزيد من علامات الاستفهام على مستقبل مسيرة تحرير التجارة متعددة الأطراف، وعلى مستقبل منظمة التجارة العالمية بل وعلى مستقبل النظام التجاري الدولي ككل، كما أن تعثر هذه المفاوضات بدأ يؤتي أثره في مجال تعزيز تحرير التجارة على المستويات الإقليمية والثنائية ممثلاً في تزايد اتفاقيات التجارة الحرة الإقليمية والثنائية.
ودعت منظمة التجارة العالمية الدول النامية في نهاية عام 2006م إلى تبسيط إجراءات صادراتها إذا ما أرادت الاستفادة من تحرير التجارة العالمية، وأشارت إلى أن كل يوم تأخير في الصادرات يقلص حجم التجارة بنسبة 1 في المائة.

أسواق المال والصرف الدولية

تميز أداء أسواق الأسهم العالمية خلال عام 2006م بالتأرجح وتفاوت هذا التأرجح من سوق إلى أخرى، وذلك دون مؤشر واضح للاتجاه الذي ستسلكه هذه الأسواق في المدى البعيد. ولكن بصفة عامة منيت مؤشرات الأسهم العالمية الرئيسة بخسائر ضخمة باستثناء مؤشر هانج سنج في سوق هونج كونج، ومؤشر داو جونز الأمريكي، أما مؤشر نيكاي 225 الياباني فكان أسوأ المؤشرات أداءً بنسبة انخفاض بلغت 9.1 تلاه مؤشر ناسداك 100 الذي سجل خسائر بنسبة 7.2 في المائة .
وفي عام 2006 واصل البنك المركزي الأوروبي رفع سعر الفائدة الأساسي ليصل إلى 3 في المائة، حيث تعتبر هذه الزيادة الرابعة التي يجريها البنك منذ ديسمبر 2005م، كما قام بنك إنجلترا المركزي برفع سعر الفائدة الأساسي ربع نقطة أيضاً ليصل إلى 4.75 في المائة في خطوة تهدف إلى احتواء التضخم الذي تجاوز مستواه المستهدف.
وشهد عام 2006م انخفاض الدولار بنحو 3 في المائة أمام اليورو، حيث أدى ذلك إلى انتعاش في منطقة اليورو، الأمر الذي حدا بالكثير من دول العالم إلى التفكير في تحويل قدر من احتياطياتها من العملات الأجنبية إلى اليورو مع استمرار هبوط الدولار ومع ما ينجم عن هذا التوجه من فقدان العملة الأمريكية بعضا من قوتها الدولية كمعيار لقيمة الثروة وكمحدد لسعر النفط في العالم، ومن الدول التي سلكت هذا المسلك الإمارات وإيران.

التطورات الاقتصادية في الخليج

1ـ النمو الاقتصادي:
أشارت العديد من التوقعات إلى استمرار الأداء الاقتصادي القوي لدول مجلس التعاون الخليجي، مع تحقيق معدلات نمو تراوح بين 6 في المائة،7 في المائة خلال العامين 2006،2007م محافظة بذلك على وتيرة النمو المحقق خلال الأعوام الثلاثة السابقة، ومدعومة بعائدات النفط المرتفعة، بالإضافة إلى عائدات السلع غير النفطية وتدفق الاستثمارات الأجنبية، حيث مكنت هذه الأمور دول المجلس من تحقيق فوائض واحتياطيات مالية كبيرة وغير مسبوقة في تاريخها. وتشير التقديرات إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي لدول المجلس بالأسعار الجارية بمعدل 13.8 في المائة خلال عام 2006م، حيث قدر إجمالي ناتج دول المجلس بنحو 644.6 مليار دولار.
من ناحية أخرى أكد تقرير للبنك الدولي ضرورة قيام دول مجلس التعاون بإدخال إصلاحات جوهرية في قطاعات التجارة والاستثمارات الخاصة من أجل زيادة نمو اقتصاداتها وتعزيز حيويتها، كما طالب البنك الدول البترولية بما فيها دول المجلس بزيادة نفقاتها على المرافق ومشروعات البنية الأساسية بعد أن توفر لها سيولة مرتفعة، وذلك من أجل تنشيط اقتصاداتها والاقتصاد العالمي من خلال زيادة طلبها على السلع ومستلزمات الإنتاج العالمية.
2 ـ معدلات التضخم:
واصلت معدلات التضخم ارتفاعها في بعض دول المجلس عام 2006م، حيث بلغ معدل التضخم نحو 9 في المائة في قطر، 7.7 في المائة في الإمارات، 3.5 في المائة في الكويت،3 في المائة في عمان، 2.6 في المائة في البحرين، ونحو 1 في المائة في السعودية، وذلك مقابل معدلات تضخم بلغت في عام 2005 م نحو 3.0 في المائة في قطر، 6.0 في المائة في الإمارات، 3.9 في المائة في الكويت، 1.9 في عمان، 2.6 في المائة في البحرين، 1.0 في المائة في السعودية. وبلغ المعدل المتوسط للتضخم في دول مجلس التعاون نحو 3.43 في المائة في عام 2006م مقابل 3.36 في المائة عام 2005م.

أسواق الأسهم

شهدت أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي أداءً متراجعاً خلال عام 2006م، ولذلك منيت أسوق الأسهم بخسائر كبيرة وخاصة خلال الفترة الممتدة من 15 تشرين الأول (أكتوبر) 2006م وحتى 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 2006م، وبغض النظر عن السوق السعودية والتي سيتم الحديث عنها لاحقاً والتي سجلت أعلى الخسائر جاءت سوق الإمارات في المرتبة الثانية بنسبة تراجع 11.9 في المائة، ثم قطر بنسبة 7.5 في المائة والبحرين بنسبة 2.6 في المائة، عمان بنسبة 1.3 في المائة، ويعكس ذلك تطوراً سلبياً في أداء هذه الأسواق.
وقد أشارت بعض التقارير إلى أن أسواق الأسهم في دول مجلس التعاون الخليجي خسرت بنهاية عام 2006م نحو 907.7 مليار دولار من قيمتها السوقية، حيث شكل تراجع الأسواق نحو 160في المائة من الناتج الإجمالي للمنطقة والبالغ 644.6 مليار دولار، كما أشارت بعض التحليلات إلى أن إخفاق أسواق الأسهم الخليجية الرئيسية في الانطلاق في خريف عام 2006م يشير إلى فرصة تعاف ضائعة وإلى تراجع ثانوي يصاحب عادة "انحسار الفقاعة المالية "، ومن ثم فقد تراجعت الآمال التي راهنت على أن المستوى المرتفع من السيولة المالية المتوافرة في المنطقة والأداء الاقتصادي المتين لاقتصادات دول المجلس سيوقفان تراجع أسواق الأسهم، حيث إن الذي ساد في الأسواق في الواقع كان خسائر مرتفعة وتراجع لثقة المستثمرين .

أبوتركي
21-04-2007, 04:56 AM
العمل الاقتصادي الخليجي المشترك

في إطار دعم التعاون بين دول المجلس حمل عام 2006م أخباراً جيدة توجت بقرارات القمة الخليجية في الرياض في التاسع من شهر كانون الأول (ديسمبر)، حيث أرست هذه القمة العديد من الإنجازات على صعيد التكامل الاقتصادي لدول المجلس، ومنها:
الالتزام باستكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، وتنفيذ التفاصيل المتعلقة بالسوق الخليجية المشتركة بنهاية عام 2007م .
الالتزام بتطبيق مشروع الوحدة النقدية بنهاية عام 2010م، والتأكيد على البرنامج الزمني لأمانة الاتحاد النقدي الخاص بإصدار العملة الموحدة .
الموافقة على إضافة أنشطة اقتصادية جديدة يسمح للمواطنين في دول المجلس بممارستها داخل الدول الأعضاء، ومنها قطاع التأمين، وإعداد خطط لتحرير قطاع النقل فيما عدا قطاع الطيران ليتم تحريره قريباً.
وبما انتهت إليه قمة الرياض يكون العمل الاقتصادي المشترك بين دول المجلس قد بدأ يأخذ زخماً أكبر في ظل الدعم الذي يلقاه من القيادات السياسية فيها، وخاصة على صعيد تحقيق المواطنة الاقتصادية، حيث بنهاية عام 2006م يكون قد تم تقليص عدد الأنشطة التي يمنع مواطنو دول مجلس التعاون من ممارستها في غير بلدانهم الأصلية من تسعة أنشطة إلى خمسة أنشطة فقط لم يسمح بعد لمواطني المجلس بالاستثمار فيها، وهي أنشطة: الحج والعمرة، استقدام العمالة، الوكالات التجارية، إنشاء الصحف أو المطابع والنشر، وبعض الأنشطة الاجتماعية مثل إنشاء الدور الخاصة بالمعوقين، دور رعاية المسنين، ومعاهد تأهيل المعوقين.

موعد العملة الموحدة

ورغم كل هذه الايجابيات إلا أن الموعد النهائي لتوحيد العملة بين الدول الأعضاء مازال يعتريه الغموض، وذلك بعد تضارب التصريحات والأخبار في نهاية عام 2006م بأن هناك إمكانية لتأجيل الموعد، أو أن سلطنة عمان قد تطلب تأجيل انضمامها، وذلك رغم تأكيد أمانة المجلس على أن 2010م هو موعد غير قابل للنقاش، وإنما النقاش مازال يدور حول المعايير الفنية لتحقيق الوحدة النقدية.
كما شهد عام 2006م توقيع سلطنة عمان على اتفاق للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، لتنضم في ذلك إلى دولة البحرين، وهو ما لا يتفق مع هدف التفاوض الجماعي الذي أكد عليه الأعضاء في العديد من المناسبات، وإن كانت هناك مفاوضات جماعية مع أطراف أخرى لعقد اتفاقيات للتجارة الحرة مثل الاتحاد الأوروبي، وكذلك المفاوضات مع كل من اليابان، وسنغافورة.


التطورات الاقتصادية المحلية:
1 ـ النمو الاقتصادي:
تشير التقديرات الأولية إلى أن النمو في الناتج المحلي الإجمالي في الأسعار الجارية للسعودية عام 2006م بلغ نحو 19.9 في المائة، وأن معدل النمو الحقيقي نحو 6 في المائة، ولوجود تساؤلات مطروحة حول تباطؤ معدل النمو المتوقع في المملكة في عام 2007م تجدر الإشارة إلى أن أفضل معيار لقياس ما يجرى في السعودية من تقدم اقتصادي هو الناتج المحلي الإجمالي في الأسعار الجارية المعدل بخصم نسبة التضخم المحلي، لأنه يأخذ في الاعتبار المنفعة أو الضرر الواقع على الاقتصاد من ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط. فباستخدام هذا المعيار نجد أن السعودية حققت نمواَ بلغ 18 في المائة عام 2004 م، 23 في المائة عام 2005م في الأسعار الجارية.
وتشير توقعات لمصرف دويتشة بنك إلى حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد السعودي إلى 5.5 في المائة عام 2007م مقابل معدل نمو مقدر بنسبة 6 في المائة في 2006م، مع افتراض تراجع أسعار النفط العالمية إلى نحو 55.62 دولار للبرميل مقارنة بـ 68.7 دولار في 2006م، كما أشار البنك إلى أن تراجع الأسعار ربما يتم تعويضه بالزيادة في الكميات المنتجة من النفط والتي تضعها السعودية في خطتها بزيادة الإنتاج اليومي بمقدار الثلث تقريباَ ليصل إلى 12.5 مليون برميل يومياً وزيادة طاقة التكرير بنسبة 445 في المائة بحلول عام 2012م.

التضخم السعودي

حافظ الاقتصاد السعودي على معدلات تضخم متدنية خلال السنوات السابقة، وواصل ذلك في عام 2006م، حيث سجل نحو 0.7 في المائة عام 2005م أما في عام 2006م فقد دار معدل التضخم حول 1 في المائة الأمر الذي يشير إلى الاستقرار النسبي للأسعار.
من ناحية أخرى يرجع ارتفاع مؤشر تكلفة المعيشة في المملكة إلى الزيادات التي سجلتها أسعار ست مجموعات رئيسة من السلع والخدمات والتي شملت: مجموعة الرعاية الطبية، مجموعة النقل والمواصلات، مجموعة الأطعمة والمشروبات، مجموعة الترميم والإيجار، الوقود والمياه، مجموعة التأثيث المنزلي، ومجموعة سلع وخدمات أخرى، وهى زيادة بررتها وزارة التجارة والصناعة بارتفاع الأسعار العالمية للواردات.
ومن المؤكد أن القرارات الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله، بشأن تخفيض أسعار البنزين والديزل كان لها دوراً كبيراً في كبح الضغوط التضخمية، حيث تم تخفيض أسعار البنزين للمرة الثانية في عام 2006م ليستقر سعر البنزين " أوكتين95 " عند 60 هللة، والبنزين "أوكتين91 " الجديد عند 45 هللة اعتبارا من بداية عام 2007م.

سوق الأسهم

تكبدت سوق الأسهم السعودية في عام 2006م خسائر لم تشهدها من قبل، حيث فقدت كل مكاسبها المحققة عام 2005م، والجدير بالذكر أن مؤشر السوق قد أغلق في نهاية عام 2006م عند مستوى 7933.29 نقطة مقابل 16712.64 نقطة عام 2005 م، محققاً بذلك تراجعاً بلغ 52.53 في المائة، وقد حقق المؤشر أعلى مستوى له في 25 شباط (فبراير) حيث بلغ 20634.86 نقطة.
وتشير بعض التقارير إلى أن خسائر سوق الأسهم السعودية قد بلغت 170 في المائة من الناتج المحلى الإجمالي الأمر الذي يشير إلى مدى ضخامة الخسائر التي تكبدها المستثمرون. ويرجع البعض ما لحق بسوق الأسهم في السعودية من خسائر هائلة إلى تحكم وسيطرة كبار المضاربين في السوق، وعدم وجود دور فاعل لهيئة سوق المال والأجهزة الرقابية ذات العلاقة، بالإضافة إلى غياب المعلومات الدقيقة في هذا الشأن، مما خلق مزيداً من الضبابية وانعدام الرؤية حول مستقبل هذه السوق. والجدير بالذكر أنه رغم توحيد فترة التداول ابتداءً من الأول من أكتوبر 2006م بهدف تفادى الشائعات وعدم التحايل على صغار المستثمرين بين فترتي التداول والتقليل من اندفاعهم للمغامرة في سوق الأسهم دون معرفة تامة بأساسيات السوق إلا أن ذلك لم يسهم في كبح جماح التراجع المتتالي للسوق.
والجدير بالذكر أن الانخفاض الحادث في سوق الأسهم عام 2006 م قد أعاد إلى الأذهان ما حدث في البورصات الآسيوية عام 1997م، حيث أشارت بعض التقارير إلى أن خسائر الأسهم السعودية وانهيارها عام 2006م يعادل ما لحق بأسواق دول شرق آسيا أثناء أزمتها المالية وقد يفوق بعضها. من ناحية أخرى ترتب على انهيار الأسهم انخفاض الطلب على الذهب في السعودية بنسبة 9 في المائة خلال الربع الثالث من هذا العام، وزادت التوقعات بارتفاع الإقبال على الاستثمار في قطاع العقارات.

التجارة الخارجية

حقق الاقتصاد السعودي تقدماً ملحوظاً في مجال التجارة الخارجية على المستوى العالمي، حيث احتلت السعودية الترتيب الـ 18 بين أكبر المصدرين في العالم بحجم 181مليار دولار، كما احتلت الترتيب الـ 36 بين أكبر المستوردين بنحو 59 مليار دولار، وذلك وفقاً لتقرير منظمة التجارة العالمية،الأمر الذي يعكس مدى الاهتمام بزيادة الصادرات .
وقد أشارت التوقعات الأولية إلى أن الصادرات السلعية والخدمية للمملكة ستصل إلى نحو 808.03 مليار ريال بنهاية 2006 بنسبة زيادة 15.1 في المائة عن العام السابق، كما أن الصادرات غير النفطية ستبلغ نحو 79 مليار ريال بنسبة زيادة 10.8 في المائة عن العام السابق، أما الواردات فستصل إلى نحو 389.9 مليار ريال بنسبة زيادة 27.2 في المائة عن العام الماضي، ووفقاً لذلك قدر فائض الميزان التجاري بنحو 553.4 مليار ريال بنسبة زيادة 17.5 في المائة عن العام الماضي.

الموازنة العامة لعام 2007

شهدت الأيام الأخيرة من عام 2006 إقرار الموازنة العامة للدولة للعام المالي الجديد 1427- 1428هـ، حيث قدرت إيرادات الدولة بنحو 400 مليار ريال، بينما بلغت المصروفات نحو 380 مليار ريال، بما يعنى أن فائض الموازنة نحو 20 مليار ريال.
وتعد هذه الموازنة الأكبر في تاريخ الاقتصاد الوطني، حيث زادت موازنة هذا العام بمقدار 45 مليار ريال عن العام الماضي مما يعكس استمرارية التوجه إلى تحقيق المزيد من المشروعات التنموية وتوجيه الاهتمام لمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية في المملكة، وخلق المزيد من فرص العمل للكوادر الوطنية.
وقد تم تخصيص الفائض في الموازنة الجديدة ليتم صرفه في العديد من المجالات ومنها تخفيض حجم الدين العام البالغ 460 مليار ريال يمثل نحو 39 في المائة من الناتج المحلى الإجمالي، والذي يتوقع تخفيضه ليصل إلى نحو 28 في المائة من الناتج المحلى الإجمالي، بالإضافة إلى توجيه جزء من الفائض نحو الاحتياطي العام يقدر بنحو 100 مليار ريال لأول مرة منذ 21 عاماً، وهذا التوجه يعكس السياسة الاقتصادية الحكيمة التي تسعى إلى تخفيف أعباء الدين عن الاقتصاد الوطني ورفع جدارته السيادية من خلال تدعيم بند الاحتياطيات.
كما يشير توزيع المخصصات في الموازنة التي يوضحها الجدول السابق إلى أن الموازنة قائمة بدرجة كبيرة على مبدأ الاستثمار في المواطن السعودي، حيث تم إعطاء أولوية واضحة لقطاع الخدمات الاجتماعية وفي مقدمتها قطاع التعليم، فقد خصص له 96.7 مليار ريال مما يدل على الاهتمام الواضح من الدولة بهذا القطاع باعتباره أساس التنمية، وأن العمل على تطويره وتحديثه وربطه بسوق العمل هو السبيل إلى تخريج كوادر بشرية على درجة عالية من الكفاءة تلبي احتياجات الصناعة الوطنية. كما حظي قطاع الصحة والخدمات الاجتماعية باهتمام كبير أيضاً في مخصصات الموازنة حيث خصص له 39.5 مليار ريال، ويشير ذلك إلى حرص الدولة على تحسين الحالة الصحية للمواطن وتوفير الرعاية الاجتماعية له بتوفير المزيد من المستشفيات والمراكز الطبية والكثير من المؤسسات الاجتماعية لخدمته في المناطق المختلفة.
ولمواكبة الزيادة في استهلاك المياه والكهرباء، ولتطوير القطاع الزراعي في المملكة رصدت الدولة نحو 24.8 مليار ريال من أجل توسيع قدرات قطاع الكهرباء والعمل على تأمين متطلبات النمو السكاني من المياه، وتأمين متطلبات تحقيق خطط التنمية الصناعية والزراعية.