أبوتركي
21-04-2007, 06:02 AM
التفاعل مع نتائج « سابك » و اقتراب اكتتاب «كيان » يحددان مسار الأسهم للفترة المقبلة
تحليل الدكتور/ عبدالله الحربي
تبدأ سوق الأسهم السعودية تداولاتها لهذا الأسبوع وسط ترقب المتعاملين بين مواصلة التفاعل والتعاطي الإيجابي للمتعاملين مع السوق والذي أحدثه ظهور نتائج شركة سابك القياسية و الهدوء النسبي والترقب. حيث جاءت نتائج أرباح شركة سابك للربع الأول من هذا العام ايجابية للغاية وفاقت توقعات معظم النقاد والمستثمرين على حد سواء، حيث حققت الشركة أرباحا صافية بلغت 6.3 مليار ريال خلال الشهور الثلاثة الاولى من هذا العام مقابل 4.2 مليار ريال حققتها الشركة لنفس الفترة من العام السابق، أي أن الشركة حققت زيادة في صافي الأرباح الربعية بما نسبته 50 بالمائة. حيث تعتبر أعلى أرباح تحققها الشركة منذ انشائها متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي تم تحقيقه خلال الربع الرابع من العام الماضي.
كما أن الإعلان قد جاء في وقت كان فيه السوق والمتعاملون في أمس الحاجة إلى مثل تلك المحفزات الإيجابية وذلك من أجل انتشال السوق من وضعية الهبوط المزمن وكذلك رفع معنويات المتعاملين من مستوياتها المتدنية و استعادة شئ من الثقة المفقودة.
وقد أغلقت سوق الأسهم السعودية وللأسبوع الرابع على التوالي تحت مستوى الحاجز النفسي والفني 8 آلاف نقطة. حيث أغلق المؤشر العام للسوق في نهاية تداولات الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الأربعاء الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. وبذلك يكون المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا بلغت قيمته 302.91 نقطة وبنسبة انخفاض بلغت 3.89 بالمائة عن مستوى اغلاق الأسبوع ما قبل الماضي. حيث كان المؤشر العام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 7,789.76 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. كما أنه يجدر القول انه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى يكون المؤشر قد خسر جميع النقاط والمكاسب التي حققها منذ بداية العام وحولها إلى خسائر بما قيمته 446.44 نقطة، أي بنسبة انخفاض 5.63 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في بداية هذا العام. حيث كان المؤشر العام قد أغلق في بداية العام عند مستوى 7,933.29 نقطة بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. كذلك يجدر التنويه إلى أنه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى يكون المؤشر العام قد حقق انخفاضا بما نسبته 63.72 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في نهاية شهر فبراير من العام الماضي عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
أداء سلبي لمجمل شركات السوق
أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى الشركات على مدار الأسبوع فقد كان أداؤها في المجمل سلبيا مع تحقيق بعض الارتفاعات المتدنية والتي كانت دون المعتاد. هذا وقد جاءت شركة الخزف على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 2.7 بالمائة, ثم ساب بنسبة ارتفاع بلغت 1.2 بالمائة على مدار الأسبوع. في حين جاءت شركة اللجين في المركز الثالث في قائمة الشركات المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 1 بالمائة. أما بالنسبة لقائمة الشركات المنخفضة على مدار الأسبوع, فقد جاءت شركة الجوف الزراعية على قائمة شركات السوق الخاسرة وبنسبة انخفاض بلغت 26.4 بالمائة, ثم شركة تبوك الزراعية بنسبة انخفاض بلغت 22.4 بالمائة على مدار الأسبوع. في حين جاءت شركة المتطورة في المركز الثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 22.3 بالمائة على مدار الأسبوع.
تراجع في قيم وكميات
التداول و الصفقات المنفذة
أما بالنسبة لأداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات للأسبوع الماضي, فقد شهدت سوق الأسهم السعودية انخفاضا ملحوظا في قيم وكمية الأسهم المتداولة وكذلك عدد الصفقات المنفذة على مدار الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث انخفضت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي إلى أكثر من 47 مليارا و341 مليون ريال, كذلك انخفضت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي إلى أكثر من مليار و67 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ما قبل الماضي 80 مليارا و840 مليون ريال تم التداول خلالها على مليار و675 مليون سهم. كذلك شهدت تداولات السوق للأسبوع الماضي انخفاضا ملحوظا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق, حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,325,192 صفقة, بينما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,905,486 صفقة.
أهمية نتائج الشركات
للربع الأول لهذا العام
تمثل إعلانات شركات السوق لنتائجها المالية للربع الأول من هذا العام أهمية خاصة جدا ونقطة محورية هامة في مسار القرار الاستثماري وذلك لسببين: السبب الأول أن النتائج المالية لشركات السوق لهذا العام يجب قراءتها بشكل مختلف و ذلك لأن السنة المالية لهذا العام يجب أن ينظر لها على أنها سنة أساس و ذلك بسبب اختلاف العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تساهم في تحديد أسعار أسهم شركات السوق وذلك بعد تلاشي تبعات انهيار سوق الأسهم السعودية. كما أن النتائج المالية لشركات السوق لهذا الربع تمثل أهمية خاصة وذلك بعد أن ألزمت هيئة السوق المالية الشركات المساهمة بالتركيز على أنشطتها الأساسية. ولذا فانه يتوجب على المتعاملين قراءة النتائج المالية جيدا لأنها وإن كانت دون مستوى التوقعات فانها تمثل في المجمل نتائج تشغيلية ومن المفترض أن تكون مستدامة وليست عرضية أو استثنائية و غير متكررة. ولذا فاننا نرى أنه يتوجب على المتعامل الحصيف انتقاء الشركات ذات النتائج الايجابية والمحفزات والشركات التي استطاعت التحول من تحقيق الخسائر المتراكمة إلى أرباح محققة و كذلك الشركات التي استطاعت تقليص خسائرها المالية بشكل ملفت للأنظار و ذلك نتيجة تبنيها استراتيجيات وخطط توسعية واضحة المعالم وقابلة للتطبيق. السبب الثاني الذي يجعل النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول بالغة الأهمية هو أنه من المتعارف عليه في كل أسواق العالم المالية أن كبار المستثمرين وأصحاب المحافظ وصناديق الاستثمار يحاولون معرفة اتجاهات السوق للعام المالي بأكمله وذلك من واقع نتائج الربع الأول المالي من أجل بناء قراراتهم الاستثمارية، حيث جرت العادة أن يتم ضرب أرباح الربع الأول لشركة ما في أربعة ليتم احتساب إجمالي أرباح العام ككل للشركة، مع الأخذ بالاعتبار بالطبع جميع العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على بقية أرباح أرباع السنة كالموسمية ومستوى الإنتاجية وغيرها من العوامل. كما أن النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام تمثل حقبة هامة في مسيرة سوق الأسهم السعودية حيث يعول عليها كثيرا من المتعاملين ويأملون أن تكون دافعا لتحسين وضعية السوق و انتشاله من مساره الهابط، لأنهم يعتقدون أنه إذا لم تكن النتائج المالية للربع الأول في مستوى التطلعات وتوقعات النقاد والمحللين فإن السوق قد يواصل مساره الهابط إلى مستويات متدنية جديدة. لذا وبناء على كل ما سبق فأننا نؤكد على أهمية قراءة ما بين السطور للنتائج المالية لشركات السوق للربع الأول.
اعلانات الشركات
و ظاهرة التلاعب بالعبارات
بالرغم من أن إعلانات النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام لاتزال تتواصل، حيث بلغ عدد الشركات التي أعلنت أرباحها للربع الأول حتى إعداد هذا التحليل 56 شركة من أصل 88 شركة مدرجة في السوق، إلا أنه من الملاحظ حول إعلانات الشركات لنتائجها المالية وخاصة شركات القطاع البنكي هو تفشي ظاهرة التلاعب في الألفاظ والمفردات المصاحبة للنتائج المالية وكذلك تسمية الأشياء بغير أسمائها والتي يمكن إرجاعها فيما يبدو إلى محاولات يائسة من إدارات تلك الشركات لتغطية سلبية وتردي نتائج شركاتهم المالية. وبالرغم من تفهمنا للدوافع والأسباب التي تقف وراء تلك الممارسات من قبل إدارات تلك الشركات، إلا أننا في نفس الوقت لا نتفق معهم في مشروعية وعدالة تلك الممارسات ولذا فاننا في هذا المقام نتساءل عن الدور الرقابي المفقود من قبل هيئة السوق المالية لضبط شفافية وعدالة إعلانات شركات السوق لنتائجها المالية.
الوضع العام والسمات الهابطة
أما قراءتي الفنية لوضع السوق فانه بالرغم من ظهور معظم النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام، إلا أنني مازلت أرى أن السوق لا يزال سوقا هابطة وذلك منذ الانهيار الكبير الذي حدث في نهاية شهر فبراير من العام الماضي. حيث أن المؤشر العام للسوق لايزال يسير داخل قناة فرعية هابطة كما أن المؤشر العام للسوق قد أغلق في نهاية تداولات الأسبوع تحت مستوى ترند الانخفاض الكبير و داخل القناة الفرعية الهابطة. لذا فانه يجب التنبيه إلى أمر هام وهو أن نتائج الدراسات الاقتصادية والمالية قد أشارت إلى أن للسوق الهابطة سمات وصفات محددة يجب على المتعاملين أن يعوها جيدا والتي منها أن السوق والمتعاملين فيه أثناء السوق الهابطة يبدون أكثر تشاؤما مما يجب حيث ينظرون بأقل إيجابية للأخبار و المحفزات الإيجابية، وبأكثر سلبية للأخبار السلبية. كما أن من سمات السوق الهابطة أن السوق يتجاوب سلبيا للمعلومات والأخبار غير الواضحة المعالم والأقل شفافية.
أستاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن
تحليل الدكتور/ عبدالله الحربي
تبدأ سوق الأسهم السعودية تداولاتها لهذا الأسبوع وسط ترقب المتعاملين بين مواصلة التفاعل والتعاطي الإيجابي للمتعاملين مع السوق والذي أحدثه ظهور نتائج شركة سابك القياسية و الهدوء النسبي والترقب. حيث جاءت نتائج أرباح شركة سابك للربع الأول من هذا العام ايجابية للغاية وفاقت توقعات معظم النقاد والمستثمرين على حد سواء، حيث حققت الشركة أرباحا صافية بلغت 6.3 مليار ريال خلال الشهور الثلاثة الاولى من هذا العام مقابل 4.2 مليار ريال حققتها الشركة لنفس الفترة من العام السابق، أي أن الشركة حققت زيادة في صافي الأرباح الربعية بما نسبته 50 بالمائة. حيث تعتبر أعلى أرباح تحققها الشركة منذ انشائها متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي تم تحقيقه خلال الربع الرابع من العام الماضي.
كما أن الإعلان قد جاء في وقت كان فيه السوق والمتعاملون في أمس الحاجة إلى مثل تلك المحفزات الإيجابية وذلك من أجل انتشال السوق من وضعية الهبوط المزمن وكذلك رفع معنويات المتعاملين من مستوياتها المتدنية و استعادة شئ من الثقة المفقودة.
وقد أغلقت سوق الأسهم السعودية وللأسبوع الرابع على التوالي تحت مستوى الحاجز النفسي والفني 8 آلاف نقطة. حيث أغلق المؤشر العام للسوق في نهاية تداولات الأسبوع الماضي وتحديدا يوم الأربعاء الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. وبذلك يكون المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية قد حقق على مدار تداولات الأسبوع الماضي ارتفاعا بلغت قيمته 302.91 نقطة وبنسبة انخفاض بلغت 3.89 بالمائة عن مستوى اغلاق الأسبوع ما قبل الماضي. حيث كان المؤشر العام قد أغلق الأسبوع ما قبل الماضي عند مستوى 7,789.76 نقطة، بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. كما أنه يجدر القول انه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى يكون المؤشر قد خسر جميع النقاط والمكاسب التي حققها منذ بداية العام وحولها إلى خسائر بما قيمته 446.44 نقطة، أي بنسبة انخفاض 5.63 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في بداية هذا العام. حيث كان المؤشر العام قد أغلق في بداية العام عند مستوى 7,933.29 نقطة بينما أغلق المؤشر في نهاية تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 7,486.85 نقطة. كذلك يجدر التنويه إلى أنه بإغلاق المؤشر العام عند هذا المستوى يكون المؤشر العام قد حقق انخفاضا بما نسبته 63.72 بالمائة عن المستوى الذي كان عليه المؤشر في نهاية شهر فبراير من العام الماضي عندما أقفل عند المستوى القياسي 20,634.86 نقطة.
أداء سلبي لمجمل شركات السوق
أما فيما يتعلق بأداء السوق على مستوى الشركات على مدار الأسبوع فقد كان أداؤها في المجمل سلبيا مع تحقيق بعض الارتفاعات المتدنية والتي كانت دون المعتاد. هذا وقد جاءت شركة الخزف على قائمة شركات السوق المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 2.7 بالمائة, ثم ساب بنسبة ارتفاع بلغت 1.2 بالمائة على مدار الأسبوع. في حين جاءت شركة اللجين في المركز الثالث في قائمة الشركات المرتفعة مسجلة ارتفاعا بلغت نسبته 1 بالمائة. أما بالنسبة لقائمة الشركات المنخفضة على مدار الأسبوع, فقد جاءت شركة الجوف الزراعية على قائمة شركات السوق الخاسرة وبنسبة انخفاض بلغت 26.4 بالمائة, ثم شركة تبوك الزراعية بنسبة انخفاض بلغت 22.4 بالمائة على مدار الأسبوع. في حين جاءت شركة المتطورة في المركز الثالث في قائمة شركات السوق الخاسرة مسجلة انخفاضا قدره 22.3 بالمائة على مدار الأسبوع.
تراجع في قيم وكميات
التداول و الصفقات المنفذة
أما بالنسبة لأداء السوق بحسب أحجام وقيم التداولات للأسبوع الماضي, فقد شهدت سوق الأسهم السعودية انخفاضا ملحوظا في قيم وكمية الأسهم المتداولة وكذلك عدد الصفقات المنفذة على مدار الأسبوع الماضي مقارنة بالأسبوع الذي قبله. حيث انخفضت قيمة الأسهم المتداولة للأسبوع الماضي إلى أكثر من 47 مليارا و341 مليون ريال, كذلك انخفضت كمية الأسهم المتداولة خلال الأسبوع الماضي إلى أكثر من مليار و67 مليون سهم. بينما بلغت قيمة التداولات للأسبوع ما قبل الماضي 80 مليارا و840 مليون ريال تم التداول خلالها على مليار و675 مليون سهم. كذلك شهدت تداولات السوق للأسبوع الماضي انخفاضا ملحوظا في عدد الصفقات التي تم إبرامها مقارنة بالأسبوع السابق, حيث بلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها خلال الأسبوع الماضي 1,325,192 صفقة, بينما بلغت الصفقات للأسبوع ماقبل الماضي 1,905,486 صفقة.
أهمية نتائج الشركات
للربع الأول لهذا العام
تمثل إعلانات شركات السوق لنتائجها المالية للربع الأول من هذا العام أهمية خاصة جدا ونقطة محورية هامة في مسار القرار الاستثماري وذلك لسببين: السبب الأول أن النتائج المالية لشركات السوق لهذا العام يجب قراءتها بشكل مختلف و ذلك لأن السنة المالية لهذا العام يجب أن ينظر لها على أنها سنة أساس و ذلك بسبب اختلاف العوامل والمؤثرات الداخلية والخارجية التي تساهم في تحديد أسعار أسهم شركات السوق وذلك بعد تلاشي تبعات انهيار سوق الأسهم السعودية. كما أن النتائج المالية لشركات السوق لهذا الربع تمثل أهمية خاصة وذلك بعد أن ألزمت هيئة السوق المالية الشركات المساهمة بالتركيز على أنشطتها الأساسية. ولذا فانه يتوجب على المتعاملين قراءة النتائج المالية جيدا لأنها وإن كانت دون مستوى التوقعات فانها تمثل في المجمل نتائج تشغيلية ومن المفترض أن تكون مستدامة وليست عرضية أو استثنائية و غير متكررة. ولذا فاننا نرى أنه يتوجب على المتعامل الحصيف انتقاء الشركات ذات النتائج الايجابية والمحفزات والشركات التي استطاعت التحول من تحقيق الخسائر المتراكمة إلى أرباح محققة و كذلك الشركات التي استطاعت تقليص خسائرها المالية بشكل ملفت للأنظار و ذلك نتيجة تبنيها استراتيجيات وخطط توسعية واضحة المعالم وقابلة للتطبيق. السبب الثاني الذي يجعل النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول بالغة الأهمية هو أنه من المتعارف عليه في كل أسواق العالم المالية أن كبار المستثمرين وأصحاب المحافظ وصناديق الاستثمار يحاولون معرفة اتجاهات السوق للعام المالي بأكمله وذلك من واقع نتائج الربع الأول المالي من أجل بناء قراراتهم الاستثمارية، حيث جرت العادة أن يتم ضرب أرباح الربع الأول لشركة ما في أربعة ليتم احتساب إجمالي أرباح العام ككل للشركة، مع الأخذ بالاعتبار بالطبع جميع العوامل التي من المحتمل أن تؤثر على بقية أرباح أرباع السنة كالموسمية ومستوى الإنتاجية وغيرها من العوامل. كما أن النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام تمثل حقبة هامة في مسيرة سوق الأسهم السعودية حيث يعول عليها كثيرا من المتعاملين ويأملون أن تكون دافعا لتحسين وضعية السوق و انتشاله من مساره الهابط، لأنهم يعتقدون أنه إذا لم تكن النتائج المالية للربع الأول في مستوى التطلعات وتوقعات النقاد والمحللين فإن السوق قد يواصل مساره الهابط إلى مستويات متدنية جديدة. لذا وبناء على كل ما سبق فأننا نؤكد على أهمية قراءة ما بين السطور للنتائج المالية لشركات السوق للربع الأول.
اعلانات الشركات
و ظاهرة التلاعب بالعبارات
بالرغم من أن إعلانات النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام لاتزال تتواصل، حيث بلغ عدد الشركات التي أعلنت أرباحها للربع الأول حتى إعداد هذا التحليل 56 شركة من أصل 88 شركة مدرجة في السوق، إلا أنه من الملاحظ حول إعلانات الشركات لنتائجها المالية وخاصة شركات القطاع البنكي هو تفشي ظاهرة التلاعب في الألفاظ والمفردات المصاحبة للنتائج المالية وكذلك تسمية الأشياء بغير أسمائها والتي يمكن إرجاعها فيما يبدو إلى محاولات يائسة من إدارات تلك الشركات لتغطية سلبية وتردي نتائج شركاتهم المالية. وبالرغم من تفهمنا للدوافع والأسباب التي تقف وراء تلك الممارسات من قبل إدارات تلك الشركات، إلا أننا في نفس الوقت لا نتفق معهم في مشروعية وعدالة تلك الممارسات ولذا فاننا في هذا المقام نتساءل عن الدور الرقابي المفقود من قبل هيئة السوق المالية لضبط شفافية وعدالة إعلانات شركات السوق لنتائجها المالية.
الوضع العام والسمات الهابطة
أما قراءتي الفنية لوضع السوق فانه بالرغم من ظهور معظم النتائج المالية لشركات السوق للربع الأول من هذا العام، إلا أنني مازلت أرى أن السوق لا يزال سوقا هابطة وذلك منذ الانهيار الكبير الذي حدث في نهاية شهر فبراير من العام الماضي. حيث أن المؤشر العام للسوق لايزال يسير داخل قناة فرعية هابطة كما أن المؤشر العام للسوق قد أغلق في نهاية تداولات الأسبوع تحت مستوى ترند الانخفاض الكبير و داخل القناة الفرعية الهابطة. لذا فانه يجب التنبيه إلى أمر هام وهو أن نتائج الدراسات الاقتصادية والمالية قد أشارت إلى أن للسوق الهابطة سمات وصفات محددة يجب على المتعاملين أن يعوها جيدا والتي منها أن السوق والمتعاملين فيه أثناء السوق الهابطة يبدون أكثر تشاؤما مما يجب حيث ينظرون بأقل إيجابية للأخبار و المحفزات الإيجابية، وبأكثر سلبية للأخبار السلبية. كما أن من سمات السوق الهابطة أن السوق يتجاوب سلبيا للمعلومات والأخبار غير الواضحة المعالم والأقل شفافية.
أستاذ المحاسبة ونظم المعلومات بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن