أبوتركي
22-04-2007, 01:09 AM
تراجع بورصات الخليج بين الصدفة والمؤامرة
دبي
وقعت عدة أسواق خليجية في الفترة الماضية ضحية تجاذبات هائلة، أدت إلى خسائر فاقت كل التوقعات، كان أبرزها خسارة السوق السعودي 1138 نقطة خلال ثماني جلسات منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، وتراجع مؤشر سوق دبي إلى أدنى مستوياته منذ العام 2004.
وقد تفاوتت التحليلات التي تعرضت لشرح الظاهرة وتوقيتها، حيث رأى بعض المحللين أن الأمر لا يعدو كونه "موجة جني أرباح، ترافقت مع توتر أمني في الخليج بسبب احتجاز البحارة البريطانيين."
فيما رأى البعض الآخر أن ما حدث كان نموذجاً واضحاً لتلاعب محافظ استثمارية كبرى - معظمها غربية - في السوق، دفعت المؤشرات إلى أعلى مستوياتها، قبل أن تعود فتنسحب، تاركة صغار المستثمرين يحصدون الخسائر التي وصلت في السوق السعودي وحده، إلى حوالي 80 مليار ريال خلال شهر مارس/ آذار.
ويكتسب الموضوع أهميته من الدور الكبير الذي تلعبه الأسواق المالية في حياة كافة شرائح المجتمع بدول الخليج، حيث تمتاز البورصات بحضور كثيف لصغار المستثمرين، إذ تظهر إحصائيات سوق دبي المالي أن 0.67 في المائة فقط من إجمالي مستثمري السوق، الذين يصل عددهم إلى 319 ألفاً، يمتلكون أسهماً تفوق قيمتها 5 ملايين درهما. بينما تصل نسبة من يملكون أسهما تقل قيمتها عن 100 ألف درهم إلى نحو 85.2 في المائة.
أحد خبراء بورصة دبي، أكد لموقع CNN بالعربية أن محافظ استثمارية سحبت عشرات ملايين الدولارات من السوق خلال أيام قليلة، متسببة بموجة التراجع الكبير التي عاشتها البورصة طوال الأسابيع الثلاث الماضية، والتي أفقدت المؤشر مكاسب عامين.
الخبير، الذي رفض الإفصاح عن اسمه بسبب وضعه في السوق، قال إن محافظ تعود لشركات أمريكية، مثل Franklin Templeton، وهي شركة استثمارية أمريكية كبرى تمتلك مكاتب حول العالم، أو لمستثمرين كبار مثل جورج سوروس، وهو ملياردير أمريكي من أصل مجري مشهور بمضارباته المالية، عمدت إلى دخول السوق في مطلع مارس/آذار الماضي، حيث قامت بتجميع كميات كبيرة من الأسهم، ذات القدرة التسييلية الكبيرة.
وعدد الخبير أسهم "أملاك" و"إعمار" و"بنك دبي للاستثمار" و"بنك دبي الوطني" كمثال على الأسهم التي شهدت إقبالاً فائقاً من تلك المحافظ، التي ظهر وكأنها ستنتظر نتائج الربع الأول للشركات، والتي كان من المرجح أن تُظهر نتائج جيدة، قبل أن تعاود تسييل موجوداتها.
وقد انقادت الغالبية الساحقة من المستثمرين خلف موجة الشراء هذه، معتقدين أن السوق سيتخذ مساراً تصاعدياً مربحاً، غير أن التطورات جاءت على غير ما اشتهوا، حيث باعت تلك المحافظ أسهمها عند نقاط الذروة السعرية، تاركة صغار المستثمرين ليحصوا خسائرهم، بعدما دخل السوق موجة هبوط متواصلة.
وحول خلفية تحرك تلك المحافظ قال الخبير: "يصعب تحديد سبب قيامهم بسحب استثماراتهم قبل صدور نتائج الربع الأول، دون فهم إستراتيجيتهم. فهذه المحافظ تتحرك ضمن هامش سعري للدخول والخروج، بملايين الدولارات، وبالتالي فهي لا تكترث بالتغييرات الطفيفة التي تطرأ على الأسهم. فإذا قضت إستراتيجيتها بالانسحاب عند نقطة محددة، فستفعل ذلك دون انتظار، بعكس المستثمرين الصغار."
وأضاف: "نحن نعلم أنهم خرجوا من السوق حالياً، لكننا لا نعرف إذا عادوا واشتروا أسهم جديدة الآن، بعدما وصلت الأسعار إلى أدنى مستوى، ليعودوا ويكرروا الشيء نفسه مجدداً… لذلك علينا أن ننتظر للتأكّد من كونهم قد دبروا هذا التراجع لمصلحتهم."
ولم ينف الخبير احتمال أن تكون تلك المحافظ قد تحركت بسبب التوتر الأمني في الخليج، مع احتجاز إيران للبحارة البريطانيين. غير أنه أشار إلى أن مرحلة التراجع القصوى لم تبلغ ذروتها مع خطف البحارة "بل مع تردد نبأ اختراق مقاتلتين أمريكيتين للمجال الجوي الإيراني، في الثاني من أبريل/نيسان الجاري."
وحول سبب عدم انتظار تلك المحافظ نتائج الربع الأول، قال: "السوق ضحية الشائعات الأمنية في المنطقة... ولربما تمتلك تلك المحافظ معلومات لا نملكها حول تطورات الملفات الأمنية في المنطقة."
ويذكر أن محللاً مالياً آخر في سوق السعودية المالي، كان أعطى التحليل عينه لظاهرة تراجع المؤشر السعودي، قائلاً لموقع CNN بالعربية، في 26 مارس/آذار الماضي، إن السوق "واقع ضحية الاحتكار، حيث تمت مضاربات غير مشروعة ومدبرة، بقصد منع السوق من بلوغ سقف التسعة آلاف نقطة."
وأضاف الخبير، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضا: "لقد عادت شركات المضاربة وتدخلت في السوق، للحيلولة دون وصول المؤشر إلى حد التسعة آلاف نقطة، الذي كان سيغري صغار المستثمرين بأن يدخلوا مرحلة جني أرباح، لذلك كان يجب ’ضرب‘ السوق."
وأما صغار المستثمرين، الذين تكبّدوا خسائر موجعة في الفترة الماضية، فقد أكتفى أحدهم بالتعليق على وضع سوق دبي بالقول: "هذا ليس سوق المال، بل سوء المآل." غير أن محمد الصايغ، مراقب سوق دبي المالي نفى صحة تلك المعلومات مؤكداً أن تداولات السوق "عادية جداً" وكل ما يساق في هذا الإطار يبقى ضمن هامش الشائعات.
وأضاف: "من غير المناسب أن يسمع المستثمرون هذا الكلام لأنه يؤثّر عليهم والأمور كلها طبيعية فهناك من يدخل إلى السوق وبالمقابل هناك من يخرج."بالمقابل رفضت شركة Franklin Templeton، التعليق على هذه المعلومات وذلك بعد اتصالات دامت خمسة أيام مع ليزا غاليغوس، مديرة الاتصال الإعلامي في الشركة.
ولم يتوفر أي موقف في هذا الإطار من الجانب السعودي، حيث امتنع عبد الرحمن التويجري، محافظ هيئة السوق المالية السعودية، عن الإجابة على أسئلتنا رغم إرسالها بالفاكس مسبقاً وفق ما اشترط مكتبه.
ويذكر أن سوق دبي المالي كان قد أصدر بياناً في الرابع من أبريل، نيسان الجاري خصصه لتوضيح حجم الاستثمارات الأجنبية، جاء فيه أن قيمة الأسهم المشتراة من قبل الأجانب "قد ارتفعت خلال الربع الأول من عام 2007 لتبلغ حوالي 17 مليار درهم، مشكّلة بذلك ما نسبته 40 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المشتراة خلال الفترة في سوق دبي المالي."
أما مبيعات الأجانب من الأسهم خلال الفترة عينها "فبلغت نحو 14 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 33 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المباعة، وبذلك ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي خلال الربع الأول من العام إلى ما يقارب 3 مليارات درهم، مقارنة مع 806 مليون درهم خلال الربع الأول من عام 2006،" وفقاً للبيان.
وعلى ما يبدو، فإن الجدل الدائر حول حقيقة ما حدث ويحدث في سوق دبي مرشح للتصاعد، وسط تقارير دولية "متشائمة".
فقد توقع مصرف جوليوس بير السويسري، ان تفقد الأسهم الخليجية في الفترة المقبلة 30 في المائة من قيمتها، على اعتبار أن أسعار الأسهم لم تبلغ القاع بعد، وأن التوترات الأمنية في المنطقة ستتزايد.
ويذكر أن تلك الأسهم خسرت خلال الأشهر 18 الماضية أكثر من 500 مليار دولار من قيمتها السوقية، التي تراجعت من 1200 مليار دولار منتصف عام 2005، إلى 700 مليار دولار حالياً.
دبي
وقعت عدة أسواق خليجية في الفترة الماضية ضحية تجاذبات هائلة، أدت إلى خسائر فاقت كل التوقعات، كان أبرزها خسارة السوق السعودي 1138 نقطة خلال ثماني جلسات منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، وتراجع مؤشر سوق دبي إلى أدنى مستوياته منذ العام 2004.
وقد تفاوتت التحليلات التي تعرضت لشرح الظاهرة وتوقيتها، حيث رأى بعض المحللين أن الأمر لا يعدو كونه "موجة جني أرباح، ترافقت مع توتر أمني في الخليج بسبب احتجاز البحارة البريطانيين."
فيما رأى البعض الآخر أن ما حدث كان نموذجاً واضحاً لتلاعب محافظ استثمارية كبرى - معظمها غربية - في السوق، دفعت المؤشرات إلى أعلى مستوياتها، قبل أن تعود فتنسحب، تاركة صغار المستثمرين يحصدون الخسائر التي وصلت في السوق السعودي وحده، إلى حوالي 80 مليار ريال خلال شهر مارس/ آذار.
ويكتسب الموضوع أهميته من الدور الكبير الذي تلعبه الأسواق المالية في حياة كافة شرائح المجتمع بدول الخليج، حيث تمتاز البورصات بحضور كثيف لصغار المستثمرين، إذ تظهر إحصائيات سوق دبي المالي أن 0.67 في المائة فقط من إجمالي مستثمري السوق، الذين يصل عددهم إلى 319 ألفاً، يمتلكون أسهماً تفوق قيمتها 5 ملايين درهما. بينما تصل نسبة من يملكون أسهما تقل قيمتها عن 100 ألف درهم إلى نحو 85.2 في المائة.
أحد خبراء بورصة دبي، أكد لموقع CNN بالعربية أن محافظ استثمارية سحبت عشرات ملايين الدولارات من السوق خلال أيام قليلة، متسببة بموجة التراجع الكبير التي عاشتها البورصة طوال الأسابيع الثلاث الماضية، والتي أفقدت المؤشر مكاسب عامين.
الخبير، الذي رفض الإفصاح عن اسمه بسبب وضعه في السوق، قال إن محافظ تعود لشركات أمريكية، مثل Franklin Templeton، وهي شركة استثمارية أمريكية كبرى تمتلك مكاتب حول العالم، أو لمستثمرين كبار مثل جورج سوروس، وهو ملياردير أمريكي من أصل مجري مشهور بمضارباته المالية، عمدت إلى دخول السوق في مطلع مارس/آذار الماضي، حيث قامت بتجميع كميات كبيرة من الأسهم، ذات القدرة التسييلية الكبيرة.
وعدد الخبير أسهم "أملاك" و"إعمار" و"بنك دبي للاستثمار" و"بنك دبي الوطني" كمثال على الأسهم التي شهدت إقبالاً فائقاً من تلك المحافظ، التي ظهر وكأنها ستنتظر نتائج الربع الأول للشركات، والتي كان من المرجح أن تُظهر نتائج جيدة، قبل أن تعاود تسييل موجوداتها.
وقد انقادت الغالبية الساحقة من المستثمرين خلف موجة الشراء هذه، معتقدين أن السوق سيتخذ مساراً تصاعدياً مربحاً، غير أن التطورات جاءت على غير ما اشتهوا، حيث باعت تلك المحافظ أسهمها عند نقاط الذروة السعرية، تاركة صغار المستثمرين ليحصوا خسائرهم، بعدما دخل السوق موجة هبوط متواصلة.
وحول خلفية تحرك تلك المحافظ قال الخبير: "يصعب تحديد سبب قيامهم بسحب استثماراتهم قبل صدور نتائج الربع الأول، دون فهم إستراتيجيتهم. فهذه المحافظ تتحرك ضمن هامش سعري للدخول والخروج، بملايين الدولارات، وبالتالي فهي لا تكترث بالتغييرات الطفيفة التي تطرأ على الأسهم. فإذا قضت إستراتيجيتها بالانسحاب عند نقطة محددة، فستفعل ذلك دون انتظار، بعكس المستثمرين الصغار."
وأضاف: "نحن نعلم أنهم خرجوا من السوق حالياً، لكننا لا نعرف إذا عادوا واشتروا أسهم جديدة الآن، بعدما وصلت الأسعار إلى أدنى مستوى، ليعودوا ويكرروا الشيء نفسه مجدداً… لذلك علينا أن ننتظر للتأكّد من كونهم قد دبروا هذا التراجع لمصلحتهم."
ولم ينف الخبير احتمال أن تكون تلك المحافظ قد تحركت بسبب التوتر الأمني في الخليج، مع احتجاز إيران للبحارة البريطانيين. غير أنه أشار إلى أن مرحلة التراجع القصوى لم تبلغ ذروتها مع خطف البحارة "بل مع تردد نبأ اختراق مقاتلتين أمريكيتين للمجال الجوي الإيراني، في الثاني من أبريل/نيسان الجاري."
وحول سبب عدم انتظار تلك المحافظ نتائج الربع الأول، قال: "السوق ضحية الشائعات الأمنية في المنطقة... ولربما تمتلك تلك المحافظ معلومات لا نملكها حول تطورات الملفات الأمنية في المنطقة."
ويذكر أن محللاً مالياً آخر في سوق السعودية المالي، كان أعطى التحليل عينه لظاهرة تراجع المؤشر السعودي، قائلاً لموقع CNN بالعربية، في 26 مارس/آذار الماضي، إن السوق "واقع ضحية الاحتكار، حيث تمت مضاربات غير مشروعة ومدبرة، بقصد منع السوق من بلوغ سقف التسعة آلاف نقطة."
وأضاف الخبير، الذي رفض الكشف عن اسمه أيضا: "لقد عادت شركات المضاربة وتدخلت في السوق، للحيلولة دون وصول المؤشر إلى حد التسعة آلاف نقطة، الذي كان سيغري صغار المستثمرين بأن يدخلوا مرحلة جني أرباح، لذلك كان يجب ’ضرب‘ السوق."
وأما صغار المستثمرين، الذين تكبّدوا خسائر موجعة في الفترة الماضية، فقد أكتفى أحدهم بالتعليق على وضع سوق دبي بالقول: "هذا ليس سوق المال، بل سوء المآل." غير أن محمد الصايغ، مراقب سوق دبي المالي نفى صحة تلك المعلومات مؤكداً أن تداولات السوق "عادية جداً" وكل ما يساق في هذا الإطار يبقى ضمن هامش الشائعات.
وأضاف: "من غير المناسب أن يسمع المستثمرون هذا الكلام لأنه يؤثّر عليهم والأمور كلها طبيعية فهناك من يدخل إلى السوق وبالمقابل هناك من يخرج."بالمقابل رفضت شركة Franklin Templeton، التعليق على هذه المعلومات وذلك بعد اتصالات دامت خمسة أيام مع ليزا غاليغوس، مديرة الاتصال الإعلامي في الشركة.
ولم يتوفر أي موقف في هذا الإطار من الجانب السعودي، حيث امتنع عبد الرحمن التويجري، محافظ هيئة السوق المالية السعودية، عن الإجابة على أسئلتنا رغم إرسالها بالفاكس مسبقاً وفق ما اشترط مكتبه.
ويذكر أن سوق دبي المالي كان قد أصدر بياناً في الرابع من أبريل، نيسان الجاري خصصه لتوضيح حجم الاستثمارات الأجنبية، جاء فيه أن قيمة الأسهم المشتراة من قبل الأجانب "قد ارتفعت خلال الربع الأول من عام 2007 لتبلغ حوالي 17 مليار درهم، مشكّلة بذلك ما نسبته 40 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المشتراة خلال الفترة في سوق دبي المالي."
أما مبيعات الأجانب من الأسهم خلال الفترة عينها "فبلغت نحو 14 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 33 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المباعة، وبذلك ارتفع صافي الاستثمار الأجنبي خلال الربع الأول من العام إلى ما يقارب 3 مليارات درهم، مقارنة مع 806 مليون درهم خلال الربع الأول من عام 2006،" وفقاً للبيان.
وعلى ما يبدو، فإن الجدل الدائر حول حقيقة ما حدث ويحدث في سوق دبي مرشح للتصاعد، وسط تقارير دولية "متشائمة".
فقد توقع مصرف جوليوس بير السويسري، ان تفقد الأسهم الخليجية في الفترة المقبلة 30 في المائة من قيمتها، على اعتبار أن أسعار الأسهم لم تبلغ القاع بعد، وأن التوترات الأمنية في المنطقة ستتزايد.
ويذكر أن تلك الأسهم خسرت خلال الأشهر 18 الماضية أكثر من 500 مليار دولار من قيمتها السوقية، التي تراجعت من 1200 مليار دولار منتصف عام 2005، إلى 700 مليار دولار حالياً.