المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : على الدول العربية أن تغار من دبي لا أن تحسدها !



أبوتركي
22-04-2007, 02:30 AM
شفيق جبر رئيس مجلس رجال الأعمال العرب يتحدث ل'القبس':
على الدول العربية أن تغار من دبي لا أن تحسدها !

22/04/2007

الدوحة - القبس:

قال شفيق جبر رئيس مجلس رجال الأعمال إن على الدول العربية أن تتعلم من دبي ومن تجربتها الناجحة وأن تغار منها وتقلدها، بدلا من أن تحسدها.
ورأى جبر في مقابلة خاصة ل 'القبس' أثناء مشاركته في مؤتمر اقتصادي استضافته الدوحة أخيرا، إن 'ثقافة التنافسية' غير موجودة لدى الدول العربية وهو ما يشكل أبرز التحديات التي تواجهها الاقتصادات العربية، يجب أن نتعلم من بعضنا أسباب النجاح، ويجب أن نعلم أن الاستفادة من التجارب الناجحة للدول العربية ليس عيبا، لافتا الى أن الدول العربية تحدثت عن سوق مشتركة فيما بينها قبل الاتحاد الأوروبي، أي قبل أكثر من عقدين من الزمان، متسائلا: أين السوق العربية المشتركة الآن؟ .. أين التنقل بين الدول العربية؟!
وقال جبر إنه يتحتم أن يكون لدى القيادات السياسية والاقتصادية العربية رؤية أكبر وأشمل مما هي موجودة الآن، معتبرا أن كل قيادة عربية تنظر الى بلدها فقط، لكننا في الواقع يجب أن ننظر الى المنطقة ككل، كما فعل الأوروبيون، حيث أصبح لهم عملة واحدة وكيان واحد قوي، فأين نحن من ذلك كله؟!
وأشار جبر الى أن العرب يحتاجون الى جرأة سياسية واقتصادية وإرادة قوية حتى يصبحوا مثل الأوروبيين.
وعما إذا كانت منطقة الشرق الأوسط تحتمل حربا جديدة تنجم عن تصاعد التوتر بين إيران من جانب وأميركا والدول الغربية من جانب آخر، شدد جبر على أن العالم كله لن يتحمل مثل هذه الحرب، لأنه ستكون لها عواقب وخيمة، وستلحق أضرارا وخسائر فادحة بالجميع ومن دون استثناء، لافتا الى أن الاقتصادات العربية ستتكبد عواقب سلبية وخيمة ورهيبة.
وحرص شفيق جبر على التأكيد أن رجال الأعمال العرب يقفون خلف مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية، لافتا الى أن القيادات السياسية العربية مطالبة بالدفع بهذه المبادرة على مستوى العالم ككل، وذلك من أجل الحصول على تأييد واسع لها، لأن ذلك سيعمل على الحد بشكل كبير من المشاكل والأزمات التي نعاني منها، ما سيعود بالتالي بالأثر الايجابي على اقتصادات دول المنطقة وعلى مناخ الاستثمار عموما.
.. وهنا الحوار.
كيف تنظر الى مناخ الاستثمار العربي في الوقت الراهن؟
- هناك عدد من الدول العربية تحسنت صورتها كثيرا على الصعيد الاقتصادي وعلى صعيد مناخ الاستثمار، حتى الدول الغنية مثل قطر والامارات والسعودية والكويت، التحسن الذي شهدته هذه الدول شمل أكثر من محور، أبرزها محور التحول في الاستثمارات، فمعظم استثمارات هذه الدول بقيت في أوطانها ولم تهاجر الى الخارج كما حدث خلال فترة السبعينات والثمانينات.
وما ساهم في ذلك هو وجود قيادات جريئة تركز على تعزيز الاستثمار والتطور في بلادها، كما أن موارد النفط والغاز في المنطقة ساعدت على تطور الوضع الاقتصادي لتلك الدول، وهو شيء إيجابي نتمنى أن يترجم إقليميا وليس أن يبقى على مستوى دولة أو دولتين.
لكن هناك جوانب أخرى لا يتم تناولها بالجدية المطلوبة التي نحن بحاجة الى التركيز عليها خلال الفترة المقبلة لكي يكون الأداء أفضل على الصعيد الاقتصادي، مثل التعليم. فالتوجه الموجود لدى الدول العربية في مجال التعليم ما زال متأخرا، قطاع الأعمال في كل الدول العربية الآن بحاجة الى احتياجات، وهذه الاحتياجات نرى أنها لا تتناسب مع تخصصات الخريجين القادمين من الجامعات، والمشكلة أننا نستورد كفاءات الى العالم العربي في المؤسسات الخاصة والحكومية وهذا موجود في معظم الدول الخليجية، لماذا نستورد هذه الكفاءات ونحن لدينا في العالم العربي بطالة تصل نسبتها الى 15 في المائة وأحيانا الى 20 في المائة؟ هذا تحد لا بد أن نتنبه له.



التحدي الأبرز
وما أبرز تحد يواجه مناخ الاستثمار في الدول العربية من وجهة نظرك؟
- هناك تحد يجب أن نركز عليه كثيرا وأن نسعى الى معالجته، وهو متمثل في انعدام ثقافة التنافسية لدينا، نحن في العالم العربي نغار من بعضنا البعض، فبدلا من أن نقوم بتقليد دولة عربية ناجحة ونغار منها مثل دبي، نحسدها، لذلك يجب أن تكون لدينا ثقافة التنافسية، يجب أن نتعلم من بعضنا أسباب النجاح ونعمل بها، فثقافة التنافسية غير موجودة لدينا، يجب أن نعلم أن الاستفادة من التجارب الناجحة للدول العربية ليس عيبا، عندما نرى دولا ناجحة، يجب أن نتعلم منها بدلا من أن نغار منها ونحقد عليها ونحسدها.
معظم الدول العربية أعضاء في منظمة التجارة العالمية وبالتالي أسواقها مفتوحة، فأي شركة من أميركا أو أوروبا أو الصين، تريد أن تفتتح فرعا لها في منطقتنا العربية، اي ان الأسواق مفتوحة أمامها، ما يحتم على الشركات الوطنية أن يكون لديها مقدرة على منافسة الشركات القادمة من الخارج.
لقد تحدث العالم العربي عن سوق مشتركة قبل الاتحاد الأوروبي، فأين السوق العربية المشتركة حتى الآن؟ .. أين التنقل بين الدول العربية؟ ... أذكر حادثة لا أنساها في هذا الصدد، حيث وقفت فتاة أردنية من أصل فلسطيني في أول مؤتمر للتنافسية العربية قبل بضع سنوات، وقالت أنا فلسطينية أردنية وعندما أرغب بالسفر الى أي دولة عربية، يتوجب على الانتظار ثلاثة أسابيع حتى أحصل على تأشيرة، لكنني عندما تزوجت أميركيا وحصلت على الجنسية الأميركية، أصبحت أتجول في جميع الدول العربية من دون تأشيرة، أليس ذلك شيئا مهينا لنا جميعا؟ لماذا لا يوجد لدينا وسائل للتنقل بين الدول العربية من دون معوقات ومن دون مشاكل؟



قهر المعوقات
ماذا يتحتم على الدول العربية فعله حتى تتغلب على المعوقات التي تواجه اقتصاداتها؟
- التغلب على هذه المعوقات يتطلب ثلاثة أمور، قيادات ذات رؤية، وقيادات لديها الاستعدادات الكافية لاتخاذ القرار السياسي والاقتصادي الجريء، وأن يكون التحول مرتبطا ليس فقط بأشخاص وإنما يكون مؤسسيا، ومدعما بالرأي العام.



تطور إيجابي
هل تعتقد أن رجال الأعمال العرب راضون عن مناخ الاستثمار والتشريعات والقوانين المعمول بها في الدول العربية؟
- بعض الدول نعم وبعضها الآخر لا. هناك تطور إيجابي يشهده العديد من الدول العربية، ولكن مع ذلك رجال الأعمال غير راضين عما يحدث وعن سير عملية التشريعات الاقتصادية، لأن هناك سلبيات في بعض الدول وأهمها أن أي ممثل لقطاع الأعمال العربي يريد أن يستثمر في الأردن مثلا بالشروط التي يستثمر فيها في مصر والخليج على سبيل المثال، لكن ذلك غير ممكن، لا يصلح أن يكون هذا الاستثمار مجديا، كل دولة لديها قوانين وتشريعات خاصة بها.
الوقت أصبح مهما جدا كي يكون لدى الدول العربية والقيادات السياسية والاقتصادية رؤية أكبر وأشمل عما هي موجودة عليه الآن، لأن كل قيادة عربية تنظر الى بلدها فقط، لكننا في الواقع يجب أن ننظر الى المنطقة ككل، كما فعل الأوروبيون، حيث أصبح لهم عملة واحدة وكيان واحد قوي، أين نحن من ذلك كله؟!



حلم.. هل يتحقق؟
ومتى تتوقع أن نصبح مثل الأوروبيين؟
لا أريد أن أقول أن ذلك من رابع المستحيلات، ولكن هذا حلم أتمنى أن يتحقق، ولكنه يحتاج الى جرأة سياسية واقتصادية وإرادة قوية.
الى أي مدى يعاني رجال الأعمال والقطاع الخاص العربي من استمرار تبعية وتعلق الاقتصاد بالسياسة في الدول العربية؟
- التطور الاقتصادي مرتبط بسياسات الدول، إن لم تكن سياسة تؤيد الاقتصاد فمن الممكن أن تعرقله.



منطقة التوترات
منطقة الشرق الأوسط ربما تكون المنطقة الوحيدة في العالم التي تشهد إزمات متتالية منذ عشرات السنين، ما إن تخرج من أزمة أو حرب حتى تقع في أخرى، فالتوتر مستمر في هذه المنطقة، ألا تعتقد أن ذلك يساهم بشكل كبير في تأخر اقتصادات الدول العربية؟
- بالتأكيد، هذا شيء سيئ للغاية، أن نشهد كل هذه المشاكل والعقبات والأزمات السياسية، وأبرزها قضايا فلسطين والعراق ولبنان والسودان وإيران حاليا، كل هذه المشاكل من الضروري التفاعل معها بهدف إنجاز وتحقيق نهاية إيجابية لها، ذات طبيعة مستقرة بحيث تنتهي المشاكل نهائيا دون أن يكون هناك مجال لعودتها مرة أخرى.
وبخصوص القضية الفلسطينية - الاسرائيلية، فنحن نؤيد المبادرة العربية التي خرجت من السعودية في قمة لبنان، ولكنني أطالب القيادات السياسية العربية بالدفع بهذه المبادرة على مستوى العالم ككل إعلاميا بشكل خاص، وذلك من أجل الحصول على تأييد واسع لها، لأن ذلك سيعمل على الحد بشكل كبير من المشاكل والأزمات التي نعاني منها، ما سيعود بالتالي بالأثر الايجابي على اقتصاديات الدول.
لذلك، فإن رجال الأعمال العرب يقفون خلف مبادرة السلام العربية التي أطلقتها السعودية.



تأثير الحرب
هل تحتمل الاقتصادات العربية حربا جديدة إذا ما اندلعت مثل هذه الحرب في المنطقة بسبب التوتر الحاصل حاليا بين أميركا وإيران؟
- العالم كله لن يتحمل مثل هذه الحرب، لأنه ستكون لها عواقب وخيمة، وستلحق أضرارا وخسائر فادحة بالجميع دون إستثناء.
وماذا سيحل بالاقتصادات العربية إذا ما اندلعت مثل هذه الحرب؟
- ستتأثر سلبا بطبيعة الحال، ستكون هناك عواقب سلبية وخيمة ورهيبة على الاقتصادات العربية والمنطقة ككل.