المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تراجع بورصات الخليج.. مؤامرة أم 'اضرب واهرب'؟



أبوتركي
22-04-2007, 02:31 AM
ملجأ صغار المستثمرين في المنطقة
تراجع بورصات الخليج.. مؤامرة أم 'اضرب واهرب'؟



22/04/2007 وقعت عدة أسواق خليجية في الفترة الماضية ضحية تجاذبات هائلة، أدت إلى خسائر فاقت كل التوقعات، كان أبرزها خسارة السوق السعودي 1138 نقطة خلال ثماني جلسات منذ منتصف مارس الماضي، وتراجع مؤشر سوق دبي إلى أدنى مستوياته منذ عام 2004.

وقد تفاوتت التحليلات التي تعرضت لشرح الظاهرة وتوقيتها، حيث رأى بعض المحللين أن الأمر لا يعدو كونه 'موجة جني أرباح، ترافقت مع توتر أمني في الخليج بسبب احتجاز البحارة البريطانيين'، فيما رأى البعض الآخر أن ما حدث كان نموذجا واضحا لتلاعب محافظ استثمارية كبرى 'معظمها غربية' في السوق، دفعت المؤشرات إلى أعلى مستوياتها، قبل أن تعود فتنسحب، تاركة صغار المستثمرين يحصدون الخسائر التي وصلت في السوق السعودي وحده، إلى حوالي 80 مليار ريال خلال شهر مارس.

دور الأسواق

ويكتسب الموضوع أهميته من الدور الكبير الذي تلعبه الأسواق المالية في حياة كل شرائح المجتمع بدول الخليج، حيث تمتاز البورصات بحضور كثيف لصغار المستثمرين، إذ تظهر إحصائيات سوق دبي المالي أن 0.67 في المائة فقط من إجمالي مستثمري السوق، الذين يصل عددهم إلى 319 ألفا، يمتلكون أسهما تفوق قيمتها 5 ملايين درهم. بينما تصل نسبة من يملكون أسهما تقل قيمتها عن 100 ألف درهم إلى نحو 85.2 في المائة.

أحد خبراء بورصة دبي، أكد لموقع CNN بالعربية أن محافظ استثمارية سحبت عشرات ملايين الدولارات من السوق خلال أيام قليلة، متسببة بموجة التراجع الكبير التي عاشتها البورصة طوال الأسابيع الثلاثة الماضية، والتي أفقدت المؤشر مكاسب عامين.

الخبير، الذي رفض الإفصاح عن اسمه بسبب وضعه في السوق، قال إن محافظ تعود لشركات أميركية، مثل Franklin Templeton، وهي شركة استثمارية أميركية كبرى تمتلك مكاتب حول العالم، أو لمستثمرين كبار مثل جورج سوروس، وهو ملياردير أميركي من أصل مجري مشهور بمضارباته المالية، عمدت إلى دخول السوق في مطلع مارس الماضي، حيث قامت بتجميع كميات كبيرة من الأسهم، ذات القدرة التسييلية الكبيرة.

إقبال فائق

وعدد الخبير أسهم 'أملاك' و'إعمار' و'بنك دبي للاستثمار' و'بنك دبي الوطني' كمثال على الأسهم التي شهدت إقبالا فائقا من تلك المحافظ، التي ظهرت وكأنها ستنتظر نتائج الربع الأول للشركات، والتي كان من المرجح أن تظهر نتائج جيدة، قبل أن تعاود تسييل موجوداتها.
وقد انقادت الغالبية الساحقة من المستثمرين خلف موجة الشراء هذه، معتقدين أن السوق سيتخذ مسارا تصاعديا مربحا، غير أن التطورات جاءت على غير ما اشتهوا، حيث باعت تلك المحافظ أسهمها عند نقاط الذروة السعرية، تاركة صغار المستثمرين ليحصوا خسائرهم، بعدما دخل السوق موجة هبوط متواصلة.

السبب المجهول

وحول خلفية تحرك تلك المحافظ قال الخبير: 'يصعب تحديد سبب قيامهم بسحب استثماراتهم قبل صدور نتائج الربع الأول، دون فهم استراتيجيتهم. فهذه المحافظ تتحرك ضمن هامش سعري للدخول والخروج، بملايين الدولارات، وبالتالي فهي لا تكترث بالتغييرات الطفيفة التي تطرأ على الأسهم. فإذا قضت إستراتيجيتها بالانسحاب عند نقطة محددة، فستفعل ذلك دون انتظار، بعكس المستثمرين الصغار'.

وأضاف: 'نحن نعلم أنهم خرجوا من السوق حاليا، لكننا لا نعرف إذا عادوا واشتروا أسهما جديدة الآن، بعدما وصلت الأسعار إلى أدنى مستوى، ليعودوا ويكرروا الشيء نفسه مجددا... لذلك علينا أن ننتظر للتأكد من كونهم قد دبروا هذا التراجع لمصلحتهم'.
ولم ينف الخبير احتمال أن تكون تلك المحافظ قد تحركت بسبب التوتر الأمني في الخليج، مع احتجاز إيران للبحارة البريطانيين.

غير أنه أشار إلى أن مرحلة التراجع القصوى لم تبلغ ذروتها مع خطف البحارة 'بل مع تردد نبأ اختراق مقاتلتين أميركيتين للمجال الجوي الإيراني، في الثاني من أبريل الجاري'.
وحول سبب عدم انتظار تلك المحافظ نتائج الربع الأول، قال: 'السوق ضحية الاشاعات الأمنية في المنطقة... ولربما تمتلك تلك المحافظ معلومات لا نملكها حول تطورات الملفات الأمنية في المنطقة'.

ويذكر أن محللا ماليا آخر في سوق السعودية المالي، كان أعطى التحليل عينه لظاهرة تراجع المؤشر السعودي، قائلا لموقع CNN بالعربية، في 26 مارس الماضي، إن السوق 'واقع ضحية الاحتكار، حيث تمت مضاربات غير مشروعة ومدبرة، بقصد منع السوق من بلوغ سقف التسعة آلاف نقطة'.

وأضاف الخبير، الذي رفض الكشف عن اسمه، أيضا: 'لقد عادت شركات المضاربة وتدخلت في السوق للحيلولة دون وصول المؤشر إلى حد التسعة آلاف نقطة، الذي كان سيغري صغار المستثمرين بأن يدخلوا مرحلة جني أرباح، لذلك كان يجب 'ضرب' السوق'.

وأما صغار المستثمرين، الذين تكبدوا خسائر موجعة في الفترة الماضية، فقد اكتفى أحدهم بالتعليق على وضع سوق دبي بالقول: 'هذا ليس سوق المال، بل سوء المآل'.

مداولات عادية

غير أن محمد الصايغ، مراقب سوق دبي المالي، نفى صحة تلك المعلومات مؤكدا أن تداولات السوق 'عادية جدا' وكل ما يساق في هذا الإطار يبقى ضمن هامش الإشاعات.

وأضاف: 'من غير المناسب أن يسمع المستثمرون هذا الكلام لأنه يؤثر عليهم والأمور كلها طبيعية فهناك من يدخل إلى السوق وبالمقابل هناك من يخرج'.

في المقابل رفضت شركة Franklin Templeton، التعليق على هذه المعلومات وذلك بعد اتصالات دامت خمسة أيام مع ليزا غاليغوس، مديرة الاتصال الإعلامي في الشركة.

ولم يتوفر أي موقف في هذا الإطار من الجانب السعودي، حيث امتنع عبد الرحمن التويجري، محافظ هيئة السوق المالية السعودية، عن الإجابة عن أسئلتنا رغم إرسالها بالفاكس مسبقا وفق ما اشترط مكتبه.

وعلى ما يبدو، فإن الجدل الدائر حول حقيقة ما حدث ويحدث في سوق دبي مرشح للتصاعد، وسط تقارير دولية 'متشائمة'.

فقد توقع مصرف جوليوس بير السويسري، ان تفقد الأسهم الخليجية في الفترة المقبلة 30 في المائة من قيمتها، على اعتبار أن أسعار الأسهم لم تبلغ القاع بعد، وأن التوترات الأمنية في المنطقة ستتزايد.

ويذكر أن تلك الأسهم خسرت خلال الأشهر 18 الماضية أكثر من 500 مليار دولار من قيمتها السوقية، التي تراجعت من 1200 مليار دولار منتصف عام 2005، إلى 700 مليار دولار حاليا.
CNN arabic.com