المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ازدياد طوفان البضائع المقلدة والمغشوشة و15 مليارا خسائر عام واحد



أبوتركي
22-04-2007, 09:59 AM
دعوة المجتمع لمواجهته

ازدياد طوفان البضائع المقلدة والمغشوشة و15 مليارا خسائر عام واحد

سلع تفتقر إلى الجودة تقضم القيم المضافة لاقتصادنا الوطني




أقيمت بمدينة الرياض مؤخرا ندوة هامة حول تزايد الغش التجاري في دول مجلس التعاون، ووجهت الندوة انتقادات حادة للإجراءات الحالية التي تتبع لمكافحة هذه الظاهرة التي تؤدي الى خسائر بالمليارات على اقتصادات دول مجلس التعاون، وحملت الندوة في جلستها الختامية جزءا من المسؤولية عن تزايد الظاهرة على تساهل الجهات المعنية في هذه الدول مع التجار الذين يقومون بعمليات الغش التجاري في السلع من مواد غذائية ومواد استهلاكية وغيرها، مطالبين بضرورة تشديد الأنظمة والقوانين ضد تلك العمليات.
وأكد صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز في كلمة القاها نيابة عن الامير عبدالعزيز بن عياف آل مقرن أمين مدينة الرياض ان اهتمام دول مجلس التعاون بكافة أجهزتها الحكومية والأهلية بمكافحة الغش التجاري، بعد أن أصبحت هذه الظاهرة عالمية تعانيها مختلف البلدان، وبما في ذلك منطقة الخليج التي شهدت أسواقها اغراقا بالبضائع المغشوشة والمقلدة، وساعدها على ذلك انفتاح الأسواق والتوجه نحو حرية التجارة وتخفيف الأعباء الجمركية، وأدى ذلك الى جعل هذه الظاهرة عائقا أمام جهود التنمية الاقتصادية القائمة على الجودة النوعية والمنافسة الشريفة.
وأكد الأمير على ضرورة تشديد القواعد والآليات التي تمنع وبشكل جذري الاستيراد أو التصنيع المحلي لهذه السلع، وتعزيز دور مختبرات الجودة النوعية القائمة والتي تتولى فحص السلع قبل طرحها في الأسواق، وتزويد هذه المختبرات بأحدث تقنيات الفحص والاختبار والكفاءات البشرية المؤهلة لكي تقوم بالدور المطلوب منها على أكمل وجه.
تأثيرات متعددة
من جانبه شدد المحامي والمستشار القانوني ابراهيم بن عيسى العيسى في ورقة عمل قدمها على ضرورة اصدار تشريعات وأنظمة وقوانين ترفع مستوى العقوبات على مرتكبي جرائم الغش التجاري لتصل الى محكوميات بالسجن والاضافة الى الحكم بغرامات تتناسب وجريمة الغش المرتكبة، حيث ان من بين الجرائم ما يؤدي الى خسائر باهظة للاقتصاد الوطني ـ ومنها ما يؤدي الى أضرار صحية ونفسية ومالية للمستهلكين..
ويرى كثير من المطلعين أنه بالرغم من المؤتمرات والندوات والملتقيات التي تخصص لظاهرة الغش التجاري والتي يصرف عليها الكثير إلا أن الظاهرة في تزايد كبير بسبب عدم كفاية الاجراءات العملية والتنفيذية لوقفها خاصة ان هناك طوفانا من السلع والمنتجات التي تدخل الى بلادنا هي سلع متدنية أو منعدمة الجودة، وانما تدخل الى البلاد على أنها بدائل لسلع أصلية ومنافسة لتلك السلع في السعر وان كانت الجودة أقل، ولكن الواقع أن الغالب الأعم لهذه السلع سلع خردة لا يرجى منها أي خير ـ ومما يؤسف له أن جزءا كبيرا من مشكلة دخول السلع المغشوشة والمقلدة الى بلادنا هو بسبب عدم وجود الكوادر المتخصصة الكافية لدى الجهات المختصة سواء في نقاط التفتيش في الجمارك أو في مختبرات الجودة ـ ولذلك تدخل كميات هائلة من البضائع والمنتجات (السكراب) والمخالفة للحد الأدنى من المواصفات الوطنية.. وهو ما يؤدي بذوي الخبرة والاختصاص لضرب ناقوس الخطر ـ خاصة وان كميات البضائع والمنتجات التي تدخل الى المملكة تضاعفت عدة مرات بعد توقيع الاتفاقيات مع منظمة التجارة العالمية ودعا عدد من المهتمين الى تشكيل منظمة أو هيئات لحماية المستهلك، كما تترقب الأوساط الاقتصادية والاجتماعية أن يعلن مجلس الوزارء خلال احدى جلساته القادمة عن تأسيس وكالة خاصة لحماية المستهلك ورعاية شؤونه تعمل تحت مظلة وزارة التجارة والصناعة وذلك بعد أن تم تقديم مشروع بهذا الشأن للمجلس في وقت سابق.
وتضم الهيئة الجديدة بحسب مصادر مقربة مختبرات الجودة النوعية والمواصفات والمقاييس بالاضافة الى هيئات متخصصة لحماية المستهلك وادارة مركزية تنظر في مختلف القضايا المتعلقة بالغش التجاري.
لجان وطنية للمكافحة
وفي هذا السياق أكد مدير عام الادارة العامة لمكافحة الغش التجاري بوزارة التجارة والصناعة عبدالعالي العبدالعالي ان الوزارة قامت بالفعل بإعداد مشروع نظام لإنشاء لجنة وطنية ولجان محلية في مجالس المناطق لرعاية شؤون المستهلك وحماية مصالحه بحيث تعمل هذه اللجان على مساندة وإكمال جهود الأجهزة الحكومية المختصة في مكافحة أساليب الغش والخداع والاسهام في توعية المستهلك، مشيرا الى أنه تم رفع هذا المشروع للجهات المختصة بعد دراسته من قبل هيئة الخبراء.
وأوضح العبدالعالي ان من أهم أهداف هذه اللجان اقتراح السياسات الخاصة برعاية شؤون المستهلك، واقتراح مشاريع الأنظمة واللوائح الخاصة بحماية المستهلك وتوعيته واقتراح تعديلها والاسهام في متابعة تنفيذها، واعداد الخطط والبرامج الارشادية الخاصة بتوعية المستهلك وتبصيره لسلوك أنماط استهلاكية واعية تسهم في ترشيد الاستهلاك والاستفادة من مختلف الخدمات بصورة آمنة، وايجاد الطرق التي من شأنها الحماية من أساليب الغش والخداع والتدليس ومساندة جهود الأجهزة الحكومية بما يحقق رصد هذه المخالفات ورصدها.
وتهدف هذه اللجان أيضا الى جمع المعلومات والدراسات الخاصة بالسلع والمواد الاستهلاكية من المصادر الموثوقة والمحايدة وتحليلها ونقل نتائجها الى المستهلك.. كما قامت الوزارة بتحديث عدة أنظمة من أبرزها مكافحة الغش التجاري والعلامات التجارية ومكافحة التستر التجاري، وأوضح أن أهم التعديلات المقترحة على النظام رفع غرامة الحد الأعلى من 100 ألف ريال الى 500 ألف ريال مع اضافة عقوبة السجن مدة لا تزيد على عامين في حالات الخداع في ذاتية المنتج وطبيعته وجنسه ونوعه وعناصره ومصدره وقدره، وبيع أو حيازة منتج مغشوش أو فاسد، وبيع أو عرض أو حيازة منتج مغشوش أو فاسد، وانتاج وتصنيع منتجات مخالفة للمواصفات القياسية المعتمدة.
أول ترخيص لشركة مكافحة للغش
وفي تطور لافت وافقت وزارة التجارة والصناعة مؤخرا على منح أول ترخيص في المملكة لشركة من القطاع الخاص تتولى المشاركة في تقديم الاستشارات الفنية للجهات الحكومية في مجال مكافحة الغش التجاري وحماية حقوق الملكية الفكرية ـ وتعد شركة حماية العالمية ـ الحاصلة على الترخيص الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط في مكافحة الغش التجاري.
وكانت فكرة اقامة الشركة قد انبثقت بالاعتماد على الخبرات في مجال مكافحة الغش التجاري وما يترتب على هذه المشكلة الكبرى وتداعياتها المتفاقمة ليس على المستهلك السعودي فحسب بل على الاقتصاد الوطني ككل، حيث تشير التقارير الى أن خسائر السوق السعودية من البضائع المغشوشة تصل الى 15 مليار ريال سنويا.
ويرى عدد من المختصين أن انشاء الشركة جاء بعد تزايد عمليات الغش وتنوعها على مختلف الأنشطة الاقتصادية ـ وليكون لها دور في خدمات متخصصة في محاربة الغش التجاري وتقليد المنتجات ذات العلامات التجارية الشهيرة والمنتجات المحمية بحقوق التأليف والملكية ذات الصلة بالغش كما أن اشراك القطاع الخاص لتدريب المفتشين لاطلاعهم على آخر التقنيات التي يتم اكتشاف المنتجات المغشوشة من خلالها، وهو ما سيعمل على ترسيخ مبدأ العمل معا لمحاربة هذه الظاهرة وهذه الآفة التي تساهم في تآكل الناتج المحلي الاجمالي ـ وسيشكل هذا التعاون الوثيق والشراكة بين القطاعين العام والخاص على الحد من التلاعب والخداع و الغش وايقاف السلع المغشوشة عند الحدود وفي الجمارك قبل دخولها الى ارض الوطن بل وإلزام أصحابها بإعادتها الى المصدر، وهذا بالطبع يتطلب تكاتف كل الجهود ليس فقط للجهات المختصة ولكن الجهات الاخرى الاجتماعية وذات النفع العام والتي تهتم بحماية المستهلك، وكذلك الحال مع المواطنين، ذلك أن كثيرا من السلع المغشوشة تأخذ طريقها الى داخل البلاد وعبر محلات بيع المنتجات الرخيصة.
التدريب والكوادر
واشار اقتصاديون ورجال أعمال وباحثون الى أن اعداد الكوادر المتخصصة للتفتيش والمختبرات بوزارة التجارة والصناعة غير كافية، ويرون أن عدد المفتشين بوزارة التجارة والصناعة وفروعها في مناطق المملكة لا يوازي عدد المفتشين في احدى أمانات المناطق بينما المطلوب من الوزارة القيام بأكثر من 30 عملا ونشاطا يتعلق بالتفتيش على مستوى المملكة ولذلك فإننا لا نستطيع القاء اللوم على المفتشين الحاليين الذين يملكون طاقات محدودة كغيرهم، ولكن في قلة الكوادر وهو ما يتطلب مضاعفة الكادر الوظيفي المتخصص سواء للمتخصصين في التفتيش التجاري أو في المختبرات.
نقص الكوادر
وقال مدير عام فرع وزارة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية عبداللطيف الصالح ان نقص الكادر الوظيفي المتخصص بالتفتيش والمراقبة على مختلف المواد والمنتجات موجود مشيرا الى ان الفرع يعاني بشكل كبير قلة الامكانات البشرية وتحديدا من المستشارين القانونيين، حيث لا يوجد في الفترة الصباحية سوى مستشار واحد، بينما يوجد في الفترة المسائية أربعة مستشارين متعاونين يعملون لمدة ثلاث ساعات يوميا بينما في فروع أخرى للوزارة يوجد أكثر من عشرة مستشارين.
أمر يدعو للاستغراب
ونوه اقتصاديون عندما يكون في المنطقة الشرقية وهي المنطقة الاقتصادية الأولى بالمملكة مستشار واحد متفرغ وثلاثة غير متفرغين يعملون لمدة ثلاث ساعات في الفترة المسائية فمن أين تكون الفاعلية في متابعة أعمال الغش والتدليس والخداع اذا كان هؤلاء المستشارون يقومون بكل الأعمال ـ في داخل فرع الوزارة ويتم تكليفهم بالمراقبة ـ كما أنهم بالطبع ليسوا متخصصين في قطاع بعينه.. ان الامر يحتاج الى مسابقة الزمن في ايجاد كوادر متخصصة ومدربة وأخصائيي مختبرات ولو بالحد الأدنى الذي يغطي الحاجات الضرورية لأن الكثير من رجال الأعمال والاقتصاديين يرون أن هذا النقص في الامكانات كان من أهم الأسباب التي أنعشت ظاهرتي الغش والتقليد والظواهر السلبية الاخرى.
ودعا مستثمرون في القطاع التجاري وأعضاء في اللجنة التجارية الى مزيد من الاجراءات الخاصة بتنظيم العمل في المختبرات الخاصة التي تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة وتسهيل انشاء المختبرات الأهلية للمساهمة في كشف عمليات الغش والتلاعب.

أبوتركي
22-04-2007, 10:00 AM
إشكالية كبيرة
ويرى نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة المنطقة الشرقية احسان فريد عبدالجواد أن قلة الكوادر والخبراء المتخصصين لدى وزارة التجارة والصناعة اشكالية كبيرة جدا وتدعو للتعجب بالفعل فما يوجد لدى الوزارة من المفتشين لا يكفي لمنطقة واحدة من مناطق المملكة فكيف يكفي لمناطق المملكة المختلفة ـ ويعتقد عبدالجواد أن ذلك كان من ضمن الاسباب التي أدت الى تزايد عمليات الغش التجاري والتقليد وتعقدها، ووجد مستوردو البضائع المغشوشة فرصا أكبر للتلاعب واغراق السوق المحلية بالمنتجات المتقدمة الصلاحية ـ ويساعدهم في ذلك التساهل الذي يجعل من بعض المنتجات التي لا تتوافق مع المواصفات الوطنية على أنها بدائل لسلع أصلية أو إيجاد بدائل متعددة أمام المستهلك وهذه البدائل من بينها ذو الجودة العالية والمتوسط والمنخفض الجودة ـ ولكن طوفانا من السلع الموجودة في السوق وبين ظهرانينا هي من السلع منعدمة الجودة والتي تتسرب الى السوق بسبب ضعف الاجراءات وعدم كفاية أجهزة الاختبار. ونحن قد لا نضع اللوم كله على مختبرات الجودة محدودة الطاقة والتي تواجه طوفانا من المنتجات تضاعف حجمها في الفترة الأخيرة.. و نأمل أن ان تتسارع الانظمة التي تم اقرارها مؤخرا سواء لتشديد الاجراءات للحد من الغش التجاري وايقاف السلع المغشوشة والمقلدة في الجمارك وفي مختبرات التفتيش، بحيث لايتم الفسح لغير السلع المطابقة تماما للمواصفات والمقاييس الوطنية وكذلك الحال بالنسبة لتطوير وتوسيع مختبرات الفحص على مختلف المنتجات وزيادة اعداد الخبراء والكوادر التي تديرها وتعمل بها - واخص بالذكر الكوادر المتخصصة في بعض اعمال التفتيش التي تتوفر حاليا في بعض المنافذ والاجهزة التي هناك امكانية لتوفيرها ولكنها غير موجودة للاسف في المنطقة الشرقية، ونضطر لارسال بعض العينات الى الرياض او جدة للفحص وهذا يأخذ الكثير من الجهد والوقت.. كما انه يؤخر الافساح للكثير من البضائع والسلع وبعض هذه السلع يكون السوق في امس الحاجة اليها..
جرائم غير عادية
ويوافقه في الرأي عضو اللجنة التجارية فهد محمد التميمي والذي يشدد على ضرورة اعتبار الغش والتقليد التجاري جرائم غير عادية وتشديد العقوبات التي توقع على مرتكبيها وذلك للحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تكبد الاقتصاد الوطني سنويا المليارات حيث ارتفع رقم الغش والتقليد في اخر احصاءاته الى 15 مليار ريال وهو ما يدل على تزايد اثر هذه الظاهرة التي يجب ان يتكاتف الجميع للتصدي لها - واضاف التميمي - ان قلة عدد الكوادر المتخصصة والمفتشين لدى وزارة التجارة والصناعة والجهات الاخرى المختصة امر غير مقبول، كما ان عدم وجود جهات اهلية لحماية المستهلك ساهم في تفاقم هذه الظاهرة، ذلك ان جهات حماية المستهلك ستكون من مهماتها ابراز المشكلات التي يعانيها المستهلكون وعمليات الغش والخداع والتدليس التي يتعرضون لها - وستعمل على التعاون مع خبراء ومتخصصين ذوي كفاءة تساند اعمال الجهات الرسمية في كبح جماح هذه الظاهرة - ويؤيد التميمي اعتبار الاشخاص الذين يقومون باعمال الغش والتقليد او مستوردي المنتجات والسلع المغشوشة والمقلدة بانهم مرتكبو جرائم كبرى ضد الوظن والمواطنين ويجب تشديد الاجراءات والعقوبات لردعهم والتي من بينها السجن والغرامات الكبيرة، خاصة اذا اقترنت افعالهم بالاصرار والترصد، ويتساءل : كيف يكون من يضر الناس صحيا وبدنيا ونفسيا وماليا ويساهم في تكبيد الاقتصاد الوطني الخسائر الباهظة وهو يعلم ان ما يستورده هي بضائع منعدمة الفائدة ليس مذنبا بجرم كبير؟؟
التدريب المكثف والمتخصص
ودعا التميمي الى ايجاد برامج تدريبية متخصصة على اعمال التفتيش والمختبرات على احدث المواصفات في مراكز ومعاهد التدريب العامة والخاصة لتغطية الحاجات الملحة للوطن في هذه التخصصات وفي هذه المجالات.. وهذه اسباب الغش!!
لايوجد نقص في الانظمة
اما نائب رئيس اللجنة الوطنية للمحامين بمجلس الغرف السعودية وعضو اللجنة التجارية بغرفة المنطقة الشرقية جاسم محمد العطية فاشار الى انه لا يوجد نقص في الانظمة التي يمكن ان تحد من اعمال الغش والتقليد ولكن النقص هو في التطبيق وتابع ان تزايد اعمال الغش والتقليد والتدليس والخداع مردها الى نقاط محددة من اهمها قلة الوعي لدى جمهور المستهلكين، وانعدام الوازع الاخلاقي لدى فئة من مستوردي وموزعي السلع والمنتجات المغشوشة والمقلدة، وضغط العنصر الرقابي من قبل الجهات المختصة، والذي يعود بدوره الى قلة المفتشين ومراقبي الاسواق فضلا عن المتخصصين في فحص بعض المواد التي تحتاج الى خبرة في عملية فحصها..، وهناك سبب آخر يتعلق بعدم وجود جمعيات اهلية لحماية المستهلك وهو امر سبق وان تم الحديث عنه في اكثر من مناسبة ولكنه لم ير النور حتى الآن.
نظام مقيد باجراءات بيروقراطية
ونوه العطية وبالرغم من وجود نظام لمكافحة الغش التجاري يشتمل على عقوبات رادعة - الا انه مقيد بطول الاجراءات القضائية للبت في مختلف القضايا، فهو نظام غير فاعل - ويساهم بمنح الوقت للمتلاعبين ومرتكبي اعمال الغش والتقليد الذي يعتمد عليه في المماطلة والوعود التي لا رجاء لتنفيذها، وهناك نقطة في هذا الاطار حيث ان النمو في اعداد السكان بالمملكة كبير وهو يتطلب مواكبته بكوادر متخصصة باعداد كافية - وللاسف فان عدد الكوادر المتخصصة والمؤهلة قليل جدا ويتطلب حالة من الاستنفار.. وبالمناسبة فان وزارة التجارة والصناعة هي من اقل الوزارات في الكوادر والقوة البشرية مع انه موكول لها القيام باعمال كثيرة تتطلب جيشا من الخبراء والمستشارين والمفتشين والقائمين بمختلف الاعمال التنفيذية.
جمعيات لحماية المستهلك
ويشدد العطية على الضرورة الحتمية لايجاد جمعيات اهلية لحماية المستهلك مشيرا الى ان مثل هذه الجمعيات سيكون دورها فاعلا ومكتملا لعمل الجهات الرسمية ونوه الى ان القضاء على ظاهرتي الغش والتقليد يحتاج الى جهود جبارة ولكن محاصرتهما ليست مستحيلة وهي تتطلب بشكل اساسي: زيادة عدد العاملين المختصين في وزارة التجارة والصناعة والجهات التابعة لها والمرتبطة باعمال التفتيش وذات العلاقة بالمستهلك، ثم زيادة الوعي الذي يبدأ من المدرسة والشارع، وعقد الاجتماعات لموظفي الدولة من اصحاب العلاقة بالتجارة، واعطاء دور اكبر من الجمعيات النسائية لتوعية ربات البيوت للاهتمام بالجودة والتوعية بالاهتمام بتاريخ صلاحية المنتجات والسلع - حيث زادت في الفترة الاخيرة اعمال الغش ببيع المنتجات المنتهية الصلاحية او تغيير تاريخ الصلاحية بعد انتهائه - وفي كل الاحوال يجب ايقاع اقصى العقوبات ضد مرتكبي هذه الجرائم واعلن عن تشديدات جديدة، ننتظر ان ترى النور..
اداء القسم مطلوب
وامام تزايد اعمال الغش والخداع والتقليد اقترح عضو اللجنة التجارية فهد الصميت ان يؤدي التجار والمستوردون القسم امام المسئولين في وزارة التجارة والصناعة عند الترخيص لهم باعمال الاستيراد بان لايقوم بارتكاب اية جرائم من قبيل الغش والتقليد او استيراد بضائع وسلع مغشوشة ويدخلها للسوق المحلية وان لايقوم باي عمل يخالف النظام التجاري المعمول به بالمملكة ويضر بالاقتصاد الوطني والمواطنين. ويؤكد الصميت ان ظاهرة الغش والتقليد اخذت ابعادا خطيرة جدا في الفترة الاخيرة ولا بد من تضافر الجهود لايقافها وايقاع العقوبات المناسبة على مرتكبيها.
بحت اصواتنا
من جانبه اشار عضو لجنة الاستقدام والمستثمر سعيد مصلح القحطاني الى ان قضايا الغش والتقليد كنا نتحدث عنها سابقا وبحت اصواتنا ولكن للاسف لم تجد لها حتى صدى والامر في البداية كان من السهل القضاء عليهما كما هو الحال في القضاء على الكثير من السلبيات التي تواجه اقتصادنا ومجتمعنا - ولكن الظاهرتين استفحلتا الآن وبشكل كبير فوجبت مضاعفة الجهود لمحاصرتهما..
والمسألة ملحة جدا لان اي تأخير يتسبب في المزيد من الخسائر لاقتصادنا الوطني ولثروتنا الوطنية بل ولصحتنا - فالسلع المغشوشة والمقلدة طوفان يغرق بلادنا ويساهم في منافسة السلع والمنتجات الوطنية بشكل غير طبيعي وغير منطقي - كما انها سلع في اغلبها ليست ذات جدوى ولافائدة مرجوة وفي بعضها ضرر مؤكد من الناحية الصحية وتتسبب في الكثير من الامراض بحسب نوعيتها واقل هذه الامراض والتداعيات حساسية الجلد والاحمرار وهي شائعة لدى من يستعمل كريمات ومساحيق مقلدة او مغشوشة - ثم اننا ندفع سنويا اكثر من 10 مليارات ريال في سلع ومنتجات نعرف انها منعدمة الجودة وهذا الرقم ارتفع هذا العام بحسب الاحصاء الاخير الى 15 مليار ريال وهو رقم مخيف فهو يساوي ميزانية بعض البلدان - انها مسألة تحتاج الى مراجعة للانظمة والقوانين، وكذلك الحال دراسة المشكلات التي تؤدي الى تزايد اثر هذه الظاهرة وتداعياتها وكثير منها يتعلق بتطبيق الانظمة وليس في وجودها - كما ان قلة الكوادر البشرية المتخصصة مشكلة اساسية هي الاخرى وهي مسألة غير مقبولة فنحن لاتنقصنا الامكانات ولكن كيف نستغل الامكانات المتوافرة.
تآكل القيم المضافة
من جانبه يؤكد عبدالله مسفر القحطاني ان ظاهرة الغش والتقليد اصبحت من اشد الظواهر من ناحية التأثير السلبي على الاقتصاد الوطني وتحتاج الى وقفة جادة من الجميع.. فالمتضرر من كل ما يحدث اقتصادنا الوطني ومواطنونا - والضرر هو تآكل الناتج المحلي الاجمالي والقيم المضافة لهذا الاقتصاد.. ويشدد القحطاني على اهمية انشاء الجمعيات الاهلية المختصة بحماية المستهلك.
من جانبه اوضح سعيد عبدالله الزهراني ان ظاهرة الغش التجاري والتقليد تتسبب سنويا في تكبيد اقتصادنا خسائر باهظة جدا لايمكن لاي اقتصاد تحملها وهي تضاف الى الخسائر الكبيرة التي تتحملها مختلف القطاعات وتعمل على الحد من النمو الذي من المفروض ان يتسارع في ظل المشاريع العملاقة التي تطرحها الدولة وفي ظل النهضة الشاملة في مختلف المجالات ونرى ان ما يحدث من عمليات غش وخداع وتدليس وتلاعب وتقليد نقط سوداء يجب ان تزال آثارها عن وجه الاقتصاد الوطني.