هيئة الاستثمار: صندوق جابر أكبر تحد يستنزف الاحتياطي العام والأجيال القادمة

[أبوتركي]

في مذكرتها إلى أعضاء اللجنة المالية والاقتصادية لمجلس الأمة بشأن الاقتراح بإنشاء الصندوق
هيئة الاستثمار: صندوق جابر أكبر تحد يستنزف الاحتياطي العام والأجيال القادمة



رأت الهيئة العامة للاستثمار ان المقترح الخاص بانشاء صندوق جابر للجيل الحاضر يمثل اكبر التحديات التي واجهت او يمكن ان تواجه الاحتياطي العام واحتياطي الاجيال القادمة.
وتكمن خطورة هذا المشروع وفقا لرؤية الهيئة في انه يمثل استنزافا دائما ومستمرا لكلا الاحتياطيين العام والاجيال القادمة معتبرة ان الجانب الاكثر خطورة في ذلك هو ان هذه المبالغ التي سيتم اقتطاعها بصورة سنوية وبدون سقف زمني لن تذهب لتعزيز سياسة الانفتاح الاقتصادي ودعم البنية التحتية والاستثمار في تنمية الموارد البشرية وانما ستؤول الى تغذية اغراض استهلاكية جارية.
واضافت هيئة الاستثمار في مذكرتها المقدمة الى اعضاء اللجنة المالية والاقتصادية لمجلس الامة عن الاقتراح بقانون بشأن انشاء صندوق جابر الاحمد للجيل الحاضر: «لقد استشهد الاخوة مقدمو هذه الاقتراح بالآية الكريمة (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم) ومن منطلق هذه الآية الكريمة ينبثق التحفظ على هذا المقترح اذ ان المعاني الكريمة التي يتضمنها قول الحق تبارك وتعالى هي الدعوة الى حفظ وصيانة وتنمية اموال اليتامى والسهر على حمايتها ودرء المخاطر عنها، مضيفة ان اليتامى الحقيقيين من ابناء الكويت هم الذين سيخرجون الى هذه الارض الطيبة بعد نفاد النفط وهؤلاء هم الايتام بالمعنى الحقيقي للكلمة وهم الذين يستحقون ان يعمل الجيل الحاضر على حماية حقهم في ثروات بلادهم.

تمويل برامج التنمية

واشارت الهيئة الى ان الامر الذي يكمن النقاش حوله هو استخدام جزء من الاموال العامة واحتياطي الاجيال لتمويل برامج التنمية ودعم سياسات الاصلاح الاقتصادي في السنوات العجاف الذي تعجز فيه العوائد النفطية عن تلبية تلك الاحتياجات الملحة، مضيفة وسوف يسجل التاريخ ان اي تصرف خلال ذلك يمس احتياطي الاجيال القادمة باي نقصان انما يمثل ظلما للاجيال القادمة بل وتعريض امن الكويت الوطني لمخاطر لايعلم مداها الا الله.
وقالت مذكرة هيئة الاستثمار: ولا يغيب عن البال ان عصب اموال احتياطي الاجيال موظفة بالاسواق العالمية ذات الاصول الجيدة ورغم ذلك فانها اي الاسواق العالمية تتعرض بين حين واخر الى مخاطر الانخفاض مما يؤدي الى انخفاض القيمة السوقية لتلك الاصول، الامر الذي يترتب عليه ليس فقط عدم تحقيق ارباح، بل وفي بعض السنوات الصعبة تلحق خسائر مما يعني ان ما سيتم تحويله الى الصندوق المقترح سوف يكون بحكم الواقع خسائر اضافية، وهو الامر الذي نرى ان نتكاتف جميعا لدرئه من خلال الادارة السليمة والواعية والمتحفظة في نفس الوقت وجاعلين نصب اعيننا دائما قوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعاف خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا).ورأت هيئة الاستثمار في مذكرتها ان مقتضيات المصلحة العامة في هذه المرحلة تستوجب توجيه الفوائض المالية نحو تحديث البنية التحتية للبلاد، ودعم الخطوات الاصلاحية ومعالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الوطني المتمثلة في هيمنة المصروفات الجارية في الموازنة العامة ومحدودية الايرادات غير النفطية وتكثيف الجهود لتقليص مواطن الهدر والتبذير غير المبرر في ظل التزام الدولة الكامل في تقديم مختلف الرعاية الاجتماعية الشاملة لكافة المواطنين.

صندوق الأجيال القادمة

ونوهت المذكرة الى ان الهيئة تعمل جاهدة على إعادة بناء صندوق احتياطي الاجيال القادمة الذي استنزفت موارده ابان فترة الغزو الغاشم لتأمين العيش الكريم للشعب الكويتي ومن ثم لتمويل عملية التحرير وإعادة الإعمار، لذا يجب استخدام الفوائض المالية في زيادة موارد وبناء صندوق احتياطي الاجيال القادمة وهي المهمة الرئيسية للهيئة العامة للاستثمار في هذه المرحلة مما سيعود بالفائدة على الشعب الكويتي عامة وعلى أجياله القادمة، حيث ان هذا الاحتياطي سيشكل الرافد الاساسي للميزانية عند نضوب ثروة النفط لذا وانه من الأجدر بان يحظى بالاولوية في زيادة موارده وبنائه.
ة موارده وبنائه.