المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة الكويت تكسر حلقة ارتباطها الوهمي مع السوق السعودي رغم بقايا تأثيرات «الماضي»



أبوتركي
22-04-2007, 11:49 AM
قالوا لـ الوطن: إن السوقين يسيران في اتجاهين متباينين حاليا
متداولون: بورصة الكويت تكسر حلقة ارتباطها الوهمي مع السوق السعودي رغم بقايا تأثيرات «الماضي»


تحقيق فهد السميري:

هل كسر سوق الكويت للأوراق المالية الحلقة النفسية المعروفة بارتباطه مع السوق السعودي؟ يبدو السؤال منطقيا في ظل حالة النشاط التي يشهدها السوق الكويتي حاليا، مقابل التراجع المستمر لنظيره السعودي.

وفيما يرى المراقبون ان التركيز على الارتباط بين السوق الكويتي ونظيره السعودي يعزز هذا الارتباط الذي يتخذ شكلا نفسيا يؤثر على سلوك المتداولين رغم ان هذا الارتباط وهمي مقارنة بالارتباطات الحقيقية بين الأسواق الأمريكية مثلا والسوق الياباني وهو ارتباط حقيقي لأن المنتجات اليابانية تجد أكبر أسواقها في أمريكا وبالتالي عندما يحدث ركود في الأسواق الأمريكية ينعكس هذا بالتبعية على الشركات اليابانية.

وبعيدا عن آراء المراقبين، ما وجهات نظر المتداولين؟ وهل ما زالوا يعتقدون بأن هذا الارتباط المفترض ما زال قائما؟ «الوطن» استطلعت آراء المتداولين حول هذه القضية.
في البداية أكد المتداول مبارك الشمري ان أسواق الخليج تسعى للتكامل حاليا ليس بشكل مؤسسي وانما عن طريق الادراجات المتبادلة والمتكررة للشركات الخليجية فلم يعد غريبا ان نرى شركة كويتية مدرجة في قطر أو دبي أو أبوظبي والعكس صحيح غير ان السوق السعودي يكتسب أهميته كونه الأكبر خليجيا ويقوم بدور الأخ الأكبر مما قد يؤثر نفسيا على السوق الكويتي، مشيرا الى انه كثيرا ما يشاهد اذا حدث هبوط في مؤشر البورصة السعودية فإن ذلك ينعكس على المؤشر الكويتي وعمليات التداول.

ولفت الى ان المتداولين في سوق الكويت كثيرا ما تتأثر معنوياتهم سلبا عند هبوط مؤشر السوق السعودية بالاضافة الى المتابعات المتكررة منهم لأداء أسواق الدول المجاورة.
وأوضح الشمري ان الأوضاع السياسية المحيطة بالمنطقة تؤثر سلبا على أداء بورصات دول الخليج فالاستقرار الأمني والارتياح النفسي أمران لازمان لاستمرار دفع العجلة الاقتصادية دون معرقل لها، مؤكدا ان الجانب السياسي مرتبط ارتباطا كليا بالجانب الاقتصادي وداعم له بشكل مباشر في الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام.

الصناديق الاستثمارية

ومن جهته، بين المتداول صالح العنزي ان أي تراجع في مؤشر أسواق السعودية والامارات وقطر ينعكس سلبا على الوضع في الكويت، خاصة في ظل وجود أسهم عديدة وكبيرة في الخليج متعددة الادراج، مؤكدا ان الصناديق الاستثمارية لها العديد من الأسهم المدارة في دول خليجية مجاورة.
وأضاف ان شركة الصناعات المتحدة الكويتية أكبر مثال على ذلك اذ انها تمتلك في «سدافكو» السعودية اسهما واذا حصل هبوط في المؤشر السعودي فإن الصناعات المتحدة تتأثر رغم وجودها بالسوق الكويتي.

وأعرب عن اعتقاده بأن الترابط بين أسواق الخليج سيزيد في الفترة المقبلة اذ ان جميع المؤشرات الحالية توحي بتزايد ذلك الترابط، لافتا الى وجود عامل آخر لا يخفى أهمية في التأثير على السوق الكويتي ألا وهو الوضع السياسي الراهن للمنطقة، إذ انه كلما وجد انفراج سياسي تابع ذلك انفراج في الوضع الاقتصادي للبلاد والعكس صحيح.

وأكد العنزي ان الوضع الحالي للسوق يجعل من الصعوبة الجزم بأنه سوق مستقل بذاته وخير دليل على ذلك ما حصل في الفترة السابقة من شراء شركة «كيوتل» القطرية لـ: %51 من اسهم شركة الوطنية للاتصالات، مشيرا الى ان عمليات الشراء والبيع الحاصلة فيما بين الأسواق الخليجية تثبت ان دول الخليج متشابكة في حالتها الاسهمية ولا تستطيع فك ذلك التشابك.

ارتباط ولكن!!

ومن جانبه، رأى المتداول أحمد شهاب ان الترابط بين السوقين الكويتي والسعودي كان في الفترة السابقة ولكنها تكاد تكون شبه منعدمة في الوقت الحالي، مشيرا الى ان ارتباط السابق حدث بسبب عدم وجود آلية لعمليات النزول والصعود في المؤشر أما الوقت الحالي فالسوق الكويتي منفصل عن باقي أسواق الخليج لأن أداء السوق في الكويت أصبح ممتازا وربحية الشركات باتت لا بأس بها فرواج السوق الكويتي يكسر حلقة التذبذب، فالتداول يعتمد حاليا على أداء الشركات مما يعطي استقلالية للسوق بالاضافة الى نضج المتداولين الذي ساعد في ذلك.
ورأى شهاب ان الترابط السابق لن يتكرر في المستقبل، فالأحداث الحالية تؤكد ذلك ومثال على ذلك مؤشر السوق السعودية عندما صعد ووصل الى 9 آلاف نقطة و10 آلاف نقطة ايضا ثم الهبوط المفاجئ وبقوة الى 7 آلاف لكن لو لوحظ المؤشر الكويتي في الآونة نفسها فنشهد صعودا طبيعيا جدا.

ارتباط نفسي

وفي جانب آخر، قال المتداول فهد العتيبي: قبل أشهر قليلة كان يوجد ارتباط فيما بين الكويت والسعودية اما الوقت الحاضر فلم يعد هذا الارتباط موجودا بسبب ارباح الشركات المدرجة القوية، مؤكدا ان المتداول هو نفسه الذي خلق الارتباط بين السوقين حيث ظل المتداول في الكويت يتابع ويتأثر بما يحصل حوله في السعودية، واذا شاهد نتائج سلبية فإنه ينسحب من التداول بالشكل اليومي المعهود منه.

وأكد ان المرحلة المقبلة لن تشهد الارتباط الذي حصل سابقا لأن المتداولين كسروا الحاجز النفسي لهم حول السعودية بسبب الأرباح العالية التي حققها السوق الكويتي.

وأعرب العتيبي عن اعتقاده بأن بورصة الكويت تعد مستقلة عن غيرها من الأ سواق المجاورة بسبب دور الحكومة في تشجيع عمليات السوق والدفع بها نحو الأمام.

استقلالية مطلقة

اما المتداول عدنان معرفي فقد نفى وجود ترابط بين السوقين، مدللا على ذلك بأرقام المؤشر في كلا السوقين ووجود تباين بينهما، ففي السعودية هبوط حاد بينما الكويت ارتفاع جيد.
وأشار الى ان الحديث عن جانب الارتباط هو حديث وهمي لا أصل له في الواقع لكن سببه ما هو الا نظر المتداول الكويتي على ان السوق السعودي كبير، مؤكدا ان الحقيقة في ذلك هي أنه ينبغي النظر على قوة السوق وليس حجمه فالسوق الكويتي من أقوى أسواق الخليج رغم صغر حجمه.

وذكر ان الفترة المقبلة هي ثمرة ونتاج للمرحلة الحالية فلا يستطيع متابع لحركة السوق الجزم أو الاعتقاد حتى بوجود ترابط في الآونة المستقبلية.

المستثمر الكويتي

فيما يرى مناور الخاطر ان البورصة السعودية مازالت تستفيد من خبرات المستثمر الكويتي وما مر به من تجارب سابقة تمثلت في سوق المناخ وأحداث الهبوط في العامين 98 و99، متسائلا: كيف يعقل ان السوق في الكويت يرتبط بسوق أقل منه خبرة وأداء وتداولا؟!
وشدد الخاطر على أهمية تبصير المستثمر الكويتي بحال السوق ووضعه مقارنة بأسواق أخرى من خلال اقامة دورات مكثفة في ذلك حتى تزرع الثقة في نفسه بعيدا عن أي ارتباط نفسي قد يطرأ له مع أسواق اخرى مؤكدا ان الارتباط بات من بقايا.. الماضي.

بدون ارتباط

ومن جانب آخر لفت محمد الشمالي الى عدم وجود أي ارتباط بالكويت مع السوق السعودي أو الاماراتي أو القطري، مؤكدا ان شراء شركات كويتية لأسهم خليجية لم يخلق نوعا من الارتباط بسبب ان الاسهم تعد جزءا من شركات كبرى توجد داخل السوق الكويتي لذا لن يكون لها تأثير اذا ما نظرنا لحجمها.

ونوه بان بورصة الكويت ساهمت عوامل عدة لاستقلالها على أرضية تداولاتها القوية الى جانب دور الحكومة بخلق جو الاستقلالية والدور الذي تقوم به ايضا ادارة السوق الكويتي.