أبوتركي
22-04-2007, 12:54 PM
عولمة الاقتصاد التونسي: التحديات والفرص
إيهاب الشاوش من تونس
فيما بدأ العد التنازلي، لانضمام تونس إلى منطقة التبادل الحر مع دول الاتحاد الأوروبي، في غرة جانفي 2008، بعدما كانت اول دولة توقع اتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي، سنة 1995، بدأ خبراء الاقتصاد يتحدثون على تدويل الاقتصاد التونسي او "عولمته"، بالنظر الى التحديات الجديدة التي أملتها التكتلات الاقتصادية الكبرى من جهة، سواء على مستوى الشركات او الدول، و ضيق السوق التونسية، و ندرة المواد الأولية، و خاصة الطاقية من جهة ثانية.موضوع قد يجد صداه، في تحرك الحكومة التونسية، خلال المدة الأخيرة، على أكثر من صعيد، بغاية تنويع الأسواق الخارجية، أميركا اللاتينية، آسيا، الدول العربية. و أيضا لمزيد استقطاب الاستثمارات الخارجية و المراهنة خاصة على اقتصاد المعرفة و الخدمات، حتى لا تبقى الاستثمارات الخارجية رهينة ما يمكن وصفه ب"الاستثمار في الحجارة" إشارة إلى العقار و الفنادق.
في هذا السياق، انتظم منتدى دولي في العاصمة التونسية حول "عولمة الاقتصاد التونسي: التحديات والفرص» نظمته مجلة (ليكونوميست ماغريبان)، سلك خلاله المشاركون الضوء على مسألة تدويل الاقتصاد التونسي. و قال وزير الخارجية التونسية عبد الوهاب عبدالله، ان البلدان المغاربية توفقت الى نسج علاقات اقتصادية جد مثمرة على الرغم من التحديات والعراقيل.
وذكر الوزير التونسي خلال منتدى دولي، حول موضوع « بالنجاحات التي حققتها بلدان الاتحاد المغاربي على صعيدي المبادلات التجارية، والاستثمار مبرزا قرب انطلاق البنك المغاربي للاستثمار في عمله بما من شأنه ان يسهم في تعزيز نسق التعاون والشراكة بين بلدان المنطقة
و بخصوص توقيع تونس لاتفاقية الشراكة، مع الإتحاد الأوروبي قال وزير الخارجية التونسي، ان التوقيع على هذه الاتفاقية كان رهانا ناجحا و أشار إلى أن تونس ستكون أول دولة ستنضم مع غرة جانفي 2008 الى منطقة التبادل الحر مع دول الاتحاد الأوروبي.
ولاحظ ان هذا الانجاز سيتيح الفرصة لتدفق أفضل وأسرع للاستثمارات الخارجية وتعميق العلاقات وتبادل الخبرات والتجارب بين رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين من تونس والاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن اتفاقية حسن الجوار مع الشريك الأوروبي ستسهم بدورها في مزيد دعم علاقات تونس مع هذا الشريك.
تونس تنتهج مسارا نحو تدويل اقتصادها:
من جهته، اعتبر توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي «انه من الثابت اليوم ان تونس تنتهج مسارا نحو تدويل اقتصادها"، و اضاف " انه وان تركزت تنمية الاقتصاد التونسي واندماجه في الاقتصاد العالمي الى حد الان على النهوض بالصادرات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فقد أصبحت تونس اليوم واعية بان اعتماد أشكال أخرى للتدويل أضحت ضرورية وخاصة من خلال الاستثمار في الخارج.
و بين توفيق بكار،أهمية التحكم في التوازنات العامة للاقتصاد التونسي، وتحقيق نمو ثابت ومستديم والتحكم في التداين الخارجي وتبني سياسة نقدية ناجعة وإرساء أسس ثابتة للجهاز البنكي واعتماد معدل صرف مرن.
واوضح توفيق بكار «ان المقاربة التونسية في مجال تحرير الخدمات المالية مع الخارج التي تعتمد تمشي واقعي وتدريجي سترتكز في المستقبل على إعطاء الأولوية للمؤسسة ولأنشطتها الإنتاجية الجارية والى مجال تحرير تبادل رؤوس الأموال كما ستتمحور حول إعطاء الأسبقية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على الاستثمارات في محافظ السندات.
العولمة تتم بشكل حيوي و هجومي:
الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، قال من جانبه، ان العولمة يجب ان تتم بشكل حيوى وهجومي . و أشار إلى أن العولمة قد فرضت على تونس بسبب ضيق سوقها المحلية والاستغلال الأقصى لإمكانياتها . ولاحظ ان مسار الانضمام الى موكب العولمة شأن جماعي يلزم كل مكونات المجتمع من إدارة و رؤساء مؤسسات وأجراء ومستهلكين .
ودعا رئيس نقابة الأعراف، الى انتصاب المؤسسات التونسية في أسواق الجوار مثل ليبيا والجزائر والاستثمار في مشاريع ذات قيمة مضافة عالية في هذه الأسواق ولا سيما في قطاعات الصناعات التحويلية والخشب والاثاث ومواد البناء بهدف الاستفادة من انخفاض كلفة الإنتاج في هذه الأسواق ومنها تكاليف الطاقة والمواد الأولية . ويرى الهادى الجيلاني في السوق الإفريقية، سوقا هامة لانتصاب المؤسسات التونسية العاملة في مجال الخدمات مثل الهندسة والبنوك والتامين ومكاتب الاستشارة .
ويقدر الهادى الجيلاني رقم معاملات المؤسسات التونسية العاملة بالخارج ب65 مليون دينار 28 بالمائة منها في القطاع الصناعي و24 بالمائة في الخدمات مبينا ان نصف هذه الاستثمارات انجزت في الجزائر . واقترح في هذا المضمار تخصيص 2 بالمائة من مداخيل التصدير لانشاء صندوق دعم الباعثين الشبان لمعاضدتهم على الانتصاب في الخارج
إيهاب الشاوش من تونس
فيما بدأ العد التنازلي، لانضمام تونس إلى منطقة التبادل الحر مع دول الاتحاد الأوروبي، في غرة جانفي 2008، بعدما كانت اول دولة توقع اتفاق شراكة مع الإتحاد الأوروبي، سنة 1995، بدأ خبراء الاقتصاد يتحدثون على تدويل الاقتصاد التونسي او "عولمته"، بالنظر الى التحديات الجديدة التي أملتها التكتلات الاقتصادية الكبرى من جهة، سواء على مستوى الشركات او الدول، و ضيق السوق التونسية، و ندرة المواد الأولية، و خاصة الطاقية من جهة ثانية.موضوع قد يجد صداه، في تحرك الحكومة التونسية، خلال المدة الأخيرة، على أكثر من صعيد، بغاية تنويع الأسواق الخارجية، أميركا اللاتينية، آسيا، الدول العربية. و أيضا لمزيد استقطاب الاستثمارات الخارجية و المراهنة خاصة على اقتصاد المعرفة و الخدمات، حتى لا تبقى الاستثمارات الخارجية رهينة ما يمكن وصفه ب"الاستثمار في الحجارة" إشارة إلى العقار و الفنادق.
في هذا السياق، انتظم منتدى دولي في العاصمة التونسية حول "عولمة الاقتصاد التونسي: التحديات والفرص» نظمته مجلة (ليكونوميست ماغريبان)، سلك خلاله المشاركون الضوء على مسألة تدويل الاقتصاد التونسي. و قال وزير الخارجية التونسية عبد الوهاب عبدالله، ان البلدان المغاربية توفقت الى نسج علاقات اقتصادية جد مثمرة على الرغم من التحديات والعراقيل.
وذكر الوزير التونسي خلال منتدى دولي، حول موضوع « بالنجاحات التي حققتها بلدان الاتحاد المغاربي على صعيدي المبادلات التجارية، والاستثمار مبرزا قرب انطلاق البنك المغاربي للاستثمار في عمله بما من شأنه ان يسهم في تعزيز نسق التعاون والشراكة بين بلدان المنطقة
و بخصوص توقيع تونس لاتفاقية الشراكة، مع الإتحاد الأوروبي قال وزير الخارجية التونسي، ان التوقيع على هذه الاتفاقية كان رهانا ناجحا و أشار إلى أن تونس ستكون أول دولة ستنضم مع غرة جانفي 2008 الى منطقة التبادل الحر مع دول الاتحاد الأوروبي.
ولاحظ ان هذا الانجاز سيتيح الفرصة لتدفق أفضل وأسرع للاستثمارات الخارجية وتعميق العلاقات وتبادل الخبرات والتجارب بين رجال الأعمال والفاعلين الاقتصاديين من تونس والاتحاد الأوروبي مشيرا إلى أن اتفاقية حسن الجوار مع الشريك الأوروبي ستسهم بدورها في مزيد دعم علاقات تونس مع هذا الشريك.
تونس تنتهج مسارا نحو تدويل اقتصادها:
من جهته، اعتبر توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي «انه من الثابت اليوم ان تونس تنتهج مسارا نحو تدويل اقتصادها"، و اضاف " انه وان تركزت تنمية الاقتصاد التونسي واندماجه في الاقتصاد العالمي الى حد الان على النهوض بالصادرات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة فقد أصبحت تونس اليوم واعية بان اعتماد أشكال أخرى للتدويل أضحت ضرورية وخاصة من خلال الاستثمار في الخارج.
و بين توفيق بكار،أهمية التحكم في التوازنات العامة للاقتصاد التونسي، وتحقيق نمو ثابت ومستديم والتحكم في التداين الخارجي وتبني سياسة نقدية ناجعة وإرساء أسس ثابتة للجهاز البنكي واعتماد معدل صرف مرن.
واوضح توفيق بكار «ان المقاربة التونسية في مجال تحرير الخدمات المالية مع الخارج التي تعتمد تمشي واقعي وتدريجي سترتكز في المستقبل على إعطاء الأولوية للمؤسسة ولأنشطتها الإنتاجية الجارية والى مجال تحرير تبادل رؤوس الأموال كما ستتمحور حول إعطاء الأسبقية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة على الاستثمارات في محافظ السندات.
العولمة تتم بشكل حيوي و هجومي:
الهادى الجيلاني رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، قال من جانبه، ان العولمة يجب ان تتم بشكل حيوى وهجومي . و أشار إلى أن العولمة قد فرضت على تونس بسبب ضيق سوقها المحلية والاستغلال الأقصى لإمكانياتها . ولاحظ ان مسار الانضمام الى موكب العولمة شأن جماعي يلزم كل مكونات المجتمع من إدارة و رؤساء مؤسسات وأجراء ومستهلكين .
ودعا رئيس نقابة الأعراف، الى انتصاب المؤسسات التونسية في أسواق الجوار مثل ليبيا والجزائر والاستثمار في مشاريع ذات قيمة مضافة عالية في هذه الأسواق ولا سيما في قطاعات الصناعات التحويلية والخشب والاثاث ومواد البناء بهدف الاستفادة من انخفاض كلفة الإنتاج في هذه الأسواق ومنها تكاليف الطاقة والمواد الأولية . ويرى الهادى الجيلاني في السوق الإفريقية، سوقا هامة لانتصاب المؤسسات التونسية العاملة في مجال الخدمات مثل الهندسة والبنوك والتامين ومكاتب الاستشارة .
ويقدر الهادى الجيلاني رقم معاملات المؤسسات التونسية العاملة بالخارج ب65 مليون دينار 28 بالمائة منها في القطاع الصناعي و24 بالمائة في الخدمات مبينا ان نصف هذه الاستثمارات انجزت في الجزائر . واقترح في هذا المضمار تخصيص 2 بالمائة من مداخيل التصدير لانشاء صندوق دعم الباعثين الشبان لمعاضدتهم على الانتصاب في الخارج