تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : محافظ الأوراق المالية



أبوتركي
22-04-2007, 08:19 PM
محافظ الأوراق المالية



سامي حطاب


شهد الاستثمار في الأوراق المالية تطورات كبيرة من نواحٍ متعددة، حيث ظهرت نظريات عديدة تتناول هذا الموضوع هدفت إلى تعظيم العائد المتوقع من الاستثمار وتخفيض المخاطر إلى مستويات مقبولة. وكان لهذه النظريات أثر كبير في تغيير الطريقة التي يتم فيها اتخاذ القرار الاستثماري. ومن جهة أخرى شهدت بورصات الأوراق المالية تطوراً كبيراً في كافة جوانب عملها التقنية والتشريعية، خصوصاً في مجال أتمتة عمليات التداول مما سهل التداول في الأوراق المالية إضافة إلى تطوير طرق نشر المعلومات بحيث أصبحت متوفرة للجميع من خلال المواقع الإلكترونية للبورصات وهيئات الأوراق المالية وشركات مزودي المعلومات.



نظرية المحفظة تهتم بقرارات المستثمر في اختياره للأصول المراد الاستثمار فيها من حيث الموازنة بين العائد المتوقع والمخاطر من خلال تعظيم العائد من دون أي زيادة في المخاطر أو تخفيض المخاطر عند مستوى معين من العائد

عند سماع كلمة محفظة يتبادر إلى الذهن الشيء الذي نحمله معنا باستمرار والذي نضع فيه النقود التي نحملها معنا وبطاقات الائتمان وإثبات الشخصية ورخصة القيادة وأي وثائق نرى أنه من الضروري حملها معنا باستمرار. بمعنى آخر، فإن المحفظة تحتوي على خليط من الأشياء الثمينة التي نمتلكها. أما في الاستثمار فإن كلمة محفظة تعني أننا نمتلك استثمارات متعددة مثل السلع الثمينة كالذهب والفضة والمعادن النفيسة الأخرى وكذلك يمكن أن تحتوي على عقارات وأراضٍ، ويمكن أن تحتوي على أوراق مالية مثل الأسهم والسندات. أي أن المحفظة تحتوي على خليط من الاستثمارات ويمكن كذلك أن تتكون المحفظة من أوراق مالية فقط.

ووضع العالم Markowitz نظرية المحفظة في العام 1952 واستند في نظريته إلى فرضيات عدة تتعلق بسلوك المستثمر. ونظرية المحفظة تهتم بقرارات المستثمر في اختياره للأصول المراد الاستثمار فيها من حيث الموازنة بين العائد المتوقع والمخاطر من خلال تعظيم العائد من دون أي زيادة في المخاطر أو تخفيض المخاطر عند مستوى معين من العائد. وتعتبر نظرية المحفظة من التطورات الكبيرة التي شهدها الاستثمار في الأوراق المالية وحصل عليها العالم Markowitz على جائزة نوبل في العام 1990. ومفهوم المحفظة موجود منذ القدم من خلال المقولة "عدم وضع البيض كله في سلة واحدة" ومن هذا القول نستنتج معنى تخفيض المخاطر من خلال التنويع.

ويعتبر قرار اختيار الأوصل وتوزيع المبلغ المراد استثماره على الأصول التي تتكون منها المحافظة من أهم القرارات التي يتم اتخاذها والتي يتحدد بموجبها العائد المتوقع من المحفظة ودرجة المخاطر التي يتحملها المستثمر مالك المحفظة.


مفهوم التنويع

كلمة تنويع تعني الحصول أو حيازة أكثر من نوع واحد، فعلى سبيل المثال التنويع في الغذاء هو تناول أكثر من صنف من الطعام. وهناك تنويع جيد بحيث نأكل من أغذية متعددة وبتوازن بحيث نحصل على الفائدة المرجوة لبناء أجسامنا بالشكل الصحيح، وهناك تنويع غير جيد بحيث نتناول أصناف متنوعة من الطعام تحتوي على العناصر نفسها وبالتالي لا تحصل أجسامنا على ما تحتاجه من العناصر اللازمة لبنائها. وفي الاستثمار كلمة التنويع تأتي ملازمة لكلمة محفظة، فالتنويع يعني الاستثمار في أكثر من أصل سواء كان مالياً أو سلعياً، والهدف الرئيسي للتنويع في الاستثمار هو التقليل من المخاطر عند مستوى معين من العائد.

ويفيد التنويع في تقليل الخسائر التي قد يتعرض لها الاستثمار فإن انخفاض قيمة أصل قد يقابله ارتفاع في قيمة أصل آخر وبالتالي فإن المستثمر يعظم منفعته من الاستثمار في ضوء تنويع محفظته. والتنويع يمكن أن يتم بطرق متعددة كثيرة منها العشوائي ومنها بالطرق العلمية المدروسة، فعلى سبيل المثال يمكن أن يكون التنويع عن طريق الاستثمار: الأسهم والسندات والأصول الملموسة والأسهم والنقد والأسهم والسندات والمعادن الثمينة والعملات.

إن التنويع يشمل أيضاً الاستثمار في أكثر من سوق وفي أكثر من دولة، كذلك يشمل الاستثمار في أدوات من أجل مختلفة. إن تكوين المحفظة يمكن كذلك أن يكون من الأسهم فقط ويمكن أن يكون من السندات وكذلك يمكن أن تكون هناك محافظ صغيرة داخل المحفظة.

* الكاتب مدير دائرة الأبحاث والعلاقات الدولية في بورصة عمان