المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال: الجمعيات والمنظمات غير الربحية



أبوتركي
23-04-2007, 01:20 AM
نافذة على العلوم الإدارية
الجمعيات والمنظمات غير الربحية


د. حكمت الراوي

يتناول هذا المقال الجمعيات الخيرية والمنظمات غير هادفة الربح، حيث يتم التطرق الى مفهوم الجمعيات الخيرية وعلاقتها بالمفاهيم الأخرى، كما يتناول الهيكل وأسس تنظيم الجمعيات الخيرية. وعلى الرغم من وجود عدد من التعاريف المتداولة في الأدبيات، فهناك عدد من المفاهيم التي سوف نهتم بتناولها في هذا الموضوع كمراجعة لما ورد في تلك المؤلفات، فيقصد بكلمة “جمعية خيرية” هيئة مؤلفة من سبعة أشخاص فأكثر، غرضها الأساسي تنظيم مساعيها لتقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين من دون أن تستهدف من نشاطها أو عملها جني الربح المادي واقتسامه أو تحقيق المنفعة الشخصية أو تحقيق أهداف سياسية. ولا يشمل هذا التعريف السياسة أو الجمعيات أو الهيئات التي تنشأ بموجب قانون خاص. وقد وردت بعض المفاهيم في التعريف لا بد من التطرق لها، فعبارة “هيئة اجتماعية” تعني وحدة الهيئة المؤلفة ضمن بعض القوانين من سبعة أشخاص أو أكثر يقدمون خدمات اجتماعية سواء كانت تلك الخدمات علمية أو تدريبية أو خيرية. ويشمل مفهوم الهيئة الاجتماعية كافة المراكز الاجتماعية غير الهادفة للربح المادي. كما لا بد من التطرق الى مفهوم “الجمعية العادية”، وهي هيئة مؤلفة من سبعة أشخاص أو أكثر غرضها تقديم وتنظيم الخدمات للمواطنين، كالجمعيات الخيرية، والأندية الرياضية والتعاونية والاجتماعية والحركات الكشفية. ويقصد بعبارة “الجمعية الموحدة” أو عبارة “الهيئة الاجتماعية الموحدة” أنها جمعية أو هيئة اجتماعية ألفت عن طريق أرباح جمعيتين خيريتين أو هيئتين اجتماعيتين أو أكثر من الجمعيات الخيرية أو الهيئات الاجتماعية.

وتعني عبارة “اتحاد الجمعيات الخيرية” أنها جمعية خيرية ألفت عن طريق اتحاد ثلاث جمعيات خيرية أو أكثر من الجمعيات ضمن لواء واحد على أن تحتفظ الجمعيات الخيرية المنضمة للاتحاد بشخصيتها القانونية. إن هدف الاتحاد هو التنسيق للعمل التطوعي بين الجمعيات الخيرية المنضمة إليه وتقويتها وتنشيطها وتنمية الوعي.

ويعبر عن مفهوم “الاتحاد العام للجمعيات الخيرية” هي تلك الهيئات التي تمثل مجموعة الاتحادات اللوائية في قطر ما، ويكون هدفها الأساسي تنسيق الجهود والاتحاد اللوائية. واتحاد الجمعيات الخيرية يعمل على رفع مستوى الخدمة الاجتماعية في القطر. أما “الاتحاد النوعي” الذي يردد كثيراً يمثل مجموعة مؤلفة من ثلاث جمعيات خيرية أو هيئات اجتماعية أو أكثر، تكون فيما بينهما اتحاداً بشرط أن تكون الخدمات التي تقدمها متشابهة، ويعني هذا الاتحاد تنسيق الجهود وتوحيد الخدمات وتنمية الوعي الاجتماعي.

إن جميع هذه الجمعيات والاتحادات والهيئات الاجتماعية تنشأ بموجب قانو ن مصادق عليه من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة الداخلية أو الوزارة المختصة في القطر.

وللجمعيات أهداف عامة منها رسم السياسة العامة لنشاطات الجمعيات الخيرية والعمل على تنسيق الخدمات الخيرية ورسم سياسة واضحة للتمويل وتبادل المعلومات، وتولي تنظيم الدورات، وحسم ما ينشأ من خلافات وغيرها. أما الأهداف الخاصة فهي رعاية الأفراد والأسر، والعمل على توفير فرص العمل والإنتاج للمواطنين، والتوصيات لوزارات الدولة ذات العلاقة عن أنشطتها، وتوفير التدريب المهني، وإجراء البحوث العلمية والدراسات الميدانية وغيرها. وللجمعيات نظام أساسي يتم إعداده وتقديمه الى الجهات المعنية يتألف من بنود: منها طلب التأسيس، غرض التأسيس، مجلس الإدارة، السنة المالية، تعيين مراقب حسابات، بالإضافة الى ذلك هناك خصوصيات للجمعيات وموارد واستخدامات. وفي هذا الصدد هناك الحاجة الى تعريف المواطنين وتشجيعهم للتعرف عن قرب لمثل هذه المفاهيم ومشاركتهم في جميع أنشطة هذه الجمعيات وزيادة ترويج خدماتها. حيث تشكل الجمعيات لعدد من الدول أهمية كبيرة في حياة مواطني تلك الدول. هناك عدد من الأسئلة يمكن طرحها في هذا السياق منها، ما مدى معرفة المواطن عن تلك الجمعيات وأنشطتها المهمة والمختلفة؟ ما مدى مساهمة وتعاون المواطن لتطوير الجمعيات؟ وما دور الدولة في قطر ما لتطوير تلك الجمعيات؟



* أستاذ جامعي