كحيلان
26-04-2007, 04:05 AM
عزة النفس أن تتعالى على نفسك الأمارة بالسوء، لا أن تتعالى على الآخرين، و أن تترفع عن سفاسف الأمور و محقرات العيوب، فتكون نفسك بذلك نفساً مطمئنة.
و لعل لنا عبرة في قصة عالم الشام في وقته الشيخ سعيد الحلبي مع حاكم مصر المتسلط إبراهيم باشا بن محمد علي عندما زار المسجد الأموي بدمشق، و الشيخ يلقي درسه، فمر من جانبه و كان الشيخ ماداً رجله، فلم يحركها أو يغير من جلسته، فاغتاظ إبراهيم باشا من ذلك غيظاً شديداً، وخرج من المسجد، و قد أضمر في نفسه للشيخ شرا.
لما وصل قصره زين المنافقون من حوله الفتك بالشيخ، و ما زالوا يؤلبونه حتى هم بإحضار الشيخ مكبلاً بالقيود، لكنه عدل عن ذلك لإدراكه أن أية إساءة للشيخ ستجلب له متاعب لا قبل له بها.
فكر بالأمر وقدر، و هداه تفكيره إلى أسلوب آخر للانتقام من الشيخ و هو إغراؤه بالمال، فإذا قبله الشيخ سقطت هيبته في نفوس الناس فلا يبقى له بعدها عليهم تأثير.
أرسل أبراهيم باشا إلى الشيخ ألف ليرة ذهبية، و هو مبلغ له قيمته وقتئذ و يتمناه أكثر الناس، و طلب ممن أرسله بالمال أن يعطيه الشيخ على مرأى و مسمع من تلامذته و مقربيه.
انطلق الرسول بالمال إلى المسجد، وجاء إلى الشيخ و هو يلقي درسه، فألقى السلام، ثم قال للشيخ بصوت يسمعه من في المجلس: هذه ألف ليرة ذهبية يرى مولانا الباشا أن تستعين بها على أمرك. نظر الشيخ نظرة إشفاق نحو الرجل، و قال له بهدوء و سكينة: يا بني! عُدْ بنقودك إلى مولاك و ردها إليه وقل له: إن الذي يمد رجله لا يمد يده.
هذه القصة نموذج من الصور التي امتلئ بها تاريخنا الناصع، و حق لنا أن نفاخر به، و أن نسأل الله أن ينعم بمثلها أو أحسن منها على واقعنا المعاصر. و صدق عنترة ( و إن كان في النفس شيء من الشطر الأخير! )حين قال:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل
و لعل لنا عبرة في قصة عالم الشام في وقته الشيخ سعيد الحلبي مع حاكم مصر المتسلط إبراهيم باشا بن محمد علي عندما زار المسجد الأموي بدمشق، و الشيخ يلقي درسه، فمر من جانبه و كان الشيخ ماداً رجله، فلم يحركها أو يغير من جلسته، فاغتاظ إبراهيم باشا من ذلك غيظاً شديداً، وخرج من المسجد، و قد أضمر في نفسه للشيخ شرا.
لما وصل قصره زين المنافقون من حوله الفتك بالشيخ، و ما زالوا يؤلبونه حتى هم بإحضار الشيخ مكبلاً بالقيود، لكنه عدل عن ذلك لإدراكه أن أية إساءة للشيخ ستجلب له متاعب لا قبل له بها.
فكر بالأمر وقدر، و هداه تفكيره إلى أسلوب آخر للانتقام من الشيخ و هو إغراؤه بالمال، فإذا قبله الشيخ سقطت هيبته في نفوس الناس فلا يبقى له بعدها عليهم تأثير.
أرسل أبراهيم باشا إلى الشيخ ألف ليرة ذهبية، و هو مبلغ له قيمته وقتئذ و يتمناه أكثر الناس، و طلب ممن أرسله بالمال أن يعطيه الشيخ على مرأى و مسمع من تلامذته و مقربيه.
انطلق الرسول بالمال إلى المسجد، وجاء إلى الشيخ و هو يلقي درسه، فألقى السلام، ثم قال للشيخ بصوت يسمعه من في المجلس: هذه ألف ليرة ذهبية يرى مولانا الباشا أن تستعين بها على أمرك. نظر الشيخ نظرة إشفاق نحو الرجل، و قال له بهدوء و سكينة: يا بني! عُدْ بنقودك إلى مولاك و ردها إليه وقل له: إن الذي يمد رجله لا يمد يده.
هذه القصة نموذج من الصور التي امتلئ بها تاريخنا الناصع، و حق لنا أن نفاخر به، و أن نسأل الله أن ينعم بمثلها أو أحسن منها على واقعنا المعاصر. و صدق عنترة ( و إن كان في النفس شيء من الشطر الأخير! )حين قال:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم وجهنم بالعز أطيب منزل