المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فريق عمل ناجح - بادر بالتعليم والتدريب



qatar_shares
09-05-2007, 08:46 AM
فريق عمل ناجح - بادر بالتعليم والتدريب


إن العمل في بيئة تنافسية يتطلب منا التركيز وبشكل مستمر على مستوى الأداء الذي تقدمه الشركة أو منظمة الأعمال، ومقارنة تلك المستويات بمستويات أداء المنافسين.
ففي بداية عمل منظمة الأعمال يكون طموحها هو الوصول إلى مستوى الأداء المقبول الذي يبقيها في بؤرة الضوء مع المنافسين، وعند الوصول إلى تلك الغاية وكطبيعة متأصلة بالإنسان فإننا نتطلع إلى التميز بمستويات الأداء أفضل مما هو عليه الحال في سوق المنافسة، هذه نتيجة حتمية لأي شركة أو منظمة أعمال تطمح لأن تستحوذ على نصيب الأسد من الحصة السوقية.

و هنا تبرز أهمية التطوير، الذي يتمركز حول فكرة تحسين مستويات الأداء الفردي والجماعي وتحسين مميزات المنتج الذي تقدمه منظمة الأعمال أو الشركة، والذي بدوره يعمل على دفع عجلة العمل إلى تقديم مستويات أداء تتفوق بها عن نظيراتها من المنافسين، وهذا ما يضمن لها الاستمرارية، حيث إن الاستمرارية تتطلب مواكبة المتغيرات التي هي صفة أساسية لسوق المنافسة، وعند ذلك تظهر أهمية التدريب والتعليم من اجل مواكبة تلك المتغيرات.

إن المديرين وقادة الفرق المتميزين يحرصون دائما على تشجيع أعضاء فريقهم على تطوير مستويات أدائهم عن طريق التدريب والتعليم المستمر. وهنا يبرز تساؤل مهم: لماذا قادة الفرق يغفلون أهمية تدريب وتعليم أعضاء فرقهم؟
هنالك مجموعة من العوامل التي تعمل على إغفال أهمية التطوير والتدريب، ومن هذه العوامل التركيز المستمر نحو تحقيق الهدف والتركيز المستمر نحو مستويات الأداء والتكلفة النسبية المرتفعة لعملية التدريب والتعليم.
إن الإيمان بمقولة أن عملية التطوير تكون نابعة من إرادة شخصية للفرد هي مقولة صحيحة، ولكن بصفتك مديرا أو قائد فريق تسعى لأن تكون متميزاً يجب أن تضع التدريب والتعليم على أجندتك اليومية، ويجب أن تحرص على التدريب والتعليم لكي تضمن استمرارية الأداء المتميز إذا كنت تتطلع إلى أن تكون في الطليعة أنت وفريق عملك.

من المشاكل التي يواجهها قادة الفرق عدم حماس أعضاء الفريق لعملية التدريب والتعليم، هنالك أسباب تدفع أعضاء الفريق إلى عدم إظهار الحماس نحو التدريب والتعليم ومن أهم هذه العوامل، مقاومة التغيير وهذا نابع من شعور أعضاء الفريق بنوع من المخاوف نحو التغيير، عدم رغبة الموظف في الخروج من منطقة الراحة التي تعودوا البقاء فيها ونقصد بمنطقة الراحة هنا الطريقة الروتينية التي تعود الموظف على أداء عمله بها، كما يعتبر عدم إدراك أهمية عملية التدريب والتطوير والتعلم من أهم المعوقات التي تؤدي إلى فقدان عنصر الحماس لدى الموظفين، كما أن عدم منح المساحة من الحرية للموظفين في عملية اختيار الدورات التدريبية التي يرغبون فيها وعدم مواءمة أوقات الدورات التدريبية، من أهم أسباب تثبيط عناصر الحماس نحو الإقبال على فكرة التدريب والتطوير لدى الموظفين.

على قائد الفريق السعي حثيثاً لبث الحماس في أعضاء فريقه لدفعهم لطلب التدريب والتعليم عن طريق العمل على تبديد مخاوف أعضاء الفريق، وعن طريق تشجيعهم وتحفيزهم لعملية تطوير أنفسهم لدفعهم لتحقيق أهدافهم الفردية، وعن طريق منحهم الحرية في اختيار الدورات التدريبية وأوقات تلك الدورات.

من أهم الأسباب التي تدفع قادة الفرق نحو الابتعاد عن فكرة التدريب والتعليم أنهم ينتظرون أن تظهر علامات التغيير نحو الأفضل سريعاً، وهذا ما لا يحدث أبداً، وذلك كون التدريب يقوم على فكرة أساسية هي تغيير قناعات وسلوكيات المتدربين، وتغيير القناعات والسلوكيات يحتاج فترة من الوقت كي يظهر على سلوكيات المتدرب، كما يجب أن ندرك أن تبديد المخاوف وتغيير القناعات نحو الخروج من منطقة الراحة لدى الموظف يحتاجان لفترة زمنية لكي تصبح الأفكار الجديدة المكتسبة من عملية التدريب والتعليم هي بمثابة سلوك يومي روتيني، ولتبديد تلك المخاوف نحتاج وقتا لإثبات أن تلك المخاوف لا أساس لها من الصحة، وعندها يبدأ تحول أعضاء الفريق من مقاومين لفكرة التغيير إلى حاملين راية التغيير الذي به مصلحة الفريق نحو تحسين الأداء ونحو تحقيق الهدف.

هنالك الخطوات التي يجب اتباعها نحو تفعيل عملية التدريب والتعليم ويجب اتباعها منذ اللحظة الأولى من بدء التفكير بالتدريب والتطوير، ففي البداية يجب أن تؤمن بأهمية التدريب والتعليم، حيث إن القناعة تنتقل منك إلى أعضاء الفريق بالإيحاء، فيجب أن تحدد الطموح وأهداف أعضاء فريقك، ومن خلال ذلك تستطيع أن تمتلك مفتاح التأثير على حماس وقناعات أعضاء الفريق نحو عملية التدريب والتعليم، كما انه أحد أهم الأساسيات التي يجب أن تأخذها بعين الاعتبار أن تحدد المجالات التي ترغب في تحسين أداء أعضاء فريقك فيها، وهذا لا يتم إلا من خلال الاتفاق المسبق معهم، ودراسة تلك التأثيرات على الأداء وعلى طريقة العمل التي تهدف لتحقيق هدف الفريق وهدف المنظمة.

إن من أهم الأمور التي يجب مراعاتها عند إعداد الخطة التدريبية هي الموازنة بين أمرين مهمين بالنسبة لك كقائد فريق وبالنسبة لأعضاء الفريق، وهما الوقت المخصص للعمل، والوقت المخصص لراحة أعضاء الفريق، فكي تحقق الفائدة القصوى من التدريب يجب أن تراعي ألا يكون وقت التدريب على حساب إنتاجية الموظف أو على حساب وقت الراحة المخصص للموظف، لأن ذلك يخلق نوعا من رفض فكرة التدريب لدى الموظف، ولتلافي ذلك دع الموظفين يختارون الأوقات المناسبة للتدريب وحاول أن تهيئ الجو المناسب لذلك.

يجب أن تقوم أنت وأعضاء الفريق بالاتفاق على: ما هي الإسهامات والخبرات التي يجب أن يسهم بها ويكتسبها العضو المنتسب لهذه الدورة.يجب أن تكون الدورة شكلاً من أشكال المحفزات التي تعمل على تحفيز أعضاء الفريق.
كما يجب عليك كمدير أو كقائد فريق أن تقوم بعملية الموازنة بين طرق التعليم والتدريب التي تناسب طبيعة العمل الذي تقوم به أنت وفريقك، وتتناسب مع عنصر التكلفة والوقت المتاح للتدريب وهذا يتطلب نوعا من الدراية المسبقة بتلك الأساليب والطرق، ويمكنك أن تستعين بذوي الخبرة في هذا المجال لمساعدتك في رسم خطة تدريب وتطوير وتعليم لأعضاء فريقك.
وعليه من اليوم أسعى جاهداً لوضع التدريب والتعليم على أجندة أعمالك، واجعل من التدريب والتعليم الوسيلة المثلى بالاستثمار بالكادر البشري الذي لديك.