تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : انتعاشة الأسهم.. عودة جزئية للثقة أم مضاربات جوالة؟



ROSE
10-05-2007, 01:46 AM
الخبراء يتفقون على التحذير من الصعود السعري السريع
انتعاشة الأسهم.. عودة جزئية للثقة أم مضاربات جوالة؟


تحقيق: فؤاد جشي



تباينت آراء الخبراء في أسواق الأسهم المحلية حول الاسباب التي دفعت بأسعار الاسهم الى الارتفاع في الايام الأخيرة ليتوج هذا الارتفاع امس بتحركات سعرية ايجابية شملت أغلبية الأسهم المحلية ووصل تأثيرها الى الاسهم القيادية وخصوصاً اعمار الذي سجل أول ارتفاع ملحوظ له منذ مدة طويلة وبنمو معتدل نسبياً بلغ 2،74% عند الاغلاق، حيث اعتبر بعض الخبراء ان هذه التحركات تعكس قراءة جديدة من قبل المستثمرين لنتائج الشركات المساهمة العامة في الربع الأول من العام الحالي، والتي هي في المجمل نتائج ايجابية لا بد أن تنعكس تحسناً في الأسواق، فيما رأى خبراء آخرون ان ما تشهده الأسعار من تحسن ناجم عن عمليات المضاربة التي تقوم بها تكتلات من المضاربين بهدف دفع بعض الأسهم للارتفاع السريع من اجل جني الارباح والخروج بسرعة خاطفة قد تنعكس سلباً على مستويات الثقة بالسوق خلال المرحلة المقبلة.

مع اتفاق الخبراء عموماً على التحذير من الصعود السريع للأسعار وتسجيل بعض الأسهم للحد الأعلى للارتفاع خلال وقت قصير نسبياً من دون وجود معطيات جديدة تبرر هذه التحركات، تباينت الآراء حول مدى خطورة هذه التحركات بين المتفائلين الذين اعتبروا ان المضاربات تشير في حد ذاتها الى عودة الثقة جزئياً بالأسواق ما دفع المضاربين الى العودة مجدداً الى السوق بعد أن غابوا عنها طويلاً ما تسبب في جمود حركة التداولات، والمتشائمين الذين تخوفوا من ان تكون حركة المضاربات تسير في منهجها التقليدي القائم على التجوال السريع بين الأسهم الصغيرة والخروج منها بمكاسب خاطفة لترك بقية المستثمرين معلقين مجدداً بالأسعار التي اشتروا عندها من دون امكانية الخروج من الاسهم بلا خسائر في ظل التراجع المحتمل مع قيام المضاربين بجني أرباحهم.

وتفاوتت قراءة الخبراء لأهمية التحرك السعري الذي شهده سهم اعمار امس فالمتفائلون رأوا في هذا التحرك موشراً ايجابياً لاحتمال عودة السهم الى الانتعاش التدريجي بكل ما لذلك من انعكاسات ايجابية على الأسواق عموماً، بينما اعتبر المتشائمون حركة اعمار جزءا من الوضع العام للسوق الذي تحركه المضاربات، والتي جعلت عددا من المضاربين يحاول التحرك على “اعمار” لتحرير جزء من سيولتهم المحتجزة فيه بهدف توظيفها في المضاربة على الأسهم التي تسجل ارتفاعات كبيرة نسبياً في ظل الوضع الحالي للأسواق.

وقال زياد الدباس الخبير في اسواق الأسهم المحلية ان ما يحدث ناجم عن تحالفات بين المضاربين تهدف الى رفع الاسعار وتحقيق المكاسب السريعة من خلال الاتفاق على اسعار الدخول والخروج من الاسهم التي يتم استهدافها بعمليات المضاربة ومواعيد التحرك لجني الارباح منها، مدللاً على ذلك بحدوث ارتفاع في اسعار بعض الاسهم بالحد الأعلى خلال وقت قصير من دون وجود مبررات لذلك على صعيد الافصاحات الصادرة عن الشركات المصدرة لهذه الأسهم أو أية معلومات جوهرية يمكن ان تؤثر في الاسعار بهذه السرعة والوتيرة في الصعود.

وأشار الى ان الارتفاع يحدث في أسهم لا تزال اسعارها أعلى من قيمتها العادلة، في حين ان الاسهم التي هي في مستويات سعرية أقل من القيمة العادلة ويفترض بالتالي ان تتحسن اسعارها لا تشهد مثل هذا التحسن.

وأعرب عن مخاوفه من أن تؤدي المضاربات الى زعزعة الثقة في الأسواق مجدداً، برغم انها تحدث حالياً نوعاً من التحسن في معنويات المستثمرين، لكن المطلوب ان تتوزع السيولة التي تدخل الى حركة التداول بطريقة أفضل لتشمل أسهم الشركات الجيدة ولا تبقى محصورة في الأسهم الصغيرة التي يستهدفها المضاربون بغض النظر عن مدى جودة نتائجها ومؤشراتها المالية، محذراً من استخدام بعض المضاربين لأسلوب الطلبات الوهمية من أجل خلق شعور لدى صغار المستثمرين باحتمال ارتفاع أسعار الأسهم المستهدفة ثم سحب هذه الطلبات من دون تنفيذها بعد دفع الآخرين إلى التداول عليها، ورأى أن الحركة التي تمت على سهم “إعمار” أمس قد تكون ناجمة عن رغبة بعض المضاربين لتحرير جزء من أموالهم المحتجزة في السهم لتوظيفها في المضاربات على الأسهم الأخرى مؤكداً أن هناك سيولة كبيرة محتجزة في السهم الذي يفترض بحسب مؤشرات التقييم أن يكون سهماً جاذباً لاستثمارات لكنه عانى في الفترة الأخيرة من عدم اهتمام المستثمرين، وقال عبدالفتاح شرف مدير عام دبي الوطني للوساطة المالية إن تجاوز مؤشر سوق دبي لحاجز 4 آلاف نقطة صعوداً أوجد حالة من التفاؤل العام والتي ادت إلى تنشيط التداولات ما يسمح بإمكانية تحقيق المزيد من التحسن خلال الفترة المقبلة، خصوصاً وأن العديد من الشركات المساهمة حققت نتائج جيدة في الربع الأول من العام الحالي وانعكست نتائجها إيجاباً على وضع اسهمها اي إن جزءاً من التحسن الذي يحصل في الاسعار يستند إلى معطيات حقيقية وليس ناجماً عن المضاربات فحسب.

وقال هيثم عرابي مسؤول الاسواق العربية في شركة شعاع كابيتال ان الحركة الي تشهدها الاسواق المحلية تستند إلى معطيات ايجابية في نتائج الشركات المساهمة العامة وليست مجرد مضاربات في الاسواق، وان كان جزء من حركة السوق يرجع إلى المضاربات، لكن المضاربة هنا لها تأثير ايجابي لناحية خلق حالة من الثقة في السوق تعززها النتائج التي تم إعلانها حتى الآن فالقراءة المتأنية للنتائج تظهر تحسناً حقيقياً في أداء الشركات المساهمة ابتداء بالقطاع المصرفي الذي حقق نمواً في اجمالي ارباحه بنسبة 2،2% برغم ان الربع الأول من العام الحالي لم يشهد تمويلاً مصرفياً ضخماً للاكتتابات كما كان الحال في الربع الاول من العام ،2006 كما ان هناك نمواً في ارباح العديد من الشركات وفي مقدمتها اتصالات التي سجلت نمواً بنسبة 37% وارابتيك 63% وشركات أخرى كثيرة سجلت نمواً جيداً.

وتوقع ان يسجل صافي ارباح الشركات المساهمة نمواً يصل إلى 20% على مدار العام الحالي ما يجعل مضاعف الارباح يتراوح حول 11 ضعفاً وهذا يشجع على دخول الاستثمارات الجديدة إلى السوق بما فيها الاستثمارات الاجنبية بناء على قراءتها الدقيقة لمستويات الاسعار الحالية وما تمنحه من امكانات لتحقيق العائد مقارنة كذلك بعدد كبير من الاسواق المجاورة التي لا تحمل نفس فرص النمو المتاحة في اسواقنا.

وقال عبدالجبار عودة المدير الشريك في “بريمير للاسهم والسندات” ان الحذر من الحركة التي تشهدها الاسواق حالياً مصدره عدم وجود متغيرات حقيقية تبرز التحركات التي شهدتها الاسعار في الفترة الأخيرة وبنسب تصل إلى الحد الاعلى المسموح به للارتفاع السعري خلال جلسة تداول واحدة، وهذا يعطي الاحساس بأن التحرك العام هو تحرك مضاربين وبالتالي تنشأ المخاوف من صعوبة محافظة الأسهم على الاسعار الجديدة ما لم يسندها أداء جيد للشركات.

واعتبر ان خروج المضاربين الفجائي من الاسهم عبر عمليات جني الارباح وترك بقية المستثمرين معلقين عند الاسعار المرتفعة التي أدت اليها المضاربات سيضعف الثقة بالسوق مجدداً، مشيراً إلى أن حركة سهم “إعمار” أمس هي جزء من حركة السوق فلم يعد ممكناً ان يظل السهم ثابتاً في مكانه وهو السهم القيادي فيما اسهم اخرى تحتل صدارة السوق من دون وجود عوامل حقيقية دفعت لهذا الوضع.

ورأى أن الموشرات لا تظهر تحركاً كبيراً ومنظماً للاستثمارات الاجنبية في الاسواق حالياً الامر الذي يرجح أن تكون غالبية الشركات الحالية مصدرها المضاربات ولذلك ينبغي أن يكون هناك بعض الحذر في التعامل مع حركة السوق.