ABO MUBARAK
10-05-2007, 10:42 AM
المدارس المسـتقلة تشجع على التميز والإبداع ...ياترى ماذا يحدث في قطـر؟| تاريخ النشر:يوم الخميس ,10 مايُو 2007 2:19 أ.م.
الكاتب لحدان بن عيسى المهندي
حينما قرأت هذا العنوان - المدارس المستقلة تشجع على التميز والإبداع - في جريدة الشرق في تحقيق يوم الثلاثاء الماضي 8/5/2007م، جالت في صدري زفرة فضاق بها فأودعتها الورق.
الكل يشتكي من المدارس المستقلة ثم يخرج لنا عنوان على هذه الشاكلة، كيف يمكن للمدارس المستقلة ان تشجع على الإبداع وهي مثقلة بمشاكل وتحديات ليس لها حل في الواقع ولايبدو ان هناك حلاً في الأفق. أن خطأ هذا العنوان (وكلمة خطأ هي أهون كلمة يمكن ان تقال وليست أنسب كلمة) ظاهر فيه، فكيف تبين أنها تساعد على التميز في حين انه من المبكر جدا معرفة ذلك حيث ان مخرجات هذه المدارس لن تتضح إلا بعد مدد طويلة قد تمتد الى عقدين من الزمن، على ان ما يلاحظه الفرد هو ان الاتجاه ينتحي الى غير ذلك.
في مؤسسة حمد الطبية الكل يشاهد ويعيش ويعاني الأخطاء الطبية الفادحة والخدمات الطبية المتدنية التي ادت بنا الى ان اصبحنا في مؤخرة القائمة، على الأقل خليجيا، ثم نلاحظ لافتة ضخمة توضع على احد مباني مستشفى حمد العام لمدة تزيد على الشهر تفيد بأن المؤسسة حصلت على جائزة التميز والجودة، كيف ذلك.
هيئة الأشغال العامة بسوء إدارتها وسوء تنفيذ مشاريعها وأخطائها التي لاتغتفر أدت إلى قتل كثير من شباب هذا البلد الطيب وأهدرت كثيراً من أموال الدولة بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، واقرب مثال على ذلك طريق سلوى الذي أثر تعطيله سلبا على التنمية في البلد من حيث هو شريان رئيسي يربط البلد بريا بالخارج ثم يُكتب تقرير هندسي تافه لتبرير هذا التعطيل، وفي ظني الخاص أن أي مهندس يحترم نفسه وعلمه لايمكنه ان يضع اسمه على ذلك التقرير، ثم يخرج لنا مسؤولو أشغال للتحدث عن إنجاز مشاريع وتوقيع مشاريع وتميز أشغال حتى لكأنك تشعر أن الحديث عن هيئة مواصلات كاليفورنيا California state DOT لا هيئة الأشغال العامة، فنصفق لهم ونحييهم على هذه الإنجازات، كيف ذلك.
كهرماء تستغرق على الأقل ستة أشهر من تاريخ تقديم طلب توصيل كهرباء حتى تصل الكهرباء، وحينما تراجع لاتعرف من تراجع، كل قسم يتبرأ من القسم الآخر وكأنها اربع وزارات داخل وزارة واحدة، ثم نرى في الاعلام حصول كهرماء على شهادة التميز في الأداء وحسن الإدارة، كيف ذلك؟
ماذا يمكن ان يعني ذلك، لاأدري، ولا اجد له تسمية.
المشكلة أننا هنا في قطر لانجد من يسمع لمشاكل القطريين انفسهم، الاعلام لايناقش المشاكل الحقيقية للمواطن القطري، في حين انه يناقش المشاكل الحقيقية للمقيم، فتجد ان هناك مشاكل تثار في الإعلام وتستخرج لها قوانين وهي ليست المشاكل الحقيقة للمواطن القطري أتدرون لماذا لأن الإعلام وتوجيهه ليس بيد قطريين، ولأضرب لكم بعض الأمثلة:
أذكر أنه في سنة من السـنين عندما بدأ مطار الدوحة الدولي بتصنيف المسافرين إلى قطريين وغير قطريين، ثارت ثائرة الإعلام عندنا وكيف يحدث ذلك، وهذه تفرقة حتى كنا ندخل المطار مطأطئي الرؤوس، ثم تبين أن الدول كلها تتخذ هذه الطريقة بما في ذلك الدول العربية والتي أثار إعلاميوها عندنا هذه الثائرة، فسكت الكل.
اليوم تجد الحديث عن حقوق المكفولين وكيف أن الكفيل ظالم حتى نوقشت هذه القضية في قناة الجزيرة، وهذه ليست مشكلة حقيقة لدى المواطن، فضلا عن كونها حقيقية أصلا.
اليوم تسمع عن قضية الإيجارات وما يصاحبها من زخم إعلامي ضخم وقصص حقيقية وخيالية وحوادث يضخمها الإعلام حتى تكون كالجبال وكيف ان المستأجر (المواطن) ظالم وتستخرج قوانين لحل هذه المشكلة، وهذه ليست مشكلة حقيقة للمواطن فضلاً عن أن أسـبابها ليست بسبب المواطن بل هي أسباب معروفة لو أزيلت لرجع كل شيء كما كان.
اليوم تسمع عن قضية أبناء القطريات الذين هم غير قطريين أصلاً وزخم إعلامي كبير وحملات وبكاء في الإذاعة، وإن كانت هذه مشكلة يجب ان تقدر بقدرها إلا انها ليست مشكلة المواطن القطري حقيقةً، واين منها أبناء القطريات الذين هم من آباء قطريين، اين هي، لا تكاد تجدها في الإعلام.
ومع ذلك فأنت لاتسمع عن ابتعاد أبناء المواطنين القطريين عن التعليم الجامعي بسبب التوفل TOEFL ولاتسمع عن ابتعاد المواطن عن الخدمات الطبية المجانية بسبب رداءة خدمات مؤسسة حمد الطبية، وهي مشكلة حقيقة للقطريين.
ولاتسمع عن ابتعاد اللاعبين القطريين وقتلهم في أنديتهم بسبب شراء واستقدام وتجنيس اللاعب الأجنبي، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولاتسمع عن مشكلة زحف الشركات الصناعية دون سبب مهم على المناطق البرية والبحرية والتي هي المتنفس الوحيد للقطريين، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولا تسمع عن مشكلة انتشار الخمور والمومسات على هذه الأرض الطاهرة في حين ان هذا الشعب القطري شعب مسلم لا يرضى ان تنتهك حرمات الله في أرضه ولا يرضى ان يجحد نعم الله الظاهرة والباطنة عليه بانتهاك حرماته، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولانسمع عن كثير من مشاكلنا الحقيقة والتي لو أردت سردها لما كفتني صفحات هذه الجريدة، وهي كلها مشاكل حقيقية للقطريين.
مشكلتنا الأساسية أن دوي الصوت الإعلامي للمقيم والإجنبي صاخب جدا لايجعل هناك مجال لسماع مشاكل القطريين الحقيقة، وتزاحم الآراء حول القضايا التي ليست من صلب قضايا المجتمع القطري أضاعت الكثير من حقوق المواطن، وقديما قالوا "اذا ازدحم الرأي خفي الصواب".
أخيرا أيها القاريء العزيز إن تسألني عن ماذا أريد ان أقوله في هذا المقال، أقول لك لا أدري، وإنما هي زفرة في الصدر أردت أن أضعها على الورق وأتمثل فيها أبيات للشـاعر المطيري يقول:
يالله بوجهك ياعلـيم النـوايا
عن ما قف الحقران والذل والضيق
ومن زفرةٍ منها اتضيق الحنايا
ومن فجعةٍ منها عيونـي غـواريق
تلك كانت "الزفرة" وأعوذ بالله من "الفجعة"، وإن كنت أستبعدها.
هل تتفق مع الكاتب ام لا ولماذا؟
الكاتب لحدان بن عيسى المهندي
حينما قرأت هذا العنوان - المدارس المستقلة تشجع على التميز والإبداع - في جريدة الشرق في تحقيق يوم الثلاثاء الماضي 8/5/2007م، جالت في صدري زفرة فضاق بها فأودعتها الورق.
الكل يشتكي من المدارس المستقلة ثم يخرج لنا عنوان على هذه الشاكلة، كيف يمكن للمدارس المستقلة ان تشجع على الإبداع وهي مثقلة بمشاكل وتحديات ليس لها حل في الواقع ولايبدو ان هناك حلاً في الأفق. أن خطأ هذا العنوان (وكلمة خطأ هي أهون كلمة يمكن ان تقال وليست أنسب كلمة) ظاهر فيه، فكيف تبين أنها تساعد على التميز في حين انه من المبكر جدا معرفة ذلك حيث ان مخرجات هذه المدارس لن تتضح إلا بعد مدد طويلة قد تمتد الى عقدين من الزمن، على ان ما يلاحظه الفرد هو ان الاتجاه ينتحي الى غير ذلك.
في مؤسسة حمد الطبية الكل يشاهد ويعيش ويعاني الأخطاء الطبية الفادحة والخدمات الطبية المتدنية التي ادت بنا الى ان اصبحنا في مؤخرة القائمة، على الأقل خليجيا، ثم نلاحظ لافتة ضخمة توضع على احد مباني مستشفى حمد العام لمدة تزيد على الشهر تفيد بأن المؤسسة حصلت على جائزة التميز والجودة، كيف ذلك.
هيئة الأشغال العامة بسوء إدارتها وسوء تنفيذ مشاريعها وأخطائها التي لاتغتفر أدت إلى قتل كثير من شباب هذا البلد الطيب وأهدرت كثيراً من أموال الدولة بشكل مباشر وبشكل غير مباشر، واقرب مثال على ذلك طريق سلوى الذي أثر تعطيله سلبا على التنمية في البلد من حيث هو شريان رئيسي يربط البلد بريا بالخارج ثم يُكتب تقرير هندسي تافه لتبرير هذا التعطيل، وفي ظني الخاص أن أي مهندس يحترم نفسه وعلمه لايمكنه ان يضع اسمه على ذلك التقرير، ثم يخرج لنا مسؤولو أشغال للتحدث عن إنجاز مشاريع وتوقيع مشاريع وتميز أشغال حتى لكأنك تشعر أن الحديث عن هيئة مواصلات كاليفورنيا California state DOT لا هيئة الأشغال العامة، فنصفق لهم ونحييهم على هذه الإنجازات، كيف ذلك.
كهرماء تستغرق على الأقل ستة أشهر من تاريخ تقديم طلب توصيل كهرباء حتى تصل الكهرباء، وحينما تراجع لاتعرف من تراجع، كل قسم يتبرأ من القسم الآخر وكأنها اربع وزارات داخل وزارة واحدة، ثم نرى في الاعلام حصول كهرماء على شهادة التميز في الأداء وحسن الإدارة، كيف ذلك؟
ماذا يمكن ان يعني ذلك، لاأدري، ولا اجد له تسمية.
المشكلة أننا هنا في قطر لانجد من يسمع لمشاكل القطريين انفسهم، الاعلام لايناقش المشاكل الحقيقية للمواطن القطري، في حين انه يناقش المشاكل الحقيقية للمقيم، فتجد ان هناك مشاكل تثار في الإعلام وتستخرج لها قوانين وهي ليست المشاكل الحقيقة للمواطن القطري أتدرون لماذا لأن الإعلام وتوجيهه ليس بيد قطريين، ولأضرب لكم بعض الأمثلة:
أذكر أنه في سنة من السـنين عندما بدأ مطار الدوحة الدولي بتصنيف المسافرين إلى قطريين وغير قطريين، ثارت ثائرة الإعلام عندنا وكيف يحدث ذلك، وهذه تفرقة حتى كنا ندخل المطار مطأطئي الرؤوس، ثم تبين أن الدول كلها تتخذ هذه الطريقة بما في ذلك الدول العربية والتي أثار إعلاميوها عندنا هذه الثائرة، فسكت الكل.
اليوم تجد الحديث عن حقوق المكفولين وكيف أن الكفيل ظالم حتى نوقشت هذه القضية في قناة الجزيرة، وهذه ليست مشكلة حقيقة لدى المواطن، فضلا عن كونها حقيقية أصلا.
اليوم تسمع عن قضية الإيجارات وما يصاحبها من زخم إعلامي ضخم وقصص حقيقية وخيالية وحوادث يضخمها الإعلام حتى تكون كالجبال وكيف ان المستأجر (المواطن) ظالم وتستخرج قوانين لحل هذه المشكلة، وهذه ليست مشكلة حقيقة للمواطن فضلاً عن أن أسـبابها ليست بسبب المواطن بل هي أسباب معروفة لو أزيلت لرجع كل شيء كما كان.
اليوم تسمع عن قضية أبناء القطريات الذين هم غير قطريين أصلاً وزخم إعلامي كبير وحملات وبكاء في الإذاعة، وإن كانت هذه مشكلة يجب ان تقدر بقدرها إلا انها ليست مشكلة المواطن القطري حقيقةً، واين منها أبناء القطريات الذين هم من آباء قطريين، اين هي، لا تكاد تجدها في الإعلام.
ومع ذلك فأنت لاتسمع عن ابتعاد أبناء المواطنين القطريين عن التعليم الجامعي بسبب التوفل TOEFL ولاتسمع عن ابتعاد المواطن عن الخدمات الطبية المجانية بسبب رداءة خدمات مؤسسة حمد الطبية، وهي مشكلة حقيقة للقطريين.
ولاتسمع عن ابتعاد اللاعبين القطريين وقتلهم في أنديتهم بسبب شراء واستقدام وتجنيس اللاعب الأجنبي، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولاتسمع عن مشكلة زحف الشركات الصناعية دون سبب مهم على المناطق البرية والبحرية والتي هي المتنفس الوحيد للقطريين، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولا تسمع عن مشكلة انتشار الخمور والمومسات على هذه الأرض الطاهرة في حين ان هذا الشعب القطري شعب مسلم لا يرضى ان تنتهك حرمات الله في أرضه ولا يرضى ان يجحد نعم الله الظاهرة والباطنة عليه بانتهاك حرماته، وهي مشكلة حقيقية للقطريين.
ولانسمع عن كثير من مشاكلنا الحقيقة والتي لو أردت سردها لما كفتني صفحات هذه الجريدة، وهي كلها مشاكل حقيقية للقطريين.
مشكلتنا الأساسية أن دوي الصوت الإعلامي للمقيم والإجنبي صاخب جدا لايجعل هناك مجال لسماع مشاكل القطريين الحقيقة، وتزاحم الآراء حول القضايا التي ليست من صلب قضايا المجتمع القطري أضاعت الكثير من حقوق المواطن، وقديما قالوا "اذا ازدحم الرأي خفي الصواب".
أخيرا أيها القاريء العزيز إن تسألني عن ماذا أريد ان أقوله في هذا المقال، أقول لك لا أدري، وإنما هي زفرة في الصدر أردت أن أضعها على الورق وأتمثل فيها أبيات للشـاعر المطيري يقول:
يالله بوجهك ياعلـيم النـوايا
عن ما قف الحقران والذل والضيق
ومن زفرةٍ منها اتضيق الحنايا
ومن فجعةٍ منها عيونـي غـواريق
تلك كانت "الزفرة" وأعوذ بالله من "الفجعة"، وإن كنت أستبعدها.
هل تتفق مع الكاتب ام لا ولماذا؟