ROSE
13-05-2007, 12:52 PM
لم يستبعد البعض أن تكون "مفبركة"
عمليات بيع وشراء مبكرة على اسهم "كيان السعودية" بعد تخصيصها مباشرة
الرياض - نضال حمادية
أكد متداولون سعوديون لـ"الأسواق.نت" أن رفع سقف التخصيص في أسهم شركة كيان إلى حد غير متوقع، أعطى بعض المكتتبين دافعا لعرض جزء من حصتهم للبيع، حتى قبل أن يعرف هؤلاء موعد إدراج السهم في السوق.
وكان المتداولون قد استقبلوا صباح أمس السبت12/5/2007 نبأ تخصيص أسهم "كيان السعودية" بمزيج من مشاعر الفرح والدهشة، لم تخل أيضا من علامات "تشكيك" طرحها البعض، لاسيما حول "مغزى" هذه الخطوة التي مكنت كل من اكتتب بـ7 آلاف سهم فما دون من الحصول على كامل نصيبه.
انكماش التوقعات
وفي هذا الإطار قال المستثمر سلمان العبدالقادر إن بعض المتداولين بدأ فعليا في عرض ما لديه من أسهم "كيان" للبيع على أقاربه أو معارفه، حتى قبل أن تنزل تلك الأسهم في محفظته. وأضاف "أن كثيرا منهم لم يكونوا مستعدين للنسبة العالية التي جاء بها التخصيص، وأنهم كانوا ينتظرون رد الجزء الأكبر من قيمة ما اكتتبوا به ليعيدوا "تدويره" في شراء أسهم أو المشاركة في اكتتابات مقبلة، ومن هنا برز استعجال هؤلاء لعرض أسهمهم بطريقة أشبه بالمزاد، علهم يعوضون عن سيولة كان يفترض ردها إليهم، لكن نسبة التخصيص الاستثنائية ابتلعتها".
وأوضح العبدالقادر أن معظم عروض البيع لا تتخطى حاجز 20 ريالا للسهم الواحد، وبعضها يصل لحدود 13 ريالا، ما يعطي انطباعا عاما بأن توقعات افتتاح السهم على 30 أو 40 ريالا ربما أخذت في التراجع والانكماش.
ترهيب وتربص
واتفقت معلومات المتداول فواز مشعل مع ما ذهب إليه العبدالقادر بشأن عروض البيع على أسهم "كيان"، غير أنه اختلف معه في تفسير دوافعها، حيث رأى أن هناك من شرع في بيع أسهمه تحت ضغط "حملات ترهيبية" مؤداها أن السهم لن يستطيع الوصول إلى أي من المستويات التي كان يتم الحديث عنها قبل الكشف عن نسبة التخصيص، وذلك لأن صغار المكتتبين الذين حازوا على كامل حصصهم المطلوبة لا يستطيعون الاحتفاظ بالسهم طويلا، وبالتالي فإن حجم العرض سيزيد عن حجم الطلب ما يؤدي لانخفاض لا يمكن التنبؤ بمداه.
وأضاف مشعل أن مثل هذه التصورات صحيحة في جزء منها، حيث لم يسبق لصغار المكتتبين أن خالفوا التوقعات واحتفظوا بأسهم الاكتتابات أكثر من يومين أو ثلاثة، بحكم حاجتهم للربح السريع وإن قل، وعدم قدرتهم على "تجميد" سيولتهم مهما كانت مغريات الاستثمار، مستدركا بالقول إن الوجه الآخر يكمن في وجود فئة "تتربص لاقتناص السهم بأقل من قيمته الإسمية"، سواء تم لها ذلك قبل الإدراج أو بعده.
غريزة
من جهته انتقد مراقب التعاملات عبدالله العامر ما سماه "المزاجية الصارخة" التي تسيطر على قرارات فئة من المتداولين وتحكم نظرتهم للأمور، فبالأمس القريب تعالت أصوات هؤلاء مطالبة برعاية حقوق صغار المكتتبين وزيادة حصتهم، وهاهم اليوم يبادرون للتفريط بما سعوا وراءه، حتى قبل موعد الاستحقاق المتمثل في يوم الإدراج.
ولم يستبعد العامر أن تكون هناك عمليات "بيع مفبركة" من بعض الساعين للاستحواذ على مزيد من الأسهم، هدفها فتح الطريق أمام عملية بيع جماعية من قبل "الصغار"، أسوة بما يحصل في سوق التداول عندما تحدث موجة شراء أو بيع عامة تحت تأثير ما يسمى "غريزة الحشود".
وقال العامر إن اكتتاب "كيان" بالذات تعرض للمحاربة طوال مراحله، فقبل الاكتتاب كان هناك تحذيرات من انعكاسه السلبي البالغ على السوق، وعندما لم يحدث ذلك تم الانتقال للحديث عن فشل الاكتتاب وضعف تغطيته، ولما تبين العكس تماما، جاء التشكيك في مغزى رفع سقف التخصيص، مؤكدا أنه سمع كما سمع متداولون كثيرون من يجزم بأن ارتفاع نسبة التخصيص إنما هو "طعم" لامتصاص سيولة "الصغار" في البداية، وتقديم أسهمهم "للكبار" بأرخص الأسعار في النهاية!
من فرصة إلى مأزق
وفي وقت لم يشأ معظم من التقتهم "الأسواق.نت" الكشف عن أعداد الأسهم التي اكتتبوا بها في "كيان"، ولا عن نيتهم بيعها قبل الإدراج إذا ما حصلوا على سعر مغر، فإن بعضهم عبر عن خشيته من تأخر إدراج كيان إلى ما بعد انتهاء الاكتتاب في شركة "جبل عمر"؛ ما يعني أنه لن يكون بمقدوره تأمين سيولة كافية للمشاركة في هذا الاكتتاب.
ورأى المتداول عايد خليف أنه كلما تأخر إدراج "كيان" كلما أصبحت فرصة بيع أسهم الشركة قبل طرحها للتداول أوسع، فهناك جدول عامر باكتتابات متتالية يصعب على محدودي الدخل تأمين السيولة اللازمة لها إلا من خلال استغلال مكاسب البيع في اكتتاب للشراء في اكتتاب آخر، لاسيما وأن نشاط أي شركة وحجمها لم يعودا يشفعان لها في النجاة من عمليات المضاربة التي عمت السوق، وفقا لتعبيره.
أما المتداول فهد الصالح فقال إن "المزاد المبكر" على أسهم كيان ليس الأول من نوعه، فعقب كل اكتتاب يكون هناك عروض للبيع والشراء، لكن "المزاد هذه المرة بدأ مبكرا جدا"، ربما لأن عدد أسهم الاكتتاب كبير إلى درجة الإشباع، أو لأن نسبة التخصيص تحولت لدى بعض المكتتبين من فرصة إلى مأزق، بعدما وجدوا في أيديهم آلافا مؤلفة من الأسهم لا يدرون ما يفعلون بها.
عمليات بيع وشراء مبكرة على اسهم "كيان السعودية" بعد تخصيصها مباشرة
الرياض - نضال حمادية
أكد متداولون سعوديون لـ"الأسواق.نت" أن رفع سقف التخصيص في أسهم شركة كيان إلى حد غير متوقع، أعطى بعض المكتتبين دافعا لعرض جزء من حصتهم للبيع، حتى قبل أن يعرف هؤلاء موعد إدراج السهم في السوق.
وكان المتداولون قد استقبلوا صباح أمس السبت12/5/2007 نبأ تخصيص أسهم "كيان السعودية" بمزيج من مشاعر الفرح والدهشة، لم تخل أيضا من علامات "تشكيك" طرحها البعض، لاسيما حول "مغزى" هذه الخطوة التي مكنت كل من اكتتب بـ7 آلاف سهم فما دون من الحصول على كامل نصيبه.
انكماش التوقعات
وفي هذا الإطار قال المستثمر سلمان العبدالقادر إن بعض المتداولين بدأ فعليا في عرض ما لديه من أسهم "كيان" للبيع على أقاربه أو معارفه، حتى قبل أن تنزل تلك الأسهم في محفظته. وأضاف "أن كثيرا منهم لم يكونوا مستعدين للنسبة العالية التي جاء بها التخصيص، وأنهم كانوا ينتظرون رد الجزء الأكبر من قيمة ما اكتتبوا به ليعيدوا "تدويره" في شراء أسهم أو المشاركة في اكتتابات مقبلة، ومن هنا برز استعجال هؤلاء لعرض أسهمهم بطريقة أشبه بالمزاد، علهم يعوضون عن سيولة كان يفترض ردها إليهم، لكن نسبة التخصيص الاستثنائية ابتلعتها".
وأوضح العبدالقادر أن معظم عروض البيع لا تتخطى حاجز 20 ريالا للسهم الواحد، وبعضها يصل لحدود 13 ريالا، ما يعطي انطباعا عاما بأن توقعات افتتاح السهم على 30 أو 40 ريالا ربما أخذت في التراجع والانكماش.
ترهيب وتربص
واتفقت معلومات المتداول فواز مشعل مع ما ذهب إليه العبدالقادر بشأن عروض البيع على أسهم "كيان"، غير أنه اختلف معه في تفسير دوافعها، حيث رأى أن هناك من شرع في بيع أسهمه تحت ضغط "حملات ترهيبية" مؤداها أن السهم لن يستطيع الوصول إلى أي من المستويات التي كان يتم الحديث عنها قبل الكشف عن نسبة التخصيص، وذلك لأن صغار المكتتبين الذين حازوا على كامل حصصهم المطلوبة لا يستطيعون الاحتفاظ بالسهم طويلا، وبالتالي فإن حجم العرض سيزيد عن حجم الطلب ما يؤدي لانخفاض لا يمكن التنبؤ بمداه.
وأضاف مشعل أن مثل هذه التصورات صحيحة في جزء منها، حيث لم يسبق لصغار المكتتبين أن خالفوا التوقعات واحتفظوا بأسهم الاكتتابات أكثر من يومين أو ثلاثة، بحكم حاجتهم للربح السريع وإن قل، وعدم قدرتهم على "تجميد" سيولتهم مهما كانت مغريات الاستثمار، مستدركا بالقول إن الوجه الآخر يكمن في وجود فئة "تتربص لاقتناص السهم بأقل من قيمته الإسمية"، سواء تم لها ذلك قبل الإدراج أو بعده.
غريزة
من جهته انتقد مراقب التعاملات عبدالله العامر ما سماه "المزاجية الصارخة" التي تسيطر على قرارات فئة من المتداولين وتحكم نظرتهم للأمور، فبالأمس القريب تعالت أصوات هؤلاء مطالبة برعاية حقوق صغار المكتتبين وزيادة حصتهم، وهاهم اليوم يبادرون للتفريط بما سعوا وراءه، حتى قبل موعد الاستحقاق المتمثل في يوم الإدراج.
ولم يستبعد العامر أن تكون هناك عمليات "بيع مفبركة" من بعض الساعين للاستحواذ على مزيد من الأسهم، هدفها فتح الطريق أمام عملية بيع جماعية من قبل "الصغار"، أسوة بما يحصل في سوق التداول عندما تحدث موجة شراء أو بيع عامة تحت تأثير ما يسمى "غريزة الحشود".
وقال العامر إن اكتتاب "كيان" بالذات تعرض للمحاربة طوال مراحله، فقبل الاكتتاب كان هناك تحذيرات من انعكاسه السلبي البالغ على السوق، وعندما لم يحدث ذلك تم الانتقال للحديث عن فشل الاكتتاب وضعف تغطيته، ولما تبين العكس تماما، جاء التشكيك في مغزى رفع سقف التخصيص، مؤكدا أنه سمع كما سمع متداولون كثيرون من يجزم بأن ارتفاع نسبة التخصيص إنما هو "طعم" لامتصاص سيولة "الصغار" في البداية، وتقديم أسهمهم "للكبار" بأرخص الأسعار في النهاية!
من فرصة إلى مأزق
وفي وقت لم يشأ معظم من التقتهم "الأسواق.نت" الكشف عن أعداد الأسهم التي اكتتبوا بها في "كيان"، ولا عن نيتهم بيعها قبل الإدراج إذا ما حصلوا على سعر مغر، فإن بعضهم عبر عن خشيته من تأخر إدراج كيان إلى ما بعد انتهاء الاكتتاب في شركة "جبل عمر"؛ ما يعني أنه لن يكون بمقدوره تأمين سيولة كافية للمشاركة في هذا الاكتتاب.
ورأى المتداول عايد خليف أنه كلما تأخر إدراج "كيان" كلما أصبحت فرصة بيع أسهم الشركة قبل طرحها للتداول أوسع، فهناك جدول عامر باكتتابات متتالية يصعب على محدودي الدخل تأمين السيولة اللازمة لها إلا من خلال استغلال مكاسب البيع في اكتتاب للشراء في اكتتاب آخر، لاسيما وأن نشاط أي شركة وحجمها لم يعودا يشفعان لها في النجاة من عمليات المضاربة التي عمت السوق، وفقا لتعبيره.
أما المتداول فهد الصالح فقال إن "المزاد المبكر" على أسهم كيان ليس الأول من نوعه، فعقب كل اكتتاب يكون هناك عروض للبيع والشراء، لكن "المزاد هذه المرة بدأ مبكرا جدا"، ربما لأن عدد أسهم الاكتتاب كبير إلى درجة الإشباع، أو لأن نسبة التخصيص تحولت لدى بعض المكتتبين من فرصة إلى مأزق، بعدما وجدوا في أيديهم آلافا مؤلفة من الأسهم لا يدرون ما يفعلون بها.