المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهند قاعدة العالم في صناعة أجزاء السيارات



فتى البورصة
18-05-2007, 07:19 AM
بسم الله الرحمن الرحيــم
اكتسبت أكبر شركتين رائدتين في مجال تصنيع السيارات في الهند ازدهارا ملحوظا في الوقت الذي تشهد فيه الدولة نموا قويا وأهمية متزايدة في تزويد الاجزاء قليلة التكلفة الى كبار مصنعي السيارات في العالم. ففي الشهر الماضي تمكنت شركة بهارات فورجي التي تصنع قضبان الاكسل ومحاور ذراع التدوير (كرانك شافت) وبعض الاجزاء الاخرى الخاصة بالشاحنات استطاعت الحصول على امتياز من احدى اكبر الشركات الالمانية في المجال مما اكسبها زبائن جددا من كبار المصنعين مثل فولكسفاجن بالاضافة الى زبائنها القدامى في الولايات المتحدة والصين. اما شركة سندرام فاستنرز المتخصصة في صناعة أغطية المحركات لمصلحة شركة جنرال موتورز فقد ابرمت اتفاقية لشراء مصنع للحدادة الدقيقة في بريطانيا يعمل في انتاج صناديق التروس. وحسبما ورد في صحيفة الفاينانشيال تايمر مؤخرا فانه وعلى الرغم من أن كل من الصفقتين لا يزيد حجمها على 30 مليون يورو إلا انهما تكتسبان أهمية بالغة من الناحية الاستراتيجية، إذ ان شركة بهارات فورجي التي حققت مبيعات بمستوى 6,9 مليار روبية (152 مليون دولار) في العام الماضي قد اكتسبت موطئ قدم لها في سوق سيارات الركاب الاوروبي بينما شركة ساندرام فاستنرز التي وصلت مبيعاتها 5,19 مليار روبية في العام 2002-2003 قد أصبحت تشهد نموا كبيرا في خط انتاجها. وبالاضافة الى الخطط التي تعدها شركة هندية ثالثة في تصنيع الاجزاء وهي مجموعة تاتا اتوكومب للأنظمة بهدف افتتاح مصنع لها في المانيا في الأشهر القليلة المقبلة من أجل الايفاء بعقد تبلغ قيمته 100 مليون يورو يختص بصناعة اجزاء بلاستيكية لشركة فورد فان هذه الصفقات مجتمعة تضيف المزيد من الاحساس الدولي بأهمية قطاع الاجزاء الهندي.

لقد برزت هذه الصناعة مؤخرا كأحد أسرع القطاعات نموا في الدولة في الوقت الذي اندفع فيه المواطنون الهنود في شراء السيارات والدراجات النارية وايضا في ظل بروز الهند كمركز هندسي عالمي قليل التكلفة. وقد حققت الشركات الهندية في مجال تصنيع أجزاء السيارات مبيعات بلغت حوالي 5,1 مليار دولار في العام الماضي منها 800 مليون دولار في مجال الصادرات، وبالنسبة الى بعض الشركات فان حصتها من ايرادات الصادرات قد بلغت مستويات أكبر من ذلك اذ ان مبيعات الاوفشور تساهم الآن بثلاثة أرباع ايرادات شركة بهارات فورجي مقارنة بمعدل النصف فقط قبل التوصل الى الصفقة الأخيرة. وكذلك فمن المتوقع ان ترتفع مبيعات الصناعة الى 6,5 مليار دولار بحلول العام 2005 على ان تساهم الصادرات بأكثر من خمس اجمالي الحجم وفقا لاتحاد مصنعي اجزاء السيارات الهندي.

على ان معظم هذا النشاط قد بدأ يشتعل عندما شرعت شركات فورد وموروتي (التابعة لسوزوكي) وتويوتا في تأسيس ورش لها في الهند في العقد الماضي. ثم التحقت بها شركات عالمية في مجال انتاج أجزاء السيارات مثل فيزتيون الفرع السابق لشركة فورد وديلفي المتخصصة في صناعة الاجزاء لشركات جنرال موتورز وفولفو وكاتربيلر بينما لجأت شركات أخرى في مجال تصنيع المعدات الاصلية في انشاء مكاتب مشتريات في الهند ولما كانت أجور الهنود تمثل عشر الأجور في الاسواق الغربية فان ذلك يعني ان شركة مثل كمينز الاميركية لتصنيع المحركات يمكنها تصدير أجزاء من مصانعها بالقرب من بومباي ومناطق أخرى في الهند الى مواقع التجميع الخاصة بها في انحاء العالم عبر توفير التكلفة بمعدل 20 في المئة. وكما يقول رافي فينكاتيسان رئيس شركة كمينز في الهند “في ظل المنافسة المحتدمة أصبح بامكان كمينز ان تصبح منتجا قليل التكلفة عبر تصنيع المزيد من المحركات هنا”.

ولكن العديد من المهتمين بشؤون الصناعة قد أشاروا الى ان قطاع الاجزاء الهندي يتعين عليه تجاوز العديد من المعوقات اذا كان يتطلع لان يصبح قاعدة صناعية عالمية تنافس المكسيك والبرازيل والصين. واحدى هذه المشاكل تتمثل في صغر حجم الشركات العاملة في القطاع إذ ان الصناعة تتألف من 450 شركة معظمها متوسطة الحجم والقليل منها لديه امكانية لمقابلة الطلبات العالمية الضخمة. وكما يقول ديفيندار جوبتا المدير الاداري لشركة تاتا للأنظمة “ان شركات انتاج الاجزاء في الصين بامكانها أداء أعمال هندسية أكثر أهمية لأن صناعة السيارات هناك تتمتع بحجم هائل وهذا يعني باننا مازلنا مرتبطين بالنهاية السفلى من الاعمال”.