المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بورصة الدوحة: سيولة مالية وتوسعات الصناديق الاستثمارية تقفز بأداء المؤشر



الوعب
19-05-2007, 05:46 PM
المستثمرون القطريون يماشون استمرار موجة الارتفاعات الحالية


19/05/2007 الدوحة - القبس:
تؤكد البورصة القطرية يوما بعد يوم توجها كبيرا وتعطشا أكبر للارتفاع وتقديم أداء متوازن ومقنع طوال الأسابيع القليلة الماضية، وهو ما قد يبدد تلك الصورة المعتمة التي ارتبطت بسوق الأسهم القطري عقب الهبوط الحاد والمستويات البالغة في التدني التي وصلت اليها أسعار الأسهم.
فقد واصلت الأسهم القطرية انتعاشها الأخضر خلال تعاملات الأسبوع الفائت وسجلت مكاسب كبيرة غير متوقعة، حيث ارتفع مؤشر الأسعار بمقدار 345.9 نقطة تمثل ما نسبته 4.9 في المائة، ليغلق على 7360 نقطة مقابل 7014 نقطة.
وارتفعت قيمة الأسهم المتداولة بنسبة 12.4 في المائة لتصل الى 2.69 مليار ريال مقابل 2.39 مليار ريال.
وبلغت قيمة المكاسب التي حققتها بورصة الدوحة خلال الأسبوع الفائت 9.5 مليارات ريال، حيث ارتفعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة بنسبة 4.1 في المائة لتصل الى 236.2 مليار ريال مقابل 226.7 مليار ريال.
ومازال المستثمرون في سوق الدوحة للأوراق المالية مأخوذين بالتغيرات التي عصفت بالسوق المالي أخيرا ليظهروا غير مصدقين لطبيعة الأداء الذي تقدمه البورصة.
واستمرت حالة الذهول بين أوساط المستثمرين القطريين نتيجة عودة الارتفاع من جديد الى المؤشر قائلين بصعوبة تبرير ما يجري، مشيرين الى أنهم كانوا بانتظار حدوث تحسن على مجريات أداء السوق لكن ليس بتلك الحدة التي نقلت أسعار الاسهم من مستويات بالغة في التدني والانحدار الى مستويات معقولة ومطمئنة.
وفي الوقت الذي توقعت أوساط متابعة للشأن المالي في السوق أن يستمر الارتداد، أصر المؤشر على تغيير اتجاهه مدعوما بتعاملات قوية وقياسية ربما لم تتحقق منذ عام على أقل تقدير متجاوزة حاجز 700 مليون ريال في بعض جلسات التداول، وهو ما يدلل بشكل أو بآخر على قوة السيولة النقدية المتدفقة للسوق والتي توزعت ما بين نشاط فردي للمستثمرين ونشاط من قبل مؤسسات وصناديق استثمارية متخصصة.
تركيز المعاملات
وتركزت التعاملات بشكل واضح على الشركات والاسهم الثقيلة الاستراتيجية ما يوضح عمق النظرة التي يتعامل بها المستثمرون مع السوق في الفترة الحالية.
وتتردد في السوق أنباء متنوعة عن دخول صناديق استثمارية بقوة الى ميدان التعاملات وهي بذاتها تلك الصناديق التي كانت تقوم بعمليات المراقبة عن بعد للتداولات، دون التدخل المباشر بها ويبدو ان دخول تلك الصناديق جاء عقب قيامها بدراسات مسترسلة حول أهمية الاستثمار في الوقت الحالي والجدوى من ورائه نظرا للاسعار المغرية التي وصلت اليها الاسهم ويأتي ذلك طمعا في ان تقوم تلك الصناديق في تقليص جزء كبير من خسائرها المتحققة نتيجة الانحدار الذي شهدته اسواق المنطقة العام الماضي.
وكانت التغيرات الايجابية في السوق مدفوعة بارتفاع وتيرة النشاط على اسهم قطاع البنوك والمؤسسات المالية الذي كانت له الريادة والقيادة أخيرا على صعيدي الأسعار والتعاملات اضافة الى الاسهم الثقيلة من القطاعات الأخرى المؤثرة والتي لها وزن كبير في احتساب مؤشر الأسعار، ما اعتبره كثيرون من العوامل التي تصب في مصلحة السوق حيث ان الإقبال على شراء ذلك النوع من الأسهم يشير الى مدى وثوقية الاستثمار ومصداقيته فيما يتعلق بالاستثمار طويل الأمد بعيدا عن التركيز على اسهم المضاربة تلك التي تمتاز معظم الأحيان بقلة أسعارها، لكن ما يجري في السوق حاليا يحتمل الاتجاهين نظرا لشمولية مظلة التعاملات لتشمل الجزء الأكبر من الأسهم.
عوامل مساعدة
وعزا مراقبون ما يجري في سوق الأسهم القطري من تحسن وانتعاش الى العديد من العوامل من أهمها نتائج الربع الأول للشركات التي أظهرت في معظمها زيادة في الأرباح حيث استمر تأثيرها لفترة أطول مما توقع المستثمرون والمتعاملون اضافة الى تضاعف وتيرة الأخبار والاعلانات الايجابية التي أظهرتها العديد من الشركات والمتعلقة بصفقات كبرى واتفاقيات مجدية، اضافة إلى العديد من العوامل الأخرى كان أكبرها تأثيرا دخول مؤسسات استثمار اجنبية الى السوق شجعت عددا كبيرا من المستثمرين المحليين على الدخول الى السوق.
وعلق مستثمرون آمالهم على أن تكون البورصة، بتلك الخطوات المتسارعة، قد تجاوزت مرحلة من الهدوء والتأرجح حول مستويات منخفضة قائلين انه مع ارتفاعات الأسبوع الفائت ستشكل للبورصة نقطة دعم جديدة، في الوقت الذي أكد فيه وسطاء ضرورة عدم استباق الأحداث أو الافراط في التفاؤل قائلين ان الصعود الكبير في المؤشر يستوعب ايضا تراجعا كبيرا سيكون منطقيا وطبيعيا لو تحقق.
من جهة اخرى أكد وسطاء أن بعض المحافظ والصناديق المحلية الكبرى غيرت من استراتيجياتها الاستثمارية مؤخرا لتسهم في زيادة التحسن وحفظ التوازن بالشكل الذي يمكن وصفه بصانع السوق الى حد ما ولعل دخول بعض صناديق الاستثمار الاسلامية الى السوق أخيرا وقرب موعد دخول صناديق استثمارية أخرى برؤوس أموال مرتفعة كان له أكبر الأثر في التحسن المشهود وفي استعادة المستثمرين لثقتهم بالسوق.
سيولة كبيرة
وأكد مراقبون أن السوق المالي القطري شهد ضخ سيولة بكميات كبيرة ومرتفعة وهو ما استمر لأسابيع عديدة وقد كانت تلك السيولة موجهة في بداية طفرة الارتفاع نحو العمليات الاستثمارية الاستراتيجية طويلة الأمد وهو ما انعكس على خلق قاعدة قوية للتحسن ليؤكد المراقبون ذواتهم بأن النهج الاستثماري بدأ أخيرا وخلال الايام الماضية بالتحول الى التنوع لتأخذ المضاربة حصة لا يستهان بها من اجمالي النشاط الاستثماري وهو ما يبرره كثيرون نظرا إلى التغيرات السعرية الكبيرة التي حققتها بعض الأسهم في فترة وجيزة .
وتوقع وسطاء أن يشهد السوق عمليات جني أرباح ربما ستكون موسعة خلال الأسبوع الجاري، وقد تعمل على تقليص بعض مكتسبات الأسهم مشيرين إلى أنه مهما بلغت قيمة الارتداد فيما لو تحقق، فانه سيظل طبيعيا ومنطقيا ما دام المؤشر فوق 7 آلاف نقطة محذرين من عواقب النزول الى ما دون تلك المستويات . وأوضح مستثمرون بأن السوق يجتذب في الفترة الحالية عددا كبير من المستثمرين الفرادى بالاضافة الى المؤسسات والصناديق وهم من الفئة التي كانت تراقب السوق بحذر وتحفظ بانتظار التغيرات المحتملة على أداء البورصة حيث شكل الارتفاع المتحقق حافزا لعدد كبير منهم للدخول الى السوق بجرأة أكبر .

قدرة صمود مفاجئة
أبدى مستثمرون استغرابهم من القدرة الهائلة على الصمود التي أظهرها السوق في الفترة الماضية متجاوزا كل أسباب التراجع وضغوطات الانخفاض والتي كان أبرزها وأهمها اكتتاب بنك الخليج التجاري 'الخليجي' الذي كان من المتوقع أن يعمل على اسقاط آثاره السلبية على السوق انسجاما مع الانطباع المأخوذ عن السوق لدى المستثمرين بأنه كان ينخفض ويتراجع في كل مرة يبدأ فيها اكتتاب احدى الشركات.
ولعل السوق تجاوز العديد من المحددات أيضا والتي تمثلت باستدعاء ناقلات للجزء المتبقي من رأس المال هو ما ساهم في امتصاص جزء لا يستهان به من السيولة المتاحة بين ايدي المستثمرين وبالتحديد تلك التي خلفتها الأرباح النقدية الموزعة على المساهمين من قبل الشركات عن نتائج العام الماضي بالشكل الذي جعل ما حصل عليه المستثمرون من سيولة باحدى اليدين قاموا بدفعه لناقلات باليد الأخرى، وهو ما شكل ضغطا على السوق في فترة من الفترات لكن جاءت نتائج الشركات في الربع الأول والتي كانت في أغلبها ايجابية لتعلن انقلابا كبيرا في السوق وتبدأ معها مرحلة الارتفاع.

تساؤلات جائزة
تبقى العديد من التساؤلات الحائرة على شفاه المتعاملين حول الأداء المتوقع خلال الأيام المقبلة والمصير المنتظر وطبيعة الاتجاه الذي سيمضي فيه السوق لاحقا حيث يمتلك المستثمرون رصيدا من الاحباط بسبب التراجعات الكبيرة السابقة يجعلهم غير قادرين على استيعاب التغيرات الايجابية او التعامل معها مغلبين الحذر والتحفظ حتى في أوقات الارتفاع الحالية.