تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : السيولة الخليجية توجه بوصلتها نحو الاستثمار في المغرب



مغروور قطر
26-05-2007, 06:12 AM
السيولة الخليجية توجه بوصلتها نحو الاستثمار في المغرب

الحكومة المغربية تبحث عن مستثمرين للمشاركة في تخصيص القطاعات الرئيسية

دبي: سلمان الدوسري
«هذه المرة الدور على المغرب» .. هذا هو العنوان الرئيسي لدورة السيولة الخليجية الهائلة، التي تبحث بشراهة عن الفرص الاستثمارية من شرق العالم إلى غربه. وكأن المغرب ظهر فجأة على ساحة الاستثمارات الخليجية. وبدأت الشركات الخليجية ورؤوس الأموال بالتنافس على الفوز بأفضل الفرص المجدية اقتصاديا هناك. ويبدو أن الاستثمارات الخليجية حكومية وخاصة، تسعى لاغتنام الفرصة والاستفادة من نمو الاستثمارات الأجنبية في المغرب. خاصة مع الطفرة الأخيرة التي شهدها القطاع العقاري والسياحي، وهما القطاعان الأكثر جذبا للاستثمارات الأجنبية في المغرب.
وكانت الحكومة المغربية قد دعت رجال الأعمال العرب إلى المشاركة في برامج تخصيص بعض القطاعات الاقتصادية، مثل وكالات توزيع الماء والكهرباء، ومكاتب الفوسفات والشاي والبريد وسكة الحديد وخدمات الموانئ والمطارات وغيرها. لكن هذا لم يمنع من بحث المستثمرين الخليجيين عن فرصهم الواعدة بعيدا عن التوجهات الحكومية المغربية.

ويبدي العديد من المستثمرين تفاؤلهم حيال استثماراتهم في المغرب، خاصة في ظل الدعم الذي يجده الانفتاح الاقتصادي لملك المغرب الملك محمد السادس لتنويع مصادر الدخل وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى المغرب. التي يتوقع أن تسهم بشكل إيجابي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.

وقال لـ«الشرق الأوسط» المهندس حسين سجواني رئيس مجموعة داماك العقارية، والذي أعلن مؤخرا عن استثمار مليار دولار في مشروع سياحي بالمغرب، إن مجموعته تبحث عن فرص استثمارية غير تقليدية وغير مستهلكة، «ووجدنا في المغرب ما نبحث عنه من فرص استثمارية واعدة». مبينا ان دخول المجموعة السوق المغربية «جاء بفضل الانفتاح الكبير الذي يعرفه الاقتصاد المغربي».

ومن أهم الاستثمارات الخليجية بالمغرب، مشروع «بوابة المغرب» الذي تصل تكلفته إلى 1.4 مليار دولار ، بالإضافة إلى مشروع «المرابع الملكية مراكش» الذي سيتم انجازه بمدينة مراكش، والتابعين لبيت التمويل الخليجي. كما أطلقت مجموعة دبي القابضة مشاريع في المغرب تتجاوز قيمتها 12 مليار دولار، منها ثلاثة مليارات دولار على ضفة نهر أبي رقراق وهو مشروع «أمواج» الذي تنفذه شركة سما دبي في المغرب. وتستثمر شركة الديار القطرية 170 مليون دولار، في مشروع سياحي عقاري في منطقة هوارة في الشمال المغربي. وإذا كانت الاستثمارات السعودية قد فتحت آفاق الاستثمار في المغرب منذ سنوات طويلة. فإنها ظلت في مستوياتها السابقة، وتركت ريادة الاستثمارات الخليجية هناك إلى المستثمرين الاماراتيين والكويتيين والبحرينيين. ويتوقع أن تفتح زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية الأخيرة للمغرب، الباب لعودة رؤوس الأموال السعودية بقوة في المرحلة المقبلة.

ويقول اقتصاديون إن الاستثمار في المغرب بات مقصدا هاما للعديد من الشركات والصناديق الاستثمارية الخليجية، حيث تتوافر الفرص الاستثمارية والبيئة التشريعية الجاذبة، وهو الأمر الذي يبحث عنه المستثمرون باعتباره يعطي عوائد استثمارية تساعد في استقطاب المزيد من الاستثمارات.

ومما يساعد على توجه هذه الاستثمارات، هو الاستراتيجية الحكومية المغربة التي هي الأخرى بدأت في بث طمأنينة المستثمرين بقوانين مرنة. وتحرص وزارة المالية والبنك المركزي والمؤسسات المالية الرئيسية ومطورو العقارات في المغرب، على توفير احتياجات المستثمرين وعرض الفرص الاستثمارية المتميزة. وكانت استراتيجيات الإصلاح ومبادرات إعادة التطوير التي تم تنفيذها من طرف الحكومة المغربية خلال السنوات القليلة الماضية هي النقطة الرئيسية الفارقة التي ميزت دولة المغرب عن باقي دول شمال أفريقيا.

ويقول ناصر آلشيخ رئيس أملاك للتمويل أن شركته تتطلع بحماس لكافة الفرص المتاحة في المغرب. مؤكدا «سيكون لنا مكانة مميزة وفريدة تعزز دورنا في توعية المستخدمين الجدد المحتملين لحلول التمويل البديلة عن الخيارات التقليدية»، ويضيف أن دور الاستثمارات الاماراتية في المغرب لا تسعى إلى تحفيز الاقتصاد النامي فحسب «بل ستساهم أيضاً في توفير العديد من خيارات التمويل العقاري للمواطنين». وشهد المغرب طفرة نوعية في مجال التطوير والتوسع على نطاق ضخم، ويتوقع الخبراء نمو قطاعي السياحة والتجزئة بما يفوق ستة اضعاف بحلول عام 2012 ليصل حجم الاستثمار إلى ما يفوق العشرين مليار دولار أميركي. ولعل الطفرة النفطية التي درت فائضا ماليا كبيرا على دول الخليج جعلها تبحث عن فرص استثمارية جديدة تضمن مستقبل الاجيال المقبلة. ومع الأخذ في الاعتبار أن الاستثمار في الاسواق الاميركية والاوروبية عقب احداث سبتمبر في الولايات المتحدة وما اعقبها من ضغوط على الاستثمارات العربية، غير بوصلة استثمارات الحكومات والشركات الخليجية في البحث عن اراض وفرص استثمارية بكر في الشمال العربي الافريقي تحمل فرصا استثمارية واعدة.