مغروور قطر
27-05-2007, 05:08 AM
الخصخصة تهدف لمنح القطاع الخاص دوراً أكبر في النشاط الاقتصادي
الدكتور محمد حموري في حوار مع الرئيس التنفيذي لهيئة التخاصية في الأردن
أنجزنا خصخصة 12 مشروعا وبعنا حصة الحكومة في 50 شركة مساهمة
هناك قائمة من المشاريع الجاهزة للخصخصة ومنها ماهو قائم ويحقق عوائد مجزية
برنامج الخصخصة مطروح للجميع وللمستثمرين العرب نصيب منه
الشريك الاستراتيجي تحكمه العديد من الميزات منها الخبرة والإدارة
حاوره - أسعد العزوني:
أكد الرئيس التنفيذي للهيئة التخاصية في الأردن الدكتور محمد الحموري ان الهدف من الخصخصة هو اتاحة المجال للقطاع الخاص ان يلعب دورا اكبر في الحياة الاقتصادية لتتفرغ الدولة الي مهامها الرئيسية.
وقال في حوار مع الراية انه تم خصخصة 12 مشروعا وبيع حصة الحكومة في 50 شركة مساهمة موضحا ان العديد من المشاريع المطروحة للخصخصة قائمة وتحقق عوائد مجزية.
وفيما يلي نص الحوار:
ما المفهوم الصحيح للتخاصية وما العوامل التي أدت إليها في الأردن؟
- تمثل التخاصية إحدي السياسات الاقتصادية التي بدأ انتشارها بشكل واسع خلال آخر عقدين من القرن الماضي، ويقوم مفهومها الأساسي علي منح القطاع الخاص دوراً أكبر في النشاط الاقتصادي مما يتيح للدولة مجالاً أوسع للتركيز علي نشاطاتها الأساسية في رسم السياسات وتنظيم العلاقات ومنع الاحتكار إضافة إلي دورها في الدفاع والأمن وتقديم الخدمات الأساسية، وهذا النهج يتيح تعزيز دور القطاع الخاص ضمن الأطر القانونية التي تعتمدها الدولة وبما يحقق التوازن والعدالة بين مختلف الأطراف الفاعلة في النشاط الاقتصادي، كما يتيح أيضا التركيز علي عنصر الكفاءة والاستخدام الرشيد للموارد.
أما فيما يتعلق بالمملكة الأردنية الهاشمية فقد تم تبني نهج التخاصية منذ عام 1996 كأحد مكونات برنامج التصحيح الاقتصادي، بهدف تفعيل مشاركة القطاع الخاص وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد ورفع كفاءة المؤسسات العامة، وكما هو معلوم فان الأردن لم يكن من الدول التي سيطر فيها القطاع العام علي مختلف النشاطات الاقتصادية، وإنما اتبع دوماً سياسة تمكن القطاع الخاص من القيام بنشاطات واسعة في الشأن الاقتصادي، الا انه ولعدم قدرة القطاع الخاص في مرحلة ما عن إقامة مشاريع تنموية واستثمارية كبري فقد بادرت الحكومات المتعاقبة لإقامة مثل هذه المشاريع إضافة الي الاهتمام بتوفير خدمات البنية الأساسية في سائر أرجاء المملكة، ونظراً لعدم قدرة الحكومة علي التوسع في الاستثمارات نتيجة لأثر ذلك علي عجز الموازنة العامة، إضافة لعدم قدرة القطاع العام علي مجاراة القطاع الخاص من حيث الكفاءة والانتاجية كان لا بد من اللجوء الي التخاصية كأسلوب لتحسين أداء مؤسسات القطاع العام، خاصة وأن ذلك يساهم في تخفيض العبء عن الموازنة العامة وإلغاء دعم المؤسسات وتقليص حجم المديونية العامة عدا عن كسر حلقة الاحتكار في بعض القطاعات، خاصة وأن تدخل الحكومة عادة ما يعيق توسع الاستثمار وتحسين الانتاجية.
ما حجم عمليات التخاصية في الأردن وما انعكاس ذلك علي الاقتصاد الوطني؟
- شهد برنامج التخاصية الأردني خلال السنوات الماضية انجاز خصخصة 12 مشروعاً إضافة الي بيع حصص الحكومة في 50 شركة مساهمة وأهم المشاريع المنجزة تشمل شركة مصانع الاسمنت الأردنية، شركة البوتاس العربية، شركة مناجم الفوسفات، شركة الاتصالات، شركة الأسواق الحرة في المطارات، والشركة الأردنية لصيانة محركات الطائرات، وغيرها من المشاريع. وارتبط انجاز البرنامج بجذب استثمارات جديدة الي القطاعات والمشروعات التي تمت خصخصتها كما أصبحت التخاصية آلية لتمويل التنمية الاقتصادية في المملكة من خلال تخصيص جزء من عوائد التخاصية لتمويل عدد من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية الحيوية. كذلك أدي فتح عدة قطاعات اقتصادية للقطاع الخاص الي رفع أداء وكفاءة هذه القطاعات، كما أدي دخول الشركاء الاستراتيجيين الي إدخال التكنولوجيا الحديثة المتطورة وكذلك تحسين نوعية السلع والخدمات المقدمة وكسر احتكار بعض المؤسسات العامة وتدريب الكوادر العاملة وتأهيلها إضافة الي خلق فرص العمل الجديدة المباشرة وغير المباشرة. كما تم تحفيز المدخرات المحلية من خلال الائتلاف مع الشركاء من القطاع الخاص في معظم المشروعات التي تم خصخصتها أو مساهمة المواطنين بشراء أسهم في المشروعات المطروحة للبيع، كذلك تم توسيع السوق المالي وزيادة رسملته بعد ادراج شركات جديدة كشركة الاتصالات في السوق.
في عام 2006 أي بعد مرور عشر سنوات علي تبني برنامج التخاصية الأردني، قام خبراء محايدون ولأول مرة بإعداد دراسة لتقييم اثر التخاصية علي الاقتصاد الأردني. ولقد أشارت نتائج هذه الدراسة الي أن عمليات التخاصية كان لها آثار ايجابية علي مجمل الأداء الاقتصادي وساهمت بشكل فاعل فيتحقيق الأهداف المحددة في قانون التخاصية، وعلي مستوي القطاعات فقد تحسن أداء القطاعات التي خضعت للخصخصة وارتفع مستوي تنافسيتها . كما وتشير النتائج الي تحسن ملحوظ في كفاءة الشركات وإنتاجيتها إضافة الي ان تحرير القطاعات ساهم في ايجاد سوق تنافسي، كما ارتفعت إيرادات الشركات المشمولة بالدراسة بنسبة 44% وسجلت كفاءة المبيعات زيادة بحوالي 300% كذلك ارتفعت كفاءة صافي الدخل بحوالي 270%. وبلغ الإنفاق الرأسمالي للشركات خلال فترة الدراسة حوالي (620) مليون دينار. إضافة الي ذلك أشارت نتائج الدراسة الي أن الشركات التي تمت خصخصتها كانت من ضمن أفضل الشركات أداء في بورصة عمان وحققت نحو 26% من الحجم الكلي لرسملة السوق.
هل يجوز خصخصة المؤسسات الوطنية المنتجة مثل البوتاس، الفوسفات وغيرها؟
- هذا التساؤل يبدو في ظاهرة كما لو انه مقارنة بين المصالح الوطنية في مقابل مصالح غير وطنية، ولكن الواقع يختلف الي حد كبير، خصخصة مثل هذه المؤسسات هو عملياً تجسيد لمصالح وطنية، لان عدم التخصيص يعني القبول باستمرار هذه المؤسسات في عملها دون ان تتمتع بالكفاءة والإنتاجية المطلوبة ودون ان تستطيع المنافسة بشكل مناسب في الأسواق العالمية، والدولة الأردنية قبل تنفيذ أي عملية تخاصية، تقوم بإجراء دراسات للتأكد من ان تخاصية هذه المؤسسة ستحمل في طياتها اثاراَ ايجابية علي الشركة نفسها من جهة وعلي الاقتصاد الوطني من جهة أخري، فما الذي يمنع من الحفاظ علي هذه المؤسسات وتطوير عملها ورفع مستوي العاملين فيها وضخ استثمارات جديدة فيها اذا كان كل ذلك ينعكس بشكل ايجابي علي الوطن وأبنائه، ليس هذا فقط بل ان التخاصية تشجع أيضا علي دخول استثمارات جديدة في نفس القطاع وفي قطاعات أخري، فبدلاً من ان يتم تصدير الفوسفات أو البوتاس الخام فقط تتيح التخاصية إنشاء صناعات رديفة لهذه الخامات بحيث تقوم المملكة مستقبلاً بتصدير جزء من الخامات بعد تصنيعها مما يعني مردوداً أكبر وفرص عمل أكثر، يضاف لذلك تحسين جودة المنتجات وتخفيض الكلفة ورفع الكفاءة وزيادة القدرة التنافسية، أما اذا كان المقصود حجم ما تتقاضاه الخزينة العامة من مبالغ كعوائد لمساهمتها في هذه الشركات فان الأمر لن يختلف كثيراً فسوف تشكل عوائد الخزينة من الضرائب والرسوم بديلاً لحصة الأرباح حيث ان المؤسسات الحكومية عادة ما تكون معفاة من الضرائب، وهناك وقائع عملية مثل شركة الاتصالات أثبتت زيادة مجموع ما تتقاضاه الخزينة العامة من عوائد نتيجة للتخاصية وليس نقصه، هذا عدا عن مجموع المنافع الأخري المتحققة للمؤسسة والاقتصاد الوطني بشكل عام.
ما المؤسسات التي تنتظر علي قائمة برامج الخصخصة وما مدي الحاجة لذلك؟
- استمراراً لنهج الخصخصة يجري العمل حالياً علي تنفيذ خصخصة عدد من المشروعات وكما يلي:
شركة توزيع الكهرباء المركزية 100%
شركة كهرباء محافظة اربد 55.74%
شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية للطيران 74%
كلية الملكة نور الفنية للطيران المدني 100%
سكة حديد العقبة شراكة استراتيجية
شركة البريد الأردني شراكة استراتيجية الشركة الأردنية العامة للصوامع والتموين..بيع
شركة مطاحن الجويدة 100%
مجمع الشابسوغ 100%
الشركة الأردنية العقارية - بناية البرج 100%
مشروع التخلص من النفايات الصناعية والنفايات الطبية Boo
وكما هو واضح فان هذه المشاريع تشكل فرصاً مميزة أمام رجال الأعمال فهناك مثلاً مشاريع قائمة تحقق عوائد ونتائجها المالية واضحة، كما ان هناك مشاريع مرتقبة يستطيع المستثمر المباشرة في تنفيذها من البداية، إضافة لذلك فان حجم الاستثمار المطلوب لهذه المشاريع متنوع فمنها ما يحتاج الاستثمارات صغيرة ومنها يحتاج لاستثمارات متوسطة وكبيرة، كما أن هذه المشاريع تتوزع علي قطاعات متنوعة وذلك يتيح للمستثمر اختيار القطاع الذي يناسب أعماله ويتفق مع خبراته وإمكانياته التمويلية . والحاجة لخصخصة هذه المشاريع تأتي من الهدف الأساسي لبرنامج التخاصية حيث ينظر لها كمساهمة في تحديث وتطوير الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة وفاعلية هذه المؤسسات.
ما الاستراتيجية المتبعة في الأردن فيما يتعلق بالخصخصة؟
- يقوم الأردن بتنفيذ عمليات التخاصية ضمن أسس ومتطلبات واضحة أهمها توفر الإطار التشريعي والمؤسسي الداعم لهذه العملية، وقد تم إقرار الاستراتيجية الوطنية للتخاصية من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية عام 1999 وفي عام 2000 تم إقرار قانون التخاصية رقم (25)، وتم إنشاء مجلس التخاصية ليتولي رسم السياسات العامة وتحديد المشاريع التي سيتم خصخصتها والأسلوب الأفضل لذلك، كما تم أيضاً إنشاء الهيئة التنفيذية للتخاصية لتشكل الذراع التنفيذي والمرجعية الأولي للحكومة في تنفيذ مشاريع التخاصية.
وخلال السنوات الماضية تميز برنامج التخاصية الأردني بالتدرج في التنفيذ ووفقاً لما تتطلبه طبيعة المشروع المنوي خصخصته بدءً من إعادة الهيكلة للمؤسسات والشركات العامة مروراً بالعمل علي تعديل التشريعات اللازمة انتهاء باختيار أسلوب التخاصية المناسب، وقد أوضح قانون التخاصية أن عمليات إعادة هيكلة وتخاصية المؤسسات العامة أو المشاريع التي يمتلكها القطاع العام تتم بإتباع أيمن الأساليب التالية:
نقل ملكية المؤسسة أو المشروع من القطاع العام الي القطاع الخاص بعد تحويله الي شركة وفقا للتشريعات النافذة المفعول، وإعادة هيكلته بقصد إتمام عملية التخاصية عليه.
نقل ملكية الأسهم أو الحصص التي تمتلكها الحكومة في الشركات التي تساهم فيها الي القطاع الخاص وذلك ببيعها له بصورة كلية أو جزئية.
نقل إدارة المشروع من القطاع العام الي القطاع الخاص بمقتضي اتفاق بينهما يخول القطاع الخاص حق إدارته وتشغيله.
الدكتور محمد حموري في حوار مع الرئيس التنفيذي لهيئة التخاصية في الأردن
أنجزنا خصخصة 12 مشروعا وبعنا حصة الحكومة في 50 شركة مساهمة
هناك قائمة من المشاريع الجاهزة للخصخصة ومنها ماهو قائم ويحقق عوائد مجزية
برنامج الخصخصة مطروح للجميع وللمستثمرين العرب نصيب منه
الشريك الاستراتيجي تحكمه العديد من الميزات منها الخبرة والإدارة
حاوره - أسعد العزوني:
أكد الرئيس التنفيذي للهيئة التخاصية في الأردن الدكتور محمد الحموري ان الهدف من الخصخصة هو اتاحة المجال للقطاع الخاص ان يلعب دورا اكبر في الحياة الاقتصادية لتتفرغ الدولة الي مهامها الرئيسية.
وقال في حوار مع الراية انه تم خصخصة 12 مشروعا وبيع حصة الحكومة في 50 شركة مساهمة موضحا ان العديد من المشاريع المطروحة للخصخصة قائمة وتحقق عوائد مجزية.
وفيما يلي نص الحوار:
ما المفهوم الصحيح للتخاصية وما العوامل التي أدت إليها في الأردن؟
- تمثل التخاصية إحدي السياسات الاقتصادية التي بدأ انتشارها بشكل واسع خلال آخر عقدين من القرن الماضي، ويقوم مفهومها الأساسي علي منح القطاع الخاص دوراً أكبر في النشاط الاقتصادي مما يتيح للدولة مجالاً أوسع للتركيز علي نشاطاتها الأساسية في رسم السياسات وتنظيم العلاقات ومنع الاحتكار إضافة إلي دورها في الدفاع والأمن وتقديم الخدمات الأساسية، وهذا النهج يتيح تعزيز دور القطاع الخاص ضمن الأطر القانونية التي تعتمدها الدولة وبما يحقق التوازن والعدالة بين مختلف الأطراف الفاعلة في النشاط الاقتصادي، كما يتيح أيضا التركيز علي عنصر الكفاءة والاستخدام الرشيد للموارد.
أما فيما يتعلق بالمملكة الأردنية الهاشمية فقد تم تبني نهج التخاصية منذ عام 1996 كأحد مكونات برنامج التصحيح الاقتصادي، بهدف تفعيل مشاركة القطاع الخاص وتحسين القدرة التنافسية للاقتصاد ورفع كفاءة المؤسسات العامة، وكما هو معلوم فان الأردن لم يكن من الدول التي سيطر فيها القطاع العام علي مختلف النشاطات الاقتصادية، وإنما اتبع دوماً سياسة تمكن القطاع الخاص من القيام بنشاطات واسعة في الشأن الاقتصادي، الا انه ولعدم قدرة القطاع الخاص في مرحلة ما عن إقامة مشاريع تنموية واستثمارية كبري فقد بادرت الحكومات المتعاقبة لإقامة مثل هذه المشاريع إضافة الي الاهتمام بتوفير خدمات البنية الأساسية في سائر أرجاء المملكة، ونظراً لعدم قدرة الحكومة علي التوسع في الاستثمارات نتيجة لأثر ذلك علي عجز الموازنة العامة، إضافة لعدم قدرة القطاع العام علي مجاراة القطاع الخاص من حيث الكفاءة والانتاجية كان لا بد من اللجوء الي التخاصية كأسلوب لتحسين أداء مؤسسات القطاع العام، خاصة وأن ذلك يساهم في تخفيض العبء عن الموازنة العامة وإلغاء دعم المؤسسات وتقليص حجم المديونية العامة عدا عن كسر حلقة الاحتكار في بعض القطاعات، خاصة وأن تدخل الحكومة عادة ما يعيق توسع الاستثمار وتحسين الانتاجية.
ما حجم عمليات التخاصية في الأردن وما انعكاس ذلك علي الاقتصاد الوطني؟
- شهد برنامج التخاصية الأردني خلال السنوات الماضية انجاز خصخصة 12 مشروعاً إضافة الي بيع حصص الحكومة في 50 شركة مساهمة وأهم المشاريع المنجزة تشمل شركة مصانع الاسمنت الأردنية، شركة البوتاس العربية، شركة مناجم الفوسفات، شركة الاتصالات، شركة الأسواق الحرة في المطارات، والشركة الأردنية لصيانة محركات الطائرات، وغيرها من المشاريع. وارتبط انجاز البرنامج بجذب استثمارات جديدة الي القطاعات والمشروعات التي تمت خصخصتها كما أصبحت التخاصية آلية لتمويل التنمية الاقتصادية في المملكة من خلال تخصيص جزء من عوائد التخاصية لتمويل عدد من المشروعات الاقتصادية والاجتماعية الحيوية. كذلك أدي فتح عدة قطاعات اقتصادية للقطاع الخاص الي رفع أداء وكفاءة هذه القطاعات، كما أدي دخول الشركاء الاستراتيجيين الي إدخال التكنولوجيا الحديثة المتطورة وكذلك تحسين نوعية السلع والخدمات المقدمة وكسر احتكار بعض المؤسسات العامة وتدريب الكوادر العاملة وتأهيلها إضافة الي خلق فرص العمل الجديدة المباشرة وغير المباشرة. كما تم تحفيز المدخرات المحلية من خلال الائتلاف مع الشركاء من القطاع الخاص في معظم المشروعات التي تم خصخصتها أو مساهمة المواطنين بشراء أسهم في المشروعات المطروحة للبيع، كذلك تم توسيع السوق المالي وزيادة رسملته بعد ادراج شركات جديدة كشركة الاتصالات في السوق.
في عام 2006 أي بعد مرور عشر سنوات علي تبني برنامج التخاصية الأردني، قام خبراء محايدون ولأول مرة بإعداد دراسة لتقييم اثر التخاصية علي الاقتصاد الأردني. ولقد أشارت نتائج هذه الدراسة الي أن عمليات التخاصية كان لها آثار ايجابية علي مجمل الأداء الاقتصادي وساهمت بشكل فاعل فيتحقيق الأهداف المحددة في قانون التخاصية، وعلي مستوي القطاعات فقد تحسن أداء القطاعات التي خضعت للخصخصة وارتفع مستوي تنافسيتها . كما وتشير النتائج الي تحسن ملحوظ في كفاءة الشركات وإنتاجيتها إضافة الي ان تحرير القطاعات ساهم في ايجاد سوق تنافسي، كما ارتفعت إيرادات الشركات المشمولة بالدراسة بنسبة 44% وسجلت كفاءة المبيعات زيادة بحوالي 300% كذلك ارتفعت كفاءة صافي الدخل بحوالي 270%. وبلغ الإنفاق الرأسمالي للشركات خلال فترة الدراسة حوالي (620) مليون دينار. إضافة الي ذلك أشارت نتائج الدراسة الي أن الشركات التي تمت خصخصتها كانت من ضمن أفضل الشركات أداء في بورصة عمان وحققت نحو 26% من الحجم الكلي لرسملة السوق.
هل يجوز خصخصة المؤسسات الوطنية المنتجة مثل البوتاس، الفوسفات وغيرها؟
- هذا التساؤل يبدو في ظاهرة كما لو انه مقارنة بين المصالح الوطنية في مقابل مصالح غير وطنية، ولكن الواقع يختلف الي حد كبير، خصخصة مثل هذه المؤسسات هو عملياً تجسيد لمصالح وطنية، لان عدم التخصيص يعني القبول باستمرار هذه المؤسسات في عملها دون ان تتمتع بالكفاءة والإنتاجية المطلوبة ودون ان تستطيع المنافسة بشكل مناسب في الأسواق العالمية، والدولة الأردنية قبل تنفيذ أي عملية تخاصية، تقوم بإجراء دراسات للتأكد من ان تخاصية هذه المؤسسة ستحمل في طياتها اثاراَ ايجابية علي الشركة نفسها من جهة وعلي الاقتصاد الوطني من جهة أخري، فما الذي يمنع من الحفاظ علي هذه المؤسسات وتطوير عملها ورفع مستوي العاملين فيها وضخ استثمارات جديدة فيها اذا كان كل ذلك ينعكس بشكل ايجابي علي الوطن وأبنائه، ليس هذا فقط بل ان التخاصية تشجع أيضا علي دخول استثمارات جديدة في نفس القطاع وفي قطاعات أخري، فبدلاً من ان يتم تصدير الفوسفات أو البوتاس الخام فقط تتيح التخاصية إنشاء صناعات رديفة لهذه الخامات بحيث تقوم المملكة مستقبلاً بتصدير جزء من الخامات بعد تصنيعها مما يعني مردوداً أكبر وفرص عمل أكثر، يضاف لذلك تحسين جودة المنتجات وتخفيض الكلفة ورفع الكفاءة وزيادة القدرة التنافسية، أما اذا كان المقصود حجم ما تتقاضاه الخزينة العامة من مبالغ كعوائد لمساهمتها في هذه الشركات فان الأمر لن يختلف كثيراً فسوف تشكل عوائد الخزينة من الضرائب والرسوم بديلاً لحصة الأرباح حيث ان المؤسسات الحكومية عادة ما تكون معفاة من الضرائب، وهناك وقائع عملية مثل شركة الاتصالات أثبتت زيادة مجموع ما تتقاضاه الخزينة العامة من عوائد نتيجة للتخاصية وليس نقصه، هذا عدا عن مجموع المنافع الأخري المتحققة للمؤسسة والاقتصاد الوطني بشكل عام.
ما المؤسسات التي تنتظر علي قائمة برامج الخصخصة وما مدي الحاجة لذلك؟
- استمراراً لنهج الخصخصة يجري العمل حالياً علي تنفيذ خصخصة عدد من المشروعات وكما يلي:
شركة توزيع الكهرباء المركزية 100%
شركة كهرباء محافظة اربد 55.74%
شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية للطيران 74%
كلية الملكة نور الفنية للطيران المدني 100%
سكة حديد العقبة شراكة استراتيجية
شركة البريد الأردني شراكة استراتيجية الشركة الأردنية العامة للصوامع والتموين..بيع
شركة مطاحن الجويدة 100%
مجمع الشابسوغ 100%
الشركة الأردنية العقارية - بناية البرج 100%
مشروع التخلص من النفايات الصناعية والنفايات الطبية Boo
وكما هو واضح فان هذه المشاريع تشكل فرصاً مميزة أمام رجال الأعمال فهناك مثلاً مشاريع قائمة تحقق عوائد ونتائجها المالية واضحة، كما ان هناك مشاريع مرتقبة يستطيع المستثمر المباشرة في تنفيذها من البداية، إضافة لذلك فان حجم الاستثمار المطلوب لهذه المشاريع متنوع فمنها ما يحتاج الاستثمارات صغيرة ومنها يحتاج لاستثمارات متوسطة وكبيرة، كما أن هذه المشاريع تتوزع علي قطاعات متنوعة وذلك يتيح للمستثمر اختيار القطاع الذي يناسب أعماله ويتفق مع خبراته وإمكانياته التمويلية . والحاجة لخصخصة هذه المشاريع تأتي من الهدف الأساسي لبرنامج التخاصية حيث ينظر لها كمساهمة في تحديث وتطوير الاقتصاد الوطني ورفع كفاءة وفاعلية هذه المؤسسات.
ما الاستراتيجية المتبعة في الأردن فيما يتعلق بالخصخصة؟
- يقوم الأردن بتنفيذ عمليات التخاصية ضمن أسس ومتطلبات واضحة أهمها توفر الإطار التشريعي والمؤسسي الداعم لهذه العملية، وقد تم إقرار الاستراتيجية الوطنية للتخاصية من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية عام 1999 وفي عام 2000 تم إقرار قانون التخاصية رقم (25)، وتم إنشاء مجلس التخاصية ليتولي رسم السياسات العامة وتحديد المشاريع التي سيتم خصخصتها والأسلوب الأفضل لذلك، كما تم أيضاً إنشاء الهيئة التنفيذية للتخاصية لتشكل الذراع التنفيذي والمرجعية الأولي للحكومة في تنفيذ مشاريع التخاصية.
وخلال السنوات الماضية تميز برنامج التخاصية الأردني بالتدرج في التنفيذ ووفقاً لما تتطلبه طبيعة المشروع المنوي خصخصته بدءً من إعادة الهيكلة للمؤسسات والشركات العامة مروراً بالعمل علي تعديل التشريعات اللازمة انتهاء باختيار أسلوب التخاصية المناسب، وقد أوضح قانون التخاصية أن عمليات إعادة هيكلة وتخاصية المؤسسات العامة أو المشاريع التي يمتلكها القطاع العام تتم بإتباع أيمن الأساليب التالية:
نقل ملكية المؤسسة أو المشروع من القطاع العام الي القطاع الخاص بعد تحويله الي شركة وفقا للتشريعات النافذة المفعول، وإعادة هيكلته بقصد إتمام عملية التخاصية عليه.
نقل ملكية الأسهم أو الحصص التي تمتلكها الحكومة في الشركات التي تساهم فيها الي القطاع الخاص وذلك ببيعها له بصورة كلية أو جزئية.
نقل إدارة المشروع من القطاع العام الي القطاع الخاص بمقتضي اتفاق بينهما يخول القطاع الخاص حق إدارته وتشغيله.