تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أسعار النفط تشهد أقوى ارتفاع لها خلال 2007 بفضل توترات نيجيريا وإيران



مغروور قطر
27-05-2007, 05:54 AM
المصافي تبعث إشارات متضاربة وتتلاعب بتداولات الأسواق
أسعار النفط تشهد أقوى ارتفاع لها خلال 2007 بفضل توترات نيجيريا وإيران




شهد الأسبوع الماضي أقوى ارتفاع في أسواق النفط خلال العام الحالي، حيث صعدت الأسعار فوق حاجز ال71 دولاراً للبرميل، وبدا واضحاً أن مخاوف الإمداد كانت هي العامل الأبرز المؤثر في حركة التداولات. وظل برنت عند الإغلاق أول من أمس الجمعة قريبا من أعلى مستوياته في تسعة أشهر مدعوما بمخاوف من تعطل إمدادات نيجيريا والتوترات بشأن برنامج ايران النووي، وبلغ 71, 70 دولاراً للبرميل. وكان الخام قد صعد يوم الخميس إلى 80 ,71 دولاراً للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ 28 أغسطس عام 2006. وتوقع باركليز كابيتال أن يدفع الاتجاه الصعودي سعر برنت إلى أكثر من 72 دولارا.


واختطف مسلحون تسعة عمال نفط أجانب إضافة إلى نيجيري من سفينة قرب سواحل نيجيريا ليصل عدد الأجانب المحتجزين في نيجيريا إلى 25 شخصا. كما بدأ العاملون في شركة النفط الوطنية النيجيرية إضرابا إلى أجل غير مسمى في وقت سابق من الأسبوع الماضي وقالت اتحادات العمال أنها قد توسع الإضراب ليشمل إنتاج النفط إذا لم تنفذ مطالبها خلال أيام. وجاء الإضراب بعد أن أوقفت أعمال العنف في نيجيريا ثامن أكبر مصدر للنفط في العالم ربع انتاج البلاد من الخام. وإضافة إلى توترات نيجيريا فإن المتعاملين قلقون كذلك من احتمال تعطل الإمدادات الإيرانية بسبب الخلاف بشأن برنامج طهران النووي.


وبعثت المصافي بإشارات متضاربة، ففي حين قلصت توقعات تدني طلب المصافي من مكاسب الأسبوع حيث تراجعت الأسعار في بعض الجلسات مع توقع ان يؤدي توقف مصافي نفط عن العمل إلى تقليص الطلب على النفط وزيادة المخزونات، زاد البنزين نحو اثنين في المئة فيما ينظر إلى مشاكل مصافي النفط باعتبار أنها تتسبب في بطء تكوين مخزونات قبل بدء فصل الصيف الذي يشهد ذروة في الطلب.


ولم تفلح زيادة مخزونات الولايات المتحدة من الخام في تهدئة مخاوف الأسواق، حيث ارتفعت الأسعار يوم الأربعاء رغم إظهار البيانات زيادة المخزونات للمرة الخامسة على التوالي الأسبوع الماضي. وقال كايل كوبر مدير الأبحاث لدى اي.ايه.اف أدفيسورز في هيوستون «سوق الخام لا تزال تراهن على الصعود رغم وفرة مخزونات». أما جيم ريتيربوش رئيس ريتيربوش اند اسوشيتس فقد قال «تتحرك مخزونات البنزين ونشاط المصافي في الاتجاه الصحيح لكننا لا نزال نرى أن الزيادات غير كافية للحد من المخاوف بشأن المعروض».


ورأى محللون أن الظروف مهيأة لصعود أسعار النفط العالمية بسهولة إلى مستويات قياسية فوق 80 دولارا للبرميل هذا الصيف جراء التوترات في الشرق الأوسط ونمو صيني محموم وعزوف أوبك عن التدخل. لكنهم أشاروا إلى أن ارتفاع الأسعار لمستويات قياسية لن يترك نفس الأثر في الطلب على النفط كما في السنوات القليلة الماضية لاعتياد المستهلكين عليه. وبدا واضحاً أن شيئا لم يتغير منذ الصيف الماضي عندما صعدت الأسعار إلى أعلى مستوياتها مسجلة 65 ,87 دولارا لخام برنت و 40 ,78 دولارا للخام الأميركي.


وكان التغير الوحيد الملموس منذ الصيف الماضي هو قرار أوبك خفض الانتاج 7, 1 مليون برميل يوميا أو بنحو ستة بالمئة. وقال مركز دراسات الطاقة العالمية في تقريره الشهري «العالم يحتاج نفطا أكثر مما تبدو أوبك مستعدة لتقديمه مما يجعل من الصعب تجنب صعود جديد في أسعار النفط في الصيف المقبل». لكن حتى اذا ارتفعت الأسعار لمستويات غير مسبوقة فان الطلب العالمي على النفط لن يتأثر على الأرجح بنفس الدرجة كما حدث في موجات صعود سابقة.


وتلقى الطلب العالمي على النفط تلقى ضربة في 2005 عندما صعد متوسط أسعار الخام بأكثر من 35 في المئة عن العام السابق. غير أن متوسط الأسعار هذا العام تراجع حتى الآن بنحو تسعة بالمئة عن المتوسط القياسي للعام الماضي البالغ نحو 66 دولارا للبرميل. وفي ذات السياق توقعت مصادر في تجارة النفط أن الأسعار الحالية قريبة جداً من مستوى التأثير على الطلب العالمي.


لكن أوبك ترى أن الإمدادات لا تزال بعيدة عن تحمل مسؤولية ما يجري في الأسواق، و قال حسن قبازرد مدير الأبحاث في منظمة أوبك إن إمدادات النفط الخام ليست بحاجة إلى الزيادة نظرا لان ارتفاع الأسعار يعكس اختناقات في إمدادات البنزين وذلك رغم مناشدات المستهلكين ضخ مزيد من الخام.


وأوضح «أعتقد أن ضخ مزيد من الخام في السوق ليس ضروريا. لدينا اختناق في سلسلة الإمدادات وهذا الاختناق في مصافي التكرير التي تنتج البنزين لفصل الصيف». وأشار قبازرد ان عودة مصافي نفط للعمل بعد عمليات صيانة سيساعد في تعزيز مخزونات الوقود ويؤدي إلى أسعار اقل. وقال «في النهاية عندما تعود مصافي النفط إلى العمل بكامل طاقتها ويزيد مخزون البنزين الذي بدأ بالفعل في الزيادة سيؤدي ذلك إلى دفع الأسعار نزولا».


وزادت أسعار النفط من نحو 50 دولارا للبرميل في يناير لأسباب منها معروض اوبك الأقل والعنف في نيجيريا الذي قلص الإنتاج هناك وتراجع مخزونات البنزين في الولايات المتحدة. وفي العام الماضي اتفقت اوبك المسؤولة عن ثلث المعروض العالمي من النفط على خفض الإنتاج بكمية 7 ,1 مليون برميل يوميا بما يعادل نحو ستة في المئة.


3 سيناريوهات تتحكم في الأسعار خلال الفترة المقبلة


قال أوليفر جاكوب من بتروماتريكس «النقاط الثلاث التي ترسم مثلث سعر النفط في الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون مخزون البنزين الأميركي والتعطيلات النيجيرية والأعاصير». وأظهر مسح شهري نشرت نتائجه أول من أمس الجمعة أن المحللين يتوقعون أن تكون أسعار النفط العالمية التي صعدت فوق 70 دولاراً للبرميل قد اقتربت من أعلى مستوياتها للعام .


حيث يتكهن كثيرون بزيادة إنتاج أوبك في نهاية الأمر. وقدر المسح الشهري الذي شمل آراء 33 محللاً متوسط التوقعات للعقود الآجلة لخام برنت في لندن هذا العام عند 32, 62 دولارا للبرميل بزيادة دولارين تقريبا عن نتائج المسح في الشهر الماضي مما يعكس موجة الصعود الأخيرة في السوق إلى أعلى مستوى في تسعة أشهر.


وقال بنك كاليون في تقريره الشهري عن السلع الأولية «تضافر سعر 68 إلى 70 دولاراً لبرميل برنت وتراجع مخزونات الخام سيشجع أوبك على ما نتوقعه من زيادات كبيرة في الإنتاج». وأضاف «سيسمح هذا لأسعار الخام بالتراجع تدريجيا بعد انتهاء موسم الأعاصير».


وتوقع المحللون أن يبلغ متوسط أسعار الخام الأميركي 55 ,62 دولارا للبرميل هذا العام. ورغم توقعات بعض الخبراء أن ترتفع الأسعار لفترة وجيزة إلى مستويات قياسية جديدة قرب 80 دولاراً للبرميل في الأشهر القليلة المقبلة ينتظر تراجع متوسط الأسعار في 2007 بنحو 5% قياسا إلى العام الماضي.


وسجل متوسط أسعار الخام الأميركي ارتفاعا قياسيا عند 24 ,66 دولارا العام الماضي في حين بلغ متوسط سعر مزيج برنت 11 ,66 دولارا للبرميل. وتفاوت متوسط توقعات المحللين لسعر برنت في 2007 بين 50, 55 و50 ,70 دولارا بفارق 15 دولارا.وأظهرت التقديرات طويلة الأجل أن المحللين يتوقعون لمتوسط أسعار خام برنت أن يبلغ 90 ,59 دولارا في 2008 و61 ,51 دولارا في 2010.


وكالات