Abu Omar
28-05-2007, 10:07 AM
حسن الرشيدي
istratigi@hotmail.com
منذ نهار الأحد الماضي اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش اللبناني وما تعرف به نفسها باسم جماعة فتح الإسلام تتمركز في مخيم للاجئين الفلسطينيين نهر البارد وتوسعت إلى مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في أسوأ عنف دموي داخلي منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.
و تلاطمت التحليلات من هي جماعة فتح الإسلام و ما هي ارتباطاتها و لماذا تحركت في ذلك التوقيت و هل القتال الذي اندلع عفويا أم أنه أمر معد له و مخطط يرمي إلى توصيل رسائل معينة من جهة إلى أخرى في ظرف إقليمي و دولي مساعد .
و السؤال الأهم هل يمكن اعتبار هذه الجماعة إسلامية جهادية كما تدعي تقاتل من أجل مشروع إسلامي أم هي فصيل غريب المنشأ يرتبط باستخبارات دولة إقليمية كالمخابرات السورية أو هي مرتبطة بالطرف المقابل كتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري كما تقول الجهات المعادية للجماعة ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب استخدام منهج تحليلي يراعي فيه ثلاثة أمور : نشأة الجماعة- الظروف الإقليمية المصاحبة لنشاط هذه الجماعة – نموذج لجماعات مشابهة .
من هي فتح الإسلام ؟
في أوج الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف الثمانينات تبين للزعيم السوري آنذاك حافظ أسد و الذي كان يمد أدواته لبسط نفوذه على لبنان أن رئيس منظمة فتح ياسر عرفات لا يريد الانضواء تحت نفوذه فقرر إنهاء النفوذ الفلسطيني في لبنان و التي عجزت إسرائيل بميكنتها العسكرية عن إنهائه و بضوء أخضر إسرائيلي أمريكي و نجحت المخابرات السورية في استمالة أحد قادة فتح في لبنان و يدعى العقيد أبو موسى فانشق عن عرفات بفصيل و أطلق عليه فتح الانتفاضة و قاتلت فتح أبو موسى فتح عرفات قتالا مريرا في لبنان و انضم لأبي موسى فصائل لبنانية و فلسطينية موالية لسوريا و نجحوا في تحجيم نفوذ عرفات شمال لبنان بعد انسحابه من الجنوب بمباركة مسيحية إسرائيلية ثم انسحابه من وسط لبنان بتعاون شيعي باطني.
من رحم فتح الانتفاضة خرجت فتح الإسلام . و الإعلان عنها كان مفاجئا و بدون أي مقدمات منذ حوالي ستة أشهر . لذلك كانت صعوبة التعرف عليها و على منهجها و هذا يلقي ظلالا من الشك حول نشأتها تفرض علينا الحرص الشديد في الحكم عليها .
ففي نهاية شهر نوفمبر عام 2006 وقع إشكال في مخيم البداوي في شمال لبنان بين اللجنة الأمنية في المخيم ومجموعة العبسي المحسوبة على فتح الانتفاضة، وتم اعتقال شابين من المجموعة وتسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهو ما دفع العبسي لإعلان انشقاقه عن فتح الانتفاضة، وتشكيل حركة فتح الإسلام بعد ذلك الحادث بيومين.
لقد طرح اسم فتح الإسلام بقوة في الثاني عشر من مارس الماضي لاتهامها في تنفيذ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق ذهب ضحيتها ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى حيث تم توقيف بعض المشتبهين واتهم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع صراحة الاستخبارات السورية برعاية التنظيم قائلاً: إن الجميع يعرف من هي الجهة التي تقف وراء ما يسمى بفتح الإسلام التي هي جزء من الجهاز الاستخباراتي السوري.
أما سوريا فقد نفت بحزم هذه الاتهامات مؤكدة أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة حيث قال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد إن فتح الإسلام أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط لأعمال إرهابية في سورية وبرز في تحقيقات قضية عين علق وجود أربعة موقوفين سوريين وثلاثة سعوديين على الأقل حيث تردد أنهم أوقفوا في مطار بيروت الدولي وبينهم عبد الله بيشي وهو مطلوب في السعودية قيل إنه دخل لبنان من سوريا قادماً إليها عبر إيران غير أن المصادر الأمنية المتابعة عزت وجود السعوديين في هذه المجموعة إلى وقوعهم في شرك الخداع حيث كانوا يرغبون بالذهاب إلى العراق وقد تم إيهامهم بذلك غير أنهم اكتشفوا أن المجموعة ترغب بتنفيذ عمليات في لبنان مما دفعهم إلى محاولة المغادرة لتوقفهم القوى الأمنية اللبنانية في مطار بيروت.
و في العاشر من مايو أعلنت فتح الإسلام أن قوات الأمن السورية قتلت أربعة من أعضائها بينما كانوا يحاولون عبور الحدود إلى العراق وتوعدت بالانتقام وأشارت إلى أن اثنين من المسلحين الأربعة القتلى هما قياديان يلقبان بأبي الليث الشامي وأبي عبد الرحمن الشامي وقالت إنهما كانا يحاولان العبور لنصرة إخوانهما في دولة العراق الإسلامية و اشتبكوا الأربعة في مواجهة بطولية شرسة غير متكافئة لا في العدد ولا في العدة مع مجموعات من أذناب الطواغيت وحراس الطواغيت في سوريا على حد بيان الجماعة .
و يلاحظ أن الإعلان عن هذا الاشتباك كان قبل مؤتمر شرم الشيخ بيوم واحد فقط و الذي فاجأ الجميع بعقد لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم و وزيرة الخارجية الأمريكية رايس
وأضافت الجماعة في بيان على الانترنت ولينتظر أعداء الله من اليهود والصليبيين وحراسهم ما يقطع قلوبهم ويهدّ عروشهم. نقسم ونعاهد الله أن دماء إخواننا لن تذهب هدراً وذكرت الجماعة أن خمسة من قوات الأمن السورية قتلوا في الاشتباك لكنها لم تقل متى وقع.
و بالبحث عن مصادر للمعلومات عن هذه الجماعة تتبعنا بياناتها و روايات شهود ميلاد الجماعة و من أحادث صحفية لزعيمها و من آراء زعماء لبنانيين و فلسطينيين عنها و أيضا تقارير صحفية .
الرواية الأولى للأمين العام لحركة فتح - الانتفاضة العقيد محمد موسى (أبو موسى) حيث يقول على هامش مؤتمر صحافي عقدته الفصائل الفلسطينية في دمشق في ديسمبر الماضي إن أبو خالد العملة كان المسئول الوحيد عن إدارة وقيادة قواتنا ومواقعنا العسكرية التي بقيت في لبنان بعد انسحاب الجيش السوري... المشكلة بدأت أول هذه السنة بتغيب المراقبة لتلك المواقع حيث كان هناك شاباً من عناصرنا اسمه شاكر العبسي حبس عند السوريين نحو ثلاث سنوات ونصف سنة عندما اغتيل الدبلوماسي الأميركي في عمان حيث ذكر اسم العبسي في التحقيقات التي جرت في عمان ثم أفرج عنه هنا (يقصد في سوريا) هذا الشاب ملتصق بأبي خالد العملة بما انه مكلف مهمات تسمي عندنا الوطن المحتل و كان أبو خالد يرسله إلى هذه المواقع في لبنان ومعه عشرة عناصر غير معروفة لدى باقي مواقعنا... وعندما كانوا يسألون هذه العناصر من أرسلها فيقول لهم شاكر العبسي إن هذا تدريب للأرض المحتلة. وأكد إن هذا الجسم كبر وكبر إلى ان صار في حدود 40 شخصا يحملون هويات من الحركة ويحملون سلاحاً من الحركة ويتدربون علي أيدي شباب من الحركة وأصبحوا عناصر مقاتلة وأعطوا غطاء سياسياً بحملهم هوياتنا من غير أن يسجلوا في سجلات الإدارة الداخلية عندنا وهوياتهم منحت بسحبها فارغة وتمت تعبئتها في المواقع... هذه المسألة الأمنية شعرنا بخطورتها بعدما نزحوا عن الأرض القريبة من الحدود السورية وذهبوا إلى عمق لبنان وأعطوا مواقع من مواقعنا في نهر البارد والبداوي من دون علم القيادة إلى أن حصل ما أعلنه شاكر العبسي بأن هذا تنظيم: فتح الإسلام.لكن الخطيئة التي وقع فيها أبو خالد (العملة) انه لم يعلم القيادة منذ البداية ما هي مصلحتنا في هذا التدريب ونحن ضمن الموقف السياسي السوري الوطني وحزب الله وما هي مصلحتنا بأن نأتي بهذه القوة التي ثبت لنا في ما بعد أنها من الجزائر وتونس والسعودية والأردن وسوريا.
و أضاف أبو موسى انه عندما اخذوا هذا الموقع وأعلنوا عن أنفسهم في نهر البارد تقاطرت عليهم عناصر من تنظيمات مختلفة مثل جند الله وجند الشام ومن كل القوي المعارضة للخط الوطني المقاوم في لبنان.
أوردت جريدة النهار في الرابع عشر من مارس الماضي تحقيقا حول فتح الإسلام المنتشرة في مخيم عين البارد في الشمال فقالت إنها تضم 200 عنصر برئاسة شاكر العبسي المنشق عن فتح الانتفاضة والذي يقول انه كان عقيدا طيارا في منظمة التحرير الفلسطينية.
و في مقابلة أخرى مع صحيفة النهار نفى شاكر العبسي أي علاقة لحركته بتنظيم القاعدة وأي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في لبنان الشهر الماضي.
وقال العبسي إن فتح الإسلام لا تتبع لأي نظام ولا لأي تنظيم على وجه الأرض. إنها حركة مستقلة تجعل الكتاب والسنة منهجا لها.
ونفى العبسي تصريحات وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد الذي قال إن العبسي كان مسجونا في سوريا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة والتخطيط لأعمال إرهابية.
وقال العبسي نعم كنت مسجونا في سوريا لكن التهم التي قيل إنها سبب الحكم الذي صدر في حقي ليست صحيحة. لم اسجن بسبب انتسابي إلى القاعدة على الإطلاق ومن حقق معي آنئذ هو نفسه وزير الداخلية اليوم شخصيا ولم ينبس بكلمة القاعدة أبدا.
وأوضح العبسي انه بعد خروجه من السجن سكن في دمشق حيث مقر فتح الانتفاضة التنظيم الفلسطيني الذي كان ينتمي إليه قبل تأسيس فتح الإسلام في نوفمبر المنصرم.
كذلك نفى العبسي الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية اللبناني حسن السبع حول مسؤولية أعضاء من فتح الإسلام عن التفجير الذي وقع في منطقة مسيحية في فبراير وأدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال العبسي تعلمون إننا منذ الإعلان عن هذه الحركة ونحن متابعون امنيا. حتى أن لدى أجهزة الأمن عددا من الصور لمعظم الإخوة الموجودين معنا إن لم يكن للكل فليرونا صور هؤلاء الموقوفين وليقارنوها بكل صورنا الموجودة لديهم والتي يعرفونها جيدا.
و تحدث شاكر العباسي إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز قائلاً بأن أمريكا تحتاج إلى أن تعاقب بسبب تواجدها في العالم الإسلامي. وقد قال شاكر العباسي بالحرف الواحد إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز : السبيل الوحيد للحصول على حقوقنا هو استخدام القوة وهو السبيل الذي تتعامل به أمريكا معنا وبالتالي عندما يشعر الأمريكيون بأن حياتهم واقتصادهم عرضة للتهديد فإنهم سوف يعرفون ويفهمون أن عليهم أن يرحلوا.
istratigi@hotmail.com
منذ نهار الأحد الماضي اندلعت اشتباكات دامية بين الجيش اللبناني وما تعرف به نفسها باسم جماعة فتح الإسلام تتمركز في مخيم للاجئين الفلسطينيين نهر البارد وتوسعت إلى مدينة طرابلس السنية في شمال لبنان مما أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص في أسوأ عنف دموي داخلي منذ انتهاء الحرب الأهلية التي اندلعت بين عامي 1975 و1990.
و تلاطمت التحليلات من هي جماعة فتح الإسلام و ما هي ارتباطاتها و لماذا تحركت في ذلك التوقيت و هل القتال الذي اندلع عفويا أم أنه أمر معد له و مخطط يرمي إلى توصيل رسائل معينة من جهة إلى أخرى في ظرف إقليمي و دولي مساعد .
و السؤال الأهم هل يمكن اعتبار هذه الجماعة إسلامية جهادية كما تدعي تقاتل من أجل مشروع إسلامي أم هي فصيل غريب المنشأ يرتبط باستخبارات دولة إقليمية كالمخابرات السورية أو هي مرتبطة بالطرف المقابل كتيار المستقبل بزعامة سعد الحريري كما تقول الجهات المعادية للجماعة ؟
للإجابة على هذا السؤال يجب استخدام منهج تحليلي يراعي فيه ثلاثة أمور : نشأة الجماعة- الظروف الإقليمية المصاحبة لنشاط هذه الجماعة – نموذج لجماعات مشابهة .
من هي فتح الإسلام ؟
في أوج الحرب الأهلية اللبنانية في منتصف الثمانينات تبين للزعيم السوري آنذاك حافظ أسد و الذي كان يمد أدواته لبسط نفوذه على لبنان أن رئيس منظمة فتح ياسر عرفات لا يريد الانضواء تحت نفوذه فقرر إنهاء النفوذ الفلسطيني في لبنان و التي عجزت إسرائيل بميكنتها العسكرية عن إنهائه و بضوء أخضر إسرائيلي أمريكي و نجحت المخابرات السورية في استمالة أحد قادة فتح في لبنان و يدعى العقيد أبو موسى فانشق عن عرفات بفصيل و أطلق عليه فتح الانتفاضة و قاتلت فتح أبو موسى فتح عرفات قتالا مريرا في لبنان و انضم لأبي موسى فصائل لبنانية و فلسطينية موالية لسوريا و نجحوا في تحجيم نفوذ عرفات شمال لبنان بعد انسحابه من الجنوب بمباركة مسيحية إسرائيلية ثم انسحابه من وسط لبنان بتعاون شيعي باطني.
من رحم فتح الانتفاضة خرجت فتح الإسلام . و الإعلان عنها كان مفاجئا و بدون أي مقدمات منذ حوالي ستة أشهر . لذلك كانت صعوبة التعرف عليها و على منهجها و هذا يلقي ظلالا من الشك حول نشأتها تفرض علينا الحرص الشديد في الحكم عليها .
ففي نهاية شهر نوفمبر عام 2006 وقع إشكال في مخيم البداوي في شمال لبنان بين اللجنة الأمنية في المخيم ومجموعة العبسي المحسوبة على فتح الانتفاضة، وتم اعتقال شابين من المجموعة وتسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهو ما دفع العبسي لإعلان انشقاقه عن فتح الانتفاضة، وتشكيل حركة فتح الإسلام بعد ذلك الحادث بيومين.
لقد طرح اسم فتح الإسلام بقوة في الثاني عشر من مارس الماضي لاتهامها في تنفيذ تفجير حافلتي ركاب في منطقة عين علق ذهب ضحيتها ثلاثة قتلى والعديد من الجرحى حيث تم توقيف بعض المشتبهين واتهم وزير الداخلية اللبناني حسن السبع صراحة الاستخبارات السورية برعاية التنظيم قائلاً: إن الجميع يعرف من هي الجهة التي تقف وراء ما يسمى بفتح الإسلام التي هي جزء من الجهاز الاستخباراتي السوري.
أما سوريا فقد نفت بحزم هذه الاتهامات مؤكدة أن المجموعة تنتمي إلى تنظيم القاعدة حيث قال وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد إن فتح الإسلام أحد تنظيمات القاعدة التي تخطط لأعمال إرهابية في سورية وبرز في تحقيقات قضية عين علق وجود أربعة موقوفين سوريين وثلاثة سعوديين على الأقل حيث تردد أنهم أوقفوا في مطار بيروت الدولي وبينهم عبد الله بيشي وهو مطلوب في السعودية قيل إنه دخل لبنان من سوريا قادماً إليها عبر إيران غير أن المصادر الأمنية المتابعة عزت وجود السعوديين في هذه المجموعة إلى وقوعهم في شرك الخداع حيث كانوا يرغبون بالذهاب إلى العراق وقد تم إيهامهم بذلك غير أنهم اكتشفوا أن المجموعة ترغب بتنفيذ عمليات في لبنان مما دفعهم إلى محاولة المغادرة لتوقفهم القوى الأمنية اللبنانية في مطار بيروت.
و في العاشر من مايو أعلنت فتح الإسلام أن قوات الأمن السورية قتلت أربعة من أعضائها بينما كانوا يحاولون عبور الحدود إلى العراق وتوعدت بالانتقام وأشارت إلى أن اثنين من المسلحين الأربعة القتلى هما قياديان يلقبان بأبي الليث الشامي وأبي عبد الرحمن الشامي وقالت إنهما كانا يحاولان العبور لنصرة إخوانهما في دولة العراق الإسلامية و اشتبكوا الأربعة في مواجهة بطولية شرسة غير متكافئة لا في العدد ولا في العدة مع مجموعات من أذناب الطواغيت وحراس الطواغيت في سوريا على حد بيان الجماعة .
و يلاحظ أن الإعلان عن هذا الاشتباك كان قبل مؤتمر شرم الشيخ بيوم واحد فقط و الذي فاجأ الجميع بعقد لقاء بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم و وزيرة الخارجية الأمريكية رايس
وأضافت الجماعة في بيان على الانترنت ولينتظر أعداء الله من اليهود والصليبيين وحراسهم ما يقطع قلوبهم ويهدّ عروشهم. نقسم ونعاهد الله أن دماء إخواننا لن تذهب هدراً وذكرت الجماعة أن خمسة من قوات الأمن السورية قتلوا في الاشتباك لكنها لم تقل متى وقع.
و بالبحث عن مصادر للمعلومات عن هذه الجماعة تتبعنا بياناتها و روايات شهود ميلاد الجماعة و من أحادث صحفية لزعيمها و من آراء زعماء لبنانيين و فلسطينيين عنها و أيضا تقارير صحفية .
الرواية الأولى للأمين العام لحركة فتح - الانتفاضة العقيد محمد موسى (أبو موسى) حيث يقول على هامش مؤتمر صحافي عقدته الفصائل الفلسطينية في دمشق في ديسمبر الماضي إن أبو خالد العملة كان المسئول الوحيد عن إدارة وقيادة قواتنا ومواقعنا العسكرية التي بقيت في لبنان بعد انسحاب الجيش السوري... المشكلة بدأت أول هذه السنة بتغيب المراقبة لتلك المواقع حيث كان هناك شاباً من عناصرنا اسمه شاكر العبسي حبس عند السوريين نحو ثلاث سنوات ونصف سنة عندما اغتيل الدبلوماسي الأميركي في عمان حيث ذكر اسم العبسي في التحقيقات التي جرت في عمان ثم أفرج عنه هنا (يقصد في سوريا) هذا الشاب ملتصق بأبي خالد العملة بما انه مكلف مهمات تسمي عندنا الوطن المحتل و كان أبو خالد يرسله إلى هذه المواقع في لبنان ومعه عشرة عناصر غير معروفة لدى باقي مواقعنا... وعندما كانوا يسألون هذه العناصر من أرسلها فيقول لهم شاكر العبسي إن هذا تدريب للأرض المحتلة. وأكد إن هذا الجسم كبر وكبر إلى ان صار في حدود 40 شخصا يحملون هويات من الحركة ويحملون سلاحاً من الحركة ويتدربون علي أيدي شباب من الحركة وأصبحوا عناصر مقاتلة وأعطوا غطاء سياسياً بحملهم هوياتنا من غير أن يسجلوا في سجلات الإدارة الداخلية عندنا وهوياتهم منحت بسحبها فارغة وتمت تعبئتها في المواقع... هذه المسألة الأمنية شعرنا بخطورتها بعدما نزحوا عن الأرض القريبة من الحدود السورية وذهبوا إلى عمق لبنان وأعطوا مواقع من مواقعنا في نهر البارد والبداوي من دون علم القيادة إلى أن حصل ما أعلنه شاكر العبسي بأن هذا تنظيم: فتح الإسلام.لكن الخطيئة التي وقع فيها أبو خالد (العملة) انه لم يعلم القيادة منذ البداية ما هي مصلحتنا في هذا التدريب ونحن ضمن الموقف السياسي السوري الوطني وحزب الله وما هي مصلحتنا بأن نأتي بهذه القوة التي ثبت لنا في ما بعد أنها من الجزائر وتونس والسعودية والأردن وسوريا.
و أضاف أبو موسى انه عندما اخذوا هذا الموقع وأعلنوا عن أنفسهم في نهر البارد تقاطرت عليهم عناصر من تنظيمات مختلفة مثل جند الله وجند الشام ومن كل القوي المعارضة للخط الوطني المقاوم في لبنان.
أوردت جريدة النهار في الرابع عشر من مارس الماضي تحقيقا حول فتح الإسلام المنتشرة في مخيم عين البارد في الشمال فقالت إنها تضم 200 عنصر برئاسة شاكر العبسي المنشق عن فتح الانتفاضة والذي يقول انه كان عقيدا طيارا في منظمة التحرير الفلسطينية.
و في مقابلة أخرى مع صحيفة النهار نفى شاكر العبسي أي علاقة لحركته بتنظيم القاعدة وأي علاقة لها بالتفجير الذي وقع في لبنان الشهر الماضي.
وقال العبسي إن فتح الإسلام لا تتبع لأي نظام ولا لأي تنظيم على وجه الأرض. إنها حركة مستقلة تجعل الكتاب والسنة منهجا لها.
ونفى العبسي تصريحات وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبد المجيد الذي قال إن العبسي كان مسجونا في سوريا بتهمة الانتماء إلى تنظيم القاعدة والتخطيط لأعمال إرهابية.
وقال العبسي نعم كنت مسجونا في سوريا لكن التهم التي قيل إنها سبب الحكم الذي صدر في حقي ليست صحيحة. لم اسجن بسبب انتسابي إلى القاعدة على الإطلاق ومن حقق معي آنئذ هو نفسه وزير الداخلية اليوم شخصيا ولم ينبس بكلمة القاعدة أبدا.
وأوضح العبسي انه بعد خروجه من السجن سكن في دمشق حيث مقر فتح الانتفاضة التنظيم الفلسطيني الذي كان ينتمي إليه قبل تأسيس فتح الإسلام في نوفمبر المنصرم.
كذلك نفى العبسي الاتهامات التي وجهها وزير الداخلية اللبناني حسن السبع حول مسؤولية أعضاء من فتح الإسلام عن التفجير الذي وقع في منطقة مسيحية في فبراير وأدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين.
وقال العبسي تعلمون إننا منذ الإعلان عن هذه الحركة ونحن متابعون امنيا. حتى أن لدى أجهزة الأمن عددا من الصور لمعظم الإخوة الموجودين معنا إن لم يكن للكل فليرونا صور هؤلاء الموقوفين وليقارنوها بكل صورنا الموجودة لديهم والتي يعرفونها جيدا.
و تحدث شاكر العباسي إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز قائلاً بأن أمريكا تحتاج إلى أن تعاقب بسبب تواجدها في العالم الإسلامي. وقد قال شاكر العباسي بالحرف الواحد إلى مراسل صحيفة نيويورك تايمز : السبيل الوحيد للحصول على حقوقنا هو استخدام القوة وهو السبيل الذي تتعامل به أمريكا معنا وبالتالي عندما يشعر الأمريكيون بأن حياتهم واقتصادهم عرضة للتهديد فإنهم سوف يعرفون ويفهمون أن عليهم أن يرحلوا.